ناصر بن زيد بن داود
06-11-2008, 06:42 PM
كتب د. بسام الشطي
قال المحامي سعد أبو السعود بمحكمة النقض بالإسكندرية : إن القضاء والنيابة كلاهما سلطة ، والسلطة في النظم الديمقراطية يجب أن تراقب سياسياً عن طريق الرأي العام ، وأضاف : إذ ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة ، فلابد من مراقبة سلطة الاتهام وسلطة الحكم عن طريق عرض الأحكام والقرارات ونشر النقد الذي يوجه إليها .
بينما يرى رئيس القضاة « وليام رينكو ليست » في المحكمة الأميركية العليا : أن القاضي الذي لا يقبل التعقيب متكبر ، مارق ، عاجز ، متطرف ، ووافقه زميله القاضي جون روبرتس ، وأضاف : نحن نتعامل مع القضايا كأنها مؤسسة إنسانية حية تتنفس بدلاً من تقديمها لمجموعة من الايقونات . كتاب داخل العالم السري للمحكمة لمؤلفه ديفيد مارجوليك.
وأكد القاضي الفرنسي « فيليب كونموا » المختص بالتجاوزات في برنامج « النفط مقابل الغذاء » أن المحاكم يديرها قضاة من البشر ، بعضهم يحولها إلى ترسانة اجتهادات ؛ لقطع تيارات ومشاعر الرفض ومعارك ضارية يخوضها ضد الإعلام ولمن يعقب أو ينتقد ، وهذا لا يحصى إلا في الحكومات العسكرية .
واحتج القاضي البريطاني « نيكولاس فيليبس » الذي طالب بريطانيا بالأخذ بالاحكام الشرعية في الدين الإسلامي ، وكلامه أثار ضجة كبيرة يقول : الرقابة على أحكام القضاة تأخذ أربع صور ؛ هي : قضاء المحلفين ، وعلانية الجلسات ، وحرية القاضي في إعلان رأيه المعارض ، وحرية النقد ؛ لأنها سلطة ، والسلطة خاضعة للنقد .
وأيضاً القاضي البريطاني « تشارلز غراي » يقول : لا يجوز أن يكون العمل القضائي موطناً لشبهة تداخل أو تدخل لا يطمئن إليه المتقاضون ، فالنفس لا تميل بطبيعتها إلى تخطئة عملها ، ولكن هذا حق مكتسب . فالقاضي بشر قد لا يستمع إلى الطرفين ويأخذ بالكلمات « المذكرات المكتوبة » ، وقد لا يحضر إلى مقر عمله ، وقد يؤثر عليه أشخاص قريبون ، وقد يحضر وقد ذهب عقله بعد أن شرب حتى الثمالة « كما يقول تشارلز » ، أو يتعصب إلى طائفة ما ، ونرى ذلك واضحاً من خلال أحكامه الصادرة ، وقد يتعسف باستخدام حقه ويخالف القوانين ويظلم ، وقد تضعف نفسه أمام العطايا والأموال والمشاركة ويضرب القاضي « فيليب » أمثلة من التاريخ على ذلك .
ولقد تضايق كثير من القضاة في وطننا العربي من إحدى المسرحيات الجريئة التي كسرت حاجز الخوف من القضاة والمحاكم ، ولكن كانت بأسلوب استخفاف واستهزاء ، ويبقى القاضي له مكانة وقدر ، لاسيما وقد أقسم على كتاب الله بأن يخلص في عمله ، ولحديث (( انزلوا الناس منازلهم )) .
واذا تأملنا في خطبة أبي بكر الصديق ــ رضي الله عنه ــ اثناء توليه الخلافة ( إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ) ، وعندما خطب الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقاطعه رجل فقال : لا سمع ولا طاعة ؛ تعطينا قماشاً وتأخذ زيادة ، فطلب عمر من ابنه أن يتحدث فقال : لقد تنازلت عن قماشي لأبي . فكيف سمح وسمع رجل يسأله ورد عليه دون امتعاض .
وعمر بن عبد العزيز ــ رضي الله عنه ــ عندما دخل مسجداً ليلاً وفي الظلام اصطدم برجل رجل نائم فقال : أأنت مجنون؟ ، فرفع الحارس سيفه ، فقال له الخليفة : مه . أي مهلاً ؛ هو سألني وأنا أجبته ، فقال : أأنت مجنون؟ فقلت له : لا.. ، ولكن الناقد لابد له من مواصفات ومتخصص ويحمل أدباً رفيعاً ، لا تهجميا ولا تهكميا ؛ لأنه لا يوجد أحد فوق النقد في زماننا ، وكلما وقف النقد تعالت أساليب العلو والرفعة وهضم حق المظلومين وزادت الغطرسة عند البعض ؛ لأنه أمن العقوبة ولا معقب عليه ، والله عز وجل وحده الذي لا معقب له ؛ قال سبحانه { والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب }.
http://www.alamalyawm.com/articledetail ... rtid=68487 (http://www.alamalyawm.com/articledetail.aspx?artid=68487)
قال المحامي سعد أبو السعود بمحكمة النقض بالإسكندرية : إن القضاء والنيابة كلاهما سلطة ، والسلطة في النظم الديمقراطية يجب أن تراقب سياسياً عن طريق الرأي العام ، وأضاف : إذ ان السلطة المطلقة مفسدة مطلقة ، فلابد من مراقبة سلطة الاتهام وسلطة الحكم عن طريق عرض الأحكام والقرارات ونشر النقد الذي يوجه إليها .
بينما يرى رئيس القضاة « وليام رينكو ليست » في المحكمة الأميركية العليا : أن القاضي الذي لا يقبل التعقيب متكبر ، مارق ، عاجز ، متطرف ، ووافقه زميله القاضي جون روبرتس ، وأضاف : نحن نتعامل مع القضايا كأنها مؤسسة إنسانية حية تتنفس بدلاً من تقديمها لمجموعة من الايقونات . كتاب داخل العالم السري للمحكمة لمؤلفه ديفيد مارجوليك.
وأكد القاضي الفرنسي « فيليب كونموا » المختص بالتجاوزات في برنامج « النفط مقابل الغذاء » أن المحاكم يديرها قضاة من البشر ، بعضهم يحولها إلى ترسانة اجتهادات ؛ لقطع تيارات ومشاعر الرفض ومعارك ضارية يخوضها ضد الإعلام ولمن يعقب أو ينتقد ، وهذا لا يحصى إلا في الحكومات العسكرية .
واحتج القاضي البريطاني « نيكولاس فيليبس » الذي طالب بريطانيا بالأخذ بالاحكام الشرعية في الدين الإسلامي ، وكلامه أثار ضجة كبيرة يقول : الرقابة على أحكام القضاة تأخذ أربع صور ؛ هي : قضاء المحلفين ، وعلانية الجلسات ، وحرية القاضي في إعلان رأيه المعارض ، وحرية النقد ؛ لأنها سلطة ، والسلطة خاضعة للنقد .
وأيضاً القاضي البريطاني « تشارلز غراي » يقول : لا يجوز أن يكون العمل القضائي موطناً لشبهة تداخل أو تدخل لا يطمئن إليه المتقاضون ، فالنفس لا تميل بطبيعتها إلى تخطئة عملها ، ولكن هذا حق مكتسب . فالقاضي بشر قد لا يستمع إلى الطرفين ويأخذ بالكلمات « المذكرات المكتوبة » ، وقد لا يحضر إلى مقر عمله ، وقد يؤثر عليه أشخاص قريبون ، وقد يحضر وقد ذهب عقله بعد أن شرب حتى الثمالة « كما يقول تشارلز » ، أو يتعصب إلى طائفة ما ، ونرى ذلك واضحاً من خلال أحكامه الصادرة ، وقد يتعسف باستخدام حقه ويخالف القوانين ويظلم ، وقد تضعف نفسه أمام العطايا والأموال والمشاركة ويضرب القاضي « فيليب » أمثلة من التاريخ على ذلك .
ولقد تضايق كثير من القضاة في وطننا العربي من إحدى المسرحيات الجريئة التي كسرت حاجز الخوف من القضاة والمحاكم ، ولكن كانت بأسلوب استخفاف واستهزاء ، ويبقى القاضي له مكانة وقدر ، لاسيما وقد أقسم على كتاب الله بأن يخلص في عمله ، ولحديث (( انزلوا الناس منازلهم )) .
واذا تأملنا في خطبة أبي بكر الصديق ــ رضي الله عنه ــ اثناء توليه الخلافة ( إن أحسنت فأعينوني وإن أسأت فقوموني ) ، وعندما خطب الفاروق عمر بن الخطاب - رضي الله عنه - فقاطعه رجل فقال : لا سمع ولا طاعة ؛ تعطينا قماشاً وتأخذ زيادة ، فطلب عمر من ابنه أن يتحدث فقال : لقد تنازلت عن قماشي لأبي . فكيف سمح وسمع رجل يسأله ورد عليه دون امتعاض .
وعمر بن عبد العزيز ــ رضي الله عنه ــ عندما دخل مسجداً ليلاً وفي الظلام اصطدم برجل رجل نائم فقال : أأنت مجنون؟ ، فرفع الحارس سيفه ، فقال له الخليفة : مه . أي مهلاً ؛ هو سألني وأنا أجبته ، فقال : أأنت مجنون؟ فقلت له : لا.. ، ولكن الناقد لابد له من مواصفات ومتخصص ويحمل أدباً رفيعاً ، لا تهجميا ولا تهكميا ؛ لأنه لا يوجد أحد فوق النقد في زماننا ، وكلما وقف النقد تعالت أساليب العلو والرفعة وهضم حق المظلومين وزادت الغطرسة عند البعض ؛ لأنه أمن العقوبة ولا معقب عليه ، والله عز وجل وحده الذي لا معقب له ؛ قال سبحانه { والله يحكم لا معقب لحكمه وهو سريع الحساب }.
http://www.alamalyawm.com/articledetail ... rtid=68487 (http://www.alamalyawm.com/articledetail.aspx?artid=68487)