المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : أحرقت الشقة وفرمت 170 ألفاً بالمرحاض.. "أغرب خلاف لزوجين" يرويه قاضٍ



ساري الليل
06-06-2022, 05:13 PM
روى القاضي السابق في محكمة الاستئناف الدكتور خالد بن بشير معافا، قصةً عن خلاف بين زوجين بدأ بحرق شقة سكنية وإتلاف مبلغ مالي قدره 170 ألف ريال؛ بسبب قرار الزوج الزواج من امرأة ثانية، وانتهت القضية بالصلح.

وتحت وسم من غرائب التقاضي، قال "معافا": ‏في عام 1439هـ كنت قائماً بعمل أحد الزملاء في دائرة الأحوال الشخصية؛ وذلك لتمتّع قاضي الدائرة بإجازة طويلة "استثنائية"، وكان مما ورد إلى الدائرة في تلك الفترة قضية سوء عشرة تقدمت به زوجة ضد زوجها وحضر الطرفان -وهما في منتصف العشرينات من عمريهما- وسألت المدعية عن دعواها فأجابت: في الحقيقة دعواي ليست سوء عشرة، ولكنني في بيت أهلي منذ أربعة أشهر، ولم يصالحني المدعى عليه، وأطلب الصلح والعودة لبيت الزوجية.

وتابع: "استغربت دعواها؛ لأن الغالب أن الزوج هو من يطلب الصلح وليس الزوجة، فسألتها: لماذا خرجتِ لبيت أهلك؟ فأجابت: حصل بيننا إشكال وخرجت لأجله، ورفضت أن تفصح عنه وسكتت".

وواصل "معافا" سرد القصة: "سألت المدعى عليه عما جاء في دعواها فأجاب: أنا أحبها كثيراً، وأقوم بحقها، وأكرمها غاية الإكرام، ولا أظن أنني أخطأت عليها في يومٍ من الأيام".

فأومأت برأسها مؤيدةً لكلامه، وقالت: "كلامه صحيح"، ثم أكمل قائلاً: "ولكنني رغبت أن أتزوج ثانية، وتزوجت ووصلها الخبر.. هل تدري ماذا فعلت؟! لقد قامت بإحراق الشقة بالكامل بكل محتوياتها، ووصلت النار والدخان للجيران في نفس البناية التي بها ست شقق، وذهبت إلى بيت أهلها وكأن شيئاً لم يكن، وتأثر الجيران بذلك وتضرروا كثيراً، تحمّلت إصلاح جميع الشقق المتضررة، وإعادة تجديد الدهان وشراء بعض الأثاث لهم، مما تأثر من الحادثة، وبعد شهرين من الحادثة هدأت نفسي قليلاً، وهدأت نفسُها، فتواصلت معها وسألتها عن مبلغ (170 ألف ريال) كنت قد استودعتها إياها وحفظَتها في أدراج غرفة النوم، وطلبت منها تحويل المبلغ أو إرساله لي، ظنّاً مني أنها أخذته معها عند خروجها، فأجابتني بأنها قبل إحراق الشقة قامت بفرم جميع المبلغ، ورمته في المرحاض، وسحبت عليه سيفون في دورة المياه، وصدمني ردّها".

ويروي "معافا" عن الزوج: "أنا أتفهّم إحراق الشقة؛ لأنه ربما حصل منها لحظة غضب وعدم تحكّم بالنفس وردّة الفعل، أمّا أن تفرم 170 ألف وبكل هدوء وترميها في المرحاض، فهذه لم يستوعبها عقلي، حيث كان يردد الزوج 170 ألفًا تذهب مع الصرف الصحي تفرمها بكل هدوء، وظل يردد: ليتها أخذته لها، وليتها اشترت به ذهبًا، وليتها تصدقت به، أمّا في الحمّام!! وتصدّق يا شيخ أنها أرسلت لي تطلب الإرضاء لأجل عودتها للمنزل".

ويقول: تعجّبت من فعلها ومن صبره عليها، ‏فسألتها: هل ما يقوله صحيح؟ فأجابت: نعم، ولكن كنت في حالة لا أشعر بما فعلت"، ويضيف القاضي: رأيت الموقف ووضعهما غير مناسب للنقاش، فقررت تأجيل الجلسة لموعدٍ آخر قريب وانصرفا، ثم جاء الزوج وقال لي: أنا أحبها وأرغب في عودتها، ولكن أريد أن تشعر بخطئها، نصحته ووجّهته وبيّنت له غيرة المرأة، وصغر سنّها، وغير ذلك، ووعدني بإعادتها خلال أيامٍ لا تتجاوز الأسبوع.

ويقول القاضي: إنهما في الموعد الآخر لم يحضرا، فطلب من الموظف الاتصال عليه وسأله، فأخبره بأنهما اصطلحا وعادا لبعضهما.

ويتابع "معافا": تعجّبتُ من حِلمه وهدوئه وأنَاته، وتذكرت أنّها من الصفات الجميلة التي امتدحها رَسولنا الكريم حين قال لِأَشَجِّ عبدِالقيس: "إن فيك لخصلتين يحبُّهما الله: الحِلم والأَنَاة" رواه مسلم، وتعجّبتُ من عدم معقولية ردّة فعلها؛ لشدة غيرتها، وتذكرت حديث رسول صل الله عليه وسلم حين قال: "المرأة إذا غارت لم تبصر أعلى الوادي من أسفله".

وختم القاضي حديثه قائلاً: "نصيحتي للأزواج: كن صبوراً واعياً حليماً حكيمًا. كوني هادئة، اضبطي انفعالاتك. لا تستعجلوا في قراراتكم وردّات فعلكم. احفظوا أموالكم في البنك".

said
12-06-2022, 01:24 PM
الله المستعان http://virtuelcampus.univ-msila.dz/facdroitsp/