المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : رحمـــك الله يا أبا يارا



سيادة القانون
17-08-2010, 12:42 AM
فقد الوطن صباح يوم الأحد الخامس من رمضان لعام 1431هـ أحد رجاله المخلصين والساسة المحنكين والأدباء المبدعين ، لقد غاب رجل الإدارة الأول ، ورحل عن الدنيا وعنّا "مالئ الدنيا وشاغل الناس" ، ويسرنيّ وفاءً لطول الملازمة مع مؤلفاته ورسائله أن أنشر سيرته العطرة في جنابات منتدى القانون ولما لا وهو أحد قدامى السعوديين الذين تخرجوا من مدارس هذا العلم النافع ، والله اسأل أن يتجاوز عنه ويسكنه فسيح جناته -وإنّأ لله وإنّا إليه راجعون-.

1-حياته وتعليمه:

في بيئة "مشبعة بالكآبة"، كما يصفها محور هذه السيرة، كانت ولادته، التي وافقت اليوم الثاني من شهر مارس عام 1940، ذلك الجو الكئيب كانت له مسبباته، فبعد تسعة أشهر من ولادة (غازي) توفيت والدته، وقبل ولادته بقليل كان جده لوالدته قد توفي أيضا، وإلى جانب هذا كله كان بلا أقران أو أطفال بعمره يؤنسونه. في ذلك الجو، يقول غازي، "ترعرعت متأرجحا بين قطبين أولهما أبي وكان يتسم بالشدة والصرامة (كان الخروج إلى الشارع محرّما على سبيل المثال)، وثانيهما جدتي لأمي، وكانت تتصف بالحنان المفرط والشفقة المتناهية على (الصغير اليتيم)". ولكن، لم يكن لوجود هذين المعسكرين، في حياة غازي الطفل، تأثير سلبي كما قد يُتوقع، بل خرج من ذلك المأزق بمبدأ إداري يجزم بأن "السلطة بلا حزم، تؤدي إلى تسيب خطر، وأن الحزم، بلا رحمة، يؤدي إلى طغيان أشد خطورة", هذا المبدأ، الذي عايشه غازي الطفل، طبقه غازي المدير وغازي الوزير وغازي السفير أيضا، فكان على ما يبدو، سببا في نجاحاته المتواصلة في المجال الإداري. إلا أننا لا ندري بالضبط، ماذا كان أثر تلك النشأة لدى غازي الأديب.

على أي حال، لم يستمر جو الكآبة ذاك، ولم تستبد به العزلة طويلاً، بل ساعدته المدرسة على أن يتحرر من تلك الصبغة التي نشأ بها، ليجد نفسه مع الدراسة، بين أصدقاء متعددون ووسط صحبة جميلة.

في المنامة, كانت بداية مشواره الدراسي، حتى أنهى الثانوية، ثم حزم حقائبه نحو مصر، وإلى القاهرة بالتحديد، وفي جامعتها انتظم في كلية الحقوق، وبعد أن أنهى فترة الدراسة هناك، والتي يصفها بأنها "غنية بلا حدود" - ويبدو أنها كذلك بالفعل إذ (يُقال) أن رواية "شقة الحرية" التي كتبها، والتي كانت هي الأخرى غنية بلا حدود، تحكي التجربة الواقعية لغازي أثناء دراسته في القاهرة -.

بعد ذلك، عاد إلى السعودية يحمل معه شهادة البكالوريوس في القانون، وكان في تخطيطه أن يواصل دراسته في الخارج، وأصرّ على ذلك رغم العروض الوظيفية الحكومية التي وصلته، وكان أهمّها عرضا يكون بموجبه مديرا عاما للإدارة القانونية في وزارة البترول والثروة المعدنية والتي كان يحمل حقيبتها آنذاك عبد الله الطريقي، إلا أنه رفضه مقدما طموح مواصلة الدراسة على ما سواه. وكان أباه حينها قد عرض عليه الدخول في التجارة، معه ومع إخوته، إلا أنه اعتذر من أبيه عن ذلك أيضا، فما كان من الأب "شديد الاحترام لاستقلال أولاده" كما يصفه ابنه، إلا أن يقدّر هذه الرغبة، بل ويساعده عبر وساطاته بتدبير أمر ابتعاثه الحكومي إلى الخارج، وهذا ما تم.

وفي 1962، ونحو لوس أنجلوس في الولايات المتحدة الأميركية، كانت الوجهة هذه المرة، وفي جامعة جنوب كاليفورنيا العريقة، قضى ثلاث سنوات تتوّجت بحصوله على درجة الماجستير في العلاقات الدولية.

وفي أميركا وأثناء دراسة الماجستير، جرّب غازي منصبا إداريا للمرة الأولى، وذلك بعد فوزه "بأغلبية ساحقة" في انتخابات جمعية الطلاب العرب في الجامعة، وبعد رئاسته لها بأشهر أصبحت الجمعية ذات نشاط خلاق، بعد أن كانت الفرقة سمتها نظرا للوضع الذي كان يعيشه العالم العربي آنذاك والذي يؤثر بالطبع على أحوال الطلاب العرب.

"العودة إلى الوطن، والعمل استاذا جامعيا ثم إكمال الدراسة والحصول على الدكتوراه بعد فترة عملية"، كان قرار غازي من بين خيارات عدة، فعاد إلى الرياض عام 1964، وإلى جامعتها (جامعة الملك سعود حاليا) تقدّم آملا بالتدريس الجامعي في كلية التجارة (إدارة الاعمال حاليا)، ولكن السنة الدراسية كانت قد بدأت قبل وصوله، ما جعل أمله يتأجل قليلا حتى السنة التالية، وفي تلك الأثناء، قضى غازي ساعات عمله اليومية في مكتبة الكلية (بلا عمل رسمي)، وقبيل فترة الامتحانات الجامعية جاء الفرج، حاملا معه مكتباً متواضعاً ومهمة عملية، لم تكن سوى لصق صور الطلاب على استمارات الامتحان ! وقام حامل الماجستير في العلاقات الدولية بتلك المهمة عن طيب خاطر.

وقبل بدء السنة التالية، طلب منه عميد الكلية أن يجهّز نفسه لتدريس مادتي مبادئ القانون ومبادئ الإدارة العامة، إلا أنه وقبيل بدء الدراسة فوجئ الأستاذ الجامعي الجديد بأنه عضو في لجنة السلام السعودية – اليمنية، التي نصت عليها اتفاقية جدة لإنهاء الحرب الأهلية في اليمن، وكان أن رشح اسمه كمستشار قانوني في الجانب السعودي من اللجنة، دون علمه، ليأتي أمر الملك فيصل باعتماد أسماء أعضاء اللجنة، فلم يكن هناك بدّ من الانصياع لهكذا عضوية. ومع أوائل العام 1966 كانت مهمة اللجنة قد انتهت ليعود المستشار القانوني السياسي إلى أروقة الجامعة، وكلف حينها بتدريس سبع مواد مختلفة. وفي 1967 غادر نحو لندن، ليحضّر الدكتوراه هناك، وكتب رسالته حول حرب اليمن، ثم عاد إلى الرياض في 1971، ولكنه قد أصبح (الدكتور) غازي، ليبدأ مشواره العملي، ويصل إلى مجلس الوزراء بعد أربع سنوات في التشكيل الوزاري الذي صدر عام 1975 م.

2-حياته العملية :

المناصب التي تولاها

أستاذ مساعد في كلية التجارة بجامعة الملك سعود في الرياض 1965 / 1385هـ
عمل مستشار قانوني في مكاتب استشارية وفي وزارة الدفاع والطيران ووزارة المالية ومعهد الإدارة العامة.
عميد كلية العلوم الإدارية بجامعة الملك سعود 1971 / 1391هـ.
مدير المؤسسة العامة للسكك الحديدية 1973 / 1393 هـ.
وزير الصناعة والكهرباء 1976 / 1396 هـ.
وزير الصحة 1982 / 1402هـ
سفير السعودية لدى البحرين 1984 / 1404 هـ.
سفير السعودية لدى بريطانيا 1992 / 1412هـ.
وزير المياه والكهرباء 2003 / 1423هـ.
وزير العمل 2005 / 1425 هـ.
منح وسام الملك عبد العزيز وعدداً من الأوسمة الرفيعة من دول عربية وعالمية.
لديه اهتمامات اجتماعية مثل عضويته في جمعية الأطفال المعوقين السعودية وهو عضو فعال في مجالس وهيئات حكومية كثيرة.

3-أدبه ومؤلفاته :

القصيبي شاعر وله كتابات في فن الرواية والقصة، مثل "شقة الحرية" و"دنسكو" و"أبو شلاخ البرمائي" و"العصفورية" و"سبعة" و"سعادة السفير" و"الجنيّة". أما في الشعر فلديه دواوين "معركة بلا راية" و"أشعار من جزائر اللؤلؤ" و"للشهداء" و"حديقة الغروب". وله إسهامات صحافية متنوعة أشهرها سلسلة مقالات (في عين العاصفة) التي نُشرَت في جريدة الشرق الأوسط إبان حرب الخليج الثانية كما أن له مؤلفات أخرى في التنمية والسياسة وغيرها منها (التنمية، الأسئلة الكبرى) و(عن هذا وذاك) و(باي باي لندن ومقالات أخرى) و(الأسطورة ،,ديانا)و (100 من أقوالي غير المأثورة) و(ثورة في السنة النبوية) و(حتى لا تكون فتنة).

ذكره معلمه والأديب الراحل عبد الله بن محمد الطائي ضمن الشعراء المجددين في كتابة (دراسات عن الخليج العربي) قائلا :

"أخط اسم غازي القصيبي، وأشعر أن قلبي يقول ها أنت أمام مدخل مدينة المجددين، وأطلقت عليه عندما أصدر ديوانه (أشعاء من جزائر الؤلؤ) الدم الجديد، وكان فعلا دما جديدا سمعناه يهتف بالشعر في الستينيات، ولم يقف، بل سار مصعدا، يجدد في أسلوب شعره، وألفاظه ومواضيعه".

ويعد كتاب (حياة في الإدارة) أشهر ما نشر له، وتناول سيرته الوظيفية وتجربته الإدارية حتى تعيينه سفيراً في لندن. وقد وصل عدد مؤلفاته إلى أكثر من ستين مؤلفاً. له أشعار لطيفة ومتنوعة ورواية سلمى

ترجم كتاب للمؤلف ايريك هوفر باسم المؤمن الصادق.

4- من أشعاره:

يقول في قصيدة وجهها للملك فهد بن عبد العزيز:

ستقال فيك قصائد مأجورة ....
فالمادحون الجائعون توثبوا

يا سيدي والظلم غير محبب ....
أما وقد أرضاك فهو محبب

و يقول ردا على عتاب وجهه له الأديب عبد الله الخميس:

أقرأ ألف معروض وشكوى ...
و تقرأ أنت أشعار الرصافي

و أحمل في دمي هم البرايا ...
و همك نصب حالٍ أو مضافِ

ويقول في قصيدة الوداع -وهي أخر قصائده - مخاطباً أبنته هديل :

أغالب الليل الحزين الطويل
أغالب الداء المقيم الوبيل

أغالب الألام مهما طغت
بحسبي الله ونعم الوكيل

فحسبي الله قبيل الشروق
وحسبي الله بُعيد الأصيل

وحسبي الله إذا رضنّي
بصدره المشؤوم همي الثقيل

وحسبي الله إذا أسبلت
دموعها عين الفقير العليل

يا رب أنت المرتجي سيدي
أنر لخطوتي سواء السبيل

قضيت عمري تائهاً ، ها أنا
أعود إذ لم يبق إلا القليل

الله يدري أنني مؤمن
في عمق قلبي رهبة للجليل

مهما طغى القبح يظل الهدى
كالطود يختال بوجه جميل

أنا الشريد اليوم يا سيدي
فأغفر أيا رب لعبد ذليل

ذرفت أمس دمعتي توبة
ولم تزل على خدودي تسيل

يا ليتني ما زلت طفلاً وفي
عيني ما زال جمال النخيل

أرتل القرآن يا ليتني
ما زلت طفلاً .. في الإهاب النحيل

على جبين الحب في مخدعي
يؤزني في الليل صوت الخليل

هديل بنتي مثل نور الضحى
أسمع فيها هدهدات العويل

تقول يا بابا تريث فلا
أقول إلا سامحيني .. هديل



5- وفــاته :

توفي عن عمر يناهز السبعين عامًا في يوم الأحد 5 رمضان 1431 هـ الموافق 15 أغسطس 2010 في مستشفى الملك فيصل التخصصي بالرياض بعد معاناة طويلة مع مرض سرطان القولون....رحمه الله رحمة واسعة ..وإنّا لله وإنّا إليه راجعون.

المرجع : الموسوعة ويكيبيديا http://ar.wikipedia.org/wiki/%D8%BA%D8%A7%D8%B2%D9%8A_%D8%A7%D9%84%D9%82%D8%B5% D9%8A%D8%A8%D9%8A

د. ناصر بن زيد بن داود
17-08-2010, 01:37 AM
رحمة الله عليه ، كان لي معه قصة مشرفة له . غفر الله له ، وعفى عنا وعنه :-

عندما باشرت العمل في القضاء أول مرة عام 1401هـ في محكمة الجفر بالأحساء - اجتهدت في تخصيص أرضٍ للمحكمة ؛ على أمل بنائها الذي وُعِدت به آنذاك ؛ إن استطعت تخليص الأرض من البلدية .
ومن اللطائف : أن الوعد بالبناء لا يزال قائماً حتى الآن .


وجدت مرفقاً مساحته عشرة آلاف متر مربع ، وبعد إفراغه لأملاك الدولة لمصلحة وزارة العدل - رأيت من المناسب الكتابة لمعالي وزير الصحة للبدء بعمارة المستشفى المجاور لمبنى المحكمة ، فكتبت لمعاليه خطاباً ضمنته قصيدة نالت استحسان معاليه - لطف الله به يوم يلقاه - فأجابني على الفور : بأنه قد أحال الطلب مشمولاً بأمر التنفيذ إلى الجهة المختصة .


الطريف في الأمر : أن المستشفى عامرٌ الآن ، ويؤدي خدماته منذ أكثر من خمسٍ وعشرين سنة ، وبجواره أرض المحكمة التي بقيت موقفاً لسيارات المرضى ومرافقيهم . والحمد لله على كل حال


وبعد نشر معاليه القصيدة المشهورة والموسومة بـ : رسالة المتنبي الأخيرة إلى سيف الدولة - أنشأت على وزنها ورويِّها قصيدةً وجهتها لخادم الحرمين الشريفين الملك فهد يرحمه الله ، وأسميتها : يا سيف دولتنا .

فعلت ذلك لِما أشعر به نحو أبي سهيلٍ من الامتنان لمعروفه على أهل بلدة كنت قاضيها يوماً ما .


نشرت القصيدة في موقع المركز على هذا الرابط : http://www.cojss.com/article.php?a=279 (http://www.cojss.com/article.php?a=279)
وهذا نصها :



قُمْتُ الْغَدَاةَ لِحَاجَتِي أَتَكَسَّبُ = فَبَقِيَّتُ أَلْحَظُ حَاضِرِي أَتَعَجَّبُ !.

مَا لِلْوُجُوْد بِلَوْنِه الْمُغَبَّرِّ ؟، بَل = مَا لِلْسَّمَاءِ ؟؛ فَجَوُّها يَتَقَلَّبُ !.

مَا لِلْأَسِنَّةِ بَعْد أَن كَانَت عُلَاً = بَاتَت يُخَطُّ بِهَا الْتُّرَابُ ، فَتَتَرُبُ ؟.

مَا كُنْت يَوْماً سَانِحَاً أَو بِارِحْاً = بَل إِنَّ فَأْلِي غَالِبٌ مُتَغَلِّبُ

قَد كُنْتُ أَرْجُو لِلْبَرِيَّة كُلِّهَا = مُسْتَقْبِلَ الْإِصْلاحِ لَا يَتَذَبْذَبُ

فِي مِثْلِ هَذَا الْيَوْم غَادَر نَادِرٌ = غَدْرَاً ، وَشَاءَ الْلَّهُ أَن يَتَغَلَّبُوَا

خَطَّت يَدَاهُ خُطُوْطَ خَيْرٍ سَابِغٍ = لَا يُنْكَرُ الْغَوَّاصُ بَحْرَاً يَرْكَبُ

مَن ذَا يَرُوْمُ الْنَّجْمَ أَمْسَى سَاهِرَاً = حَتَّى الْصَّبَاحِ وَضَوْؤُه يَتَسَرَّبُ

هَل كَان لَيْلُ الْأُنْسِ أَطْرَى فِيْه ؟، أَم = لَيْلُ الْمُنَى وَالْبَدْرُ بَادٍ يَرْقُبُ

أَرَأَيتُمُوا قَوْماً يَجُوْلُ بِخَلدِهِم = أَنَّ الْوُحُوْشَ يَسُوسُهُن الْثَّعْلَبُ ؟.

أَو أَنَّ قَوْسَ الْصَّيْدِ تَنْبُو قَبْل أَن = يُرْمَى بِهَا ؟؛ كَيْلَا يُصَادَ الْأَرْنَبُ

هَاتِ الْصَّحِيْفَةَ !؛ كَي أَخُطَّ بِهَا فَإِنَّ = الْقَوْلَ مِنِّي دَائِمَاً لَا يَنْضُبُ

يَا سَيْفَ دَوْلَتِنَا الْفِتْيَةِ !، إِن تُرِد = أَمْرَاً حَمِيْداً كَان فِيْكُم يُرْقَبُ

إِنِّي عَلِمْتُ أَبَا الْأَطْايِبِ يَرْتَجِي = عِزّاً عَزِيْزَاً فِي حِيَاضِكَ يُسْكَبُ

هَاكُم ثَنَاءَ الْنَّاسِ!، مِن عُرْبٍ وَمِن = عَجَمٍ ، وَكَم مِن مَصْنَعٍ؟ ، كَم كَهْرَبُ؟.

صَحَّت بِه الْأَبْدَانُ فَوْرَ قِيَامِه = مِن بَعْدِ أَن صَحَّت بِكُم ، أَنْت الْأَبُ

أَنْت الْفُؤَادُ الْنَّابِضُ الْحُرُّ الَّذِي = بِصَلَاحِه فَالَجِسْمُ ذَا لَا يَخرُبُ

الْرَّأْسُ أَنْت ، وَرَأْسُ كُلِّ عَظِيْمَةٍ = إِن يَعرُهُ أَثَرٌ فَلَا يَتَنَكَّبُ

بِالْحُلْم فُقْتَ جَمِيْعَ مَن دَانَت لَه = هِمَمُ الْرِّجَالِ وَهَامُهُم وَالْأَرْقُبُ

يَا سَيِّدِي !، وَالْعَفْوُ مِنْك مُؤَمَّلٌ = يَا سَيِّدِي !، وَالْصَّفحُ فِيْك مُحَبَّبُ

الْسَّيْفُ - إِن تَغمِده - يَأْكُلُ غِمْدَه = وَالْرُّمْحُ - إِن تَغْرِزه أَرْضَاً - يُضْرَبُ

وَالْقَوْسُ تَيْبُسُ ؛ إِن يَدُوْمُ عِلَاقُهَا = وَيلِيِنُهَا ضَرْبٌ بِهَا ، لَا تَتْعَبُ

وَالْشَّمْسُ يَحْجُبُهَا الْسَّحَابُ ، فَلَا تُرَى = وَالْشَّمْسُ - إِن تُطِلِ احْتَجَاباً - تَغْرُبُ

هَلْا كَسَوْتَ الْعَبْدَ ثَوْبَ الْعَفُوِ إِن = شِئْتَ الْضَّرَاعَةَ مِن أَكُفٍ تَلْهَبُ

تَدْعُو لَكُم - يَا سَيِّدِي - بِالْعِزِّ ، بَل = بِالْنَصْرِ وَالتَّوْفِيْقِ ؛ هَذَا الْمَأْرَبُ

وَصَلَاةُ رَبِّي قَدرَ مَا مَلَأ الْفَضَا = لِلْمُصْطَفَى ، وَلَآلِهِ ، بَل أَرْحَبُ

وَالْحَمْدُ شُكرُ الْخَالِقِ الرَّبِ الَّذِي = يُعْطِي ، وَيُجْزِلُ فِي الْعَطَا ، وَيُقَرِّبُ



تغمد الله الفقيد برحمته ، ولقيه وهو عنه راضٍ ، وجمعنا به في عليين . آمين

سيادة القانون
17-08-2010, 02:30 AM
يَا سَيْفَ دَوْلَتِنَا الْفِتْيَةِ !، إِن تُرِد
أَمْرَاً حَمِيْداً كَان فِيْكُم يُرْقَبُ

إِنِّي عَلِمْتُ أَبَا الْأَطْايِّبِ يَرْتَجِي
عِزّاً عَزِيْزَاً فِي حِيَاضِكَ يُسْكَبُ


وقفة مشرفة وهذا وفاء منك يادكتورّ ، بارك الله فيك ، أعجبتني القصة والقصيدة ، ولعلها شهادة حيّة في حق هذا الرجل ... رحمة الله عليه .

قاضي المظالم
19-08-2010, 02:41 PM
غفر الله لأبي سهيل ورحمه وعفا عنه وأسكنه فسيح نزله بالجنة ..

من يقرأ له - رحمه الله - يجزم بأن الابداع ينهمر غزيراً كالسيل من قلمه وبين بنانه .. وقد قرأتُ غالب كتبه عدا الدواوين الشعرية (لا أعرف في الشعر حرفاً) فاستفدت من ذلك كثيراً ..

و نشرك هذه القصة -فضيلة الدكتور- وفاءً غير مستغرب ..

رجل الظلام
21-08-2010, 08:15 PM
غفر الله لدكتور غازي القصيبي و ألهم أهله ومحبيه الصبر والسلوان

المحامي أحمد المالكي
24-08-2010, 03:47 PM
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
عن أبي زيد أسامة بن زيد بن حارثة مولى رسول الله صلى الله عليه وسلم، وحبه وابن حبه رضي الله عنهما,قال: أرسلت بنت النبي صلى الله عليه وسلم: إن ابني قد احتضر فأشهدنا , فأرسل يقرئ السلام , ويقول :"إن لله ما أخذ، وله ما أعطى, وكل شي عنده بأجل مسمى, فلتصبر وتحتسب...." أخرجه البخاري في كتاب الجنائز برقم 1284.
قال الشيخ ابن عثيمين رحمه الله:
في هذا الحديث دليل على أن هذه الصيغة من العزاء أفضل صيغة أفضل من قول بعض الناس:"أعظم الله أجرك, وأحسن عزاءك, وغفر لميتك "هذه الصيغة اختارها بعض العلماء لكن الصيغة التي اختارها الرسول عليه الصلاة والسلام أفضل.[1/84].
فأقول لذوي المتوفى إن لله ما أخذ، وله ما أعطى, وكل شي عنده بأجل مسمى, فلتصبروا وتحتسبوا.
وأسأل الله له المغفره والرحمه .

د. ناصر بن زيد بن داود
24-08-2010, 04:26 PM
أخي الفاضل : المحامي أحمد المالكي .
التعزية التي ذكرتها لعلها خاصة بالصغار كما جاء في الحديث الصحيح أن رسول الله صلى الله عليه وسلم عزى بها ابنته زينب رضي الله عنها في ابنتها أميمة .


أما التعزية في الكبار :
فقد ثبت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم في صحيح مسلم أنه دخل على أم سلمة رضي الله عنها عقب موت أبي سلمة فقال لها يعزيها ( اللهم اغفر لأبي سلمة ، وارفع درجته في المهديين ، واخلفه في عقبه في الغابرين ، واغفر لنا وله يا رب العالمين ، وافسح له في قبره ، ونور له فيه ) .


كما صح عنه عليه الصلاة والسلام أنه قال في تعزيته عبد الله بن جعفر في أبيه رضي الله عنهما ( اللهم اخلف جعفراً في أهله ، وبارك لعبد الله في صفقة يمينه ، قالها ثلاث مرات ) .


ولذلك قال الألباني يرحمه الله في كتابه أحكام الجنائز : [ ويعزيهم بما يظن أنه يسليهم ، ويكف من حزنهم ، ويحملهم على الرضا والصبر ، مما يثبت عنه صلى الله عليه وسلم ، إن كان يعلمه ويستحضره ، وإلا فبما تيسر له من الكلام الحسن الذي يحقق الغرض ولا يخالف الشرع ] .