|
نشرت في صحيفة عكاظ
حوارات س/ عملتم في القضاء ثم في الشورى سنوات ، ماذا أكسبكم ذلك؟ج/ القضاء عمل فردي، والشورى عمل جماعي، ولذلك جاء العمل في كليهما مكملاً للآخر، الخبرة العملية في سنوات القضاء مع الخبرة العامة في الحياة كان لهما الأثر في نجاح العمل الشوري الذي استطعت من خلاله تقديم أكثر من عشرة مشاريع أنظمة جديدة، وتعديلات أنظمة أخرى بما يتواءم مع الوقت الحاضر، سواءً منفرداً أو بالاشتراك مع بعض أعضاء وعضوات المجلس.
منها: مشروع نظام الأحوال الشخصية، ونظام مكافحة التحرش من الجنسين، ونظام الادخار الوطني، ونظام المسؤولية الطبية، ونظام الهيئة الوطنية لمكافحة الفساد، ونظام الوحدة الوطنية، ونظام مكافحة البطر وكفر النعمة.
ومنها: تعديلات نظام الأحوال المدنية، وهذه المشاريع بعضها لا يزال قيد الدراسة والبعض الآخر لم يلائم أغلبية أعضاء المجلس الموقر، ويحتاج لسنتين لإعادة دراسته متى ما تبناه عضو آخر.
س/ ما تقييمكم لأداء القضاء في الفترة الحالية هل تحقق الطموح أم مازال بعيدا؟
ج/ القضاء اليوم يسعى حثيثاً للحاق بركب الحضارة، بعد أن تخلف عقوداً، وخلف إرثاً مثقلاً بالهموم.
لاشك أنه لا يحقق الطموح، ولكنه يوافق التطلعات، ونأمل منه الكثير في الأعوام القادمة.
س/ ذكرتم مرة (القاضي الروبوت) ماذا تقصدون بهذه العبارة؟
ج/ العبارة التي جاء ذكر القاضي الروبوت فيها كانت تغريدة في تويتر هذا نصها: لقد أدرك المنظم السعودي الفرق بين القاضي الروبوت والقاضي الرب فاختار عبارة [ولا جريمة ولا عقوبة إلا بناءً على نص] بدلاً عن عبارة [إلا بنص]. انتهى
وكان هذا في معرض الجواب على من يقول أن القاضي مقيد بنص النظام، ولا مجال له كي يجتهد في إيقاع عقوبات لم يحددها النظام.
فكان الجواب: أن القاضي ليس روبوتاً (رجلاً آلياً) لا ينفذ إلا ما أدخل في برمجته فقط، كما أنه ليس رباً يقضي بما يشاء وقتما يشاء. بل هو مقيد بأنظمة معينة، مع إعطائه سلطة تقديرية يحددها هو ويحدد أسبابها، وتكون عرضة للقبول والرد من محكمة أعلى، والفرق بين العبارتين الواردتين في التغريدة واضح.
س/ تساءلتم عن سبب عدم سعودة وظيفة مضيفة الطيران، ووضعتم حلاً لذلك بأن يوظف الزوجان فيها، هل مازلتم تطالبون بذلك .. ألا تخشون من ردة فعل التيار المتشدد؟
ج/ عدد المضيفات في الخطوط السعودية لا تزيد عن الألف، ومن المقدور عليه توفير ألف زوج للعمل في خدمات الضيافة السعودية في الطيران الداخلي ثم الدولي بالتدريج.
ولنا تجربة سابقة ناجحة في اشتراط الزوجين؛ كما تشهده آلاف مدارس البنات اليوم؛ باشتراط أن يكون حارس المدرسة زوجاً لإحدى منسوبات المدرسة ؛ مديرة أو إدارية أو معلمة أو مستخدمة.
والسبب في ذلك أمور:
الأول/ سيادي؛ بحيث لا يمنع المواطن والمواطنة من العمل في هذا القطاع؛ ليبقى حكراً على الوافدين بقوة النظام.
الثاني/ وطني؛ بتأمين فرصة عمل مناسبة لمن شاء من المواطنين.
الثالث/ ثقافي: بحيث يرى ضيوف الخطوط السعودية الزوجين السعوديين في مجال الضيافة الجوية، باللباس السعودي المحتشم والخدمة المحترمة.
هذا ملخص ما رأيت ولازلت أطالب بتحقيقه مع الالتزام بالضوابط الشرعية التي تحددها المؤسسة الشرعية الرسمية في المملكة.
أما من أسميتهم (التيار المتشدد) فله مني التقدير والاحترام، وأثق تماماً أن أفراده متى رأوا نجاح التجربة سوف يتوسطون للراغبين في دخوله لاحقاً.
س/ تحدثتم عن إهمال بعض الآثار النبوية في المدينة المنورة، ترى ما السبب في ذلك؟
ج/ كنت أعتب على أهل المدينة المنورة تجاهلهم لتلك الآثار النبوية والإسلامية وهي بين أعينهم، والهدف من العناية بها ليس إحياء الدروشة، بل خلق مجال للدعوة بشرح الأحداث، ونشر للثقافة الدينية، والدلالة على الأمور المشروعة؛ كما يفعل المرشدون أمام القبر النبوي الشريف، وكما يصنع رجال الحسبة عند مقبرة شهداء أحد.
أضف إلى ذلك أن تنظيم الحكومة خط سير يمر بأكثر من مائة معلم أثري بالحافلات والقطارات سوف يفتح مجالاً اقتصادياً كبيراً لأبناء المدينة المنورة.
وإن كان هناك أسباب دعت لتأجيل الاهتمام بها في الماضي، فدرجات الوعي قد تطورت لدى الناس؛ بحيث يستبعد حدوثها في الوقت الحاضر مع تكثيف التوجيه والإرشاد.
س/ طالبتم بمشروع نظام لمعاقبة الواقعين في كفر النعمة، أين الوعظ الديني ألم يكن كافيا؟
ج/ لو كان الوعظ الديني كافياً لما احتاج الناس للأنظمة ولا للغرامات على المخالفين لأنظمة البلديات والمرور؛ لكن الهدف الأسمى من العقوبات المالية هو رد الناس إلى الطريق القويم ولو بالقوة؛ كما يضطرون لشرب الدواء المر عند العلاج.
والمشروع كفيل بإذن الله أن يحقق المراد من المرء المسلم نحو النعمة وشكرها، وأرجو أن يحظى بالتوصية بملاءمة دراسته من المجلس عند عرضه قريباً.
س/ طالبتم بمركز dna يربط بالسجل المدني، ألا ترون أن ذلك يفتح باب الشكوك ؟
ج المركز المطلوب الهدف منه تحديد شخصية المواطن والمقيم بحيث لا يلتبس بغيره.
ويمكن الاستفادة من هذا المشروع في مجالات كثيرة، كانت ولازالت سبباً في كثير من الدعاوى إثباتاً ونفياً، وتحليل الـ DNA سيضيق الفجوة على مستغليها، حتى يأذن الله بعلم أكثر ضبطاً وأدق تحديداً يمكننا اللجوء إليه.
س/ انتقدتم الشهادات الوهمية وطالبتم بتجريمها، هل نستطيع القول إنها انتهت الآن بعد وعي الناس بخطورتها؟
ج/ من واقع اطلاعي على هذه الظاهرة لابد من التفريق بين الشهادة الوهمية، والشهادة الواهنة.
الشهادة الوهمية: هي التي تصدرها المؤسسات التجارية الكاذبة؛ بقدر ما تدفع تأخذ، بلا جهد، ولا علم، ولا معرفة.
الشهادة الواهنة: هي التي تصدرها مؤسسة علمية معروفة، بجهد علمي جاد، غير أنها لم تستوف الشروط النظامية للاعتراف بها كشهادة علمية داخل المملكة.
الأولى مجرمة عالمياً لأنها باب من أبواب التزوير المحرم؛ وخطرها كالشمس أكبر من أن يستدل عليه، بخلاف الثانية.
ولن ينتهي الجدل في هذا الباب إلا باعتماد نظام مكافحة الشهادات الوهمية الموصى به من مجلس الشورى، والذي تقدم به عضو المجلس/ د. موافق الرويلي وفقه الله.
س/ وصفتم برامج الإفتاء على الهواء بالمسخرة، لماذا؟
ج/ هذا هو نص التغريدة التي تضمنت الوصف المسؤول عنه: برامج الإفتاء في كل شيء على الهواء مسخرة، وجرأة المفتي على ما لم يتخصص فيه مزلقة. اقرأ: مقالة ((التخصص في الفتوى)). http://www.cojss.com/article.php?a=74
هذا هو النص، وهو لا يخص الفتاوى الشرعية فقط، بل يعمها مع برامج تفسير الرؤى، وبرامج الوعظ والإرشاد الشعبي لبعض المتحمسين والتائبين الذين يلجؤون إلى الاستظراف والتنكيت في مشاركاتهم، مما يخل بوقارهم، أو يوقعهم في محاظير الأقوال، أو يضطرهم لردات أفعال متشنجة، والسبب في ذلك كون الجواب على الهواء.
الذي ينبغي بعد اختيار المجيب اختياراً موفقاً - هو أن تكون هذه البرامج مسجلة ومدروسة ومحضر لها تحضيراً لائقاً ومختصراً بحسب حال السائل.
الفقير إلى عفو الودود ناصر بن زيد بن داود
ليست هناك تعليقات | عدد القراء : 3932 | تأريخ النشر : الخميس 6 رمضان 1438هـ الموافق 1 يونيو 2017مإرسال المقالة
|
|||
|
|
|||
|