المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : { لَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ فِي كَبَدٍ }



د. ناصر بن زيد بن داود
09-08-2010, 06:33 PM
مَنْ ذَا الَّذِيْ قَدْ نَالَ رَاحَةَ عُمُرِهِ = فِيْمَا مَضَىْ مِنْ عُسُرِه أَوْ يُسْرِهِ

يَلْقَىَ الْغَنِيُّ بِحِفْظِهِ مَا قَدْ حَوَىَ = أَضْعَافَ مَا يَلْقَىَ الْفَقِيْرُ لِفَقْرِهِ

وَأَبُوْ الْعِيَالِ أَبُوْ الْهُمُوْمِ وَحَسْرَةُ الَرْ = جَلِ الْعَقِيْمِ كَمَيْنَةٌ فِيْ صَدْرِهِ

أَوْ مَا تَرَىَ الْمَلِكَ الْعَظِيْمَ بِجُنْدِهِ = رَهْنَ الْهُمُوْمِ عَلَىَ جَلَالَةِ قَدْرِهِ

فَتَرَاهُ يَمْشِيَ وَالِهِاً وَبِنَفْسِهِ = هَمٌّ تَضِيْقُ بِهِ جَوَانِبُ قَصْرِهِ

وَلَرُبَّ طَالِبِ رَاحَةٍ فِيْ نَوْمِهِ = جَاءَتْهُ أَحْلَامٌ فَهَامَ بِأَمْرِهِ

وَلَقَدْ حَسَدْتُ الْطَّيْرَ فِيْ أَوْكَارِهَا = فَرَأَيْتُ مِنْهَا مَا يُصَادُ بِوَكْرِهِ

وُالْحُوتُ يَأْتِيَ حَتْفُهُ فِيْ بَحْرِهِ = وَالْوَحْشُ يَأْتِيَ مَوْتُهُ فِيْ بِرِّهِ

كَيْفَ الْتَّخَلُّصُ يَا أَخِيْ مِمَّا تَرَىَ = صَبَرَاً عَلَىَ حُلْوِ الْقَضَاءِ وَمُرِّهِ

د. ناصر بن زيد بن داود
09-08-2010, 06:42 PM
صَغِيْرٌ يَطْلُبُ الْكِبَرَا = وَشَيْخٌ وُدَّ لَوْ صِغَرَا

وَخَالٍ يَشْتَهِيَ عَمَلَاً = وَذُوْ عَمَلٍ بِهِ ضَجِرَا

وَرَبُّ الْمَالِ فِيْ تَعَبٍ = وَفِيْ تَعْبٍ مَنْ افْتَقَرَا

وَذُوْ الْأَوْلَادِ مَهْمُوُمٌ = وَطَالِبُهُمْ قَدْ انْفَطَرَا

وَمَنْ فَقَدْ الْجَمَالَ شَكَىَ = وَقَدْ يَشْكُوَ الَّذِيْ بَهَرَا

وَيَشْقَى الْمَرْءُ مُنْهَزِمَاً = وَلَا يَرْتَاحُ مُنْتَصِرا

وَيَبْغِي الْمَجْدَ فِيْ لَهَفٍ = فَإِنَّ يَظْفَر بِهِ فَتَرَا

شَكَاةٌ مَا لَهَا حَكَمٌ = سِوَىْ الْخَصْمَيْنِ إِنْ حَضَرَا

قانون قراقوش
09-08-2010, 08:21 PM
تأبى المطامعُ إلا أن تُجَشّمه = للرزق كداً وكم ممن يودعُهُ

وَما مُجاهَدَةُ الإِنسانِ تَوصِلُهُ = رزقَاً وَلادَعَةُ الإِنسانِ تَقطَعُهُ

قَد وَزَّع اللَهُ بَينَ الخَلقِ رزقَهُمُ = لَم يَخلُق اللَهُ مِن خَلقٍ يُضَيِّعُهُ

لَكِنَّهُم كُلِّفُوا حِرصاً فلَستَ تَرى = مُستَرزِقاً وَسِوى الغاياتِ تُقنُعُهُ

وَالحِرصُ في الرِزقِ وَالأَرزاقِ قَد قُسِمَت = بَغِيُ أَلّا إِنَّ بَغيَ المَرءِ يَصرَعُهُ

وَالدهرُ يُعطِي الفَتى مِن حَيثُ يَمنَعُه = إِرثاً وَيَمنَعُهُ مِن حَيثِ يُطمِعُهُ

القانون
10-08-2010, 01:09 AM
حكم المنيه في البريه جاري * ماهذه الدنيا بدار قرار

بينا يرى الإنسان فيها مخبرا * حتى يرى خبرا من الأخبار

طبعت على كدر وأنت تريدها * صفوا من الأقذار والأكدار

ومكلف الأيام ضد طباعها * متطلب في الماء جذوة نار

وإذا رجوت المستحيل فإنما * تبني الرجاء على شفير هار

فالعيش نوم والمنية يقظة * والمرء بينهما خيال سار

فاقضوا مآربكم عجالا إنما * أعماركم سفر من الأسفار

وتراكضوا خيل الشباب وبادروا * أن تسترد فإنهن عوار

فالدهر يزرع بالمنى ويغص أن * هنّا ويهدم ما بنى ببوار

ليس الزمان وإن حرصت مسالما * خُلق الزمان عداوة الأحرار

إني ُوترت بصارم ذي رونق * أعددته لطلابة الأوتار

والنفس إن رضيت بذلك أو أبت * منقادة بأزمة المقدار

أثنى عليه بإثره ولو أنه * لم يغتبط أثنيت بالآثار

ياكوكبا ما كان أقصر عمره * وكذاك عمر كواكب الأسحار

وهلال أيام مضى لم يستدر * بدرا ولم يمهل لوقت سرار

عجل الخسوف عليه قبل أوانه * فمحاه قبل مظنة الإبدار

واستل من أترابه ولداته * كالمقلة استلت من الأشفار

فكأن قلبي قبره وكأنه * في طيه سر من الأسرار

إن يعتبط صغرا فرب مقمم * يبدو ضئيل الشخص للنظار

إن الكواكب في علو محلها * لترى صغارا وهي غير صغار

ولد المعزى بعضه فإذا مضى * بعض الفتى فالكل في الأثار

أبكيه ثم أقول معتذرا له * وفقت حين تركب الأم دار

جاورت أعدائي وجاور ربه * شتان بين جواره وجواري

ثوب الرياء يشف عما تحته * وإذا التحفت به فإنك عار

قصرت جفوني أم تباعد بينها * أم صُورت عيني بلا أشفار

جفت الكرى حتى كأن غراره * عند اغتماض العين وخز غرار

ولو استزارت رقدة لطحا بها * ما بين أجفاني من التيار

أُحيي الليالي التم وهي تميتني * ويميتهن تبلج الأسحار

حتى رأيت الصبح تهتك كفه * بالضوء رفرف خيمة كالقار

والصبح قد غمر النجوم كأنه * سيل طغى فطفا النوار

والهون في ظل الهوينا كامن * وجلالة الأخطار في الأخطار

تندي أسرة وجهه ويمينه * في حالة الإعصار والإيسار

ويمد نحو المكرمات أناملا * للرزق أثنائهن مجار

يحوي المعالي كاسبا أو غالبا * أبدا يداري دونها ويداري

قد لاح في ليل الشباب كواكب * إن أمهلت آلت إلى الأسفار

وتلهب الأحشاء شيب مفرقي * هذا الضياء شواط تلك النار

شاب القذال وكل غصن صائر * فينانه الأحوى إلى الأزهار

والشبه منجذب فلم بيض الدمى * عن بيض مفرقة ذوات نفار

وتود لو جعلت سواد قلوبها * وسواد أعينها خضاب عذار

لاتنفر الظبيات عنه فقد رأت * كيف اختلاف النبت في الأطوار

شيئان ينقشعان أول وهلة * ظل الشباب , وخلة الأشرار

لاحبذا الشيب الوفي وحبذا * ظل الشباب الخائن الغدار

وطرى من الدنيا الشباب وروقه * فإذا انقضى فقد انقضت أوطاري

قصرت مسافته وما حسناته * عندي ولا آلاؤه بقصار

نزداد هما كلما ازددنا غنى * والفقر كل الفقر في الإكثار

ما زاد فوق الزاد خُلِّف ضائعا * في حادث أو وارث أو عار

إني لأرحم حسادي لحر ما * ضمنت صدورهم من الأوغار

نظروا صنيع الله بي فعيونهم * في جنة وقلوبهم في نار

لا ذنب لي قد رمت كتم فضائل * فكأنها برقعت بوجه نهار

وسترتها بتواضعي فتطلعت * أعناقها تعلو على الأستار

ومن الرجال معالم ومجاهل * ومن النجوم غوامض ودراري

والناس مشتبهون في ايرادهم * وتفاضل الأقوام في الأصدار

عمري لقد أوطاتهم طرق العلا * فعموا فلم يقفوا على آثاري

لو أبصروا بقلوبهم لاستبصروا * وعمى البصائر من عمى الأبصار

هلا سعوا سعي الكرام فأدركوا * أو سلموا لمواقع الأقدار

ولربما اعتضد الحليم بجاهل * لا خير في يمنى بغير يسار