سيادة القانون
19-05-2011, 06:02 AM
كنت قد هممت إلى السرير لأمارس حقي الفيسيلوجي للنوم بعد يوم حافل "بالمشقة" ولكن قلت في نفسي لماذا لا أتصفح الأنترنت ولو قليلاً فوقعت عيناي على خبر في جريدة الوطن ليوم الاربعاء 18 مايو 2011 بعنوان " "لاحقته الهيئة بسبب شعره ... فمات حليقاً"!! فذهب النوم من عيني وأعلم أنه سوف يعود محملاً بالكوابيس!!
على هذا الرابط ....
http://www.alwatan.com.sa/Local/News_Detail.aspx?ArticleID=54434&CategoryID=5
التعليق : قرأت أغلبية الردود حول هذا الخبر في موقع الصحيفة فوجدتهم منقسمين الى فريقين ، الفريق الأول : يستذكر حوادث سابقة لقتل مواطنين سواء بالعمد أو بالتسبب من قبل هذا الجهاز ويطالب بالقصاص! والفريق الثاني : يحمل شعار "فلتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" ويرى أن الفريق الأول متبليّ وكاذب ومتحامل ومعتدي على حدود الله !!.
وأما تعليقي فهو يتجاوز الفريقين إلى طرح سؤالاً في غاية الأهمية هل المنكر يتوقف عند أعمال بعض المنتسبين للهيئة ؟! بمعنى الذي يطيل شعره "منكر" والذي يدخل الأسواق ليتبضع جاء بمنكر لأنه دخل السوق وهو مبصر العينين وإطالة النظر في النساء " منكراً" ، وشرب الخمر منكر ، والخلوة بأجنبية منكر ، كل الجرائم منكر لأن الذي يقترفها هم من غير جهاز الهيئة ، لكن بقي "فعل" هذا الفعل لازال في شريعة الله "منكراً" لا بل " هو أبشع المنكرات" وفي الأعراف وفي الأخلاق وفي الإنسانية وعلى دين المسيح وعلى دين اليهود كل الأديان السماوية " تعتبره منكراً" إلا أن هذا الفعل الذي هو " جريمة القتل" يتحول بقدرة قادر إلى " معروف" لا بل تجد من يدافع عن هذه الأفعال ودليله في ذلك " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" ، الله أكبر ، ما شاء الله تبارك الرحمن ، ترك القران كله والسنة كلها وتمسك لك بهالآية كأن لا يوجد في كتاب الله غيرها ، وكأن الذين يخاطبونهم ، حديثي عهد بالإسلام أو من العجم الذي لا يحسنون العربية .! إستغفال ليس بعده إستغفال .! أين قوله تعالى "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" أين قوله تعالى "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" وقوله تعالى "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" وقوله تعالى " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً" أين قول الرسول صلى الله عليه وسلم "اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا" وقوله صلى الله عليه وسلم " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة " وقوله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا".
وغيرها وغيرها من الأدلة التي تحرم قتل النفس المعصومة وتعتبره من المنكرات ومن الجرائم البشعة ، ولكن الحيرة كل الحيرة ليست في سرد هذه الآيات ومحاولة تطبيقها على سلسلة جرائم إزهاق الأرواح نتيجة لأعمال هذا الجهاز وإنما الحيرة في عمق التفصيلات الدقيقة بمعنى يالذين تدافعون عن أعمالهم نحن معكم بالخيار :
يا نتفق جميعاً على أن الشريعة الإسلامية هي وحدة واحدة لا تقبل التجزئة ، بمعنى لا تعمل بالذي يروق لك من أحكامها وتترك ما لا يروق ، بحيث يكون العمل واحد لا يختلف " فالخمر حرام ومنكر" ، " القتل حرام ومنكر" أما واحد حرام والثاني حلال ، شغل واحد داخل سوق خضار يتنقى "طماط" بمزاجه ، لا معصيّ والا والله لا حماة فضيلة ولا محتسبين ولا غيره ، أي فضيلة هذه الذي يحميها القتلة المستحلين لدماء المسلمين! هل هذه الفضيلة بل لا والذي نفسي بيده هي عين الرذيلة ، والحمدلله من فضل البارىء عز وجل أن الذين يمارسون العمل في الهيئات لم يشهدوا صحبة محمد صلى الله عليه وسلم حتى يتقرب أحدنا الى الله في الدفاع عنهم أو ليعتبر اخطاءهم هي من محض الاجتهاد الذي لا يساروه شك في أنه بني على حسن نية بل هو عين " البلطجة" الذي ليس له رادع نعم واثبت الواقع أن بعض اعمالهم من صنف الجرائم ولكن أضفي عليها " المشروعية" حتى استفحل الوضع وغداً لا نعلم من هو الضحية القادم بسم المعروف والمنكر.!
أما الخيار الثاني أن نتفق جميعاً -وحاشا لله ذلك - على أن الشريعة الاسلامية تكيل بمكيالين وهذا والله الذي يجعلني وفي كل مناسبة يأتي ذكر لبعض اعمال هذ الجهاز أن أتوقف أمام هذا التصور " الكيل بمكيالين" لأن الأمر جد خطير ، نحتاج أن نفهم .!
أما الذي يجب أن يكون في أذهان من يتعامل مع بعض موظفي هذا الجهاز يمكن حصره في الأتي :
1- أن البعض منهم غارق في الأمية والجهل فهو يجهل ماهو المعروف ؟ وما هو المنكر؟ وماحدود المنكر ودرجاته ؟ وكيفية المنكر؟! فهو لا يعرف الاّ "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده" فتغيير المنكر في فهمه القاصر عن طريق اليد " القوة" يعني أن" تكسر الجماجم" و" تريق الدماء" فهو لا يعلم أن تغيير المنكر إنما ينصب على الفعل أو الوسيلة التي يمارس من خلالها المنكر ، مثل تكسير إناء أو قنينة لشرب الخمر " هذا هو التغيير باليد المقصود من الحديث" لكن تكسر جمجة شارب خمر وتعتقد أنك بهذا الفعل من " الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" فهذه مصيبة المصائب !
2-أن البعض منهم لا يعرف أنه موظف دولة ، يفترض فيه معرفة العمل المؤسسي ، لا بل تجد منهم من يستعين بصديق أو أكثر على غرار "مضاربات" المراهقين في الثانوية العامة ، فتجده عندما يرى شخص فعل "منكراً" يرفع سماعة " الخط ساخن" للإتصال بمجموعة من "المتهورين" الذين لا زالوا يعيشون فكر "فزعات العرابجة" وعندما يحضرون وصيحاتهم تتعالا بالله أكبر حتماً سينتقل من وقع بين أيديهم إلى الحياة البرزخية إلا أن يشاء الله .!
ومثال هذه النوعية : مجموعة من المتعاونين في قضية مقتل حريصي وكذلك محفط تائب ، منّ الله عليه بالتوبة النصوح ، وأصبح شيخاً بين عشية وضحاها يستفتيه بعض العوام والقواعد من النساء ويفتي لهم!! ، هذا المفحط كما جاء على لسانه استعانت به فرق من الهيئة -وهم رجال ضبط- لاحظ المصيبة ويحكمهم نظام الاجراءات الجزائية ومع ذلك ولك أن تتخيل يتم الاستعانة بهذا المفحط حتى يقبض على شخص .! أي بطلان هذا الذي شاب بل أصاب إجراء الضبط في مقتل ! ولك أن تتخيل حجم الكارثة وأنت متمسك بهذا البطلان أمام القضاء وياتيك الجواب " وتعاونوا على البر والتقوى" وتذهب قواعد البطلان بل والعمل المؤسسي إلى الجحيم ، لا يهم !
3-أن البعض منهم ينطبق على حاله قول الله تعالى "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " هذه النوعية مجندة لا تتبع مرؤوسيها ولا تتقيد بكل التعليمات وعلى وجه الخصوص الأخير منها ، فتجدهم يتلقون التعليمات من أطراف أخرى مثل فرقة "الإحتساب للجميع" وهذه الفرقة بالمناسبة لا تؤمن أن العمل الأحتسابي من فروض الكفاية بل فرض عين على الجميع ، فعلى طبيب الأسنان وعلى لاعب الكره واستاذ الجامعة والطباخ والسباك أن يحتسب والا وقع في الأثم فتجد من رموزها اسماء رنانة ظهرت على السطح ، وكان لها تأثير قوي على المحتسبين من موظفي الدولة وعلى غيرهم .
ومع ذلك كله لا يعدم الفضل في هذا الجهاز ونؤمن أنه يوجد منهم خيرين وفضلاء وأهل علم يسوؤهم ما يجدونه من بعض اعمال زملائهم ، لكن المهم وطالما أن لا رادع لهم حتى هذه الساعة فأنه يجب على كل مواطن ومقيم وفي ظل هذه الممارسات البشعة أن يحتاط ويعمل بالأسباب حتى يضمن أن يعود إذا خرج من منزله الى بيت أهله سالماً معافى ويمكن إجمالها بالآتي:
1- الحذر كل الحذر من الذهاب الى السوق أو الأماكن العامة التي يتواجد بها الجنسين عليك أذا أردت أن تشتري ملابس أو عطر أو أي من مستلزمات الذكور أن تتلمس حاجتك من المحلات التي بجانبها " بقالة" أو " سوق خضار" بمعنى البعد كل البعد عن الأسواق والمجمعات التجارية.
2- إن كنت مضطراً للذهاب لحاجة لا تجدها في المحلات التي تفتح على الشوارع التجارية فعليك بإصطحاب "أم العيال" ومعكما " كرت العائلة" وياحبذا قبل الذهاب من جولة على المنزل تتفقدون حاجاتكم واشياءكم كأن تحفظون لون "سرير النوم" ومداخل البيت ومخارجه .
3- إن كنت من العزاب أو متزوجاً ولكن "محرمتك " لظرف ٍ ما لا تستطيع الذهاب معك وأنت مضطر الى السوق فعليك بلبس خوذة من الحديد " ضد الرفس والركل" وأن تتدرع بما يقي صدرك والمناطق الحساسة من جسدك ويفضل أن تأتي للسوق متوضياً لعلك إن كتبت لك الشهادة تلقى الله وأنت على طهارة.
4- في سبيل التخلص من جريمة "إطالة" النظر إلى النساء ان استطعت القدوم الى السوق وقد لبست النظارة الشمسية أو وضعت على احد عينيك قطعة من الشاش الأبيض فهي تعمل على تعطيل جهاز " كاشف النظرات " والذي بحوزة العضو رجل الضبط حتى لا ترحل الى دائرة العرض والأخلاق في هيئة التحقيق والادعاء العام بجريمة "إطالة النظر"!.
قبل التوقف وجدت في نفسي ان النقاط من 1 إلى 4 هي شر البلية ما يضحك يبدو أنها حملة بعنوان عزيزي المتسوق : حاول أن لا تموت .! والسلام على من أتبع الهدى ورحمة الله وبركاته ولا سلام على الظالين المظلين والحمدلله رب العالمين.
على هذا الرابط ....
http://www.alwatan.com.sa/Local/News_Detail.aspx?ArticleID=54434&CategoryID=5
التعليق : قرأت أغلبية الردود حول هذا الخبر في موقع الصحيفة فوجدتهم منقسمين الى فريقين ، الفريق الأول : يستذكر حوادث سابقة لقتل مواطنين سواء بالعمد أو بالتسبب من قبل هذا الجهاز ويطالب بالقصاص! والفريق الثاني : يحمل شعار "فلتكن منكم أمة يدعون إلى الخير ويأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" ويرى أن الفريق الأول متبليّ وكاذب ومتحامل ومعتدي على حدود الله !!.
وأما تعليقي فهو يتجاوز الفريقين إلى طرح سؤالاً في غاية الأهمية هل المنكر يتوقف عند أعمال بعض المنتسبين للهيئة ؟! بمعنى الذي يطيل شعره "منكر" والذي يدخل الأسواق ليتبضع جاء بمنكر لأنه دخل السوق وهو مبصر العينين وإطالة النظر في النساء " منكراً" ، وشرب الخمر منكر ، والخلوة بأجنبية منكر ، كل الجرائم منكر لأن الذي يقترفها هم من غير جهاز الهيئة ، لكن بقي "فعل" هذا الفعل لازال في شريعة الله "منكراً" لا بل " هو أبشع المنكرات" وفي الأعراف وفي الأخلاق وفي الإنسانية وعلى دين المسيح وعلى دين اليهود كل الأديان السماوية " تعتبره منكراً" إلا أن هذا الفعل الذي هو " جريمة القتل" يتحول بقدرة قادر إلى " معروف" لا بل تجد من يدافع عن هذه الأفعال ودليله في ذلك " وَلْتَكُنْ مِنْكُمْ أُمَّةٌ يَدْعُونَ إِلَى الْخَيْرِ وَيَأْمُرُونَ بِالْمَعْرُوفِ وَيَنْهَوْنَ عَنِ الْمُنْكَرِ" ، الله أكبر ، ما شاء الله تبارك الرحمن ، ترك القران كله والسنة كلها وتمسك لك بهالآية كأن لا يوجد في كتاب الله غيرها ، وكأن الذين يخاطبونهم ، حديثي عهد بالإسلام أو من العجم الذي لا يحسنون العربية .! إستغفال ليس بعده إستغفال .! أين قوله تعالى "وَلَكُمْ فِي الْقِصَاصِ حَيَاةٌ يَاْ أُولِيْ الأَلْبَابِ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ" أين قوله تعالى "وَمَنْ يَقْتُلْ مُؤْمِنًا مُتَعَمِّدًا فَجَزَاؤُهُ جَهَنَّمُ خَالِدًا فِيهَا وَغَضِبَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَلَعَنَهُ وَأَعَدَّ لَهُ عَذَابًا عَظِيمًا" وقوله تعالى "وَلَا تَقْتُلُوا النَّفْسَ الَّتِي حَرَّمَ اللَّهُ إِلَّا بِالْحَقِّ" وقوله تعالى " مِنْ أَجْلِ ذَلِكَ كَتَبْنَا عَلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنَّهُ مَنْ قَتَلَ نَفْساً بِغَيْرِ نَفْسٍ أَوْ فَسَادٍ فِي الأَرْضِ فَكَأَنَّمَا قَتَلَ النَّاسَ جَمِيعاً" أين قول الرسول صلى الله عليه وسلم "اللَّهَ حَرَّمَ عَلَيْكُمْ دِمَاءَكُمْ وَأَمْوَالَكُمْ وَأَعْرَاضَكُمْ كَحُرْمَةِ يَوْمِكُمْ هَذَا فِي شَهْرِكُمْ هَذَا فِي بَلَدِكُمْ هَذَا" وقوله صلى الله عليه وسلم " لا يحل دم امرئ مسلم يشهد أن لا إله إلا الله وأني رسول الله إلا بإحدى ثلاث: الثيب الزاني ، والنفس بالنفس ، والتارك لدينه المفارق للجماعة " وقوله صلى الله عليه وسلم " والذي نفسي بيده لقتل مؤمن أعظم عند الله من زوال الدنيا".
وغيرها وغيرها من الأدلة التي تحرم قتل النفس المعصومة وتعتبره من المنكرات ومن الجرائم البشعة ، ولكن الحيرة كل الحيرة ليست في سرد هذه الآيات ومحاولة تطبيقها على سلسلة جرائم إزهاق الأرواح نتيجة لأعمال هذا الجهاز وإنما الحيرة في عمق التفصيلات الدقيقة بمعنى يالذين تدافعون عن أعمالهم نحن معكم بالخيار :
يا نتفق جميعاً على أن الشريعة الإسلامية هي وحدة واحدة لا تقبل التجزئة ، بمعنى لا تعمل بالذي يروق لك من أحكامها وتترك ما لا يروق ، بحيث يكون العمل واحد لا يختلف " فالخمر حرام ومنكر" ، " القتل حرام ومنكر" أما واحد حرام والثاني حلال ، شغل واحد داخل سوق خضار يتنقى "طماط" بمزاجه ، لا معصيّ والا والله لا حماة فضيلة ولا محتسبين ولا غيره ، أي فضيلة هذه الذي يحميها القتلة المستحلين لدماء المسلمين! هل هذه الفضيلة بل لا والذي نفسي بيده هي عين الرذيلة ، والحمدلله من فضل البارىء عز وجل أن الذين يمارسون العمل في الهيئات لم يشهدوا صحبة محمد صلى الله عليه وسلم حتى يتقرب أحدنا الى الله في الدفاع عنهم أو ليعتبر اخطاءهم هي من محض الاجتهاد الذي لا يساروه شك في أنه بني على حسن نية بل هو عين " البلطجة" الذي ليس له رادع نعم واثبت الواقع أن بعض اعمالهم من صنف الجرائم ولكن أضفي عليها " المشروعية" حتى استفحل الوضع وغداً لا نعلم من هو الضحية القادم بسم المعروف والمنكر.!
أما الخيار الثاني أن نتفق جميعاً -وحاشا لله ذلك - على أن الشريعة الاسلامية تكيل بمكيالين وهذا والله الذي يجعلني وفي كل مناسبة يأتي ذكر لبعض اعمال هذ الجهاز أن أتوقف أمام هذا التصور " الكيل بمكيالين" لأن الأمر جد خطير ، نحتاج أن نفهم .!
أما الذي يجب أن يكون في أذهان من يتعامل مع بعض موظفي هذا الجهاز يمكن حصره في الأتي :
1- أن البعض منهم غارق في الأمية والجهل فهو يجهل ماهو المعروف ؟ وما هو المنكر؟ وماحدود المنكر ودرجاته ؟ وكيفية المنكر؟! فهو لا يعرف الاّ "من رأى منكم منكراً فليغيره بيده" فتغيير المنكر في فهمه القاصر عن طريق اليد " القوة" يعني أن" تكسر الجماجم" و" تريق الدماء" فهو لا يعلم أن تغيير المنكر إنما ينصب على الفعل أو الوسيلة التي يمارس من خلالها المنكر ، مثل تكسير إناء أو قنينة لشرب الخمر " هذا هو التغيير باليد المقصود من الحديث" لكن تكسر جمجة شارب خمر وتعتقد أنك بهذا الفعل من " الذين يأمرون بالمعروف وينهون عن المنكر" فهذه مصيبة المصائب !
2-أن البعض منهم لا يعرف أنه موظف دولة ، يفترض فيه معرفة العمل المؤسسي ، لا بل تجد منهم من يستعين بصديق أو أكثر على غرار "مضاربات" المراهقين في الثانوية العامة ، فتجده عندما يرى شخص فعل "منكراً" يرفع سماعة " الخط ساخن" للإتصال بمجموعة من "المتهورين" الذين لا زالوا يعيشون فكر "فزعات العرابجة" وعندما يحضرون وصيحاتهم تتعالا بالله أكبر حتماً سينتقل من وقع بين أيديهم إلى الحياة البرزخية إلا أن يشاء الله .!
ومثال هذه النوعية : مجموعة من المتعاونين في قضية مقتل حريصي وكذلك محفط تائب ، منّ الله عليه بالتوبة النصوح ، وأصبح شيخاً بين عشية وضحاها يستفتيه بعض العوام والقواعد من النساء ويفتي لهم!! ، هذا المفحط كما جاء على لسانه استعانت به فرق من الهيئة -وهم رجال ضبط- لاحظ المصيبة ويحكمهم نظام الاجراءات الجزائية ومع ذلك ولك أن تتخيل يتم الاستعانة بهذا المفحط حتى يقبض على شخص .! أي بطلان هذا الذي شاب بل أصاب إجراء الضبط في مقتل ! ولك أن تتخيل حجم الكارثة وأنت متمسك بهذا البطلان أمام القضاء وياتيك الجواب " وتعاونوا على البر والتقوى" وتذهب قواعد البطلان بل والعمل المؤسسي إلى الجحيم ، لا يهم !
3-أن البعض منهم ينطبق على حاله قول الله تعالى "قُلْ هَلْ نُنَبِّئُكُمْ بِالْأَخْسَرِينَ أَعْمَالًا الَّذِينَ ضَلَّ سَعْيُهُمْ فِي الْحَيَاةِ الدُّنْيَا وَهُمْ يَحْسَبُونَ أَنَّهُمْ يُحْسِنُونَ صُنْعًا " هذه النوعية مجندة لا تتبع مرؤوسيها ولا تتقيد بكل التعليمات وعلى وجه الخصوص الأخير منها ، فتجدهم يتلقون التعليمات من أطراف أخرى مثل فرقة "الإحتساب للجميع" وهذه الفرقة بالمناسبة لا تؤمن أن العمل الأحتسابي من فروض الكفاية بل فرض عين على الجميع ، فعلى طبيب الأسنان وعلى لاعب الكره واستاذ الجامعة والطباخ والسباك أن يحتسب والا وقع في الأثم فتجد من رموزها اسماء رنانة ظهرت على السطح ، وكان لها تأثير قوي على المحتسبين من موظفي الدولة وعلى غيرهم .
ومع ذلك كله لا يعدم الفضل في هذا الجهاز ونؤمن أنه يوجد منهم خيرين وفضلاء وأهل علم يسوؤهم ما يجدونه من بعض اعمال زملائهم ، لكن المهم وطالما أن لا رادع لهم حتى هذه الساعة فأنه يجب على كل مواطن ومقيم وفي ظل هذه الممارسات البشعة أن يحتاط ويعمل بالأسباب حتى يضمن أن يعود إذا خرج من منزله الى بيت أهله سالماً معافى ويمكن إجمالها بالآتي:
1- الحذر كل الحذر من الذهاب الى السوق أو الأماكن العامة التي يتواجد بها الجنسين عليك أذا أردت أن تشتري ملابس أو عطر أو أي من مستلزمات الذكور أن تتلمس حاجتك من المحلات التي بجانبها " بقالة" أو " سوق خضار" بمعنى البعد كل البعد عن الأسواق والمجمعات التجارية.
2- إن كنت مضطراً للذهاب لحاجة لا تجدها في المحلات التي تفتح على الشوارع التجارية فعليك بإصطحاب "أم العيال" ومعكما " كرت العائلة" وياحبذا قبل الذهاب من جولة على المنزل تتفقدون حاجاتكم واشياءكم كأن تحفظون لون "سرير النوم" ومداخل البيت ومخارجه .
3- إن كنت من العزاب أو متزوجاً ولكن "محرمتك " لظرف ٍ ما لا تستطيع الذهاب معك وأنت مضطر الى السوق فعليك بلبس خوذة من الحديد " ضد الرفس والركل" وأن تتدرع بما يقي صدرك والمناطق الحساسة من جسدك ويفضل أن تأتي للسوق متوضياً لعلك إن كتبت لك الشهادة تلقى الله وأنت على طهارة.
4- في سبيل التخلص من جريمة "إطالة" النظر إلى النساء ان استطعت القدوم الى السوق وقد لبست النظارة الشمسية أو وضعت على احد عينيك قطعة من الشاش الأبيض فهي تعمل على تعطيل جهاز " كاشف النظرات " والذي بحوزة العضو رجل الضبط حتى لا ترحل الى دائرة العرض والأخلاق في هيئة التحقيق والادعاء العام بجريمة "إطالة النظر"!.
قبل التوقف وجدت في نفسي ان النقاط من 1 إلى 4 هي شر البلية ما يضحك يبدو أنها حملة بعنوان عزيزي المتسوق : حاول أن لا تموت .! والسلام على من أتبع الهدى ورحمة الله وبركاته ولا سلام على الظالين المظلين والحمدلله رب العالمين.