المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : خلايا الجهاز المناعي . ( منقول )



د. ناصر بن زيد بن داود
14-12-2010, 01:39 AM
خلايا الجهاز المناعي Cells of the immune system:z042:
جميع خلايا الجهاز المناعي مشتقة من الخلايا الجدعية الغير متمايزة (undifferentiated stem cells) في نخاع العظم ، وفي نخاع العظم تتحول الخلايا الجدعية الغير متمايزة إلى خلايا جدعية متمايزة (differentiated stem cells) وتتطور عبر عدة مراحل إلى خلايا دموية مختلفة والتي هي الكريات الحمراء ، صفائح دموية خلايا دموية بيضاء وهذه الأخيرة تقسم إلى عدة أنواع بالاعتماد علي شكلها إلى خلايا ذات نواة واحدة (momnuclear cells) أو خلايا غير محببة (non-granules) والتي تضم الليمفاويات (lymphocytes) ووحيدة النواة (monocytes) وخلايا بيضاء متعددة النوي المشكلة (polymorphonuclear leukocytes) او الخلايا الحبيبية (granulocytes) وكل الكريات البيضاء الحبيبية تحتوي علي سيتوبلازم ملئ بالحبيبات (granules) ولهذا يطلق عليها الخلايا المحببة (granulocytes) ، كما ان جميعها لها انويه غير منتظمة ومفصصة ولهذا تسمي متعدد النوي المشكلة (polymorphnuclear). كما أنها تقسم إلى ثلاثة أنواع بالاعتماد علي نوع الصبغة التي تصبغ حبيباتها (based upon the ability of dyes to stain their granules) ، فمثلا الخلايا التي تصبغ حبيباتها بالصبغات القاعدية (basic dyes) مثل الـhematoxylin تسمي الخلايا القعدة (basophils)، والخلايا التي تصبغ حبيباتها بالصبغات الحمضية مثل الـeosin تسمي الخلايا الحمضية (eosinophils) وتلك التي لا تصبغ حبيباتها بالصبغة القاعدية ولا بالحمضية تسمي الخلايا المتعادلة (neutrophils).

الخلايا المتعادلة (العدلة إنضاج النتروفيل) Neutrophils :-
تعتبر الخلايا البيضاء المتعدد الأشكال النوي المتعادلة (polymorphonuclear neutrophil granulocyte) هي الخلايا الرئيسية للجهاز النخاعي والتي تسمى أي باسم الخلايا المتعادلة (النتروفيل) (neutrophil).
تتكون النتروفيل في نخاع العظم ومنه تهاجر إلى مجري الدم ، وبعد حوالي 12 ساعة تغادر مجري الدم إلى الانسجة، ولا تتراوح فترة طول عمرها اكثر من عدة أيام . تكون النتروفيل حوالي من 60 إلى 75% من أجمالي كريات الدم البيضاء في معظم الأولية، ولكنها تشكل فقط حوالي من 20 إلى 30 % في الحيوانات المجترة (ruminants) مثل الأبقار (cattle) والأغنام (sheep) .

تركيب النتروفيل Structure of neutrophils :-
عندما تكون معلقة في الدم تظهر النتروفيل خلية دائرية يبلغ قطرها حوالي من 12 إلى 15 ميكرومتر، ستوبلازمها يحتوي علي حبيبات ناعمة، ويوجد في المركز انوية غير منتظمة مفصصة مرتبطة ببعضها بجدائل مفتولة من الكروماتين (connected by tapering chromatin strands). بالمجهر اللالكتوني يشاهد نوعين من الحبيبات في السيتوبلازما الغنية بالأنزيمات: الحبيبات الأول (primary granules) عبارة عن تركيبات إلكترونية كثيفة تحتوي علي أنزيمات مبيدة للبكتريا (bactericidal) مثل البروكسديز النخاعي (myeloproxidase) والأنزيمات الحالة (lysozyme). الحبيبات الثانوية (secondary granules) تحتوي علي عدة أنزيمات مثل اليسوزيم (lysozyme) وكلاجينيز (collagenase) والبروتين الرابط للحديد الاكتوفيرين (lactoferrin). النتروفيل الناضجة تحتوي علي أجسام جولجي وبعض الميتوكندريا وكمية قليل جداً من الريبسومز (ribosomes) واندوبلازما شبكي خشن (rough endoplasmic reticulum).

وظيفة النتروفيل Function of neutrophils :-
الوظيفة الرئيسية للنتروفيل هي اصطياد وتحطيم الأجسام الغريبة بواسطة عملية البلعمة او الالتهام (phagocytosis). للنتروفيل مخزون محدود من الطاقة مما يجعلها غير قادرة علي استعادة طاقتها مجدد، ولهذا فهي تكون منشطة فور مغادرتها لنخاع العظم، وبسبب طاقتها المحدودة فهي تستهلك بسرعة وعادتا تكون قادرة علي القيام بعدد محدود من عمليات البلعمة.
تعتبر النتروفيل خط الدفاع الأولى في جسم العائل ضد غزو الأجسام الغريبة حيث تمتاز بسرعة الحركة نحو مكان وجود الأجسام الغريبة وتحطمها فوراً، ولكنها غير قادرة علي الاحتفاظ بأي جهد بعد عملية مهاجمة الأجسام الغريبة. ويمثل نظام الخلايا وحيدة النواة - الأكولة أو الجهاز البلعميى أحادى النواة (mononuclear-phagocytic system) خط الدفاع الثاني، ونظراً إلى أن النتروفيل تهضم كامل الجسم الغريب فهي لا تقوم بأعداد المستضدات للخلايا الحساسة للمستضدات (antigen-sensitive cells).

بروتينات اسطح كريات الدم البيضاء Leukocyte surface proteins :-
كل الخلايا ذات النواة (nucleated cells) تحمل عدد كبير متنوع من البروتينات علي أسطحها ، بعضها بروتينات تركيبية (structural proteins) والأخرى مستقبلات (some are receptors) والبعض الآخر بروتينات التصاق (adhesive proteins). البروتينات التي توجد علي سطح الخلايا يبدو أنها خاصة أو نوعية (specific) لوظائف تلك الخلايا ولتطورها، ولهذا فأن بعضها يوجد فقط علي النتروفيل (neutrophils)، والبلعميات (macrophage) والليمفاويات (lymphocytes)، بينما توجد أنواع أخرى علي أنواع عديدة من الخلايا. هناك جهد كبير بدل لأجل التعرف علي جزيئات اسطح الخلايا الحبيبية، البلعميات، الليمفاويات والصفائح الدموية، هذة الجزيئات تم تصنيفها بواسطة نظام الـCD (CD system) ، وتم التعرف حتى ألان علي اكثر من 80 صنف من أصناف الـCD ، ليس كلها ولكن معظمها تعتبر بروتينات، بعض هذة البروتينات (المستقبلات ) مثل الـCD4 والـCD8 تلعب دور هام في وظائف الخلية ، بينما هناك أصناف أخرى لم تعرف وظائفها حتى ألان مثل الـCD33 ، الـCD72 والـCD78.
النتروفيل تحمل الكثير من جزيئات الـCD المختلفة علي سطحها أهمها CD11a/CD18 الذي يوجد أيضا علي الليمفاويات ووحيدات النواة والخلايا القاتلة الطبيعية والكريات البيضاء الحبيبية الأخرى وCD11b/CD18 و CD11c/CD18 إضافة إلى CD32 المستقبل الخاص بالمنطقة Fc من الجسم المضاد و CD35 المستقبل الخاص بالجزيئي C3b للمتمم .

ب- الخلايا الحمضة Eosinophils :-
تسمي الخلايا الحمضة بهذا الاسم نظراً لكون سيتوبلازماها يصبغ بشكل كثيف بصبغة الايوسين الحمراء الحمضية (eosin). وهي تشكل حوالي من 1 إلى 5% من أجمالي الكريات البيضاء الجائلة في الدم في الإنسان وحوالي 2% في الكلاب و 10% في المواشي وهي اكبر قليلاً في الحجم من النتروفيل حيث يتراوح حجمها بين 12 و 17 ميكرومتر، وعادتاً تكون نواتها ذات فصين. الخلايا الحمضة تغادر نخاع العظم في صور غير ناضجة نسبياً حيث تغادره إلى الطحال ليتم اكتمال نضوجها فيه وتبقي هذه الكريات البيضاء في مجري الدم لمدة قصير تبلغ حوالي من 4 إلى 5 ساعات قبل أن تخرج إلى الأنسجة حيت تتولي عملية الدفاع (المناعة) ضد الطفيليات وبالذات الديدان التي قد تصيب الأحشاء, كما أنها تساعد علـي إخماد (تلطيف) حدة تفاعلات فرط الحساسية مـن النوع الأول (Type I hypersensitivity), وأيضا الخلايا الحمضة لها مقدرة محدودة أو غير فعالة لمقاومة الجراثيم والفطريات بذات الطريقة التي تعمل بها الخلايا العدلة ووحيدات النواة الملتهمة ولكن حبيباتها لا تحتوي علي الليسوزوم ولكنها تحتوي علي كمية كبيرة من الفوسفتيز الحامضي (acid phosphatase) والبروكسيديز (peroxidase) ويعتبر بروكسيديز الخلايا الحمضة اكثر فاعلية من بروكسيديز النتروفيل في قتل أنواع عديدة من الأحياء الدقيقة، كما أن لها دور فـي إزالة الفبرين المتكـون عند حدوث الالتهاب.
للخلايا العدلة مستقبلات سطحية خاصة لمكونات المتمم (C3a) وللجسام المضاد نوع IgG, وكذلك لها مستقبلات خاصة بالجسم المضاد نوع IgE وللهستامين (Histamine). وقد لوحظ بأن عدد الخلايا الحمضة يزداد أحيانا في الأشخاص المصابين بأمراض طفيلية أو الحساسية.

ج- الخلايا البيضاء القعدة Basophils:-
تشكل الخلايا القعدة حوالي من 0 إلى 1% من أجمالي الكريات البيضاء الجائلة في الدم وهناك خلايا مشابه لها في التركيب والشكل تسمي الخلايا الصارية أو البدينة (Mast cells). الخلايا القعدة والصارية تعمل كوسيط في أحداث الاستجابة الالتهابية وتفاعلات فرط الحساسية من النوع الأول من خلال تحرير أو إطلاق مواد من حبيبتها والتي تسبب حدوث الاستجابة الالتهابية وتفاعلات فرط الحساسية من النوع الأول عند تنشيطها بالأجسام المضادة من نوع IgE التي تعمل كوسيط في أحداث تفاعلات الالتهاب وفرط الحساسية .
تحتوي الخلايا القعدة والصارية علي مستقبلات سطحية خاصة للجسم المضاد IgE وأخرى للـCD40 الخاص بالليمفاويات البائية ولذلك ارتباط لليمفاويات البائية من خلال المستقبل CD40 بالخلايا القعدة بالتعاون مع الـIL4 يمكن أن يؤدي إلى زيادة إنتاج الأجسام المضادة نوع IgE. أيضا هناك وسائط أخرى يمكن أن تؤدي إلى تنشيط الخلايا القعدة والصارية منها جزيئات مكونات المتمم C3a و C4a و C5a بالإضافة إلى العوامل المحررة للهستامين والسيروتونين .

1-نظام الخلايا وحيدة النواة - الأكولة (أو الجهاز البلعمي أحادى النواة) :-
Monocyte- Macrophage system
تمثل وحيدات النواة الجائلة في الدم حوالي من 4 إلى 10% من مجموع كريات الدم البيضاء ، ويكون وجود وحيدات النوة في مجري الدم ما هو ألا مرحلة عبور، حيت أن هذة الخلايا بعد نضوجها تدخل الدم ومنه تهاجر إلى مختلف أنسجة الجسم، وفي الأنسجة تصبح وحيدات النواة خلايا أكولة ناضجة أو خلايا بلعمية (تعتبر وحيدات النواة خلايا أكولة غير ناضجة قبل انتقالها إلى الأنسجة من الدم) وتكون البلعميات الكبيرة منتشرة في كافة أنحاء الجسم ويطلق علي الخلايا الأكولة في الأنسجة عدة أسماء ، فالخلايا الأكولة (البلعمية) التي توجد في الأنسجة الضامة تسمي الخلايا الأكولة النسيجية (Histocyte) والتي توجد في المخ يطلق عليها Microglia والبلاعم التي توجد في الكبد يطلق عليها Kupffer cells والتي توجد في الرئة تسمي Alveolar macrophage والتي توجد في الدم تسمي وحيدات النوي (monocytes) وبغض النظر عن وجودها فهي جميعا يطلق عليها جهاز الوحيدات الأكولة(monocyte-macrophage system) أو ما كان يعرف في السابق باسم الجهاز الشبكي الباطني (Reticuloendothelial system) .
توجد علي اسطح وحيدات النواة ( البلعميات ) مستقبلات خاصة للقطعة المتبلورة من الجسم المضاد (Fc) وبصورة خاصة النوع IgG1 والنوع IgG3 ، وكذلك مستقبل لقطعة المتمم الثالث C3b والنوع الثاني من معقد التوافق النسيجي الأكبر (MCH class II) .
من مميزات جهاز وحيدات النوى البلعمية هي قدرة خلاياه علي إعادة النشاط البلعمي لأكثر من مرة ، وهذا علي عكس خلايا النتروفيل التي تقوم بعملية البلعمة لمرة واحدة فقط في الغالب.

أهم وطائف الخلايا وحيدات النواة- الأكولة ( البلعميات ) :-
ا- تحطيم الأجسام الغريبة (الجراثيم وغيرها) ، وإزالة الأنسجة والخلايا الميتة أو التي في طريقها للموت.
ب- تقديم المستضدات لليمفاويات لأحداث الاستجابة المناعية ضدها ، وكذلك المشاركة في تنظيم الاستجابة المناعية .
ج- إفراز العديد من العوامل الحيوية الهامة للمناعة ، مثل الانترفيرون ، والانترلوكينات .

الليمفاويات (الخلايا الليمفاوية) Lymphocytes :-
تعتبر الليمفاويات مركز الاستجابة المناعية النوعية وهي التي تعطي الجهاز المناعي القدرة علي التميز بين الذات وغير الذات و كذلك صفة التذكر. تشكل هذة الخلايا حوالي من 20 إلى 45% من أجمالي الكريات البيضاء الجائلة في الدم المحيطي، ويوجد منها نوعان هما الليمفاويات البائية (B-Lymphocytes) والليمفاويات التائية (T-Lymphocytes) ، تمثل الليمفاويات البائية حوالي من 15 إلى 20% من مجموع الليمفاويات، بينما الليمفاويات التائية تشكل حوالي من 80 إلى 85% من مجموع الليمفاويات في الدم.
أن وجود الخلايا الليمفاوية في أماكن مختلفة من الجسم (الدم المحيطي ، الطحال ، العقد الليمفاوية، الثايمس، اللوزتين، وغيرها من الأعضاء والأنسجة الأخرى) يؤدي إلى تخصص وظيفي لكل خلية ليمفاوية. ومع أن الخلايا الليمفاوية تبدو متشابها عند رؤيتها تحت المجهر الضوئي، وأنها جميعاً تنحدر من خلية أساسية واحدة ألا أن تجمعاتها تتطور تحت تأثير أشارت تخليق وتميز مختلفة تؤدي إلى اختلافات في النواحي التركيبية والوظيفية لها، حيت أن عند تعرض الخلايا الليمفاوية لتحفيز بالمستضد المناسب لها في الأعضاء الليمفاوية الثانوية فأنها تخصب (تتهيج وتتضخم) وتتبعها تغيرات شكلية (morphologic change) تكون نتيجتها النهائية هي أن الخلايا الليمفاوية البائية (B-Lymphocytes) تتكاثر وتنتج أعداد كبيرة من خلايا البلازما (plasma cells) تقوم بإنتاج وإفراز الأجسام المضاد لتنخرط في أداء المناعة الخلطية وأخرى خلايا ذاكرة (Memory cells) تبقي كمخزون احتياطي ، بينما تنشيط الخلايا التائية بالمستضد المناسب، يؤدي إلى تضخمها وتكاثرها وإنتاجها لأعداد هائلة من الخلايا التائية المحسسة أو المنشطة (Sensitized T-cells) تدور بالتبادل بين اللمف والدم والليمف لتتولي دور المناعة الخلوية ويبقي عدد من الخلايا التائية المنشطة في الأنسجة كخلايا ذاكرة. وعلية فأن الليمفاويات (الخلايا الليمفاوية) تقسم إلى مجموعتين رئسيتين هما الخلايا الليمفاوية البائية والخلايا الليمفاوية التائية ، وذلك استنادا علي العلامات والمستقبلات السطحية الموجودة عليها وعلى مواقع تطورها إضافة إلي أنزيماتها واستجابتها لمحفزات تنشيطها وانقسامها.

الخلايا الليمفاوية البائيةB-lymphocytes :-
حوالي من15 إلى 20% من الخلايا الليمفاوية في الدم المحيطي (Peripheral blood) هي خلايا ليمفاوية بائية، وهذه هي الخلايا المسؤولة عن إنتاج الأجسام المضادة وبالتالي هي المسؤولة عن أحداث الاستجابة المناعية الخلطية، فبعد تعرضها للمستضد المناسب تكبر وتنقسم إلى خلايا بلازمية منتجة للأجسام المضادة (الجلوبيولينات المناعية) ، ويتحول جزء من الخلايا المنقسمة إلى خلايا ذاكرة ، تساهم في حالة التعرض لنفس المستضد مرة أخرى إلى أحداث استجابة مناعية فورية وقوية.
أن التطور الوظيفي والعلامات المميزة لهذه الخلايا يتم تحت تأثير عوامل تفرز من خلايا النخاع الأحمر (النقي الأحمر) أو الجهاز الهضمي وهذه العوامل تضم الانترليوكين-4 والانترليوكين-5 (Interleukine-4, و Interleukine-5) الذي تفرزه الخلايا التائية المساعدة المنشطة (activated T-helper)، وتوجد هذة الخلايا مرتبة في اللب الأبيض المحيطي للطحال والمنطقة الخارجية لقشرة العقد الليمفاوية.
تتميز الخلايا الليمفاوية البائية بوجود مستقبلات خاصة علي سطحها عبارة عن جلوبيولينات مناعية، كما يمكن تميز هذة الخلايا بواسطة علامات الـCD (Cluster of differentiation = عناقيد تميز) الموجودة علي سطحها والتي هي عبارة عن بروتينات سكرية (Glycoproteins) ، حيت يوجد علي سطح الخلايا البائية العلامات ، CD19، CD20، و CD21 وكذلك بواسطة المستقبلات الموجودة سطحها والخاصة بالصنف الثاني لمعقد مركب التوافق النسيجي الأكبر وأيضا بالمستقبلات الخاصة بالمتمم خصوصا C1q ، C3b ، و C4b ، والمستقبل الخاص بالمنطقة Fc للجلوبيولين المناعي IgG .
مع أن جميع الخلايا الليمفاوية البائية لها العديد من المميزات والخصائص المشتركة ألا انه يمكن تقسيمها إلى مجاميع دنيا اعتمادا علي نمط الجلوبيولين المناعي(Ig) الذي تفرزه وعلية فأنها تصنف إلى B? (للخلايا التي تفرز IgM)، و B? (للخلايا التي تفرز IgG)، وB? (للخلايا التي تفرز IgA)، وB? (للخلايا التي تفرز IgD)، وB? (للخلايا التي تفرز IgE).
في الدم المحيطي الغالبية العظمي من الليمفاويات البائية تحمل IgG و IgM بينما في الأغشية المخاطية الغالبية العظمي من الليمفاويات البائية تحمل IgA.
يجب ملاحظة أن الخلايا البلازمية مع أنها خلايا متطورة عن الليمفاويات البائية وتحتوي علي جلوبيولينات مناعية ألا أنها لا تحتوي علي العلامات والمستقبلات السطحية الموجودة علي الليمفاويات البائية قبل تطورها إلى خلايا بلازمية وذاكرة.

الخلايا البلازمية Plasma Cells :-
تتطور الخلايا البلازمية عن الخلايا الليمفاوية البائية المنشطة بالمستضد الغريب ، وبالإمكان تميز سلسلة من الخلايا المتوسطة من ناحية الشكلية (morphology) بين الليمفاويات والخلايا البلازمية والتي يطلق علية بلازمابلاست (plasmablasts) وهذه تتطور أو تنتج في الأعضاء الليمفاوية الثانوية في المنطقة التي يحدث فيها التعاون بين الليمفاويات البائية والتائية. إذا الـبلازمابلاست توجد في الحافة بين قشرة العقد الليمفاوية (lymph node cortex) وجار القشرة (paracortex) ومنطقة الغشاء (mantle zone) في الطحال ، وما أن تتطور إلى خلية بلازمية ناضجة كاملة عادتا تهاجر تلك المنطقة لتتوزع في أنحاء مختلفة في الجسم. يوجد اكبر عدد من الخلايا البلازمية في الطحال والطبقة الداخلية للعقد الليمفاوية وفي نخاع العظم.
الخلايا البلازمية هي خلايا بيضاوية الشكل (ovoid cells) يبلغ قطرها من 8 إلى 9 ميكرومتر، وتوجد بها نواة دائرية غير مركزية تحتوي علي كرومتين موزع بغير انتظام (unevenly distributed chromatin)، كما يوجد بالخلايا البلازمية اندوبلازما شبكي خشن يصبغ بقوة بالصبغات القاعدية (basic dyes) والبيرونين (pyronin). وتعتبر الخلايا البلازمية خلايا متميزة بدرجة عالية ، كما تعتبر خلايا نهائية أي أنها لا تكون أي نوع آخر من الخلايا. عمر الخلايا البلازمية متباين فبعضها يعيش لفترات قصير تتراوح بين 3 و 4 أيام وبعضها الآخر يعيش لفترة بين 3 و 4 أسابيع.
في العادة الخلايا البلازمية تكون قادرة علي تصنيع حتى 300 جزيء الجلوبيولينات المناعية (immunoglobulin molecules) في الثانية. السلاسل الثقيلة والخفيفة للجلوبيولينات المناعية تصنع علي الريبوسومات المتعدد (polyribosomes) ، ثم تفرز في تجويف الاندوبلازما الشبكية ، حيث تقترن السلسلتين لتكون جلوبيولين مناعي كامل. الجلوبيولين المناعي المنتج بواسطة الخلايا البلازمية له مستقبلات للخلايا البائية ذات خصوصية مماثلة للخلية البائية ألام.

خلايا الذاكرة Memory Cells:-
نوعين من الخلايا تتطور عن الخلايا البائية عقب تنشيطها بالمستضد ، النوع الأول الخلايا البلازمية التي أشير أليها أعلاه والنوع الثاني خلايا الذاكرة ، وخلايا الذاكرة تعتبر من الخلايا الحساسة للمستضد المخزونة إلى حين الحاجة أليها عند التعرض إلى ذات المستضد الذي حث الخلايا البائية الأصلية علي إنتاجها ، خلايا الذاكرة قد يتم إنتاجها بذات الخلايا البائية التي أنتجت الخلايا البلازمية أو قد يتم إنتاجها بواسطة أصناف أخرى من الخلايا البائية. خلايا الذاكرة ليست مثل الخلايا البلازمية حيث ليس لها شكل مميز و لكنها قد تعتبر خلايا ليمفاوية صغيرة . أيام قليلة من دخول المستضد خلايا الذاكرة تبداء في الانقسام، وتطورها يحتاج إلى وجود الانترلوكين 1 و 5 (IL-1 and IL5) وكذلك المكون الثالث للمتم .خصوصية مستقبلات خلايا الذاكرة تبقي بشكل كبير مشابه للخلايا البائية ألام ، ولكن شراهتها (آلفتها) للمستضد قد تزداد وهذا قد يكون عائد للطفرة الجسدية (somatic mutation). أعداد كبيرة من خلايا الذاكرة تغادر الطحال والعقد الليمفاوية إلى نخاع العظم وبهذا يعتبر نخاع العظم أهم مصدر للأجسام المضادة في الاستجابة الثانوية .

الخلايا الليمفاوية التائية T-Lymphocytes:-
تشكل الخلايا الليمفاوية التائية حوالي من 80 إلى 85% من أجمالي الليمفاويات في الدم المحيطي وهي تنحدر من نخاع العظم الأحمر وتتمايز في غدة الثوتة تحت تأثير الهرمونات المفرزة من قبل نسيج الثايموسة. الليمفاويات التائية المنتجة تقسم إلي مجموعة من الأصناف الفرعية (Subpopulation) اعتمادا علي الوظيفة والعلامات السطحية الموجودة عليها ، وبشكل عام تتولي الليمفاويات التائية وظيفتين أساسيتين الأولى وظيفة مؤثرة (Effector Function)، والثانية وظيفة منظمة (Regulatory Function)، الوظيفة المؤثرة تتمثل في التحلل أو القتل الخلوي للخلايا المصابة بالفيروسات والخلايا السرطانية وكذلك إنتاج اللمفوكين (Lymphokine) ، والوظيفة المنظمة تتمثل في حث (تشجيع) أو تثبط عمل الخلايا الليمفاوية المؤثرة الأخرى (B and T cell).
كما أشير أعلاه يمكن تميز أو تقسيم الليمفاويات التائية إلى عدة أنواع بواسطة التعرف علي العلامات السطحية الموجودة عليها وهذه العلامات هي :-
CD2 المستقبل الخاص بكريات الدم الحمراء للأغنام (Sheep red blood cell ,{SRBC}) وهذا المستقبل يعتبر مستقبل الشائع في جميع أصناف الخلايا التائية. حيث انه عندما تحضن الخلايا الليمفاوية التائية مع كريات الدم الحمراء للأغنام, فأن الكريات الحمراء للأغنام ترتبط مع الخلايا التائية وتشكل الشكل الزهري (ٌRosettes).
CD3 هذا المستقبل يمثل جزء من معقد مستقبلات المستضد للخلايا التائية.
CD4 هذا المستقبل يمثل مستقبل لصنف الثاني (MHC class-II) من معقد مركب التوافق النسيجي الأكبر.
CD8 هذا المستقبل يمثل مستقبل لصنف الأول(MHC class-I) من معقد مركب التوافق النسيجي الأكبر.

- يجب ملاحظة بأن جميع أصناف الخلايا التائية تتميز بوجود 3 أنواع فقط من تلك المستقبلات، واهم هذة الأنواع الفرعية الرئيسية لليمفاويات التائية هي :-
*الخلايا التائية المساعدة T-Helper Cells :-
وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج اللمفوكين-2 الذي يقوم بدور المنظم الإيجابي من خلال مساعدة الخلايا البائية في تحفيزها أو تشجيعها علي إنتاج الأجسام المضادة ومساعدة تحفيز الخلايا التائية المؤثرة في أحداث الاستجابة المناعية الخلوية. هذا النوع من الخلايا يشكل العدد الأكبر من مجموع الخلايا التائية المختلفة. تتميز الخلايا التائية المساعدة بوجود المستقبلات التالية علي أسطحها CD2, CD3, CD4 (أي تكون موجبة للعلامة السطحية CD4).
*الخلايا التائية السامة للخلايا T-Cytotoxic Cells:-
هذة الخلايا تلعب دور مهم في الدفاع ضد ، والتخلص من الخلايا المصابة بالفيروسات والخلايا السرطانية وفي عملية رفض الأنسجة المغروسة الغريبة (أي أنها تقوم بوظيفة القتل الخلوي). وتتميز هذة الخلايا بوجود المستقبلات التالية علي أسطحها CD2 ، CD3 و CD8 (أي تكون موجبة للعلامة السطحية CD8).

*الخلايا التائية المثبطة (الكابحة) T-Suppressor Cells:-
الخلايا التائية المثبطة وهي الخلايا المسؤولة عن إنتاج اللمفوكين-2 الذي يقوم بدور المنظم السلبي حيت تعمل هذة الخلايا علي كبح نشاط الخلايا البائية لتحد من إنتاجها للأجسام المضادة وكبح نشاط الخلايا التائية المساعدة ، وتتميز هذة الخلايا بوجود المستقبلات التالية علي أسطحها CD2 ، CD3 و CD8 (أي تكون موجبة للعلامة السطحية CD8).
مع ملاحظة بأنة من الصعب التفريق بين الخلايا التائية الكابحة والتائية السامة للخلايا ، حيث أن جميعها تحمل ذات المستقبلات ، ويعتقد البعض بعدم وجود خلايا تائية كابحة إطلاقا ، وأن الخلايا التائية السامة للخلايا تقوم بوظيفة التسمم الخلوي ووظيفة التثبيط ، وتقوم بوظيفة التثبيط بفعل نشاطها السمي .
الخلايا القاتلة (Killer cells) :- هي مجموعة من الخلايا الليمفاوية التي لها دور مهم في أحداث الاستجابة المناعية وتقوم بوظيفة القتل (التسمم) الخلوي للخلايا الوسيطة بالخلايا المعتمدة علي الأجسام المضادة Antibodies-Dependent Cell-Mediated Cytotoxcity (ADCC).

الخلايا القاتلة الطبيعية (NK = Natural Killer Cells) :-
هي عبارة عن خلايا لليمفاوية كبيرة حبيبية غير أكولة تشكل حوالي 3% من مجموع الليمفاويات في الدورة الدموية ، توجد بشكل رئيسي في الأعضاء الليمفاوية الثانوية ، كما يوجد عدد قليل منها في نخاع العظم هذة الخلايا لا تحتوي علي علامات سطحية كالتي توجد علي الخلايا البائية أو التائية ( أي العلامات أو المستقبلات التالية الـCD2 ، CD3 ، CD4 ، CD8 أو CD19 ، CD20 و CD21) ولذلك تسمي هذة الخلايا بـNull Cells ، كما أنها لا تحتاج إلى تحفيز مسبق لكي تتكون بل تنتج بصورة طبيعية ، كما أنها لا تعتمد على وجود ارتباط مع MHC class-I أو MHC class-II للقيام بوظائفها.
من وظائف الخلايا القاتلة الطبيعية هي قدرتها على تميز وقتل الخلايا المصابة بالفيروسات والخلايا السرطانية والأنسجة المغروسة الغريبة، كما تقوم أيضا بوظيفة القتل (التسمم) الخلوي للخلايا الوسيطة بالخلايا المعتمدة علي الأجسام المضادة (ADCC) . كما يعتقد بأن لها نشاط مضاد لبعض أنواع البكتريا مثل Staphylococcus aureus و Salmonella typhimurium وكذلك بعض الفطريات.
منقول

ابو محمد 2
14-12-2010, 05:47 AM
سبحان الله والحمد لله
جزاك الله خير على هذه المعلومات القيمة