مشعل التويجري
12-11-2010, 09:03 PM
إخواني أعضاء المنتدى الكرام .. السلام عليكم ورحمة الله وبركاته
حقيقة لا يسعني إلا تقديم الشكر الجزيل للقائمين على هذا المنتدى القضائي الشامخ .. كشموخ قائده الدكتور ناصر بن داود .. والمشائخ والزملاء الكرام ..
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الرائع .. وهي استشارة حول قضية تفاصيلها كثيرة .. سأشرح وقائعها مختصرا ومكتفيا بذكر ما له أثر في الموضوع ..
آمل أن أجد من الدكتور ومن أساتذتي وزملائي الكرام ما يزيل ضبابيته ..
بسم الله ..
* اشترى زيد من عمرو كامل أرضه بمبلغ تم الاتفاق عليه وتم تسديد جزء منه .. على ان يتم الافراغ عند تسديد كامل القيمة .. مع وجود صك الارض - الذي لا يزال باسم البائع - في حوزة المشتري زيد .. وكان ذلك بموجب مكاتبة بينهما ..
* قام زيد بعد ذلك بإدخال شركاء معه في الارض لغرض جمع باقي قيمتها وتسديده للبائع عمرو .. حيث اتفق مع شركائه على تقاسم الارض مشاعة بينهم كالتالي:
لزيد الربع ولأخيه فهد الربع ولخالد النصف .. وقام كل من الشركاء فهد وخالد بتسديد ثلثي قيمة ما يخص نصيب كل منهم من الارض لزيد والثلث الباقي عند الافراغ .. كما تم تفويض زيد بإكمال الاجراءات وعمل ما يلزم بعد الرجوع لأخذ رأي شركائه .. وكل ذلك بموجب مكاتبة بينهم ..
* قام زيد بتسديد جزء آخر من القيمة للبائع الاول عمرو .. لكنه لم يسدد كامل القيمة رغم استلامه القيمة من شركائه ..
* نتيجة لوجود مطالبات مالية عليه من اطراف اخرى .. فقد سجن زيد
* في أثناء وجود زيد في السجن .. هدده عمرو بأنه في حال عدم إكمال القيمة سيقوم بالتصرف ببيع الارض .. ودار جدل بينهما انتهى باتفاقهما شفهيا بأن يعيد زيد نصف الارض لعمرو على أن يتم اعتبار ما تم تسديده من المبالغ من قيمة نصف الارض فقط .. ويكون افراغ هذا النصف بعد استيفاء كامل قيمته .. وتم هذا التنازل عن نصف الارض من قبل زيد دون الرجوع لأخذ رأي شركائه في ذلك ..
* بعد ذلك قام عمرو ببيع كامل الارض على سعد وأفرغها له ..
* وفي موضوع مستقل .. كان بين شركاء زيد (فهد وخالد) قضية يطالب فيها خالد بتسديد مبلغ مالي له في ذمة فهد .. فدفع فهد بأنه قد أحال خالد في هذا المبلغ على زيد (شريكهم في الارض) .. وأن زيد قبل الحوالة .. ولأنه بقي على خالد ان يدفع لزيد باقي قيمة نصيبه في شراكة تلك الارض .. فقد اعتبرها زيد من تلك القيمة .. وتم الاتفاق بينهم على ذلك ...... ولأن زيد كان في ذلك الوقت في السجن .. فقد أراد ناظر قضيتهم أن يمحص ما دفع به فهد من ثبوت الحوالة .. وقد تبين له أن مناط الحوالة هي جزء من قيمة تلك الارض .. ورأى ان بيع زيد على خالد نصف الارض لم يثبت بعد .. لان زيد - حسب رأي فضيلته - لا يزال في السجن وقد باع على خالد أرضا لم يحزها ولم يكن مقدورا على تسليمها .. وقد رأى فضيلته فساد هذا البيع الذي كان مناط الحوالة .. فأبطل ما دفع به فهد في هذه الدعوى من وجود الحوالة .. وحكم باستقرار المبلغ الذي يطالب به خالد في ذمة فهد ......... وما حصل في هذه الدعوى سنعود له .. لأن ما ورد في حيثياته عن فساد بيع زيد نصف الارض لخالد قد أثر لاحقا رغم أنه لم يكن الموضوع الاساس في هذه الدعوى .. ولم يكن البائع زيد ممثلا فيها ..
* خرج زيد من السجن فرفع دعوى ضد عمرو يطالبه بنصف الارض .. فأفهمه القاضي بأن دعواه تقام على من بيده العين
* رفعها زيد على من بيده العين وهو سعد .. وتم إدخال عمرو في الدعوى ..
* زيد في هذه الدعوى يطالب بإفراغ نصف الارض تنفيذا لاتفاقه الشفهي مع عمرو .. ويطالب بإلغاء تصرف عمرو عندما باع على سعد كامل الارض دون الرجوع لشريكه بالنصف زيد ..
* رغم ان مطالبة زيد كانت على النصف الا ان عمرو قد أقر في هذه الدعوى بأن البيع في الاساس كان على كامل الارض وانه حصل اتفاق لاحق بينهما على استعادة عمرو لنصف الارض وقصر البيع على النصف فقط .. وقد تجاهل زيد ذلك مكتفيا بالمطالبة بإثبات ملكيته لنصف الارض .. وذلك في محاولة منه للتنصل مما يترتب على ذلك من وجود شركاء له في ملكية كامل الارض ..
* بناء على ثبوت ما تقدم من دعوى زيد .. واقرار بائعه عمرو .. فقد حكم فضيلته بثبوت ملكية زيد لنصف الارض .. وان للمدعى عليه سعد الرجوع بالقيمة على من باع عليه ..
* في تلك الاثناء كان شركاء زيد يترقبون نتيجة دعواه في الارض .. لأن ثبوت ملكيته يثبت معه ملكية شركائه في الارض .. ولم يدر بخلدهم انه يطالب بالنصف فقط .. ولا يعلم الشريك (خالد) ان كان قد صدر الحكم لزيد أم لا ..
* قام الشريك بنصف الارض (خالد) بمطالبة زيد بأن يفرغ له نصف الارض حسب الاتفاق السابق بينهم .. وبعد المماطلة رفع عليه الدعوى .. فنظرت عند نفس القاضي الذي أثبت ملكية زيد في الارض ..
* قدم خالد دعواه بمطالبته زيد بأن يفرغ له نصف الارض تنفيذا لاتفاقهم السابق .. أقر زيد بصحة الدعوى .. لكنه دفع بما ورد في حيثيات القضية التي دارت بين خالد وفهد .. وان ناظر قضيتهم قد حكم بفساد بيع زيد على خالد .. لأن زيد كان سجينا ولم يحز الارض ولم يكن قادرا على تسليمها .. أجاب خالد بأن ما تعرض له زيد من ظروف حدثت بعد البيع عليه بفترة .. وهي عارضة وقد زالت الظروف عن زيد الان واستطاع اثبات ملكيته في الارض .. اي ان ما ورد في حيثيات ذلك الحكم قد ظهر خلافه بثبوت ملكية زيد في الارض ........ ثم سأل فضيلته خالد سؤالا غريبا .. وهو سؤاله هل ينطبق الاتفاق السابق بينكم على الشراكة على واقع الارض الان .. فأجاب خالد بأنه لا ينطبق لأن الاتفاق كان على تقاسم كامل الارض لي النصف ولزيد الربع ولأخيه فهد الربع .. وليس في ملكية زيد الان الا نصف الارض .. لكن تنازل زيد عن النصف من الارض وإعادته لعمرو لم نفوضه فيه ولم نعلم عنه ..
* أصدر فضيلته الحكم بصرف النظر عن دعوى خالد .. مسببا حكمه بما استشهد به زيد من ورود ذكر فساد البيع (الحاصل بين زيد وخالد) المذكور في حيثيات الحكم الصادر في قضية (خالد وفهد) المذكورة أعلاه .... و لما قرره خالد من عدم انطباق الاتفاق السابق بتقاسم كامل الارض على واقع الارض الان .. حيث ان ملكية زيد انحصرت في النصف فقط .....
* مر الحكم مرور الكرام على التمييز .. وصدق بالاكثرية
* تمكن خالد من الحصول على صورة من الحكم المثبت لملكية زيد الوارد ذكره أعلاه .. فتقدم به خالد بالتماس لإعادة النظر لظهور الصك المثبت لملكية من باعه .. فقنع بذلك التمييز وأحاله لناظر القضية ..
* أعادها ناظر القضية للتمييز دون إجابة صريحة على ما استدل به خالد على صحة دعواه ..
* تقدم خالد باعتراض .. قبل من التمييز وأعيدت منهم الى ناظرها بنفس الملاحظة ..
* فتح فضيلته الجلسات .. أخذ فيها إفادة خالد حول أدلته .. ثم حكم بأنه لم يظهر له سوى ما حكم به سابقا .. دون إجابة ملاقية لما طلب منه قضاة التمييز .. حيث لم يذكر فضيلته تفنيدا واحدا لدلالة الصك المثبت لملكية زيد على صحة دعوى خالد ..
* تقدم خالد باعتراض ألحقه بالمعاملة طالبا نقض الحكم وإحالتها لقاض آخر ..
* أعادها التمييز لناظرها .. فأجاب فضيلته بإجابة لم يطلع عليها خالد .. فعادت للتمييز الذي فاجأ خالد بتصديق الحكم ..
* بحث خالد بين أوراقه التي لم يقدمها .. فوجد ورقة فيها الدلالة على استمرار شراكته مع زيد في هذه الارض .. موقعة بتاريخ لاحق لصك حكم القضية التي كانت بينه وبين فهد (الوارد في حيثياتها ذكر فساد بيع زيد على خالد) .. فتقدم بهذه الورقة بالتماس لإعادة النظر في الحكم .. فرفض من التمييز دون ذكر مبرر لذلك ..
* تقطعت بخالد السبل .. فلم يبق الا المحكمة العليا .. وهو الان بصدد إعداد التظلم الذي سيقدمه للمقام السامي .. طالبا إحالته للمحكمة العليا ..
وبعد هذا السرد الطويل .. والذي يعد مختصرا معتصرا لما دار من أحداث في هذه القضية .. ما رأيكم في وقائعها بشكل عام ..
وما رأيكم في تنصل زيد من شريكه خالد حينما استشهد بما ورد عن فساد بيعه على خالد في صك حكم قضية خالد مع فهد .. والذي ورد فيه أن زيد باع على خالد أرضا لم يحزها ولم يكن قادرا على تسليمها .. مع العلم بأن صك الارض كان في حوزة زيد .. والقاضي لم يأخذ في هذه المسألة لا إفادة زيد ولا عمرو ..
ولنفترض أن زيد فعلا باع على خالد أرضا لم يحزها ولم يكن قادرا على تسليمها .. أليست العلة من اشتراط القدرة على التسليم هي لعدم وقوع المشتري في الغرر المنهي عنه في البيوع .. فإذا كان المشتري خالد حين الشراء كان يعلم بعدم قدرة زيد على تسليم الارض وقتها .. وان ذلك يتطلب وقتا لإنهاء وضعه مع المالك الاصلي للارض .. ألا يعد العلم بذلك نفيا لوجود الغرر ..
ثم ألا يعد استلام زيد للارض فيما بعد دليلا على قدرته من قبل لكنها تطلبت زمانا قد رضي به كل المتبايعين .. وذلك تأسيسا على ان القدرة على التسليم هي شرط لنفاذ العقد لا انعقاده ..
وهذه الصورة ألا تشبه إلى حد كبير ما يحصل من تداول لسندات المساهمات العقارية .. حيث ان هذا السند يمثل جزءا مشاعا من ارض .. ويباع هذا السند على الرغم من عدم حيازة الارض وعدم القدرة على التسليم او الافراغ ....
وللتوضيح .. فإن هذه الشبهة (عدم القدرة على التسليم) لم يصر عليها فضيلته .. ولم ينسخها .. بل تركها دون تأكيد لها ودون نفي لدلالتها على حكمه .. لكنها ستمر على مجهر المحكمة العليا .. وهذا ما أعاد الاهتمام بها ........
آمل أن أجد من أصحاب الفضيلة والاساتذة الكرام من ينير العتمة .. ويزيل الرمادية .. مع الشكر الجزيل مقدما ..
حقيقة لا يسعني إلا تقديم الشكر الجزيل للقائمين على هذا المنتدى القضائي الشامخ .. كشموخ قائده الدكتور ناصر بن داود .. والمشائخ والزملاء الكرام ..
هذه أول مشاركة لي في هذا المنتدى الرائع .. وهي استشارة حول قضية تفاصيلها كثيرة .. سأشرح وقائعها مختصرا ومكتفيا بذكر ما له أثر في الموضوع ..
آمل أن أجد من الدكتور ومن أساتذتي وزملائي الكرام ما يزيل ضبابيته ..
بسم الله ..
* اشترى زيد من عمرو كامل أرضه بمبلغ تم الاتفاق عليه وتم تسديد جزء منه .. على ان يتم الافراغ عند تسديد كامل القيمة .. مع وجود صك الارض - الذي لا يزال باسم البائع - في حوزة المشتري زيد .. وكان ذلك بموجب مكاتبة بينهما ..
* قام زيد بعد ذلك بإدخال شركاء معه في الارض لغرض جمع باقي قيمتها وتسديده للبائع عمرو .. حيث اتفق مع شركائه على تقاسم الارض مشاعة بينهم كالتالي:
لزيد الربع ولأخيه فهد الربع ولخالد النصف .. وقام كل من الشركاء فهد وخالد بتسديد ثلثي قيمة ما يخص نصيب كل منهم من الارض لزيد والثلث الباقي عند الافراغ .. كما تم تفويض زيد بإكمال الاجراءات وعمل ما يلزم بعد الرجوع لأخذ رأي شركائه .. وكل ذلك بموجب مكاتبة بينهم ..
* قام زيد بتسديد جزء آخر من القيمة للبائع الاول عمرو .. لكنه لم يسدد كامل القيمة رغم استلامه القيمة من شركائه ..
* نتيجة لوجود مطالبات مالية عليه من اطراف اخرى .. فقد سجن زيد
* في أثناء وجود زيد في السجن .. هدده عمرو بأنه في حال عدم إكمال القيمة سيقوم بالتصرف ببيع الارض .. ودار جدل بينهما انتهى باتفاقهما شفهيا بأن يعيد زيد نصف الارض لعمرو على أن يتم اعتبار ما تم تسديده من المبالغ من قيمة نصف الارض فقط .. ويكون افراغ هذا النصف بعد استيفاء كامل قيمته .. وتم هذا التنازل عن نصف الارض من قبل زيد دون الرجوع لأخذ رأي شركائه في ذلك ..
* بعد ذلك قام عمرو ببيع كامل الارض على سعد وأفرغها له ..
* وفي موضوع مستقل .. كان بين شركاء زيد (فهد وخالد) قضية يطالب فيها خالد بتسديد مبلغ مالي له في ذمة فهد .. فدفع فهد بأنه قد أحال خالد في هذا المبلغ على زيد (شريكهم في الارض) .. وأن زيد قبل الحوالة .. ولأنه بقي على خالد ان يدفع لزيد باقي قيمة نصيبه في شراكة تلك الارض .. فقد اعتبرها زيد من تلك القيمة .. وتم الاتفاق بينهم على ذلك ...... ولأن زيد كان في ذلك الوقت في السجن .. فقد أراد ناظر قضيتهم أن يمحص ما دفع به فهد من ثبوت الحوالة .. وقد تبين له أن مناط الحوالة هي جزء من قيمة تلك الارض .. ورأى ان بيع زيد على خالد نصف الارض لم يثبت بعد .. لان زيد - حسب رأي فضيلته - لا يزال في السجن وقد باع على خالد أرضا لم يحزها ولم يكن مقدورا على تسليمها .. وقد رأى فضيلته فساد هذا البيع الذي كان مناط الحوالة .. فأبطل ما دفع به فهد في هذه الدعوى من وجود الحوالة .. وحكم باستقرار المبلغ الذي يطالب به خالد في ذمة فهد ......... وما حصل في هذه الدعوى سنعود له .. لأن ما ورد في حيثياته عن فساد بيع زيد نصف الارض لخالد قد أثر لاحقا رغم أنه لم يكن الموضوع الاساس في هذه الدعوى .. ولم يكن البائع زيد ممثلا فيها ..
* خرج زيد من السجن فرفع دعوى ضد عمرو يطالبه بنصف الارض .. فأفهمه القاضي بأن دعواه تقام على من بيده العين
* رفعها زيد على من بيده العين وهو سعد .. وتم إدخال عمرو في الدعوى ..
* زيد في هذه الدعوى يطالب بإفراغ نصف الارض تنفيذا لاتفاقه الشفهي مع عمرو .. ويطالب بإلغاء تصرف عمرو عندما باع على سعد كامل الارض دون الرجوع لشريكه بالنصف زيد ..
* رغم ان مطالبة زيد كانت على النصف الا ان عمرو قد أقر في هذه الدعوى بأن البيع في الاساس كان على كامل الارض وانه حصل اتفاق لاحق بينهما على استعادة عمرو لنصف الارض وقصر البيع على النصف فقط .. وقد تجاهل زيد ذلك مكتفيا بالمطالبة بإثبات ملكيته لنصف الارض .. وذلك في محاولة منه للتنصل مما يترتب على ذلك من وجود شركاء له في ملكية كامل الارض ..
* بناء على ثبوت ما تقدم من دعوى زيد .. واقرار بائعه عمرو .. فقد حكم فضيلته بثبوت ملكية زيد لنصف الارض .. وان للمدعى عليه سعد الرجوع بالقيمة على من باع عليه ..
* في تلك الاثناء كان شركاء زيد يترقبون نتيجة دعواه في الارض .. لأن ثبوت ملكيته يثبت معه ملكية شركائه في الارض .. ولم يدر بخلدهم انه يطالب بالنصف فقط .. ولا يعلم الشريك (خالد) ان كان قد صدر الحكم لزيد أم لا ..
* قام الشريك بنصف الارض (خالد) بمطالبة زيد بأن يفرغ له نصف الارض حسب الاتفاق السابق بينهم .. وبعد المماطلة رفع عليه الدعوى .. فنظرت عند نفس القاضي الذي أثبت ملكية زيد في الارض ..
* قدم خالد دعواه بمطالبته زيد بأن يفرغ له نصف الارض تنفيذا لاتفاقهم السابق .. أقر زيد بصحة الدعوى .. لكنه دفع بما ورد في حيثيات القضية التي دارت بين خالد وفهد .. وان ناظر قضيتهم قد حكم بفساد بيع زيد على خالد .. لأن زيد كان سجينا ولم يحز الارض ولم يكن قادرا على تسليمها .. أجاب خالد بأن ما تعرض له زيد من ظروف حدثت بعد البيع عليه بفترة .. وهي عارضة وقد زالت الظروف عن زيد الان واستطاع اثبات ملكيته في الارض .. اي ان ما ورد في حيثيات ذلك الحكم قد ظهر خلافه بثبوت ملكية زيد في الارض ........ ثم سأل فضيلته خالد سؤالا غريبا .. وهو سؤاله هل ينطبق الاتفاق السابق بينكم على الشراكة على واقع الارض الان .. فأجاب خالد بأنه لا ينطبق لأن الاتفاق كان على تقاسم كامل الارض لي النصف ولزيد الربع ولأخيه فهد الربع .. وليس في ملكية زيد الان الا نصف الارض .. لكن تنازل زيد عن النصف من الارض وإعادته لعمرو لم نفوضه فيه ولم نعلم عنه ..
* أصدر فضيلته الحكم بصرف النظر عن دعوى خالد .. مسببا حكمه بما استشهد به زيد من ورود ذكر فساد البيع (الحاصل بين زيد وخالد) المذكور في حيثيات الحكم الصادر في قضية (خالد وفهد) المذكورة أعلاه .... و لما قرره خالد من عدم انطباق الاتفاق السابق بتقاسم كامل الارض على واقع الارض الان .. حيث ان ملكية زيد انحصرت في النصف فقط .....
* مر الحكم مرور الكرام على التمييز .. وصدق بالاكثرية
* تمكن خالد من الحصول على صورة من الحكم المثبت لملكية زيد الوارد ذكره أعلاه .. فتقدم به خالد بالتماس لإعادة النظر لظهور الصك المثبت لملكية من باعه .. فقنع بذلك التمييز وأحاله لناظر القضية ..
* أعادها ناظر القضية للتمييز دون إجابة صريحة على ما استدل به خالد على صحة دعواه ..
* تقدم خالد باعتراض .. قبل من التمييز وأعيدت منهم الى ناظرها بنفس الملاحظة ..
* فتح فضيلته الجلسات .. أخذ فيها إفادة خالد حول أدلته .. ثم حكم بأنه لم يظهر له سوى ما حكم به سابقا .. دون إجابة ملاقية لما طلب منه قضاة التمييز .. حيث لم يذكر فضيلته تفنيدا واحدا لدلالة الصك المثبت لملكية زيد على صحة دعوى خالد ..
* تقدم خالد باعتراض ألحقه بالمعاملة طالبا نقض الحكم وإحالتها لقاض آخر ..
* أعادها التمييز لناظرها .. فأجاب فضيلته بإجابة لم يطلع عليها خالد .. فعادت للتمييز الذي فاجأ خالد بتصديق الحكم ..
* بحث خالد بين أوراقه التي لم يقدمها .. فوجد ورقة فيها الدلالة على استمرار شراكته مع زيد في هذه الارض .. موقعة بتاريخ لاحق لصك حكم القضية التي كانت بينه وبين فهد (الوارد في حيثياتها ذكر فساد بيع زيد على خالد) .. فتقدم بهذه الورقة بالتماس لإعادة النظر في الحكم .. فرفض من التمييز دون ذكر مبرر لذلك ..
* تقطعت بخالد السبل .. فلم يبق الا المحكمة العليا .. وهو الان بصدد إعداد التظلم الذي سيقدمه للمقام السامي .. طالبا إحالته للمحكمة العليا ..
وبعد هذا السرد الطويل .. والذي يعد مختصرا معتصرا لما دار من أحداث في هذه القضية .. ما رأيكم في وقائعها بشكل عام ..
وما رأيكم في تنصل زيد من شريكه خالد حينما استشهد بما ورد عن فساد بيعه على خالد في صك حكم قضية خالد مع فهد .. والذي ورد فيه أن زيد باع على خالد أرضا لم يحزها ولم يكن قادرا على تسليمها .. مع العلم بأن صك الارض كان في حوزة زيد .. والقاضي لم يأخذ في هذه المسألة لا إفادة زيد ولا عمرو ..
ولنفترض أن زيد فعلا باع على خالد أرضا لم يحزها ولم يكن قادرا على تسليمها .. أليست العلة من اشتراط القدرة على التسليم هي لعدم وقوع المشتري في الغرر المنهي عنه في البيوع .. فإذا كان المشتري خالد حين الشراء كان يعلم بعدم قدرة زيد على تسليم الارض وقتها .. وان ذلك يتطلب وقتا لإنهاء وضعه مع المالك الاصلي للارض .. ألا يعد العلم بذلك نفيا لوجود الغرر ..
ثم ألا يعد استلام زيد للارض فيما بعد دليلا على قدرته من قبل لكنها تطلبت زمانا قد رضي به كل المتبايعين .. وذلك تأسيسا على ان القدرة على التسليم هي شرط لنفاذ العقد لا انعقاده ..
وهذه الصورة ألا تشبه إلى حد كبير ما يحصل من تداول لسندات المساهمات العقارية .. حيث ان هذا السند يمثل جزءا مشاعا من ارض .. ويباع هذا السند على الرغم من عدم حيازة الارض وعدم القدرة على التسليم او الافراغ ....
وللتوضيح .. فإن هذه الشبهة (عدم القدرة على التسليم) لم يصر عليها فضيلته .. ولم ينسخها .. بل تركها دون تأكيد لها ودون نفي لدلالتها على حكمه .. لكنها ستمر على مجهر المحكمة العليا .. وهذا ما أعاد الاهتمام بها ........
آمل أن أجد من أصحاب الفضيلة والاساتذة الكرام من ينير العتمة .. ويزيل الرمادية .. مع الشكر الجزيل مقدما ..