ناصر بن زيد بن داود
22-11-2008, 02:17 AM
روى الشيخان أنَّ النَّبِيَّ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قال (( الْأَرْوَاحُ جُنُودٌ مُجَنَّدَةٌ ، فَمَا تَعَارَفَ مِنْهَا ائْتَلَفَ ، وَمَا تَنَاكَرَ مِنْهَا اخْتَلَفَ )) .
ومما يحتاجه كل فرد من أفراد المجتمع - خصوصاً : منسوبي الجهاز القضائي - الإلمام بأكبر قدر من مفردات لغة تعارف الأرواح ؛ فبدونها يكون الاتصال الصادق مفقوداً ، ووجودها في طرف واحد لا يكفي كما أن الجناح الواحد لا يسعف بطيران الطائر . والعجيب : أن مفردات هذه اللغة عجز الحب أن يكون منها إذا لم يكن متبادلاً ؛ كما قال تعالى { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } .
ولغة الأرواح ليست مسموعة ، ولا مقروءة ، بل محسوسة بحاسة سادسة ؛ غير السمع ، والبصر ، واللمس ، والشم ، والذوق .
ومما يمكن اعتباره من ضمن مفردات تلك اللغة الأمور التالية :
1/ عدم البوح بالمتاعب الخاصة :-
الحزن والألم والضيق عناصر موجودة أصلاً في الإنسان ، ولا يمكن له التخلص منها ، لكن لابد له من إخفائها أو تقليلها قدر الإمكان ؛ حتى لا يسأم الآخرون منه ؛ لأنهم غير مجبرين على المشاركة في الأحزان فلديهم ما يشغلهم .
2/ فهم الآخرين :-
من المستحسن محاولة فهم مشاكل الآخرين ، وأن تكون شخص مشاركاً بقدر المستطاع ، ليس فقط في المناسبات الكبيرة ، بل في الصغيرة أيضاً ، كما يجب احترام أحزان الآخرين وإبداء السرور في أفراحهم .
3/ علم الاستماع :-
الاستماع للآخرين جاذبية ؛ لأن الشخص الذي يتقن فن الاستماع لأحاديث الآخرين يكون محبوباً منهم ، ومن ذلك : أن تترك للآخرين حرية الحديث ، ثم تشارك فيه بعد ذلك .
4/ عدم التعالي على الآخرين :-
يعتقد الكثيرون في قرارة أنفسهم أنهم لا يقلون عن الآخرين في أي شيء ؛ لذلك فالتعالي عليهم قد يؤثر على علاقتهم بك ، ويتمثل ذلك في طريقة الحديث والتصرف غير اللائق أو اللبق ، بينما التواضع صاحبه دائماً محبوب لدى الجميع .
5/ إظهار الإعجاب في الوقت المناسب :-
إن كل إنسان يحب أن يتلقى المديح ، ولكن ليس إلى درجة النفاق والتملق ، فالإنسان يحتاج إلى إظهار الإعجاب والاستحسان الذي يجدد الثقة في نفسه ، ولذلك : يفضل أن تظهر هذا الإعجاب في محله بكلمة مخلصة في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة .
6/ التفاؤل المعقول :-
المتفائل محبوب دائماً ؛ فهو يجعل الآخرين يرون العالم بمنظار الواقع ، ما دام هذا التفاؤل في حدود المعقول ، ولا يتطرق إلى الخيال الكاذب والمنعكس ؛ فالمتفائل لا يعترف باليأس ، ويجدد دائماً الأمل في حل مشاكله وفي حدود الإمكانيات الموجودة .
7/ تقبل ملحوظات غيرك :-
من الجيد استقبال ملحوظات ونقد الآخرين برحابة صدر ؛ إذا صدرت عن أناس مخلصين لا يبغون سوى المساعدة الصادقة ، وقد تصدر هذه الملحوظات من أناس حاقدين ، وفي الحالتين من المستحسن أن تتقبل ما يوجه إليك من نقد بابتسامة مهما كان الثمن ، مع ما يفرضه ذلك من التحكم بالعقل والسيطرة على المشاعر .
8/ التفكير بنفس مرحة :-
عند التفكير في موضوع ما من الأفضل أن تكون نفسك مرحة وهادئة ؛ ليتسنى لك البت في الأمور بطريقة سلسة وغير معقدة ، أما عندما تكون مكتئباً فلا تحاول أن تحسم أمراً ما ؛ حتى لا يشوب النتيجة خوف أو قلق فيؤثران في صحة التصرف .
9/ الخيرية :-
لتكون ذا شخصية جذابة للمقربين منك لابد أن تتصرف دائماً بنفسية الخير ، وإذا كنت تتحلى بجميع الصفات السابقة فإنك بدون صفة الخيرية ستفقد عنصراً هاماً من عناصر الاتصال الروحي بالمقابل .
وفي الختام :
أسأل الله أن يؤلف بين قلوب المسلمين ، وأن يسلل سخائم صدورهم ، وأن يصلح ذات بينهم . إن ربي سميع مجيب .
منقول بتصرف
ومما يحتاجه كل فرد من أفراد المجتمع - خصوصاً : منسوبي الجهاز القضائي - الإلمام بأكبر قدر من مفردات لغة تعارف الأرواح ؛ فبدونها يكون الاتصال الصادق مفقوداً ، ووجودها في طرف واحد لا يكفي كما أن الجناح الواحد لا يسعف بطيران الطائر . والعجيب : أن مفردات هذه اللغة عجز الحب أن يكون منها إذا لم يكن متبادلاً ؛ كما قال تعالى { إِنَّكَ لَا تَهْدِي مَنْ أَحْبَبْتَ وَلَكِنَّ اللَّهَ يَهْدِي مَنْ يَشَاءُ وَهُوَ أَعْلَمُ بِالْمُهْتَدِينَ } .
ولغة الأرواح ليست مسموعة ، ولا مقروءة ، بل محسوسة بحاسة سادسة ؛ غير السمع ، والبصر ، واللمس ، والشم ، والذوق .
ومما يمكن اعتباره من ضمن مفردات تلك اللغة الأمور التالية :
1/ عدم البوح بالمتاعب الخاصة :-
الحزن والألم والضيق عناصر موجودة أصلاً في الإنسان ، ولا يمكن له التخلص منها ، لكن لابد له من إخفائها أو تقليلها قدر الإمكان ؛ حتى لا يسأم الآخرون منه ؛ لأنهم غير مجبرين على المشاركة في الأحزان فلديهم ما يشغلهم .
2/ فهم الآخرين :-
من المستحسن محاولة فهم مشاكل الآخرين ، وأن تكون شخص مشاركاً بقدر المستطاع ، ليس فقط في المناسبات الكبيرة ، بل في الصغيرة أيضاً ، كما يجب احترام أحزان الآخرين وإبداء السرور في أفراحهم .
3/ علم الاستماع :-
الاستماع للآخرين جاذبية ؛ لأن الشخص الذي يتقن فن الاستماع لأحاديث الآخرين يكون محبوباً منهم ، ومن ذلك : أن تترك للآخرين حرية الحديث ، ثم تشارك فيه بعد ذلك .
4/ عدم التعالي على الآخرين :-
يعتقد الكثيرون في قرارة أنفسهم أنهم لا يقلون عن الآخرين في أي شيء ؛ لذلك فالتعالي عليهم قد يؤثر على علاقتهم بك ، ويتمثل ذلك في طريقة الحديث والتصرف غير اللائق أو اللبق ، بينما التواضع صاحبه دائماً محبوب لدى الجميع .
5/ إظهار الإعجاب في الوقت المناسب :-
إن كل إنسان يحب أن يتلقى المديح ، ولكن ليس إلى درجة النفاق والتملق ، فالإنسان يحتاج إلى إظهار الإعجاب والاستحسان الذي يجدد الثقة في نفسه ، ولذلك : يفضل أن تظهر هذا الإعجاب في محله بكلمة مخلصة في الوقت المناسب وبالطريقة المناسبة .
6/ التفاؤل المعقول :-
المتفائل محبوب دائماً ؛ فهو يجعل الآخرين يرون العالم بمنظار الواقع ، ما دام هذا التفاؤل في حدود المعقول ، ولا يتطرق إلى الخيال الكاذب والمنعكس ؛ فالمتفائل لا يعترف باليأس ، ويجدد دائماً الأمل في حل مشاكله وفي حدود الإمكانيات الموجودة .
7/ تقبل ملحوظات غيرك :-
من الجيد استقبال ملحوظات ونقد الآخرين برحابة صدر ؛ إذا صدرت عن أناس مخلصين لا يبغون سوى المساعدة الصادقة ، وقد تصدر هذه الملحوظات من أناس حاقدين ، وفي الحالتين من المستحسن أن تتقبل ما يوجه إليك من نقد بابتسامة مهما كان الثمن ، مع ما يفرضه ذلك من التحكم بالعقل والسيطرة على المشاعر .
8/ التفكير بنفس مرحة :-
عند التفكير في موضوع ما من الأفضل أن تكون نفسك مرحة وهادئة ؛ ليتسنى لك البت في الأمور بطريقة سلسة وغير معقدة ، أما عندما تكون مكتئباً فلا تحاول أن تحسم أمراً ما ؛ حتى لا يشوب النتيجة خوف أو قلق فيؤثران في صحة التصرف .
9/ الخيرية :-
لتكون ذا شخصية جذابة للمقربين منك لابد أن تتصرف دائماً بنفسية الخير ، وإذا كنت تتحلى بجميع الصفات السابقة فإنك بدون صفة الخيرية ستفقد عنصراً هاماً من عناصر الاتصال الروحي بالمقابل .
وفي الختام :
أسأل الله أن يؤلف بين قلوب المسلمين ، وأن يسلل سخائم صدورهم ، وأن يصلح ذات بينهم . إن ربي سميع مجيب .
منقول بتصرف