الأعمش
11-12-2010, 08:03 PM
كيف تصبح «رويبضة» في ثلاثة أيام؟!
سعود الريس
أولاً: عليك أن تكون منطقياً في تفكيرك ، ثانياً: أن تنسى كلمة «لماذا؟» ، ثالثاً: بالإمكان اختصار كل ما فات ، بأن تؤيد قيادة المرأة ، أو أن تصبح «كاشيرة» (على رغم أنني ما زلت أرفض هذا المصطلح) ، أو في المجمل توافق على أن تعاملها كإنسان يحق له أن يعيش ، وأن يعمل ، وأن يشارك في بناء المجتمع . وسنأتي على شرح الطريقة في آخر المقالة .
عموماً؛ «الرويبضة» كمصطلح تعني: «الرجل التافه الذي يتكلم في أمور العامة». ولأنه مصطلح مطاط، فقد أصبح لدينا فريق يوزع صكوكاً لهذا المصطلح، وطالما أننا قلنا «يوزع»، فكتاب الصحف ومثقفو هذه البلاد، ومسؤولوها الذين يتفقون مع إحدى الحالات الثلاث أعلاه، وجدوا أنفسهم «رويبضة». وأحياناً تشعر أن من يطلق على أحد ما هذه التسمية هو أقرب إلى «الرويبضة» في حد ذاته. طبعاً قلت «تشعر»، ولم أطلق التسمية، فليس من حقي أن أطلقها على أحد. لأن هذا المصطلح هو من تخصص فريق واحد فقط، يتخذ من شبكة الإنترنت، و«البلاك بيري»، التي كان «الرويبضة»، يطالبون بها، وسيلة لإيصال أفكارهم. ولعل الأزمة تزداد حدة يوماً بعد آخر، طالما أن الصكوك توزع بحسب الأمزجة والأهواء. ولعل آخر المعارك هي «الهدة على منتدى جدة». فمن يسمع الهجوم على المنتدى، والتحذيرات منه، يتوقع أن الحديث يدور حول «ناد للعراة». والغريب أن الهجمة لم تقتصر على المشاركين، من الإعلاميين والمسؤولين، ومنهم وزير الثقافة والإعلام، بل طاولت واحداً من رموز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طبعاً أقصد هنا رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة الشيخ أحمد قاسم الغامدي الذي أحدث زلزالاً في الأوساط كافة، جراء طرحه آراء تتناقض مع المدرسة التي تخرج فيها.
واللافت هنا أنه في حين ينتفض جهاز الهيئة كاملاً للدفاع عن عضو هيئة اعتدى على مواطن، أو ارتكب مخالفة، فيما لا يجد قيادي بارز في هذا الجهاز يتعرض لأبشع أنواع الشتم والاعتداء سوى «الأذن الصمخاء»، بل يتم تغييبه عن لقاء يضم قياديي الهيئة كافة وتحجب عنه الدعوة، أفلا يدعو كل ذلك للغرابة؟! الجواب لا، لأن الغامدي المرشح لأن يصبح «رويبضة»، لجرأة طرحه، لديه وسطية حيال القضايا التي يتشدد فيها جهاز الهيئة، وطبعاً لا يروق ذلك للقائمين عليه، ولا للمتشددين فكرياً، لذلك تحول عمله إلى منكر وقبيح، وإلى غير ذلك من الألفاظ المتداولة، لمن لا يتفق مع آراء التشدد. أما ما يلفت حقاً، فهي تلك الدعوات التي تحرض الدولة على «التغريبيين» و«الرويبضة المقترحين»، وتطالبها بالتدخل لإلجامهم. الآن فقط تذكر البعض أن الدولة لديها قوانين تتعلق بالفُتيا، وعليها أن تتدخل لمنع تشجيع التطرف والغلو. بينما تلك الفتاوى التي جعلتنا أضحوكة لدى الآخرين، على الدولة ألا تتدخل في شأنها، حتى وإن أفتى أحدهم بعد قرار الفتوى بيوم أو يومين، مخالفاً لها جهاراً نهاراً.
لا شك أن المشهد السعودي في أقصى حالات الارتباك، فالمجتمع يريد السير إلى الأمام. وهناك من يشده إلى الخلف، والمؤسف أن كل من يملك رؤية لا تتفق مع التشدد والغلو، تلصق به أنواع التهم والشتائم والتسفيه كافة. فهذا الغامدي الذي ألصقت به تهم من كل حدب وصوب، كل ما فعله أنه يملك رؤية، ويؤمن بها، الأمر الذي أوجد له شعبية كبيرة تمكنه من الفوز برئاسة الهيئة، لو فتح باب الترشيح والانتخاب، وبنسبة 99.99 في المئة من الأصوات (من دون تزوير النتائج). لا لأنه يبيح الاختلاط، أو قيادة المرأة، أو صلاة الرجل في بيته، بل لأنه تقبل مناقشة آرائه، والأعظم من ذلك، أنه جاهر بها وهو على رأس العمل. وليس كما فعل بعض الوزراء الذين ما إن غادروا كرسي الوزارة، وشعروا بحنين لفلاشات مصوري الصحف، حتى بدأوا بالردح على وزاراتهم السابقة، ونشر غسيلها.
نعود الآن إلى العنوان، «كيف تتحول إلى رويبضة في ثلاثة أيام؟!»، الإجابة: اكتب رأيك، وستتم قراءته في اليوم الثاني، وفي اليوم الثالث... مبروك، فلقد حصلت على اللقب»!
srayes@alhayat.com
الحياة
سعود الريس
أولاً: عليك أن تكون منطقياً في تفكيرك ، ثانياً: أن تنسى كلمة «لماذا؟» ، ثالثاً: بالإمكان اختصار كل ما فات ، بأن تؤيد قيادة المرأة ، أو أن تصبح «كاشيرة» (على رغم أنني ما زلت أرفض هذا المصطلح) ، أو في المجمل توافق على أن تعاملها كإنسان يحق له أن يعيش ، وأن يعمل ، وأن يشارك في بناء المجتمع . وسنأتي على شرح الطريقة في آخر المقالة .
عموماً؛ «الرويبضة» كمصطلح تعني: «الرجل التافه الذي يتكلم في أمور العامة». ولأنه مصطلح مطاط، فقد أصبح لدينا فريق يوزع صكوكاً لهذا المصطلح، وطالما أننا قلنا «يوزع»، فكتاب الصحف ومثقفو هذه البلاد، ومسؤولوها الذين يتفقون مع إحدى الحالات الثلاث أعلاه، وجدوا أنفسهم «رويبضة». وأحياناً تشعر أن من يطلق على أحد ما هذه التسمية هو أقرب إلى «الرويبضة» في حد ذاته. طبعاً قلت «تشعر»، ولم أطلق التسمية، فليس من حقي أن أطلقها على أحد. لأن هذا المصطلح هو من تخصص فريق واحد فقط، يتخذ من شبكة الإنترنت، و«البلاك بيري»، التي كان «الرويبضة»، يطالبون بها، وسيلة لإيصال أفكارهم. ولعل الأزمة تزداد حدة يوماً بعد آخر، طالما أن الصكوك توزع بحسب الأمزجة والأهواء. ولعل آخر المعارك هي «الهدة على منتدى جدة». فمن يسمع الهجوم على المنتدى، والتحذيرات منه، يتوقع أن الحديث يدور حول «ناد للعراة». والغريب أن الهجمة لم تقتصر على المشاركين، من الإعلاميين والمسؤولين، ومنهم وزير الثقافة والإعلام، بل طاولت واحداً من رموز هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، طبعاً أقصد هنا رئيس هيئة الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر في منطقة مكة المكرمة الشيخ أحمد قاسم الغامدي الذي أحدث زلزالاً في الأوساط كافة، جراء طرحه آراء تتناقض مع المدرسة التي تخرج فيها.
واللافت هنا أنه في حين ينتفض جهاز الهيئة كاملاً للدفاع عن عضو هيئة اعتدى على مواطن، أو ارتكب مخالفة، فيما لا يجد قيادي بارز في هذا الجهاز يتعرض لأبشع أنواع الشتم والاعتداء سوى «الأذن الصمخاء»، بل يتم تغييبه عن لقاء يضم قياديي الهيئة كافة وتحجب عنه الدعوة، أفلا يدعو كل ذلك للغرابة؟! الجواب لا، لأن الغامدي المرشح لأن يصبح «رويبضة»، لجرأة طرحه، لديه وسطية حيال القضايا التي يتشدد فيها جهاز الهيئة، وطبعاً لا يروق ذلك للقائمين عليه، ولا للمتشددين فكرياً، لذلك تحول عمله إلى منكر وقبيح، وإلى غير ذلك من الألفاظ المتداولة، لمن لا يتفق مع آراء التشدد. أما ما يلفت حقاً، فهي تلك الدعوات التي تحرض الدولة على «التغريبيين» و«الرويبضة المقترحين»، وتطالبها بالتدخل لإلجامهم. الآن فقط تذكر البعض أن الدولة لديها قوانين تتعلق بالفُتيا، وعليها أن تتدخل لمنع تشجيع التطرف والغلو. بينما تلك الفتاوى التي جعلتنا أضحوكة لدى الآخرين، على الدولة ألا تتدخل في شأنها، حتى وإن أفتى أحدهم بعد قرار الفتوى بيوم أو يومين، مخالفاً لها جهاراً نهاراً.
لا شك أن المشهد السعودي في أقصى حالات الارتباك، فالمجتمع يريد السير إلى الأمام. وهناك من يشده إلى الخلف، والمؤسف أن كل من يملك رؤية لا تتفق مع التشدد والغلو، تلصق به أنواع التهم والشتائم والتسفيه كافة. فهذا الغامدي الذي ألصقت به تهم من كل حدب وصوب، كل ما فعله أنه يملك رؤية، ويؤمن بها، الأمر الذي أوجد له شعبية كبيرة تمكنه من الفوز برئاسة الهيئة، لو فتح باب الترشيح والانتخاب، وبنسبة 99.99 في المئة من الأصوات (من دون تزوير النتائج). لا لأنه يبيح الاختلاط، أو قيادة المرأة، أو صلاة الرجل في بيته، بل لأنه تقبل مناقشة آرائه، والأعظم من ذلك، أنه جاهر بها وهو على رأس العمل. وليس كما فعل بعض الوزراء الذين ما إن غادروا كرسي الوزارة، وشعروا بحنين لفلاشات مصوري الصحف، حتى بدأوا بالردح على وزاراتهم السابقة، ونشر غسيلها.
نعود الآن إلى العنوان، «كيف تتحول إلى رويبضة في ثلاثة أيام؟!»، الإجابة: اكتب رأيك، وستتم قراءته في اليوم الثاني، وفي اليوم الثالث... مبروك، فلقد حصلت على اللقب»!
srayes@alhayat.com
الحياة