|
نشرت في العدد 212 من صحيفة مكة
عام وردني سؤال من الأستاذ / فهد الجهني من صحيفة مكه ، هذا نصه :تعمد داعش إلى خطف النساء والعائلات المسيحية واليزيدية في العراق فتقوم بتخييرهم بين الإسلام أو الرق أو البيع أو القتل، وتطبق عليهم أحكام عرفية؛ مدعين بأن هذه تعاليم الإسلام التي فرضت عليهم ذلك.
نأمل تبيين وجهة نظر الإسلام حول ما يجري هنالك.
وهل هذا مخالف للدين الاسلامي أو موافق لذلك، مع تبيان السبب .
نأمل التعاون في سبيل المصلحة العامة التي تولونها جل اهتمامكم. شاكرين تعاونكم
=============================
والجواب :
الحديث عن أفعال داعش فرعٌ عن الحديث عن مشروعيتها، والمتتبع لأخبارها منذ ولادتها يجد أنها لا تعدو أن تكون فرقة خارجية تكفيرية، تستحل سفك الدماء وسلب الأموال، وتتسلط على أهل الإسلام وأهل الذمة بما لا يتفق مع العقل ولا الشرع ولا العرف.
لم تتعرض داعش للعدو الصهيوني المحتل لمقدسات المسلمين، ولم تستهدف العدو الصفوي المتربص بمقدرات أهل الإسلام، ولم تستنقذ بلاد الشام من براثن النصيرية الحاقدين، بل شاركت كل هذه القوى في هدر دماء أهل السنة في الشام والعراق واستباحة أموالهم وأعراضهم، وتصرفت مع أهل الذمة بما يسلط القوى الغربية على بلاد المسلمين وبما يستدعيهم لإعادة احتلال بلاد المسلمين وسلب خيرات بلادهم، أو تسليطهم على المسلمين فيعيثوا في الأرض الفساد بحجة نصرة الأقليات المضطهدة من هذه الفرقة الضالة.
إن عنتريات داعش الإغوائية لا تنطلي إلا على الغوغاء والمغفلين والمحبطين من الشباب المسلم، ولا يمكن لعاقل ولا لطالب علم مستبصر أن يرى أدنى مشروعية لأفعال داعش الدموية ولا لأعمالها الوحشية.
أي خلافة يزعمها البغدادي وهو لا يطبق أحكام الإسلام في الإعراض عن مهاجمة ديار المسلمين بمجرد سماع الأذان، وأي شرع يزعم تطبيقه من لا يعلم حكم المنابذة قبل الهجوم على ديار من يريد حربهم ومنازلتهم، وأين هؤلاء من حكم قاضي سمرقند الذي حكم بخروج جيش المسلمين منها لعدم تطبيقهم آية المنابذة قبل احتلالها.
إن تسلط الدواعش على أهل الذمة في الموصل وتهجيرهم من ديارهم سبقه سفكهم لدماء أهل السنة في الموصل ذاتها وقراها وفي شرق وشمال بلاد الشام بحجة ارتكابهم أعمالاً عدوها هم بفكرهم ردة عن الإسلام فأعملوا في المسلمين ذبحاً وصلباً ومثلوا بجثثهم وامتهنوها في مناظر بشعة وحشية، وكل تلك الأفعال لا تصدر من مسلم يعلم حكم الله في الدماء وحرمتها وعقوبة من يتعدى حدود الله فيها.
إن المسلمين لا يقتلون من لم يقاتلهم، ولا يسترقون نساء من أخلى دياره وهرب بنفسه من أهل الملل، بل يقيمون حكم الله فيهم قبل مهاجمتهم بإمهالهم ثلاثة أيام وتخييرهم بين الإسلام وتركهم في ديارهم، أو الجزية وإقامة حاكم مسلم عليهم، أو قتالهم إن كانوا ممن يشكلون خطراً على المسلمين.
أما أهل الذمة في الموصل وغيرها من البلاد التي يساكن فيها المسلمون غيرهم من أهل الذمة فلهم حق الآدمية والعروبة والجوار التي حفظها لهم الإسلام وجاءت بها الآيات الكريمات والأحاديث الشريفة الصحيحة.
قال تعالى { لَا يَنْهَاكُمُ اللَّهُ عَنِ الَّذِينَ لَمْ يُقَاتِلُوكُمْ فِي الدِّينِ وَلَمْ يُخْرِجُوكُمْ مِنْ دِيَارِكُمْ أَنْ تَبَرُّوهُمْ وَتُقْسِطُوا إِلَيْهِمْ ۚ إِنَّ اللَّهَ يُحِبُّ الْمُقْسِطِينَ }.
وقال عليه الصلاة والسلام (( أَلَا مَنْ ظَلَمَ مُعَاهِدًا أَوِ انْتَقَصَهُ أَوْ كَلَّفَهُ فَوْقَ طَاقَتِهِ أَوْ أَخَذَ مِنْهُ شَيْئًا بِغَيْرِ طِيبِ نَفْسٍ فَأَنَا حَجِيجُهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ )) رواه أبو داود بسند حسن.
الفقير إلى عفو الودود ناصر بن زيد بن داود
ليست هناك تعليقات | عدد القراء : 5034 | تأريخ النشر : الاثنين 15 شوال 1435هـ الموافق 11 أغسطس 2014مإرسال المقالة
|
|||
|
|
|||
|