المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : إجماع الأئمة على تحريم الغناء خطأ.. ومنهم من أباحه من غير إطلاق!!



ابوعبدالعزيز
06-11-2009, 01:28 AM
في ثالث حلقات (المواجهة).. إجماع الأئمة على تحريم الغناء خطأ.. ومنهم من أباحه من غير إطلاق!!


http://www.al-madina.com/files/imagecache/node_photo/files/rbimages/1257442855054169200.jpg

.. ونستكمل في هذا الأسبوع رحلتنا مع العلاّمة الكبير أبو عبدالرحمن ابن عقيل الظاهري حيث يكشف لنا بكل جلاء موقفه من قيادة المرأة للسيارة، ورأيه الفقيه في الجدل القائم حول "الغناء" خاصة بعد نهم الشيخ به وملازمته له.. حيث يؤكد أنه من أكثر من "هوَّم" به وتناغم معه وطرب له بحسب قوله.
كما يكشف لنا ضيفنا الكبير رأي الشيخ ابن باز -رحمه الله- في كتاب "المحلى" الشهير، وكيف سمح له بالتدريس في المسجد محذِّرًا إيّاه من تدريس الظاهرية. وسنرى كيف أنكر وجود مؤسَّسة دينية، نافيا أن يكون قد ابتدع في الظاهرية شيئًا سوى ما دعا إليه البرهان العلمي.
مشيرًا إلى أن الاستدلال بقياس الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصح؛ لأن قياسه نصٌّ شرعي.. نافيا أن تكون المذاهب الفقيه قائمة على أربعة بل هي أكثر من ذلك.. إلى غير ذلك ممّا يستوجب التوقف عنده وقراءته مبسوطًا في هذا الحور.. فإلى مباسط المواجهة في جزئها الثالث:
الظاهر والظاهرية
الظاهرية في هذا الزمن لافتة للنظر، مع العلم أنها لم تأخذ مساحة كبيرة في المجتمع السعودي.. ما الذي دفعك لتبني المنهج الظَّاهري؟
- ثمّة فرق بين مذهب الظَّاهر ومذهب الظاهريَّة.. مذهب الظاهرية انتماء لأشخاص معينين كداود الظاهري ومحمد بن داود وأبو سليمان مسعود بن مفلت ومنذر بن سعيد وابن حزم رحمهم الله؛ فهذه لم آخذ بها، بل انتفعت بقول ابن حزم رحمه الله (لسنا ندعو الناس إلى تقليد داود الظاهري، ولا إلى تقليدنا، ولكن ندعو إلى اتباع الدليل)، فالظاهري عندي ليس هو مذهب الظاهرية إنما هي أصول فكرية كوَّنتها بقناعة وأجنحتها حضور النصوص الشرعية، وحضوراللغة والفكر، والفكر فيه احتمالات راجحة ومرجوحة، وفيه يقينيات؛ فلا يسمى الظاهر ظاهراً عقلياً إلا إذا كان العقل يدل على الشيء بغير احتمال معتدٍّ به، أو احتمال مرجوح.
لم أبتدع جديداً
أفهم من كلامك أنك صنعت شيئاً جديداً؟
- كلا لم أبتدع جديداً، بل اتبعت ما دعا إليه البرهان العلمي الذي حرَّرت به معنى ( الأخْذِ بالظاهر)؛ فتابعت ابن حزم والظاهرية في أشياء وخالفتهم في أشياء.. ومعنى البرهان العلمي نموذجاً أن نأتي إلى قوله تعالى: (فَإن لَّمْ يَكُن لَّهُ ولَدٌ ووَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ) فنرى الآية الكريمة تنصُّ على أن للأم الثلث، والظاهر العقلي يفيد أن الأب ينال الثلثين؛ لأنه ليس للمتوفى ورثة غير الأبوين؛ إذن الثلثان للأب وإن لم يُحدِّد النصُّ نصيبه؛ لأن الأم أخذت الثلث؛ فما بقي من الإرث لمن بقي من الورثة، وقد بقي من الإرث ثلثان، وبقي من الورثة الأب؛ فهذه ضرورة العقل التي لا يحتمل غيرها؛ فالظاهر إذن لا يعني الواضح، بل قد يكون الظاهر خفياً، ولكن الظاهر هو ما تدل عليه اللغة.. ومن قال: (إذا حلبت المرأة سبع رضعات وعملت منها كيكة؛ فأكلها إنسان أو شربها فيحرم من الرضاعة ما يحرم من النسب) قيل له: ليس هذا هو الظاهر اللغوي؛ لأن الرضاعة في لغة العرب مص بفم من ثدي، وما ذكرتموه لا يُعَدُّ رضاعاً؛ وإنما يُعَدُّ أكلاً أو شرباً..
أمشاج من العلوم
والظاهر حفظك الله أمشاج من العلوم بحضور العقل؛ فتجمع النصوص، وتحررها ثبوتاً ودلالة فتجمع بينها إذا صحت، وتحذف ما لا يصح، أو ترجح بينها، أو تتوقف إن أشكل عليك الأمر وتكل الأمر إلى عالمه، وتذكر آراء عدول أهل الإسلام من الأئمة، وتستحضر لغة العرب التي هي لغة ديننا وتراثنا، وتحرر دلالة النصوص الشرعية بمفهوم لغة العرب، وما لا تدل عليه لغة العرب فليس بظاهر.. وتراعي في هذا كل علوم الدلالة من معنى المفردة والصيغة (الوزن) والحرف، ودلالة النحو، ودلالة البلاغة، ودلالات السياق والقرائن ومعهود الشرع.. وتحضر العقل بكل قُواه لمَّاحية- وهذه جودة الذهن-، وتُمَيِّزْ بالفوارق، وتحفل بما للعلاقات من دلالة، ولا تغفل عن محل النزاع فتكون عومة؛ ويكون برهانك أو اعتراضك مطابقاً للدعوى، ولا تُفرِّق بين ما كانا مستويين بالضرورة، ولا تسوي بين ما كانا مختلفين بالضرورة.. إلخ.. إلخ ؛ فالعلم حقيقةً هو الصعب الطويل سُلَّمه.
أساس كثيرة
الملاحظ أن السائد كان منهجاً مختلفاً تماماً عن المنهج الظاهري؛ فما هي الأسس التي حملتك للتحول إلى هذا المنهج ؟
- الأساس الأول هو دراساتي الفكرية فلسفة ومنطقاً، والأساس الثاني ما أصَّله ابن حزم رحمه الله من تأصيلات كثيرة صحيحة ولكن فكره يخطئ في التطبيق؛ فحذقت أصول المعرفة بحمد الله، وتخلَّصت من ضلالات في المنطق وضلالات كثيرة في الفلسفة؛ فصار عندي عقيدةٌ بأنه قد يكون فقيه حنبلي أو شافعي أو مالكي يُوَفَّق في مسألة بدليلها يكون ظاهرياً وإن لم يشعر، ويأتي ظاهري كابن حزم في مسألة ويكون فيها غير ظاهري حقيقة وإن كان يدَّعي الظاهرية..وقد جعل الله الفكر وسيلة للمعرفة ، وهو شرط التكليف؛ فالمجنون غير مكلف، ومن لم يبلغ الحلم غير مكلف.. والعقل له حرية مطلقة في أمور دنياه، وأما في أمور دينه فهو مقيد بالتلقي وفهم كلام الله عز وجل ومراده والتمييز والجمع بين العلاقات والفروق، ولكنه لا يقترح على الشرع؛ فلا يقول مثلاً:(لماذا كان الحد مئة جلدة؟.. سأجعله مئتي جلدة)، وقد يقول:(هذا حكم قاسٍ سنجعله خمسين جلدة) وينسى أنه ليس أرحم من الله سبحانه وتعالى ولا أحكَم؛ فدور العقل مع الشرع أن يتلقاه كما هو، وأما في غير الشرع فيستعمل ظنونه وملاحظاته وفرضياته حتى يصل إلى يقين.
شرع الله
وأين تقف المؤسسة الدينية من الظاهرية؟
- ليس هناك مؤسَّسة دينية، وإنما هو شرع الله أسَّسَ العلماء أصوله وقواعده بالاستقراء والاستنباط..والمحلى مرجع من مراجع علماء المسلمين حتى قال بعض العلماء: (إن من لا يملك المحلى لابن حزم والمغني للموفق.. إلخ ليس فقيهاً)، وهيئة كبار العلماء في المملكة ترجع الآن إلى المحلى في مسائل كثيرة..لكن الإمام ابن حزم كما قال ابن خليل العبدري رحمهما الله تعالى:(ليس عنده حالة وسط: إما أن يكون سامقاً جداً، وإما أن يهبط هبوطاً لا يهبط إليه أحد غيره)، وبمثل هذا قال أبو طالب عقيل بن عطية رحمه الله تعالى، وهذا حينما يخالف منهجه الظاهري في التطبيق مثل قوله في قوله تعالى: (فَلا تَقُل لَّهُمَا أُفٍّ) ؛ فقال: (إن المحرم هنا هو مجرد قول أف، وأما ما عدا ذلك فمحرم بنصوص أخرى مثل الإحسان إلى الوالدين، وخفض جناح الذل من الرحمة لهما، وتحريم أموال المسلمين ودمائهم)؛ فبمثل هذا هبط ابن حزم رحمه الله تعالى، وغاية الإحسان إلى الوالدين وعدم ضربهما مفهوم من هذه الآية نفسها بدون نصوص أخرى..على أن من مذهب ابن حزم أن يحمل الخطاب الشرعي على الاصطلاح الشرعي، فإن لم يوجد اصطلاح شرعي حمله على الحقيقة اللغوية إلا أن يوجد مجاز غالب الاستعمال؛ فالظاهر مراد المتكلم سواء أكان حقيقة أم مجازاً إذا قام البرهان عليه ووجد برهان التصحيح، وكلمة (أف) غلب فيها المجاز، والاستعمال الغالب أنها تطلق على أقل الإيذاء؛ بمعنى أنه يحرم ما فوق أقل الإيذاء، والمجاز الغالب في الاستعمال يُفهم بلا قرينة، والمعنى الحقيقي هنا لا يُفهم إلا بقرينة .. إن ابن حزم رحمه الله تعالى هبط في هذه المسألة فكرياً، والسبب ليس هو ظاهريته، بل هو مخالفته في تطبيق مذهب الظاهرية.
قال لي ابن باز
هل حدث نقاش بينك وبين المؤسسة الدينية كالشيخ ابن باز؟
- عدتم إلى المؤسسة الدينية حفظكم الله؟!..وأقول: نعم، وقال لي نصاً:(قرأت في المحلى منذ ثلاثين عاماً، فلم يعجبني، وتركته؛ لسوء عبارته مع العلماء)..هذا رأيه رحمه الله، وعندما سمح لي بالتدريس في المسجد حذَّرني من تدريس الظاهرية، لكنه رحمه الله كغيره مشى مع الأصوليين على أن الظاهر هو خلاف الواضح، وهذا ليس صحيحاً، بل الظاهر هو ما يدل عليه النص والعقل بيقين أو رجحان، وغير الظاهر ما لا تدلُّ عليه اللغة..إن ابن حزم رحمه الله يخطئ في التطبيق، وله مفردات لم يقل بها غيره، وأحمد ابن حنبل وأبو حنيفة وغيرهما رحمهم الله لهم مفردات لم يقل بها غيرهم، وكل مذهب له مفردات، وأذكر أن شيخي عبد الرزاق عفيفي رحمه الله قال قريباً مما قال ابن خليل العبدري عن ابن حزم:(غلطاته قليلة ولكنها شنيعة) وهذا صحيح؛ لأنه ليس عنده حالة وسط كما قال ابن خليل.
اتهام الظاهرية
الظاهرية متهمة بأنها لا تمتلك بروتوكولاً مُنَظَّماً، وتقوم على اجتهاد شخصي من بعض الظاهريين.. ما قولك؟
- هذا رأي ساذِج جداً، ولو صح ذلك ما ألف ابن حزم الإيصال في عشرين مجلداً بخط مدمج متداخل، والمحلى هذا الكتاب الضخم هو اختصار للإيصال، والمحلى حجج واستنباطات؛ إذ يستنبط ما لا يستنبطه غيره من الفقهاء، وله أصوله الواضحة البينة، والخلاف معه لفظي أيضاً.. وفي القياس لا تجد مسألة ليس لها دليل إلا القياس ويكون خلافها شنيعاً، والقياس فعل القائس وعمل من الإنسان يُظْهر تساوياً أو ضدَّه؛ فإن كانت هذه التسوية أو التفرقة معتداً بها شرعاً فالبرهان عليها من الشرع لا من القياس، وإن لم تكن معتبرة فالقياس ليس دليلاً عليها؛ لأن القياس ليس حجة في ذاته؛ ولكنه وسيلة من وسائل الاستنباط، والاستنباط بالقياس مشروع في أمور الدنيا، ولكنه ليس مشروعاً لنا أن نستنبط بالقياس من كتاب الله غير ما شرعه لنا الله، واستدلالهم بقياس الرسول صلى الله عليه وسلم لا يصح؛ لأن قياس الرسول صلى الله عليه وسلم نصٌّ شرعي، وقياسنا رأي منا.
عمر بن الخطاب والقياس
وأما أمر عمر لأبي موسى رضي الله عنهما باستعمال القياس، وكذلك عمل عدد من الصحابة رضوان الله عليهم بالقياس لا ينصر مذهب القائلين بالقياس- ورسالة عمر رضي الله عنه صحيحة، وإبطال ابن حزم رحمه الله لسندها هو الخاطئ-؛ لأن القياس هنا كان في أمر غاب حكمه المنصوص عليه في الفرع.. غاب عن المخاطَب؛ فردَّه إلى حكم مسألة أخرى؛ فالفرع منصوص عليه بخلاف دعوى تأصيل القائلين بالقياس، وهكذا إذا ارتفع الفارق المعتدُّ به بين ما يسمونه الأصل والفرع، وكان النص بالمعنى لا بالاسم، وهذا يقيس فيه أبو محمد، ويقول:(هذا باب واحد).
أكثر من أربعة
هل يُفهم من كلامك أن المذهب الظاهري هو المذهب الخامس؟
- هذه هداك الله كلمة عامية، والمذاهب أكثر من أربعة، وما جاء في كتاب ربي عز وجل ولا في سنة نبيه صلى الله عليه وسلم أنه إذا لقي ربه فسيوجد بعده أربعة مذاهب فاتبعوها.. هناك مذاهب كثيرة وفيهم من هو أفضل - باستثناء أحمد ابن حنبل رحمهم الله في الورع والجدِّ -من الفقهاء الآخرين بعضهم فوق الأئمة الأربعة علماً أو مثلهم، وهم من ذوي الورع والعدالة مثل عبد الرحمن بن مهدي وسفيان الثوري أمير المؤمنين في الحديث والورع وسفيان بن عيينة وحماد بن زيد وأبي ثور وأبي جعفر ابن جرير الطبري وما لا يُحصى من الفقهاء، ولكن هذه المذاهب الأربعة بقدر الله الكوني لا بقدر شرعي صارت هي المذاهب المتبوعة؛ فأبو يوسف صاحب أبي حنيفة رحمهما الله صار رئيس القضاة في عهد دولة بني العباس ودولة بني عثمان، ولم يكن يُعَيَّن قاضيًا في محكمة ولا مدرساً في مدرسة ولا ناظرَ أوقاف ولا أي وظيفة شرعية إلا إذا كان حنفياً.. وكان المذهب الظاهري هو المذهب الرسمي في العراق وخراسان حتى زحزحه أبو يعلى الحنبلي في القرن الرابع؛ فصار المذهب الحنبلي هو المذهب الرسمي؛ ثم كان بعد ذلك المذهب الرسمي للمملكة العربية السعودية، وكان سارياً في نجد قبله مع نوادر من الحنفية والمالكية؛ لأن الأحساء مالكية المذهب، وفي عصور مضت حكم الأحساء ونجد أسرة واحدة، بل أطلعني أخي الدكتور يحيى بن محمود بن جنيد حرسه الله منذ سنوات على وثيقة فيها (فلان السفياني مذهباً، والخلوتي طريقة، والنجدي بلداً)، وكل ذلك قبل الشيخ محمد بن عبدالوهاب رحمه الله الذي كان حنبلياً، والمذهب الشافعي لم تكن له دولة قط إلا في المخلاف السليماني وإن كان يوجد في مصر بكثرةٍ وفي اليمن شافعية، والمذهب المالكي لم يكن مذهباً رسمياً إلا في المغرب وفي الأندلس بعد مذهب الأوزاعي؛ فصار الأئمة الأربعة هم المتبوعين رسمياً بقضاء قدري كوني من الله تعالى، ولكنهم ليسوا الأئمة وحدهم.
المذهب الأول
لكن بعض الظاهريين يؤكدون أن مذهبهم هو الأول كالدكتور عبدالعزيز الحربي؟
- معنى المذهب الأول ما احتج به الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى من كون المذهب الظاهري وُجد عند بعض الصحابة رضي الله عنهم جميعاً؛ فلما قال الرسول صلى الله عليه وسلم (لا يُصَلِّيَنَّ أحد منكم العصر إلا في بني قريظة) فأدركتهم صلاة العصر في الطريق؛ فقال أناس منهم: (والله لا نصلي العصر إلا في بني قريظة ولو أدركناها في صلاة الفجر)، هؤلاء هم الظاهريون من الصحابة رضي الله عنهم، وأناس قالوا: (إنما أراد رسول الله صلى الله عليه وسلم منا العجلة لا أن نترك الصلاة)؛ فأخبروا رسول الله صلى الله عليه وسلم بذلك فلم يعنف أحداً من الطائفتين.. وهذا لا يعني أن الظاهرية هي المذهب الأول؛ لأن بعض الصحابة رضي الله عنهم خالفوا ذلك؛ وإنما يكون هذا دليلاً على قِدمها.
الظاهرية عندي
وما الظاهرية في مفهومك أنت؟
-الظاهر لا الظاهرية عندي ليس هو مذهب الظاهرية وحدهم، وليست مذهب أحد بعينه؛ وإنما هي أصول فكرية وقولية.. كل شيء قام ببرهان الترجيح على أن الله سبحانه أو الرسول صلى الله عليه وسلم أراده، وقام دليل التصحيح على أنه من لغة العرب أو من مدلول العقل بيقين أو رجحان فهو الظاهر، وقد يقول به في بعض المسائل فقيه شافعي أو مالكي أو غير ذلك.. إن الظاهر أصول وقواعد مأخوذة من اللغة التي ينبغي أن يُفهم بها كلام الله تعالى وهي لغة العرب، ومن قوانين فكرية من العقل الذي جعله الله تعالى شرطاً للتكليف.
لكن هناك عداء واضح للظاهرية؛ فإلى أي شيء تردّه؟
- هذا العداء إنما وُجد عند متعصبين لم يسلم من لسانهم أحد كالقاضي أبي بكر ابن العربي عفا الله عنه، ومن أناس تفرَّغوا للافتراء على ابن حزم كابن زرقون وابن سهل والله حسيبهم، وما عدا ذلك فهو خلاف فقهي يتحرَّى الحق .. ومن العداء الشنيع الذي كان دافعه التعصب في كتب التاريخ تسلَّط الحنابلة على الإمام الجهبذ أبي جعفر محمد بن جرير رحمهم الله، وقيل إن من أسباب ذلك أنه كتب لوحة على بابه تقول: (سبحان من ليس له أنيس، وليس له على عرشه جليس).. كتب ذلك على باب داره؛ فقالوا يعرض بنا.. وجاء الخلاف بين الشافعية والحنابلة عند الجهر بالبسملة أو عدم الجهر بها، ولكن الخصومة مع الظاهرية أكثر.
تعني ابن حزم
لماذا كان العداء لابن جرير حسبما تشير؟
- أسلفت سبب ذلك؛ فلعلك تعني الإمام ابن حزم رحمه الله تعالى؛ فسبب ذلك شدة حملته على الحنفية ويليهم المالكية، ثم الشافعية، وقوة عبارته الجارحة وسخريته إذا خُولف النص حسب اجتهاده، وكان مالكياً تنشئة قبل أن يكون شافعياً، ثم أصبح ظاهرياً، ولا يكاد يذكر الإمام أحمد إلا بخير، وربما عده في عداد المحدثين أكثر من عده في الفقهاء وإن حكى له بعض المسائل الخلافية؛ لكنه قلما يخالف الإمام أحمد رحمه الله.. وأما في العقيدة فأبو محمد رحمه الله أخطأ أخطاء شنيعة في مسائل قليلة ولكن بقية مذهبه سلفي قح؛ وإنما له خطآن شنيعان لا يغتفران.

المصدر: http://www.al-madina.com/node/196148 (http://www.al-madina.com/node/196148)