المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : نمطية التفكير السلبي والإيجابي (( منقول ))



ناصر بن زيد بن داود
03-11-2008, 05:16 AM
قصص مختلفة عن البارادايم
بين دولتين عربيتين توجد ضرائب مرتفعة على اغلب البضائع ففكر أحد الأشخاص ببضاعة ليس عليها ضريبة وهي البرسيم فبدأ يحمل كل يوم برسيم على دباب وينقله للدولة الأخرى ..
وكان يمر من خلال نقطة الجمارك دون أدنى شك فيه واستمر الأمر لمدة طويلة وبعد التحقيق اكتشف انه كان يهرب كل يوم دباب ..
هذا الشخص خرج عن حدود الباردايم لرجال الجمارك فلم يتمكنوا من كشفه
------------ --------- ----

دعي أحد الدكاترة لإلقاء محاضرة في مركز للمدمنين عن أضرار الخمر فأحضر معه حوضان زجاجيان الأول فيه ماء والثاني فيه خمر ووضع دودة في الماء فسبحت ثم وضعها في الخمر فتحللت وذابت حينها نظر الى المدمنين سائلا هل وصلت الرسالة ؟؟
فكان الجواب نعم .. اللي في بطنه دود يشرب خمر عشان يطيب !!
هذا الدكتور نظر إلى التجربة من خلال باردايمه ولم يحاول الخروج إلى الباردايم الخاص بالمدمنين
------------ --------- ----

كان احد السائقين يقود سيارته بهدوء في أحد الطرق المزدوجة والمنحنية وفجأة ظهرت أمامه سيارة في مساره واستطاع أن يتفادها بصعوبة لكن حينما حاذه صاحب السيارة الذي دخل في مساره فتح زجاج السيارة و صرخ بأعلى صوته خنزير !
غضب الرجل من هذه الكلمة ونعت ذلك الرجل بأقبح الصفات وبعد ان تجاوز المنحنى تفاجأ بخنزير ميت في الطريق واصطدم به
باردا يم هذا الشخص فسر كلمة خنزير انه شتيمة بينما كان الشخص الآخر يقصد بذلك تنبيه الرجل ولكنه لم يستوعب هذه الصورة فكانت النتيجة انه شتم ذلك الرجل وصطدم بذلك الخنزير
------------ --------- ----

كان هناك شخص اسمه هاري متخصص في فتح الأقفال والخزانات وجاءه موظف من أحد البنوك الانجليزية وتحداه أن يفتح خزانته خلال ساعتين ضحك هاري وقال سأفتحها خلال خمس دقائق .. وبدا هاري في محاولة فتح الخزانة واستغرق ساعتين ولم يفتحها بعد ذلك يئس من فتح الخزانة واستند على باب الخزانة فنفتح الباب .. لأن الباب كان مفتوحاً بالأصل
لم يكن في باردايم هاري احتمال أن الخزانة مفتوحة وهذه نقطة تسمى في علم البارادايم ( العودة إلى الصفر ) حيث أن مهارة هاري تساوت مع مهارة أي طفل في فتح الخزانات المفتوحة فلا تتمحور حول باردايم ضيق
------------ --------- ----

تزوج شاب يدعى قيس الياسين فتاة اسمها ليلى ..
في أحد الأيام أوصل زوجته لزيارة صديقتها وطلب منها أن تتصل عليه إذا انتهت لكي يأخذها
فلما جاء موعد خروجها دقت عليه لكنه تأخر في الاتصال واتصل بعد ربع ساعة ردت عليه صاحبة البيت
قال : السلام عليكم
قالت : وعليكم السلام
قال : لو سمحتي ممكن اكلم ليلى
قالت : من حضرتك
قال : أنا قيس
فقالت : صاحبة المنزل مباشرة ... يا قليل الأدب
فقال : عفوا أختي أنا قيس الياسين زوج ليلى

صاحبة البيت ردت عليه بهذا الأسلوب لان الصورة الموجودة في الباردايم الخاص بها هي صورة الحبيبين قيس وليلى وتوقعت أن هذا المتصل يعبث ويحاول معاكستها
------------ --------- ----

ماهو البارادايم ؟؟
اصطلاحاً هو : مجموع ما لدى الإنسان وماكونه من خبرات ومعلومات ومكتسبات ومعتقدات وأنظمة ( ثقافة مر بها في حياته )، مهمتها رسم الحدود التي يسير داخلها الإنسان وتحديد تصرفه في المواقف المختلفة
ويمكن تعريف البارادايم بأنه نظارة العقل .. أو هو نظام التفكير عند الإنسان والعدسات التي يرى من خلالها الحياة ... والبارادايم حاكم للتغيير في كل مراحله وقد يجعل الإنسان يرى الأمور بغير حقيقتها وهذا من أهم أسباب اختلاف البشر

كيف يتكون البارادايم :
عندما يسير الناس بسياراتهم في طريق سريع تتحلى جوانبه بالشجيرات والورود الجميلة فقد لا يرى بعضهم هذه الورود لأنه يسير بسرعة كبيرة وقد لا يراها آخرون لانشغال أذهانهم بحدث أو مشكلة أو ببرنامج إذاعي ممتع .. وقد يرى البعض الورد ويعجب به .. وهناك من يتمنى زراعة المزيد منه أو إضافة أنواع أخرى
وفئة أخرى من الناس تتمنى لو أتيحت لها الفرصة للتوقف والتجول بين هذه الأزهار واستنشاق عطورها ووصف جمالها .. وربما جادت قريحتهم بأبيات شعر رائعة تتغزل بالورد وجماله .. وقد يراها البعض مصدراً للعطور بينما يراها آخرون مصدراً للمبيدات الحشرية
وهناك فئة أخرى تفكر في الشركة المسئولة عن زراعة الورود وتخضير المنطقة ومدى استفادتها المالية من المشروع وهل تستحقه فعلاً أم أنها حصلت عليه بطرق غير مشروعة ... وهكذا
فلكل إنسان صورته الخاصة ( بارادايم خاص به ) يرى به الطريق والورد .. وكل شيء يمر به في الحياة
وإذا رأى الإنسان شيئا جديداً فسوف يتعجب ويتوقف .. ولكنه سيبدأ بفتح ملف خاص بهذا الشيء الجديد ومن ثم يكون صورة جديدة حوله

البارادايم الايجابي والسلبي :
من الضروري أن يستخدم الشخص البارادايم الخاص به بصورة إيجابية وذلك بتغير إطار الإدراك بحيث يجعل إطار إدراكه للأمور دوماً إيجابياً و ذلك سيغير من نظرته للموقف ومن ثم حكمه وتقييمه له وبالتالي سيغير سلوكه فأي حقيقة تواجهنا ليست لها نفس الأهمية كأهمية تصرفنا تجاهها لأن تصرفنا هو الذي يحدد نجاحنا أو فشلنا
وعندما يظن الإنسان أنه لايستطيع القيام بأمر ما فإنه لا يستطيع ذلك حتى لو كان قادراً في الحقيقة على أدائه .. ولذلك فإن نجاح الإنسان أو فشله بحسب نظام تفكيره .. وقد تكون الفرص أمامه ولكنه لا يراها لأنه لم يلبس العدسة المناسبة .... فكم قضى وهم البارادايم على أشخاص وعلى شركات وأسر بل ومجتمعات !!

تقسيم الأشخاص في علم البارادايم:
موقف الأشخاص من البارادايم الجديد يكون على احد الصور التالية :
المبدعون - المستشرفون
النمطيون (أعداء التغيير) - آخر من يلحق بالركب
الروّاد - أول من يلحق بالركب


المبدعون Shifters
( خارج منطقة التغطية ... أحيانا )
لا يحبّون النقاش لأنهم يملّونه وليس لديهم تفاصيل وإثباتات وأفضل طريقة للتعامل معهم هي التشجيع وإظهار الإعجاب مع تقديرهم .. كذلك يجب أن يكون الحوار معهم بشكل مرح ومحفز وخال من الاستهزاء واللوم
من جهة أخرى فإن على المبدع أن يبدع في إقناع النمطيون والرواد بإبداعه .. كما فعل أديسون عندما اخترع المصباح الكهربائي إذ سأله صحفي : ماذا لو انطفأ المصباح ؟ .. فرد أديسون ببساطة إبداعية : نعود إلى الظلام الذي كنا فيه أصلا

النمطيون Settler هم الجدليون ( في الغالب )
يُطيلون الحوار لإثبات خطأ الفكرة الجديدة ( في ضوء أطرهم وأفكارهم القديمة والمُستقرة ) خاصة وأنهم يتقنون عملهم في ضوء البارادايم السائد .. وهم كما يصفهم جول باركر مُصابون بنوع من الشلل الإدراكي الذي يُعيقهم عن رؤية ما هو خارج البارادايم
ولذلك فأفضل طريقة في الحوار معهم هي الإنصات لهم واحترام وجهة نظرهم ثم محاولة تنويع صور عرض البارادايم الجديد لهم .. وهنا يبرز دور الإبداع في عرض الإبداع ... وكذلك إبراز بعض العبارات الجميلة أمامهم مثل :
العقل مثل الباراشوت .. يعمل بشكل رائع عندما يكون مفتوحاً

الرواد Pioneers هم المحاورون
رواد البارادايم هم الحل فهم الأفضل في الحوار .. ذلك أنهم يتمتعون بمرونة عالية تجاه البارادايم الجديد ( أو ما يخالف ما يرونه ) وهم يتبعون الجديد انطلاقاً من الحدس مع شيء من المعلومات ( الناقصة )
ويحرص الرواد على تحقيق معادلة صعبة هي دعم المبدع وتشجيعه والاستفادة منه .. وعدم خسارة أو فقدان النمطي الذي يملك ملاحظات ومهارات أيضا تثري العمل والمسيرة عندما يقتنع أو يستوعب ما يطرحه المبدع

مقترحات لتكوين بارادايم جديد
1- ان تقبل احتمال الخطأ أو عدم صحة رأيك في أي موضوع
2- أن تفكر وفقا لمعايير أو نظم جديدة أو مختلفة
3- راجع منظومة القيم ( عندك )
4- اعرف نمطك في البارادايم
5- اطرح وأنصت للأفكار السخيفة 'Tom Peter'
6- استمتع بالمرح واستمتع بالخيال
7- نوِّع ( أو غيِّر ) مصادر معلوماتك
8- جرب أطباقاً جديدة .. مثل من لم يسبق له أن أكل الباذنجان
9- اعرف أن هناك أكثر من إجابة واحدة (صحيحة ) للسؤال الواحد .. أحيانا على الأقل
10- غيّر نوع مجالسك اطلع على محطات إعلامية لم يسبق لك أن شاهدتها ' تلفاز - إذاعة - صحافة .. '
11- تفادى التعميم فهو صندوق البارادايم القاتل ومن يتصور ان الناس اغبياء وهو الذكي فالعكس صحيح.

ابوعبدالعزيز
03-11-2008, 12:06 PM
جزاك الله خير يا دكتور معلومات وكلام قيم ومفيد ....
واكثر ما اضحكني قصة الدودة والخمر ويظهر ان المحاضر الذي كان ينصحهم لم يلحظ أنهم في تلك اللحظه في حالة سكر شديد يعني البارادايم الخاصة بهم مو موجود اطلاقا ... ههههه

:lol:

ابوعبدالعزيز
03-11-2008, 08:36 PM
هذه إضافة للقارئ الكريم للفاائدة :

مصنع القوالب الذهنية ..... علم البارادايم

«مجموعة من القواعد واللوائح والمبادئ والأفكار المكتوبة وغير المكتوبة، التي تقوم بدورين هامين: تنشئ وتعرف الحدود بالنسبة لك. أي تعلمك كيف تتصرف داخل هذه الحدود كي تنجح، والنجاح هنا يعني قدرتك على حل المشكلات».

ثمة تعريفات عدة للبارادايم لا يتسع المجال لذكرها هنا، إلا أن أقربها وأكثرها شمولاً هو: «الخبرات والقواعد والثقافة لدى الشخص، التي تؤدي إلى تكوين الصورة أو القالب الذهني لديه». فالبارادايم - حسب رأيه - هو المصنع، بينما تشكل الصور والقوالب الذهنية منتجات لهذا المصنع.

ويرجع أصل كلمة الباراداي م إلى اليونانية «Paradigma» ، التي تعني مثالاً أو نمطًا أو نموذجًا.

ويمثل البارادايم الطريقة التي نرى ونسمع ونتذوق بها الأشياء من حولنا، فهو وسيلة للاتصال بالعالم المحيط بنا، ومن ثم فهم هذا العالم وتكوين صور ذهنية عنه، أي أن الأمر متعلق مباشرة بتكوين الإدراك «Perception ». ويتصف البارادايم بصفات عدة لعل أهمها أنه «الصندوق» و«المصفي» أو «العدسات». أي أنه يتحكم بشكل مباشر أو غير مباشر برؤيتنا للعالم، وتقييم هذا العالم على ضوء ما نؤمن ونعتقد به في المقام الأول.

والبارادايم أصبح اليوم علمًا يطبق في مجالات عدة خصوصًا في دراسات استشراف المستقبل، ولقد قطع الغرب شوطًا كبيرًا في هذا المضمار.

لا يرتبط البارادايم بالأشياء السلبية ، بل يعبر أحيانًا عن الأشياء الإيجابية، خصوصًا عندما يتم كسر البارادايم السلبي أولاً، ومن ثم بناء آخر إيجابي مكانه ، والأمر هنا مرتبط بإلغاء التصورات والأفكار المسبقة التي غالبًا ما تكون معممة وبعيدة عن الموضوعية، والانتقال بعد ذلك إلى تسمية الأشياء بما هي عليه في الواقع، بعد فهمها والوقوف على تفاصيلها.

والباراداي م يتعلق بطبيعة نظرتنا للأشياء، وعاداتنا في الحكم والتفكير والتفسير. فمثلاً نحن تعودنا النظر إلى مصَّور الكرة الأرضية من الزاوية التي يكون فيها العالم العربي في المنتصف، فإذا رأينا شكل الخريطة التي تدرس في مدارس اليابان وأستراليا لوجدناها مختلفة.
فهم ينظرون إليها من الزاوية التي تكون فيها دولهم في المنتصف، وقد عرضت هذه الخريطة على طلاب بعض المدارس، فلم يستطيعوا التعرف على كونها خريطة للعالم أصلاً! وقد أجاب بعضهم بأن ما نراه هو حبر مسكوب على ورقة بيضاء، والبعض الآخر بأنها صورة لثورين يتناطحان، وغير ذلك من الأجوبة غير الدقيقة.

وهناك بارادايم الاسم أيضًا، وهو يتعلق بالمعاني المختلفة للفظة الواحدة بين دولة وأخرى، أو بين منطقة وأخرى. فمثلاً نحن العرب نتكلم من الناحية النظرية لغة واحدة مفهومة في جميع الأقطار العربية، أما من الناحية العملية فإن لهجات مختلفة تسود في هذه الأقطار. بل ربما وجد في القطر الواحد عدة لهجات، بحيث يكون للكلمة معنى في مصر يختلف عنه في الشام أو في الخليج أو المغرب، فمثلاً يسمى المصريون خزانة الملابس أو الكتب (دولاب)، بينما تعني هذه الكلمة في بلاد الشام إطار السيارة. وشركة السيارات اليابانية (نيسان) هي اسم علم لديهم، وبالتالي لا علاقة لها باسم الشهر القبطي المعروف نيسان. أي أبريل، الشهر الرابع ميلادي، وهكذا.

ومثل هذا أيضًا البارادايم المتعلق بالعادات والتقاليد، خصوصًا عادات الأكل والشراب والحديث والمصافحة. فمثلاً عندما يكلم الشخص الفرنسي محدثه، فإنه يقترب منه حتى مسافة ذراع تقريبًا، بينما يعتبر هذا غير مقبول لدينا. إذ إن الفرنسيين يركزون على ضرورة إسماع الشخص ما يقولون له جيدًا، ومثل ذلك الشعوب التي ترغب الأكل الحار (المفلفل)، والشعوب التي ترغب الأكل المالح. وقد رأينا كيف قامت الحكومة الكورية أثناء المونديال الأخير بإبعاد المطاعم التي تقدم لحوم الخيل والكلاب والقطط، بعيدًا عن المرافق الرياضية، والاستعاضة عنها بمطاعم تقدم وجبات جاهزة على الطريقة الغربية، في محاولة لتجنيب الوفود المشاركة أنواعًا من الطعام غير مرغوبة لديهم. ومثل ذلك بارادايمات المصافحة والتحية، فهناك المصافحة باليد أو بالأنف أو باللسان أو بالكتف أو بنزع غطاء الرأس وغير ذلك مما لا يعد ولا يحصى لدى الشعوب والأمم المختلفة.
حماية البيئة
ُيقسم الأشخاص في علم البارادايم إلى ثلاثة أنواع هم: : المبدعون المستشرفون ، وهؤلاء يتصفون بأنهم يطرحون أفكارًا جديدة، وغالبًا ما يكونون أشخاصًا غير متخصصين. وهذا سر إبداعهم فهم يجهلون قواعد البارادايم في العمل. ومن أمثلة هؤلاء أن الذي اخترع بدالة الهاتف لم يكن مهندسًا، بل صاحب شركة دفن الموتى (حانوتي).

أما النوع الثاني، فهم النمطيون «Paradigm Settlers » آخر من يلحق بالركب. ومن أهم صفات هؤلاء الرفض السريع للجديد، وعدم الرغبة في المخاطرة، والبطء في اتخاذ القرار. والنوع الثالث هم الرواد «Paradigm Pioneers» أول من يلحق بالركب. ومن أهم ما يميز هذا النوع من أشخاص البارادايم رغبتهم بالمغامرة والخروج عن المألوف، وهم من يحقق أحلام وأفكار المبدعين.

وهناك العديد من التحولات، التي جرت في القرن العشرين، وتثبت أن الإنسان غير الكثير من البارادايمات لديه. من ذلك على سبيل المثال لا الحصر: الاهتمام بالبيئة، الحقوق المدنية، انتشار مبدأ المشاركة، بروز المعلومات كمصدر رئيس للمعرفة، انتشار استخدام الاتصال عن طريق الأقمار الصناعية والإنترنت، تزايد دور المرأة في الحياة السياسية والنقابية، ممارسة الرياضة، انتشار التقنيات الجديدة كالهواتف النقالة والكمبيوتر، تعميم مبدأ المشاركة والحوار على المستويات كافة، شيوع مفاهيم الديمقراطية والعولمة، وغير ذلك.

إعادة النظر في القيم

ومن أجل تفعيل تطبيقات البارادايم في مجال التدريب والتعلم، فإننا بحاجة لأن نلجأ إلى المرح أثناء الشرح والتعليم، وأن نستخدم الإنترنت، ومواد العرض، ونظم وأجهزة المحاكاة، وألعاب المفاجآت والخفة، بعيدًا عن الإسفاف طبعًا، إلى جانب استخدام المعادلات الرياضية في العلوم الإنسانية لتحقيق أقصى قدر من الإقناع.

وأي خروج عن البارادايم هو حالة من الإبداع. ومن أمثلة ذلك الابتعاد عن التعميم، فهو لا شك أمر سلبي، والخروج منه يعني تكوين بارادايم إيجابي «Paradigm Shift»، كذلك إعادة النظر في القيم والمعارف التي يتبناها الفرد. طبعًا لا يراد بذلك قيم الدين والعقيدة فهذه من المسلمات التي لا يجوز المساس بها، بل أنماط وآليات التفكير والاعتقادات والتصورات المسبقة لدى الإنسان.

وللحصول على بارادايم جديد (إيجابي) هناك مقترحات عدة من أهمها:

- ضرورة فهم أن المستحيل اليوم ليس بالضرورة أن يبقى كذلك في المستقبل القريب أو البعيد.
- مكافأة الشخص الذي يمكنه تقديم بارادايم جديد.
- التيقن بأن أفضل من يقدم بارادايم جديدًا للمؤسسة هو الشخص الذي لا يعمل بها.

وللتغلب على بارادايم سلبي يجب:

- تقبل احتمالية الخطأ أو الصواب فيه.
- التفكير وفقًا لمعايير أو نظم مختلفة.
- مراجعة منظومة القيم الحالية.
- التعرف على نمط البارادايم القائم لدى الشخص حاليًا.
- طرح وسماع الأفكار جميعًا بما في ذلك السخيف منها.
- الاستمتاع بالمرح والخيال.
- تغيير وتنويع مصادر المعلومات لدينا.
- تجريب أطباقًا ومشروبات جديدة.
- معرفة أن هناك أكثر من إجابة واحدة (صحيحة) للسؤال الواحد.
- تغيير أماكن التنزه وجهات السفر.
- تغيير نوع المجالس وأثاث وديكور المنزل.
- الاطلاع على قنوات إعلامية جديدة كليًا.
- تفادي التعميم فهو صندوق البارادايم القاتل.

وأخيرًا، نسوق بعض الأفعال التي تجعل الإنسان رهنًا لبارادايمات سلبية، بحيث يمكنه تجنب الوقوع فيها مستقبلاً، ومن ذلك للمثال (لا الحصر): الجهل، الصداقة المزيفة، الاستسلام للسيطرة، التسرع، الخيانة، عدم الدقة، التعصب، الازدواجية، استخدام لغة مبهمة، اللامبالاة، الكذب، ادعاء معرفة كل شيء، الانطوائية، العدوانية، فرض القيم، الهجوم بالألفاظ، التكبر، إساءة التقديم، إساءة التوضيح، قول أشياء بلا معنى، الحديث المبتذل، وغير ذلك.

ناصر بن زيد بن داود
04-11-2008, 01:20 AM
شكراً أبا عبد العزيز .
وأسوق مثالاً على اجتماع نمطي التفكير السلبي والإيجابي في قصة واحدة :

طلب رجل حكيم ( إيجابي ) من أحد الملوك أن يختار له من يناظره بلغة الإشارة ، فأقام الحاكم أحد جلسائه ( سلبي ) ليتحداه في ذلك ، فما كان من الحكيم الإيجابي إلا أن أشار لمناظره السلبي بإصبع واحدة ، فأجابه جليس الملك بالإشارة بإصبعين . عندئذٍ ابتسم الحكيم وأقر له بالمعرفة .

عندما سأل الملك الحكيم - على انفراد - عن تفسير إشارته قال له : قلت لجليسك : الله واحد . فأجابني : ليس له ثاني . ( نمط تفكير إيجابي ) .

وسأل الملك جليسه - بعد ذلك - عن تفسير الإشارة ، فقال له : قال لي الحكيم : سأفقأ عينك . فأجبته : وأنا سأفقأ عينيك الاثنتين . ( نمط تفكير سلبي ) .