المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : حكم القاضي فبكى ابن الستين بين يديه



جميل السجايا
02-06-2011, 10:17 AM
صحيفة الجزيرة
31-05-2011

حكم القاضي فبكى ابن الستين بين يديه


عزيزتي الجزيرة اطلعت على ما نشر في هذه الجريدة في العدد (1495) حول القصاص ممن أقدم على الاعتداء على والديه، سأنتقل بالقارئ الكريم إلى صورة مضيئة ومشرقة في مجتمعنا، إلى أروقة المحكمة، والتي من خلالها شرفت بمهاتفة رئيس تلك المحكمة للتأكد من صحتها فأفادني مشكوراً بصحتها، وهي تتلخص في الآتي: (شخص يسكن في إحدى مدن القصيم، يسكن في بيت متواضع، حريص على رعاية والدته والقيام ببرها والإحسان إليها، مضت عشرات السنين وهو يخدمها، شاب رأسه ووصل عمره فوق الستين، طلب منه أخوه الأصغر الذي يسكن في بلد بعيد، قال يا أخي سأخدم أمي قمت بها أنت عشرات السنين وأنت الآن كبر سنك، والوالدة تحتاج إلى مزيد من العناية، فعمرها قارب التسعين، اسمح لي أن أقوم بحقها، قال أسمح لك، لكن بعد ما تدفنني بالقبر أسمح لك، أما وأنا حي لا تحرمني من باب الجنة، حاول الأخ ما استطاع، يحاول يقنعه، وذهب إلى أمه يقول اقنعي أخي، أمه تقول، كلكم عيني وفوق الرأس، أصلحوا بينكم، حاول ولم تجد المحاولة، تقدمت السنين، والأم تجاوزت التسعين، والأخ تجاوز الستين وبدا الكل منهم يضعف، ويعيد الطرح وأحدهما يقول للآخر، لا تتعب نفسك يا أخي والله ما أخليها، تحرمني من باب الجنة، قال أرفع شكوى للقاضي، وتقدم بشكوى إلى المحكمة، على أخيه من أجل حضانة أمه ورعايتها، تعجب القاضي أول قضية من نوعها في المحاكم، رجل يدعي يريد أن يحضن أمه ويرعاها، ويأتيان عند القاضي في يوم القضاء، ويسمع القاضي منهما، قال موعدكما الجلسة القادمة تأتون لي بأمكما، ويأتي يوم الجلسة الثانية، ويأتيان حاملان أمهما، وأجلساها عند القاضي وهي بينهما، كلهما يدعيان يريدان حضانتها، ويسمع القاضي منهما، ويلتفت القاضي إلى الأم، سمعتي كلام ابنيك، من تريدين، التفتت وتذكرت سنوات البر التي جلستها عند الأول، وقد شاب واسودت لحيته وشابت وهو يقوم بشؤون أمه، والتفتت إلى أخيه ويترجى أمه، يا أمي أخي ما قصر، سنوات يرعاك، أرجوك حقي ولو سنة أو أشهر، أنا ولدك، أنا ما لي حق، فاحتارت الأم فقالت يا شيخ، والله ما أقدر أحكم بينهما، هذا عيني وأخوه عيني، كيف أقضي بين عيني؟ اقض ما تراه، قال القاضي للأول ما قصرت بريت بها سنوات وأجرك على الله، اسمح لأخيك، قال والله ما أسمح له، والله ما أسمح له، يأخذ مني باب الجنة، رجع القاضي لأخيه، وقال اسمح لأخيك أكبر منك وله حق عليك، قال يا شيخ لو سنة، الله أكبر ما اصطلحا، احار القاضي بين الأم وبين الأخوان، في قضية نادرة من نوعها في المحاكم، يلتفت القاضي ويقول احكم؟ قالوا احكم، قال القاضي الحكم هو كالتالي: تكون عند الأخ الأصغر، ما قصرت أنت لك حق، وهو له حق، والآن هو أقوى منك، وهلت دموع الأخ، وابتلت لحيته، يقول يعني أمي تروح مني، يعني أمي تروح مني، وجلس يبكي بين يدي القاضي، على ماذا يبكي، يبكي على أمه يريد رعايتها، هذه صورة مشرقة ومضيئة في مجتمعنا تدل على الوفاء والبر والإحسان هنيئاً لهما بهذا البر لنبحث عن الدروس والعبر بين ثنايا هذه الصورة المشرقة، جدير بأن تكون هذه الصورة واقعاً عملياً نربي عليها أنفسنا ومن حولنا، لحض الهم والهمة، ورد الجميل والرحمة التي عشناها في حضن الوالدين، مع الدعاء لهما بالمغفرة والجنة {وَقُل رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيرًا} (24) سورة الإسراء.
والله الموفق..
سعود بن صالح السيف
http://www.al-jazirah.com/20110531/rv5.htm
- الرياض

أحمد المنشاوي
03-06-2011, 10:27 PM
الواقع يحمل كثير من الصور المشرفة والمضيئة ولكن تسليط الضوء دائماً ما ينعكس علي العيوب والصور المخزية ، وندعو الله لهم ، ان يثيب كل منهم الاجر ، وندعو لشحذ الهمم في تسيلط الضوء علي مثلهم ، وغيرهم