نشرت في صحيفة الوطن

قضائيات لا يُنصت التاريخ لغير الإنجاز، وكلما كان الإنجاز كبيراً كلما أغضى التاريخ حياءً ومهابة لمن يُكتب الإنجاز باسمه، ولعلنا في هذا الزمان نرى نتائج اختبارات الحكام والولاة في عالمنا العربي، فنرى الراسبين الساقطين في أوحال الفساد والظلم وقهر الشعوب، ونرى آخرين قد أطبقت عليهم شباك العواقب الأليمة لأفعالهم الأثيمة، ونرى أقواماً أُخر لا يدرون متى ومن أين تأتيهم صفعات المحاسبة وركلات المعاقبة، وآخرون يحمدون أقوامهم كما يحمدهم أقوامهم، وصدق الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام حيث يقول (( خِيَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُحِبُّونَهُمْ وَيُحِبُّونَكُمْ وَيُصَلُّونَ عَلَيْكُمْ وَتُصَلُّونَ عَلَيْهِمْ وَشِرَارُ أَئِمَّتِكُمْ الَّذِينَ تُبْغِضُونَهُمْ وَيُبْغِضُونَكُمْ وَتَلْعَنُونَهُمْ وَيَلْعَنُونَكُمْ )) رواه مسلم


- إن أعظم من يَحِقُّ له أن يفخر من الملوك والقادة لَمَلِكٌ - لم يمض على حكمه إلا ست سنوات فقط - إلا وقد زاد في حدود المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بمثل مساحتهما.


- وأن يطوِّر من أداء بئر زمزم؛ ليكون معلماً إسلامياً حضارياً رائداً، على نحوٍ لم يسبق إليه من قبل.


- كما قضى على متاعب الحج وحوادث المشاعر بعمارة أدوار الجمرات؛ ليستوعب المكان ستة أضعاف طاقته السابقة.


- كما وسَّع - أفقياً ورأسياً - على الحجيج والمعتمرين في سعيهم بين الصفا والمروة ؛ مما انتهت معه مشكلات التدافع والتزاحم؛ فاحتملت التوسعة ثلاثة أضعاف ما كانت تحتمله سابقاً.


- كما أمكنه الله من أن يضاعف عدد جامعات بلاده أربع مرات؛ فلم تخل منطقة من مناطق المملكة من جامعة أو جامعتين؛ عدا عن عشرات الجامعات والكليات الأهلية التي أتيح لها المشاركة في القيام بالنهضة العلمية الفائقة.


- وأن يسجل لبلاده إنجازاً باحتواء أحدث جامعات العالم قاطبة ( جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية ) ، وأخرى هي أكبر جامعات العالم على الإطلاق ( جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات ).


- وأن يبتعث أكثر من مائة وخمسين ألفاً من شباب وطنه للتزود بالعلم في أرجاء الأرض، وقريبٌ من هذا العدد في جامعات الداخل.


- لقد استطاع - بما آتاه الله من النزاهة والعفاف ونظافة اليد - أن يزيد من دخل بلاده سنةً بعد أخرى؛ مع ما يشهده العالم أجمع من هزاتٍ متلاحقةٍ في الاقتصاد والسياسة.


- كما تمكَّن بصلاحه وعدله من إقرار إنشاء نصف مليون وحدة سكنية لتوزيعها على شباب أمته، وبإشرافٍ مباشرٍ منه شخصياً.


- كما شهد عهده إحداث نقلةٍ تاريخيةٍ في مجال العدل والقضاء؛ فسن الأنظمة، واصطنع ثقات الرجال لتطبيقها، وغيَّر من طبيعة التقاضي ودرجاته بما يحقق العدل والإنصاف بين الرعية؛ بإحداث تطوير قضائي غير مسبوق.


- كما قام على دعم المؤسسة العدلية بمليارات الريالات؛ لتحسين وضعها والرفع من كفاءتها، وأشرف عن قرب على أداء نوابه فيها.


- وشهدت المؤسسة التشريعية في عهده حراكاً معرفياً لا مثيل له في عالمنا العربي والإسلامي؛ فأسس للفتوى ودعم جهتها الرسمية مادياً ومعنوياً؛ بما يوسع من دوائر أنشطتها ويزيد من كفاءة أفرادها.


- كما انتقى أفذاذ الرجال من مختلف المناطق وفي جميع التخصصات في مجلس الشورى؛ لضبط الأنظمة والاتفاقات والمعاهدات الدولية.


- كما أسس للدولة مقاماً جليلاً ومكانة عزيزة على المستوى الخارجي والعلاقات الدولية؛ بحسن علاقته بملوك ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة.


- كما وطد علاقة شعبه بالشعوب الأخرى بما يبذله من صنائع المعروف لمن يستحقها من أشقائنا من العرب والمسلمين حول العالم.


- كما فرض على حكومات العالم احترامه بقوة شكيمته وشدة مراسه وعروبته الأصيلة غير المصطنعة ولا المزيفة، مما عاد بمثل ذلك على أفراد شعبه أمام شعوب العالم.


- كما حفظ للمواطن مكانته في داخل بلاده وفي خارجها بالتشديد على سفرائه في الخارج أن يشرفوا بأنفسهم على رعايا بلاده، وأطاح بمن ثبت تقصيره في ذلك.


- كما اشتهر وفقه الله بالمبادرة الفورية باتخاذ القرار الحاسم في الوقت الأنسب في أمور الحرب والسلم؛ بما حفظ على إقليمنا الخليجي هيبته واستقراره.


- كما ثبت للكافة قربه من أحداث بلاده على مستوى عموم الرعية وخصوص أفرادهم؛ فما إن تظهر حاجة فرد لعنايةٍ زائدةٍ عما هو متاحٌ لبقية الرعية في أمور الصحة أو الإسكان إلا ويأمر بقضاء تلك الحاجات على الفور.


- بل بلغ به الحرص على مصالح أمته - متعه الله بالصحة والعافية - أن أشرف بنفسه على مساع الصلح بين أفراد الشعب في أمور القصاص، ولو بدعمٍ ماليٍ منه - رعاه الله - لحقن دماء الرعية.


- لقد وثَّق مليكنا المحبوب - أعزه الله - لشعبه سياسة الباب المفتوح؛ كما كان عليه والده المؤسس غفر الله له، فكان اللقاء بينه وبين أفراد شعبه على نحوٍ لا يوجد له مثيل في جميع شعوب العالم، فيوم للعلماء من كل أسبوع، وآخر لأصحاب الحاجات من عامة الرعية، ولقاءٌ سنويٌ بأهل الشورى يحدد فيه سياسة بلاده، ويقف بنفسه على ما حققه أهل الرأي والحكمة من نخبة رجالات دولته.


- لم يكتف خادم الحرمين الشريفين بأن يحسن اختيار رجاله، بل جعل عليهم ديواناً لمراقبتهم، وهيئةً لمكافحة الفساد، وألزمهم بتزويده بتقارير سنوية عن منجزات إداراتهم؛ وكل ذلك لتحقيق أكبر قدر من الأداء الحسن، وأقل قدر من الخلل والتقصير.


- لقد ظهر في عهد المليك المفدى أمر يُحسَبُ في صفحات التاريخ البيضاء له - سدده الله - وذلك باتخاذه قراراتٍ حاسمةً ومصيريةً في سبيل الإصلاح والتغيير نحو الأفضل، وفي الوقت الذي لا يَحسِبُ له المقصرون أدنى حساب؛ حتى خشي سطوته وصولته كل مقصرٍ بلا استثناء.


- لقد شارك رعاياه همومهم في نكباتهم؛ كما حصل في حادثتي سيول جدة، فأغدق على المتضررين بما خفَّف عليهم معاناتهم، وجبر به مصابهم.


- كما أضفى على جميع موظفي دولته حال مَقدمه من رحلة علاجه الأخيرة ما سد به خُلَّة الكثير منهم، وأكرمهم بتصحيح أوضاعهم الوظيفية على الفور، وأنفق الأموال الطائلة لتحقيق مصالح جمة في كل المجالات.


- إن هذه السنوات الست من حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز لهي صغيرةٌ في عمر الزمن، ولكنها كبيرةٌ عظيمةٌ جليلةٌ في عالم الإنجاز، فيكفيه فخراً أن جعل محبته تُخالط دماء شعبه - صغاراً وكباراً - كما يُخالطها الهواء في الرئتين، نعم!، فالناس في المملكة تتنفس محبة المليك في كل لحظة، وفقه الله وسدده، وأمد في عمره، ومتَّعه بدوام الصحة والعافية. إن ربي سميع مجيب


http://www.cojss.com/vb/showthread.php?p=23787

الفقير إلى عفو الودود ناصر بن زيد بن داود

ليست هناك تعليقات | عدد القراء : 3749 | تأريخ النشر : الأحد 26 جمادى الآخرة 1432هـ الموافق 29 مايو 2011م

طباعة المقال

إرسال المقالة
(( عندما تتحدث الإنجازات ينصت التاريخ )) لا ينصت التاريخ لغير الإنجاز، وكلما كان الإنجاز كبيرا كلما أغضى التاريخ حياء ومهابة لمن يكتب الإنجاز باسمه، ولعلنا في هذا الزمان نرى نتائج اختبارات الحكام والولاة في عالمنا العربي، فنرى الراسبين الساقطين في أوحال الفساد والظلم وقهر الشعوب، ونرى آخرين قد أطبقت عليهم شباك العواقب الأليمة لأفعالهم الأثيمة، ونرى أقواما أخر لا يدرون متى ومن أين تأتيهم صفعات المحاسبة وركلات المعاقبة، وآخرون يحمدون أقوامهم كما يحمدهم أقوامهم، وصدق الحبيب المصطفى عليه الصلاة والسلام حيث يقول (( خيار أئمتكم الذين تحبونهم ويحبونكم ويصلون عليكم وتصلون عليهم وشرار أئمتكم الذين تبغضونهم ويبغضونكم وتلعنونهم ويلعنونكم )) رواه مسلم - إن أعظم من يحق له أن يفخر من الملوك والقادة لملك - لم يمض على حكمه إلا ست سنوات فقط - إلا وقد زاد في حدود المسجد الحرام والمسجد النبوي الشريف بمثل مساحتهما. - وأن يطور من أداء بئر زمزم؛ ليكون معلما إسلاميا حضاريا رائدا، على نحو لم يسبق إليه من قبل. - كما قضى على متاعب الحج وحوادث المشاعر بعمارة أدوار الجمرات؛ ليستوعب المكان ستة أضعاف طاقته السابقة. - كما وسع - أفقيا ورأسيا - على الحجيج والمعتمرين في سعيهم بين الصفا والمروة ؛ مما انتهت معه مشكلات التدافع والتزاحم؛ فاحتملت التوسعة ثلاثة أضعاف ما كانت تحتمله سابقا. - كما أمكنه الله من أن يضاعف عدد جامعات بلاده أربع مرات؛ فلم تخل منطقة من مناطق المملكة من جامعة أو جامعتين؛ عدا عن عشرات الجامعات والكليات الأهلية التي أتيح لها المشاركة في القيام بالنهضة العلمية الفائقة. - وأن يسجل لبلاده إنجازا باحتواء أحدث جامعات العالم قاطبة ( جامعة الملك عبد الله بن عبد العزيز للعلوم والتقنية ) ، وأخرى هي أكبر جامعات العالم على الإطلاق ( جامعة الأميرة نورة بنت عبد الرحمن للبنات ). - وأن يبتعث أكثر من مائة وخمسين ألفا من شباب وطنه للتزود بالعلم في أرجاء الأرض، وقريب من هذا العدد في جامعات الداخل. - لقد استطاع - بما آتاه الله من النزاهة والعفاف ونظافة اليد - أن يزيد من دخل بلاده سنة بعد أخرى؛ مع ما يشهده العالم أجمع من هزات متلاحقة في الاقتصاد والسياسة. - كما تمكن بصلاحه وعدله من إقرار إنشاء نصف مليون وحدة سكنية لتوزيعها على شباب أمته، وبإشراف مباشر منه شخصيا. - كما شهد عهده إحداث نقلة تاريخية في مجال العدل والقضاء؛ فسن الأنظمة، واصطنع ثقات الرجال لتطبيقها، وغير من طبيعة التقاضي ودرجاته بما يحقق العدل والإنصاف بين الرعية؛ بإحداث تطوير قضائي غير مسبوق. - كما قام على دعم المؤسسة العدلية بمليارات الريالات؛ لتحسين وضعها والرفع من كفاءتها، وأشرف عن قرب على أداء نوابه فيها. - وشهدت المؤسسة التشريعية في عهده حراكا معرفيا لا مثيل له في عالمنا العربي والإسلامي؛ فأسس للفتوى ودعم جهتها الرسمية ماديا ومعنويا؛ بما يوسع من دوائر أنشطتها ويزيد من كفاءة أفرادها. - كما انتقى أفذاذ الرجال من مختلف المناطق وفي جميع التخصصات في مجلس الشورى؛ لضبط الأنظمة والاتفاقات والمعاهدات الدولية. - كما أسس للدولة مقاما جليلا ومكانة عزيزة على المستوى الخارجي والعلاقات الدولية؛ بحسن علاقته بملوك ورؤساء الدول الشقيقة والصديقة. - كما وطد علاقة شعبه بالشعوب الأخرى بما يبذله من صنائع المعروف لمن يستحقها من أشقائنا من العرب والمسلمين حول العالم. - كما فرض على حكومات العالم احترامه بقوة شكيمته وشدة مراسه وعروبته الأصيلة غير المصطنعة ولا المزيفة، مما عاد بمثل ذلك على أفراد شعبه أمام شعوب العالم. - كما حفظ للمواطن مكانته في داخل بلاده وفي خارجها بالتشديد على سفرائه في الخارج أن يشرفوا بأنفسهم على رعايا بلاده، وأطاح بمن ثبت تقصيره في ذلك. - كما اشتهر وفقه الله بالمبادرة الفورية باتخاذ القرار الحاسم في الوقت الأنسب في أمور الحرب والسلم؛ بما حفظ على إقليمنا الخليجي هيبته واستقراره. - كما ثبت للكافة قربه من أحداث بلاده على مستوى عموم الرعية وخصوص أفرادهم؛ فما إن تظهر حاجة فرد لعناية زائدة عما هو متاح لبقية الرعية في أمور الصحة أو الإسكان إلا ويأمر بقضاء تلك الحاجات على الفور. - بل بلغ به الحرص على مصالح أمته - متعه الله بالصحة والعافية - أن أشرف بنفسه على مساع الصلح بين أفراد الشعب في أمور القصاص، ولو بدعم مالي منه - رعاه الله - لحقن دماء الرعية. - لقد وثق مليكنا المحبوب - أعزه الله - لشعبه سياسة الباب المفتوح؛ كما كان عليه والده المؤسس غفر الله له، فكان اللقاء بينه وبين أفراد شعبه على نحو لا يوجد له مثيل في جميع شعوب العالم، فيوم للعلماء من كل أسبوع، وآخر لأصحاب الحاجات من عامة الرعية، ولقاء سنوي بأهل الشورى يحدد فيه سياسة بلاده، ويقف بنفسه على ما حققه أهل الرأي والحكمة من نخبة رجالات دولته. - لم يكتف خادم الحرمين الشريفين بأن يحسن اختيار رجاله، بل جعل عليهم ديوانا لمراقبتهم، وهيئة لمكافحة الفساد، وألزمهم بتزويده بتقارير سنوية عن منجزات إداراتهم؛ وكل ذلك لتحقيق أكبر قدر من الأداء الحسن، وأقل قدر من الخلل والتقصير. - لقد ظهر في عهد المليك المفدى أمر يحسب في صفحات التاريخ البيضاء له - سدده الله - وذلك باتخاذه قرارات حاسمة ومصيرية في سبيل الإصلاح والتغيير نحو الأفضل، وفي الوقت الذي لا يحسب له المقصرون أدنى حساب؛ حتى خشي سطوته وصولته كل مقصر بلا استثناء. - لقد شارك رعاياه همومهم في نكباتهم؛ كما حصل في حادثتي سيول جدة، فأغدق على المتضررين بما خفف عليهم معاناتهم، وجبر به مصابهم. - كما أضفى على جميع موظفي دولته حال مقدمه من رحلة علاجه الأخيرة ما سد به خلة الكثير منهم، وأكرمهم بتصحيح أوضاعهم الوظيفية على الفور، وأنفق الأموال الطائلة لتحقيق مصالح جمة في كل المجالات. - إن هذه السنوات الست من حكم الملك عبد الله بن عبد العزيز لهي صغيرة في عمر الزمن، ولكنها كبيرة عظيمة جليلة في عالم الإنجاز، فيكفيه فخرا أن جعل محبته تخالط دماء شعبه - صغارا وكبارا - كما يخالطها الهواء في الرئتين، نعم!، فالناس في المملكة تتنفس محبة المليك في كل لحظة، وفقه الله وسدده، وأمد في عمره، ومتعه بدوام الصحة والعافية. إن ربي سميع مجيب http://www.cojss.com/vb/showthread.php?p=23787
التعليقات متاحة للزوار التعليقات تعبر عن رأي كتابها ولا تعبر عن رأي صاحب الموقع