|
نشرت في صحيفة الوطن العدد 1817
عام كانت مدينة (( بورصة )) نواة حكم الأتراك المسلمين لبلاد العالم الإسلامي بعد فتحها على يد الخليفة ((عثمان بن أرطغرل)) في أوائل القرن الثامن الهجري ، ثم في منتصف القرن التاسع رسخ حكم الأتراك بالاستيلاء على مدينة (( القسطنطينية )) ، وامتد الحكم التركي المسلم ليشمل شرق وجنوب شرق أوروبا مضافاً إلى كثير من بلاد العالم الإسلامي ومن ذلك أغلب الأقطار العربية ، ثم ذاب الحكم التركي عن تلك البقاع كما يذوب الثلج في حر الظهيرة ، ولم يبقى للأتراك سوى (( تركيا )) الإقليم المعروف اليوم بهذا الاسم ومنه جزء صغير داخل أوروبا والذي بموجبه تطالب تركيا الانضمام للسوق الأوروبية المشتركة ، والأوروبيون يماطلونها وهم مجمعون الرأي على عدم الموافقة ؛ لأنهم كما صرح بعض ساستهم : لا يريدون دولة مسلمة ضمن حلفهم وسوقهم المشتركة .والخيار الاستراتيجي لتركيا هو : أن تعود إلى الأحضان التي ضمتها في سابق عهدها وزاهره إلى أمة الإسلام الأمة العربية فتنضم إلى مجموعة الدول العربية لأمور منها :-
أولا / أن أغلبية شعبها في الشرق والجنوب عرب أقحاح في ديار بكر واللغة العربية شائعة فيهم .
ثانياً / اشتراك الشعب التركي مع شعوب المنطقة في اعتناق الدين الإسلامي وفي التاريخ المشترك والممتد لأكثر من خمسة قرون تقريباً .
ثالثاً / أن التحالف مع العرب يضفي هيبة وإجلالاً لهذا التحالف ، ويقوي بعضهم البعض في نظر أوروبا وأحلافها .
رابعاً / أن هذا التحالف يدفع بدول أخرى لها نفس المقومات إلى طلب التحالف مع دول الجامعة العربية مثل : دولة إيران كخيار استراتيجي للجميع تحتمه ظروف المرحلة .
خامساً / يمكن الالتفاف حينذاك على مسمى الحلف بتكوين تحالفات إقليمية مثيلة لمجلس التعاون الخليجي فيكون لبلاد الشام حلف فرعي وللمغاربة حلف فرعي ثالثٍ وللشرق الإفريقي حلف رابع ويجمع تلك الأطراف ابتداءً حلف يسمى : السوق الشرق أوسطية المشتركة ؛ بحيث تتوحد فيها السياسة الاقتصادية والعملة المتداولة والتبادل التجاري الحر .
ويمكن تطويره ليكون حلفاً أو اتحاداً فدرالياً يضم دولاً تشترك فيما سبق إضافة إلى توحيد السياسة الخارجية والدفاع .
فهل يناور دولة السيد : طيب أردوغان . بهذا الخيار في مواجهة المطل الأوروبي للهدف التركي العاثر .
الفقير إلى عفو الودود ناصر بن زيد بن داود
ليست هناك تعليقات | عدد القراء : 3774 | تأريخ النشر : الثلاثاء 16 شعبان 1426هـ الموافق 20 سبتمبر 2005مإرسال المقالة
|
|||
|
|
|||
|