"يا حيوان" تجلد مقيما 25 سوطا

[الأعمش]

- لجينيات -

حكمت المحكمة الجزئية في مدينة الدمام
بجلد مقيم آسيوي 25 سوطاً لتلفظه على مواطن بكلمات خارجة عن الأدب
حيث أطلق عليه كلمة "حيوان".

وكما ذكرت "عكاظ" في عددها اليوم الأحد فقد تضمن الحكم أيضاً توقيعه على تعهد خطي بعدم تكرار مثل تلك التصرفات والابتعاد عنها.

وفي التفاصيل قال مصدر في محكمة الدمام الجزئية أن مواطناً في الثلاثينات من عمره دخل إحدى الأسواق التجارية المعروفة في مدينة الدمام لشراء مواد غذائية ، وأثناء توقفه أمام المكان المخصص لعرض الجرائد والمجلات وتناوله إحدى المجلات لمشاهدة غلافها الخارجي وقراءة أبرز العناوين ، تهجم عليه عامل في المحل طالبا منه عدم القراءة ووضع المجلة فورا.

وأضاف المصدر أن المواطن أرجع المجلة إلى مكانها ، لكن الوافد بدأ في كيل الشتائم والسباب إليه واصفا إياه بالحيوان ، الأمر الذي دفع المواطن حينها لإبلاغ الجهات الأمنية فورا والتي باشرت الواقعة وأحالتها إلى هيئة التحقيق والادعاء العام التي بدورها أحالتها للمحكمة الجزئية ، وصدر بحقه حكم شرعي.

[د. ناصر بن زيد بن داود]

الحكم مبالغ فيه ؛ خصوصاً : أن المواطن هو من تسبب في ثورة العامل بتصفح المجلة ، وهو أمر ممنوع لدى تلك المحلات ، ولدى كل العقلاء ، بل إنه - عندي - من خوارم المروءة .

[ياسرالبلوي]

نعم الحكم مبالغ فيه . تكفيه 5 جلدات . أو عقوبة مالية كصلح على مال . أو إيقافه 10 ساعات. ربما ارتبط بالقضية ماجعل القاضي يشدد . ربما ربما.

[ياسرالبلوي]

لكن من جانب آخر جميل نشر مثل هذه الأحكام لتظهر أن إيلاماً ينتظر مثل هذه الظواهر. صدقاً لقد مضت سنوات وسنوات والمحكمة وما يدور فيها كأنها بحر لجي في ظلمات ثلاث .. لا يعلم المجتمع المزاج الردعي العام في قضائنا ولا يعلم ما ينتظر المتساهلين في الحقوق. ومن المهم أن يتم نشر المعلومة الصحيحة بطريقة سليمة نظاماُ بعيدا عن الإضرار بأطراف القضية أو ما يعرضهم للخطر.

[قضاء جزائي]

اسمحوا لي أيها الأحبة :
- قبل التعليق - ولأن المنتدى منتدى قضائي - في الجملة - فالذي ينبغي التثبت من المعلومة قبل انتقاد أمر قد لا يكون تحقق وحصل ... فمن هو المصدر الذي يوثق به؟ ... الصحافة !!! أم مصدر (مجهول) في المحكمة ؟!! ... نعم نعلم أنه هذا الأمر قد يحدث ... لكن الأولى قبل انتقاد شيء التأكد من تحققه حتى لا (نطير في العجة) ..
وبالنسبة للأحكام الصادرة في قضايا التلفظ -عموما - أرى أن يؤخذ في الاعتبار أمور :
1- إن كثيرا من الألفاظ منتشرة جدا بين الناس ... فباتت - من انتشارها - لا تدل على المعنى الحرفي للفظ بل تدل على كلمة سب عابرة ... فلا تكون دلالتها كالدلالة الحرفية الوضعية ... فكأن اللفظ انتقل من الحقيقة اللغوية العامية إلى الحقيقة العرفية ، وفي فصيح اللغة : الدابة ، الغائط ... وكما كانت العرب تقول : تربت يمينك ... لا أبا لك ... فهي جمل وألفاظ - كما ذكر العلماء - لا يراد بها الدعاء بل هي كلمات زجر ... والمقصود أن كلمة حيوان وكلب وحمار وملعون ... لو نظرنا إلى دلالة هذا اللفظ عند المتلفظ بها فإنه لا يريد بها حقيقتها اللغوية - جزما - بل يريد المسابة المطلقة ... فلا تكون عقوبته في حال إيقاعها كمن أراد حقيقة اللفظ ...
2- إن طريقة التحقيق لدينا فيها نوع تقصير ... فمن سبق بالشكاية إلى جهات التحقيق فهو المنتصر ... وخصمه هو الخاسر ؛ لأن الدعوى العامة ستقام على المشكي ... وأرى أن الواجب والمتعين رفع الدعوى على المتخاصمين كليهما ... لأن الغالب أن المدعى عليه إذا صدق في جوابه فقال : نعم لقد قمت بالتلفظ على خصمي بسبب تلفظه علي وجحد خصمه التلفظ فإنه يدان المقر ولا يدان خصمه ... وهذه مسألة معروفة في الإقرار المقيد والموصوف ...

وأما في هذه المسألة فإني أرى - لو تحقق الأمر - أن يحكم القاضي بالمماثلة في اللفظ كما هو اختيار شيخ الإسلام وتلميذه ابن القيم ، وإن كان قد لا يتيسر تطبيقه عند التنفيذ لكنه أقرب إلى العدل من جلد جلدات مختلفة الجنس والعدد ... والله الموفق
ودونكم النقول :

قال ابن القيم في إعلام الموقعين (3/83-88) :
((وإن سبه في نفسه أو سخر به أو هزأ به أو بال عليه أو بصق عليه أو دعى عليه فله أن يفعل به نظير ما فعل به متحريا للعدل .... وهذا أقرب إلى الكتاب والميزان وآثار الصحابة من التعزير المخالف للجناية جنسا ونوعا وقدرا وصفة)) .
وقال أيضا (5/427-428) :
(( وإن كان بهتا له وكذبا عليه أو قذفا له أو شهادة عليه بالزور لم يجز له مقابلته بمثله وإن كان دعاء عليه أولعنا أو مسبة فله مقابلته بمثله على أصح القولين وإن منعه كثير من الناس )) .
وقال ابن تيمية كما في جامع المسائل (3/394) :
((وليس لأحدٍ أن يعتدي على أحدٍ سواء كان شريفًا أو لم يكن، ومتى اعتدى الشريف أو غيره على الناس كان لهم أن يعتدوا عليه بمثل ما اعتدى عليهم، فإن قال لمسلم: يا كلب يا خنزير كان له أن يقول له: يا كلب يا خنزير، ولو قال له: لعنَك الله، كان له أن يقول له: لعنك الله، وإن ضربَه بغير حق ضَرَبَ كما ضَربه)) .
وقال ابن تيمية كما في مجموع فتاويه (34/135) :
((القصاص ثابت بين المسلمين باتفاق الأمة يقتص للهاشمي المسلم من الحبشي المسلم وللحبشي المسلم من الهاشمي المسلم في الدماء والأموال والأعراض وغير ذلك بحيث يجوز القصاص في الأعراض يجوز للرجل أن يقتص فإذا قال له الهاشمي يا كلب قال له يا كلب وإذا قال لعنك الله قال له لعنك الله ويجوز ذلك وهذا من معنى قوله تعالى ( ولمن انتصر بعد ظلمه فأولئك ما عليهم من سبيل إنما السبيل على الذين يظلمون الناس ويبغون في الأرض بغير الحق أولئك لهم عذاب أليم ولمن صبر وغفر إن ذلك لمن عزم الأمور ) ولو كذب عليه لم يكن له أن يكذب عليه وكذلك من سب أبا رجل فليس له أن يسب أباه سواء كان هاشميا أو غير هاشمي فإن أبا الساب لم يظلمه وإنما ظلمه الساب))
وقال في الإنصاف (26/464-465) :
((وقال الشَّيْخُ تَقِيُّ الدِّينِ رَحِمَهُ اللَّهُ وَقَوْلُهُ اللَّهُ أَكْبَرُ عَلَيْك كَالدُّعَاءِ عليه وَشَتْمِهِ بِغَيْرِ فِرْيَةٍ نَحْوُ يا كَلْبُ فَلَهُ قَوْلُهُ له أو تَعْزِيرُهُ وَلَوْ لَعَنَهُ فَهَلْ له أَنْ يَلْعَنَهُ يَنْبَنِي على جَوَازِ لَعْنَةِ الْمُعَيَّنِ ،وَمَنْ لَعَنَ نَصْرَانِيًّا أُدِّبَ أَدَبًا خَفِيفًا إلَّا أَنْ يَكُونَ قد صَدَرَ من النَّصْرَانِيِّ ما يَقْتَضِي ذلك ، وقال أَيْضًا وَمَنْ دُعِيَ عليه ظُلْمًا فَلَهُ أَنْ يَدْعُوَ على ظَالِمِهِ بِمِثْلِ ما دَعَا بِهِ عليه نَحْوُ أَخْزَاك اللَّهُ أو لَعَنَك اللَّهُ أو يَشْتُمُهُ بِغَيْرِ فِرْيَةٍ نَحْوُ يا كَلْبُ يا خِنْزِيرُ فَلَهُ أَنْ يَقُولَ له مِثْلَ ذلك ، وقال الْإِمَامُ أَحْمَدُ رَحِمَهُ اللَّهُ الدُّعَاءُ قِصَاصٌ وَمَنْ دَعَا على ظَالِمِهِ فما صَبَرَ انْتَهَى )) .

[أبو وصايف]

اسمحوا لي أيها الأحبة :
- قبل التعليق - ولأن المنتدى منتدى قضائي - في الجملة - فالذي ينبغي التثبت من المعلومة قبل انتقاد أمر قد لا يكون تحقق وحصل ... فمن هو المصدر الذي يوثق به؟ ... الصحافة !!! أم مصدر (مجهول) في المحكمة ؟!! ... نعم نعلم أنه هذا الأمر قد يحدث ... لكن الأولى قبل انتقاد شيء التأكد من تحققه حتى لا (نطير في العجة) ..
وبالنسبة للأحكام الصادرة في قضايا التلفظ -عموما .... إلخ انْتَهَى )) .


معك قلباً وأوافقك الرأي لسبب شخصي :)
http://www.cojss.com/vb/showthread.php?t=2964