المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : قصة سيبويه مع الكسائي (الزنبورية)



الملازم أبو جمانة
29-05-2009, 08:25 PM
مسألة ( الزنبورية ) , وذلك أن سيبويه إمام النحاة خرج من البصرة يؤمِّل مجداً في بغداد , فدخل على يحيى بن خالد البرمكي ـ وزير هارون الرشيد ـ , وكانت بغداد آنذاك حاضرة الإسلام , والخلافة فيها موطن الناس , فجاء يؤمِّل فيها مجداً عظيماً وكان إمام البصرة غير منازع , والكسائي إمام أهل الكوفة ، فالتقيا الكسائي وسيبويه في مجلس خالد بن يحيى البرمكي وعنده ابنه جعفر , فقال الكسائي لسيبويه : تسألني أم أسألك ؟ قال : سلني , فذكر الكسائي هذه المسألة ـ ما يقع بعد ( إذا) وأنه يجوز فيها الوجهان ( الرفع والنصب) ـ فمنع سيبويه أن العرب تقولها بالنصب , وأنه ليس لها إلاّ وجهاً واحداً هو ( الرفع ) والقرآن يؤيده , لكن الكسائي أصر , فقال يحيى بن خالد : اختلفتما وأنتما رئيسا بلديكما فمن يحكم بينكما ؟! , فقال له الكسائي : هذه وجوه الأعراب في الباب فاسألهم .... , فقيل أن المسألة كانت سياسية أصلاً قبل أن تكون علمية للتنازع مابين الكوفة والبصرة , والتنازع مابين الكسائي كشخص مقرب من الوالي وبين سيبويه الذي لم يظهر له بعد قُربة عند السلطان ,فوجوه الأعراب مالت إلى الكسائي عمداً تريد أن تنصره على خصمه سيبويه , فأشاروا بأن الصواب مع الكسائي فبُهت سيبويه , فزاده حنقاً أن الكسائي أخذ يظهر عطفه عليه ويقول ليحيى : إنه جاء يؤمِّل منك عطايا فاجبر كسره وارحمه ... , فالآن جعله ضعيفاً بعد أن كان يعلم أن سيبويه أعظم منه في النحو , فلما قال له ذلك خرج سيبويه من عنده كسيراً من سوء مالحق به , واستحيا أن يعود إلى البصرة وقد خرج منها إماماً فلحق بفارس , ثم مات مُغتمَّاً في ريعان شبابه ولم يكن قد جاوز الرابعة والثلاثين من عمره.

ولقد أحسن الإمام الأديب أبو الحسن حازم بن محمد الأنصاري القرطاجني إذ قال في منظومته في النحو حاكيا هذه الواقعة والمسألة :
( والعرب قد تحذف الأخبار بعد إذا ... إذا عنت فجأة الأمر الذي دهما )
( وربما نصبوا للحال بعد إذا ... وربما رفعوا من بعدها ربما )
( فإن توالى ضميران اكتسى بهما ... وجه الحقيقة من إشكاله غمما )
( لذاك أعيت على الأفهام مسألة ... أهدت إلى سيبويه الحتف والغمما )
( قد كانت العقرب العوجاء أحسبها ... قدما أشد من الزنبور وقع حما )
( وفي الجواب عليها هل إذا هو هي ... أو هل إذا هو إياها قد اختصما )
( وخطأ ابن زياد وابن حمزة في ... ما قال فيها أبا بشر وقد ظلما )
( وغاظ عمرا علي في حكومته ... يا ليته لم يكن في أمره حكما )
( كغيظ عمرو عليا في حكومته ... يا ليته لم يكن في أمره حكما )
( وفجع ابن زياد كل منتخب ... من أهله إذ غدا منه يفيض دما )
( كفجعة ابن زياد كل منتخب ... من أهله إذ غدا منه يفيض دما )

المرجع: مغتي اللبيب لابن هشام - محاضرة للشيخ صالح المغامسي.

ناصر بن زيد بن داود
29-05-2009, 09:07 PM
وأصبحت بعده الأنفاس باكية ... في كل طرس كدمع سح وانسجما
وليس يخلو امرؤ من حاسد أضم ... لولا التنافس في الدنيا لما أضما
والغبن في العلم أشجى محنة علمت ... وأترح الناس شجواً عالم هضما

الملازم أبو جمانة
29-05-2009, 10:11 PM
جزيت خيرا يا شيخ
وشكرا على تواضعكم
( وأصبحت بعده الأنقاس باكية ... في كل طرس كدمع سح وانسجما )
( وليس يخلو امرؤ من حاسد أضم ... لولا التنافس في الدنيا لما أضما )
( والغبن في العلم أشجى محنة علمت ... وأبرح الناس شجوا عالم هضما )

سقط من المخطوطة !