المحامي علي السعدون
13-06-2011, 09:46 AM
نقض المدعي العام أمس في محاكمة عدد من المتهمين الـ11 فيما يعرف بـ"خلية ينبع الإرهابية" المتورطة في قتل 5 أجانب ورجل أمن في 2004 دفوعات المتهمين حيال لائحة الاتهامات الموجهة ضدهم، وتضمنت هذه الدفوعات إنكار المتهمين مشاركتهم في تنفيذ الجريمة، واتهامهم بالسعي إلى تخريب البلاد وتكفير أهلها.
وشهدت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس، وعلى مدى 3 ساعات تقريبا، الجلسة الثانية في الدعوى المرفوعة من هيئة التحقيق والادعاء العام على بقية المتهمين في القضية وعددهم 5، بحضور وسائل الإعلام وعدد من أعضاء هيئة حقوق الإنسان.
وقدم المدعي العام إلى القضاة لائحة الدعوى مشفوعة بالاتهامات والأدلة، تلا ذلك استماع القضاة إلى دفوعات المتهمين التي تشابهت من حيث مقدمة كل رد في الدعاء لولاة الأمر ورجال الأمن والوطن ، فيما وصف عدد منهم من قضوا في عملية ينبع بـ"الهالكين"، واستبعد بعضهم معرفته بتنظيم القاعدة والسلاح والذخيرة المستخدمة في العملية الإرهابية.
وفند المدعي العام ردود المتهمين الخمسة مشيرا إلى علمهم باتجاهات الخلية المنحرفة والمتطرفة، وتورطهم في تجميع الأسلحة المعدة للعملية الإرهابية وعلمهم بوقوعها، وأن بعضهم شارك بالفعل في تنفيذها، مكررا عبارة أن الأدلة التي استند إليها في لائحة الدعوى كافية لإدانتهم.
في حين، تعامل القضاة بأريحية مع المتهمين، وأكدوا على كل متهم أن له الحق في توكيل محام للترافع عنه وإذا لم يكن قادرا على دفع الأتعاب فإن وزارة العدل تتكفل بذلك.
استكملت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس، الاستماع لردود المتهمين الخمسة المتبقين في الدعوى من هيئة التحقيق والادعاء العام لـ11 متهماً من خلية ينبع الإرهابية في القضية المرفوعة التي وجهت إليهم، على خلفية اعتداء إرهابي على مقر شركة بمحافظة ينبع، قتل فيه 5 من العاملين بها واستشهد رجل أمن وأصيب 22 من رجال الأمن والمارة قبل 7 سنوات .
وفتحت المحكمة أبوابها صباح أمس، للإعلاميين وعدد من أعضاء هيئة حقوق الإنسان، لحضور جلسة المحاكمة التي رفعها القاضي في تمام الثانية عشرة من ظهر أمس، للرجوع لأدلة المدعي العام لعرضها على المدعى عليهم.
وبدأت المحاكمة عند الساعة 9.45 من صباح أمس، بدخول المتهم السادس كما هو مدون لدى المحكمة في القضية فيما يأتي ترتيبه السابع في أوراق القضية، عقب الاستماع لـ6 متهمين أمس، ومن ثم دخل القضاة الثلاثة ليلحق بهم المدعي العام.
وتشابهت ردود المتهمين الـ5 من حيث مقدمة كل رد في الدعاء لولاة الأمر ورجال الأمن والوطن ، فيما وصف عدد منهم من قضوا في عملية ينبع بـ"الهالكين"، واستبعد عدد منهم معرفته بتنظيم القاعدة والسلاح والذخيرة التي أكد أحدهم أنه كان يتوقع أن تكون سلاحا عظيما.
وعمد القاضي إلى سؤال كل منهم عند دخوله للمحاكمة قائلا: "وردنا جواب منك فهل هو صادر منك فاطلع عليه للتأكد "لتكون الإجابة من الجميع بالإيجاب عقب عرضها عليهم .
وحرص رئيس الجلسة، على إتاحة الفرصة لكل المتهمين من حيث الوقت حيث أطلق لهم العنان في الحديث بعد قراءة كل منهم لرده على التهم الموجهة إليه.
وقرأ جميع المتهمين ردودهم بأنفسهم، ما عدا متهما واحدا اعتذر لعدم استطاعته القراءة وبعد أن خيره القاضي كلف الكاتب بقراءة رد المتهم من الحاسب الآلي فيما تابعه من الورقة التي كتبها المتهم بخط يده .
وطلب أحد المتهمين من القاضي توكيل محام، حيث أكد القاضي أن وزارة العدل ستتكفل بدفع تكاليفه في حال عدم القدرة، مؤكدا أن الإجراءات لتكليف محام للمتهم ستبدأ عقب انتهاء الجلسة حسب طلب المتهم، ورفعت الجلسة في تمام الثانية عشرة ظهرا دون تحديد موعد معين.
فند المدعي العام ردود المتهمين الخمسة أمام المحكمة الجزائية بالرياض أمس، مشيرا إلى علمهم باتجاهات الخلية المنحرفة والمتطرفة، وتورطهم في تجميع الأسلحة المعدة للعملية الإرهابية وعلمهم بوقوعها، وأن بعضهم شارك بالفعل في تنفيذها .
وفيما يلي بعض ردود المدعي العام على المتهمين:
الرد على المتهم السادس
المدعى عليه أشترك في الفعل مع منفذي حادث ينبع بقيامه بمتابعتهم أثناء التنفيذ وهم يطلقون النار ويسحبون جثة أحد الضحايا، وتلقى وصية شقيقه الهالك سامي مع علمه باتجاهاتهم المنحرفة وأفكارهم المتطرفة، كما علم من المتهم السابع أن مصطفى يصنع البارود في غرفته بمنزل سمير مما أحدث حريقا جراء التجربة، كما أنه أنكر معرفته بالسلاح ومشاهدته له مع أنه شاهد مع المتهم الأول سلاحا من نوع رشاش وكيسين ثقيلين قام بتسليمها إلى الهالك سامي.
وأن المتهم الثاني أحضر لهم سلاحا وذخيرة في أحد المخيمات وهذا ما اشتمل عليه إقراره المصدق شرعا، كما أن حيازته للشبكة الحاسوبية التي أخذها من الهالك سامي واحتفظ بها 3 أشهر، والتي تضمنت مقالات تكفيرية ومشاهد للتفجيرات الواقعة في المملكة والصور لبعض رموز القاعدة كابن لادن وبعض المطلوبين أمنيا وخطب وقصائد تكفيرية وفيها دلالة على انحرافه الفكري وتبنيه شيئا من هذه الأفكار المتطرفة والأدلة التي أستند إليها في لائحة الدعوى كافية لإدانته.
رد المدعي العام على المتهم السابع
المدعى عليه كان يتابع عملية التخطيط لهذا العمل الإرهابي وكان يعلم أن أكثر حديث الهالكين في هذه العملية كان عن القتال في العراق وما يتعرض له المسلمون من عدوان أميركي، وأثناء إقامته في منزل الهالك سمير، شاهد في درج الهالك مصطفى 3 رشاشات ومسدسين وصناديق ذخيرة، كما أنه شهد تصنيع البارود في غرفة الهالك مصطفى ورافق الهالكين في العملية في رحلة برية من أجل التدريب على الرماية، مع علمه حينها أن الهالك مصطفى مطلوب للجهات الأمنية والذي كان على علاقة بالهالك المعبدي الذي شارك في تنفيذ تفجيرات المحيا، وأنه كان يتحدث عمن يقومون بالأعمال الإرهابية أنهم شهداء وأنهم على حق وهذا بمجموعه يدل على تأثر المدعى عليه في تلك الفترة وأن التحذيرات تجري لعمل إرهابي وشيك ثم قام أثناء العملية بمتابعة سحب الجثة، كما أن محاضر السجن والمخالفات والأدلة التي استند إليها في لائحة الدعوى كافية لإدانته بما نسب إليه وأطلب الرجوع إليها ومواجهته بها.
الرد على المتهم الثامن
المدعى عليه أنكر التهم التي نسبت إليه مع أنه أقر بها وصدق بذلك اعترافه شرعا، وأن عدم إقراره بما سبق وأنه صادق عليه شرعا يدل على عدم توبته ومكابرته، وأطلب مواجهته بأقواله المصدقة شرعا وبالأدلة التي استند إليها في لائحة الدعوى.
الرد على المتهم التاسع
إن المدعى عليه تضمن اعترافه أنه أخذ من المتهم الأول في هذه القضية وشقيقه "أحد المتهمين في نفس القضية" كمية من الأسلحة وهي المعدة لتنفيذ العمل الإرهابي، كون الأول هو المعني بتجميع الأسلحة وتهيئتها للخلية الإرهابية وقام بإخفائها المدعى عليه بحفر حفرة لمواراتها عن الجهات الأمنية، وهذا اشتراك مع الخلية بإخفاء أسلحتهم ، كما أن المدعى عليه ممن يعتنقون الفكر المنحرف التابع لتنظيم القاعدة لحيازته مقاطع صوتية للمارق ابن لادن وأفلام تفجيرات في الرياض ودروس متفجرات وقصيدة شعرية ضد الدولة تحرض على القتال .
رد المدعى عليه "التاسع" على ما ذكره المدعي العام
ما ذكر غير صحيح الكرتون الذي أعطاني إياه المتهم الأول لم أطلع عليه ولا أعرف ما بداخله ولا أعرف استخدم الحاسوب ولم يدخل في بيتي ولا أعرف الأشرطة ولم أرها بعيني "أنا هاوي بحر بس ولا أعرف التنظيم".
رد المدعي العام على تعقيب المتهم التاسع
اعترف المدعى عليه وصدق اعترافه شرعا أن الذي أخذه من المتهم الأول رشاش كلاشنكوف وبندقيتان من نوع شوزن وحقيبتان تحتويان على أسلحة لا يعلم عددها ومن ثم قام بدفنها، كما أنه أثناء إيقافه قام بالتلفظ بتكفير القائمين على السجن وهذه دلالة على كذبة ومراوغته وهذا ظرف مشدد آمل أخذه بالاعتبار أثناء المحاكمة.
الرد على المتهم الحادي عشر
تستر المدعى عليه على الهالك مصطفى مع علمه أنه يحمل الفكر التكفيري تجاه الدولة وأنه مطلوب للجهات الأمنية ومقابلته عدة مرات وعدم الإبلاغ عنه أدى إلى تمكن الهالك مصطفى من إنفاذ تخطيطاته وترتيباته لحدوث الحادث الإرهابي، كما أن المدعى عليه له سابقة في التكفير وانتهاج المنهج التكفيري المنحرف، كما أنه ذكر في معرض حديث رده على الدعوى أنه يتوقع من الهالك مصطفى أن يخرج من البلاد وهنا أيضا تأييد منه للخروج للقتال بدون إذن ولي الأمر والافتئات إذ لم يبلغ عنه رغم خروج ذلك عنده والأدلة التي أستند عليها في لائحة الدعوى كافية لإدانته.
المتهمون ينكرون اتهامهم بتخريب البلاد وتكفير أهلها ومساعدة خلية الإرهاب
أنكر المتهمون الخمسة المتبقون، الذين استكملت المحكمة الجزائية بالرياض الاستماع إليهم أمس، في الدعوى المرفوعة من هيئة التحقيق والادعاء العام على 11 متهماً من خلية ينبع الإرهابية، ما وجه إليهم من اتهامات بالسعي إلى تخريب البلاد وتكفير أهلها، مطالبين بتبرئتهم من الفكر الضال.
وفيما يلي مقتطفات من ردود أربعة من هؤلاء المتهمين:
المتهم السادس: أنكر الاتهام بتخريب البلاد وتكفير أهلها وقتلهم بالتفجير والتدمير وقتل رجال الأمن.
قال إنه نبذ العمل الإرهابي الذي وقع بمحافظة ينبع، ووصفه بالعمل الجائر.
أشار إلى أنه عند تنفيذ الجريمة كان في التاسعة عشرة من عمره ولم يميز ما تم اتهامه به حيث إنه لم يكن باستطاعته رفض أوامر من هم أكبر منه سناً لخشيته منهم.
نفى مشاركته لمنفذي الجريمة بأي دور من الأدوار أو متابعتهم عند تنفيذها، كما نفى تستره على منفذي الجريمة أو على عملهم، ووصفهم بأنهم كانوا عاديين ولم يعلم أنهم يشكلون خطراً على العباد والبلاد.
برر شهادته قبل يوم الحادث على وصية أحد منفذي الجريمة، الذي أشار إلى أنه يكبره سناً بالقول إنه لم يسمح له بالاطلاع عليها وإنما أمره بالتوقيع عليها ولم يستطع سؤاله عنها ولم يتجرأ على قراءتها لكبر سن أخيه وشدته عليه.
نفى مشاركته في حيازة أسلحة أو مشاهدتها مع المتهمين الأول والثاني، وأوضح أنه رأى كيسين أسودين مع المتهم الأول وأعطاها لأحد منفذي الجريمة ولم يعلم محتواهما.
المتهم السابع: نفى تهمة انتهاجه منهج التكفير، وأكـد عدم مشاركته مع الهالكين، في أي جريمة من جرائمهم، وتبرأ مما قاموا به في حادثة ينبع.
أكد أنه لا تربطه علاقة مشبوهة بمنفذي حادثة ينبع وأن علاقته كانت علاقة قربى ورحم.
أوضح أنهم استغلوا سذاجته، وأن سبب وجوده في منزل أحد منفذي الجريمة كان لإكمال دراسته الثانوية حيث أتى مدبر الجريمة أثناء ذلك، ومكث معهم في المنزل إلى أن قام بفعلته المشينة هو ومن شاركه فيها.
أكد أنه لو كان يعلم بما كان يدور في خلد الهالكين – حسب قوله – لسارع بالإبلاغ عنهم.
المتهم الثامن: أنكر معرفته لكافة المتورطين في تنفيذ الجريمة أو المتهمين فيها باستثناء أخيه الأكبر "المتهم الأول"، وأكد أنه لا يعرف لأخيه أي علاقة بالإرهاب والإرهابيين.
نفى حيازة كمية من الأسلحة بقصد الإفساد والإخلال بالأمن، وذلك أن أخاه "المتهم الأول" طلب منه المساعدة في الاحتفاظ ببعض الأسلحة.
نفى مشاركته للخلية أو تستره على أحد المخططين والمجهزين للعمل الإرهابي أو اقتناعه بأفكاره التكفيرية والتفجيرية.
المتهم التاسع: نفى اشتراكه مع الخلية المنفذة لحادث ينبع بإخفاء كمية من أسلحتهم المعدة لتنفيذ العمل الإرهابي، وأكد أنه ليس له أي صلة من قريب أو بعيد بتلك الخلية وأنه لا يعرف أحداً منهم، ولا يؤيد العمل الذي قاموا به.
نفى حيازته كمية من الأسلحة والذخائر بقصد الإفساد والإخلال بالأمن، وذكر أن المتهم الأول أعطاه يوما "كرتون" لا يعلم ما بداخله وكذلك 2 "شوزن" احتفظ بها بجوار حظيرة الغنم التي تخصه حتى لا يتم العبث بها من قبل الأطفال، وأكد أنه بادر بتسليم ما لديه لرجال الأمن فور طلبهم.
نفى علمه بوجود أي عمل إرهابي أو أية مشاكل أمنية، مبيناً أن المتهم الأول لم يخبره.
نفى تأييده لتنظيم القاعدة أو حيازة أسطوانات تحتوي عـلى مقاطع صوتية وأفلام إرهـابية للتفجيرات بالـرياض، مؤكداً أنه لم يكن يعرف أساساً شيئا اسـمه تنظيم القاعدة لأن اهتمامه كـان مـركزا على الـعمل وصيد الـسمك.
المتهم الحادي عشر: نفى اعتناقه لمنهج الخوارج أو منهج التكفير، مبيناً أن في عنقه بيعة لإمام المسلمين لا ينزعها من عنقه أبداً مهما يكن من أمر، وأنه يعلم أن من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة الجاهلية.
نفى انتماءه لأي فكر مـنحرف أو أي تنظيم إرهابي، وتبرأ من الأعمال التي قـام بها الـهالكون الأربعة من قتل وتخريب وإصابات أو تدمير، ونفى مشاركته لهم بأي شكل.
المدعي العام: المتهمون كانوا يعلمون بتنفيذ العملية الإرهابية
القاضي لأحد المتهمين : تفضل ألق ما عندك وأنت مرتاح
ساد جو من التعامل الإنساني قاعة محاكمة المتهمين في خلية ينبع الإرهابية أمس بالمحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض حيث رفعت الجلسة الثالثة لعرض الأدلة على المتهمين إلى أجل غير مسمى.
وبدا ذلك التعامل اللافت مع المتهمين الـ11 من قبل القضاة خلال جلسة المحاكمة عندما انقطع أحدهم عن الكلام أثناء دفاعه عن نفسه ليتدخل القاضي ويطلب له ماء ويوقفه عن الكلام حتى يتسنى له الشرب ومن ثم يعاود الدفاع عن نفسه.
وحرص القاضي رئيس جلسة المحاكمة، خلال الجلسات الثلاث التي حضرتها "الوطن" على تكرار وبيان ما لكل متهم من حقوق على مسامع المتهمين بدءا بإتاحة الفرصة لكل متهم بالكلام الذي يريد البوح به حتى بعد انتهائه من قراءة جوابه على التهم الموجهة إليه وسؤاله عند صمته بـ "القول": هل تبقى لديك شيء، وانتهاء بإعلام كل متهم أن له الحق في توكيل محام للترافع عنه أو وكيل شرعي والتأكيد على تكفل وزارة العدل بدفع التكاليف المترتبة على ذلك عند عدم قدرة المتهم على دفعها.
وامتد ذلك التعامل ليشمل وعد القاضي لأحد المتهمين الذي شكا إليه خلال جلسة أمس، من آلام في أسنانه بمخاطبة إدارة السجن لعلاجه، وطغت عبارات معينة على لسان القاضي خلال جلسات المحاكمات السابقة فحين يدخل المتهم يقابله مجلس القضاء برد السلام، ومنع القاضي أحد المتهمين من تقديم رده وهو واقف وطلب منه الجلوس قائلا: "تفضل ألق ما عندك وأنت مرتاح".
وشهدت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس، وعلى مدى 3 ساعات تقريبا، الجلسة الثانية في الدعوى المرفوعة من هيئة التحقيق والادعاء العام على بقية المتهمين في القضية وعددهم 5، بحضور وسائل الإعلام وعدد من أعضاء هيئة حقوق الإنسان.
وقدم المدعي العام إلى القضاة لائحة الدعوى مشفوعة بالاتهامات والأدلة، تلا ذلك استماع القضاة إلى دفوعات المتهمين التي تشابهت من حيث مقدمة كل رد في الدعاء لولاة الأمر ورجال الأمن والوطن ، فيما وصف عدد منهم من قضوا في عملية ينبع بـ"الهالكين"، واستبعد بعضهم معرفته بتنظيم القاعدة والسلاح والذخيرة المستخدمة في العملية الإرهابية.
وفند المدعي العام ردود المتهمين الخمسة مشيرا إلى علمهم باتجاهات الخلية المنحرفة والمتطرفة، وتورطهم في تجميع الأسلحة المعدة للعملية الإرهابية وعلمهم بوقوعها، وأن بعضهم شارك بالفعل في تنفيذها، مكررا عبارة أن الأدلة التي استند إليها في لائحة الدعوى كافية لإدانتهم.
في حين، تعامل القضاة بأريحية مع المتهمين، وأكدوا على كل متهم أن له الحق في توكيل محام للترافع عنه وإذا لم يكن قادرا على دفع الأتعاب فإن وزارة العدل تتكفل بذلك.
استكملت المحكمة الجزائية المتخصصة في الرياض أمس، الاستماع لردود المتهمين الخمسة المتبقين في الدعوى من هيئة التحقيق والادعاء العام لـ11 متهماً من خلية ينبع الإرهابية في القضية المرفوعة التي وجهت إليهم، على خلفية اعتداء إرهابي على مقر شركة بمحافظة ينبع، قتل فيه 5 من العاملين بها واستشهد رجل أمن وأصيب 22 من رجال الأمن والمارة قبل 7 سنوات .
وفتحت المحكمة أبوابها صباح أمس، للإعلاميين وعدد من أعضاء هيئة حقوق الإنسان، لحضور جلسة المحاكمة التي رفعها القاضي في تمام الثانية عشرة من ظهر أمس، للرجوع لأدلة المدعي العام لعرضها على المدعى عليهم.
وبدأت المحاكمة عند الساعة 9.45 من صباح أمس، بدخول المتهم السادس كما هو مدون لدى المحكمة في القضية فيما يأتي ترتيبه السابع في أوراق القضية، عقب الاستماع لـ6 متهمين أمس، ومن ثم دخل القضاة الثلاثة ليلحق بهم المدعي العام.
وتشابهت ردود المتهمين الـ5 من حيث مقدمة كل رد في الدعاء لولاة الأمر ورجال الأمن والوطن ، فيما وصف عدد منهم من قضوا في عملية ينبع بـ"الهالكين"، واستبعد عدد منهم معرفته بتنظيم القاعدة والسلاح والذخيرة التي أكد أحدهم أنه كان يتوقع أن تكون سلاحا عظيما.
وعمد القاضي إلى سؤال كل منهم عند دخوله للمحاكمة قائلا: "وردنا جواب منك فهل هو صادر منك فاطلع عليه للتأكد "لتكون الإجابة من الجميع بالإيجاب عقب عرضها عليهم .
وحرص رئيس الجلسة، على إتاحة الفرصة لكل المتهمين من حيث الوقت حيث أطلق لهم العنان في الحديث بعد قراءة كل منهم لرده على التهم الموجهة إليه.
وقرأ جميع المتهمين ردودهم بأنفسهم، ما عدا متهما واحدا اعتذر لعدم استطاعته القراءة وبعد أن خيره القاضي كلف الكاتب بقراءة رد المتهم من الحاسب الآلي فيما تابعه من الورقة التي كتبها المتهم بخط يده .
وطلب أحد المتهمين من القاضي توكيل محام، حيث أكد القاضي أن وزارة العدل ستتكفل بدفع تكاليفه في حال عدم القدرة، مؤكدا أن الإجراءات لتكليف محام للمتهم ستبدأ عقب انتهاء الجلسة حسب طلب المتهم، ورفعت الجلسة في تمام الثانية عشرة ظهرا دون تحديد موعد معين.
فند المدعي العام ردود المتهمين الخمسة أمام المحكمة الجزائية بالرياض أمس، مشيرا إلى علمهم باتجاهات الخلية المنحرفة والمتطرفة، وتورطهم في تجميع الأسلحة المعدة للعملية الإرهابية وعلمهم بوقوعها، وأن بعضهم شارك بالفعل في تنفيذها .
وفيما يلي بعض ردود المدعي العام على المتهمين:
الرد على المتهم السادس
المدعى عليه أشترك في الفعل مع منفذي حادث ينبع بقيامه بمتابعتهم أثناء التنفيذ وهم يطلقون النار ويسحبون جثة أحد الضحايا، وتلقى وصية شقيقه الهالك سامي مع علمه باتجاهاتهم المنحرفة وأفكارهم المتطرفة، كما علم من المتهم السابع أن مصطفى يصنع البارود في غرفته بمنزل سمير مما أحدث حريقا جراء التجربة، كما أنه أنكر معرفته بالسلاح ومشاهدته له مع أنه شاهد مع المتهم الأول سلاحا من نوع رشاش وكيسين ثقيلين قام بتسليمها إلى الهالك سامي.
وأن المتهم الثاني أحضر لهم سلاحا وذخيرة في أحد المخيمات وهذا ما اشتمل عليه إقراره المصدق شرعا، كما أن حيازته للشبكة الحاسوبية التي أخذها من الهالك سامي واحتفظ بها 3 أشهر، والتي تضمنت مقالات تكفيرية ومشاهد للتفجيرات الواقعة في المملكة والصور لبعض رموز القاعدة كابن لادن وبعض المطلوبين أمنيا وخطب وقصائد تكفيرية وفيها دلالة على انحرافه الفكري وتبنيه شيئا من هذه الأفكار المتطرفة والأدلة التي أستند إليها في لائحة الدعوى كافية لإدانته.
رد المدعي العام على المتهم السابع
المدعى عليه كان يتابع عملية التخطيط لهذا العمل الإرهابي وكان يعلم أن أكثر حديث الهالكين في هذه العملية كان عن القتال في العراق وما يتعرض له المسلمون من عدوان أميركي، وأثناء إقامته في منزل الهالك سمير، شاهد في درج الهالك مصطفى 3 رشاشات ومسدسين وصناديق ذخيرة، كما أنه شهد تصنيع البارود في غرفة الهالك مصطفى ورافق الهالكين في العملية في رحلة برية من أجل التدريب على الرماية، مع علمه حينها أن الهالك مصطفى مطلوب للجهات الأمنية والذي كان على علاقة بالهالك المعبدي الذي شارك في تنفيذ تفجيرات المحيا، وأنه كان يتحدث عمن يقومون بالأعمال الإرهابية أنهم شهداء وأنهم على حق وهذا بمجموعه يدل على تأثر المدعى عليه في تلك الفترة وأن التحذيرات تجري لعمل إرهابي وشيك ثم قام أثناء العملية بمتابعة سحب الجثة، كما أن محاضر السجن والمخالفات والأدلة التي استند إليها في لائحة الدعوى كافية لإدانته بما نسب إليه وأطلب الرجوع إليها ومواجهته بها.
الرد على المتهم الثامن
المدعى عليه أنكر التهم التي نسبت إليه مع أنه أقر بها وصدق بذلك اعترافه شرعا، وأن عدم إقراره بما سبق وأنه صادق عليه شرعا يدل على عدم توبته ومكابرته، وأطلب مواجهته بأقواله المصدقة شرعا وبالأدلة التي استند إليها في لائحة الدعوى.
الرد على المتهم التاسع
إن المدعى عليه تضمن اعترافه أنه أخذ من المتهم الأول في هذه القضية وشقيقه "أحد المتهمين في نفس القضية" كمية من الأسلحة وهي المعدة لتنفيذ العمل الإرهابي، كون الأول هو المعني بتجميع الأسلحة وتهيئتها للخلية الإرهابية وقام بإخفائها المدعى عليه بحفر حفرة لمواراتها عن الجهات الأمنية، وهذا اشتراك مع الخلية بإخفاء أسلحتهم ، كما أن المدعى عليه ممن يعتنقون الفكر المنحرف التابع لتنظيم القاعدة لحيازته مقاطع صوتية للمارق ابن لادن وأفلام تفجيرات في الرياض ودروس متفجرات وقصيدة شعرية ضد الدولة تحرض على القتال .
رد المدعى عليه "التاسع" على ما ذكره المدعي العام
ما ذكر غير صحيح الكرتون الذي أعطاني إياه المتهم الأول لم أطلع عليه ولا أعرف ما بداخله ولا أعرف استخدم الحاسوب ولم يدخل في بيتي ولا أعرف الأشرطة ولم أرها بعيني "أنا هاوي بحر بس ولا أعرف التنظيم".
رد المدعي العام على تعقيب المتهم التاسع
اعترف المدعى عليه وصدق اعترافه شرعا أن الذي أخذه من المتهم الأول رشاش كلاشنكوف وبندقيتان من نوع شوزن وحقيبتان تحتويان على أسلحة لا يعلم عددها ومن ثم قام بدفنها، كما أنه أثناء إيقافه قام بالتلفظ بتكفير القائمين على السجن وهذه دلالة على كذبة ومراوغته وهذا ظرف مشدد آمل أخذه بالاعتبار أثناء المحاكمة.
الرد على المتهم الحادي عشر
تستر المدعى عليه على الهالك مصطفى مع علمه أنه يحمل الفكر التكفيري تجاه الدولة وأنه مطلوب للجهات الأمنية ومقابلته عدة مرات وعدم الإبلاغ عنه أدى إلى تمكن الهالك مصطفى من إنفاذ تخطيطاته وترتيباته لحدوث الحادث الإرهابي، كما أن المدعى عليه له سابقة في التكفير وانتهاج المنهج التكفيري المنحرف، كما أنه ذكر في معرض حديث رده على الدعوى أنه يتوقع من الهالك مصطفى أن يخرج من البلاد وهنا أيضا تأييد منه للخروج للقتال بدون إذن ولي الأمر والافتئات إذ لم يبلغ عنه رغم خروج ذلك عنده والأدلة التي أستند عليها في لائحة الدعوى كافية لإدانته.
المتهمون ينكرون اتهامهم بتخريب البلاد وتكفير أهلها ومساعدة خلية الإرهاب
أنكر المتهمون الخمسة المتبقون، الذين استكملت المحكمة الجزائية بالرياض الاستماع إليهم أمس، في الدعوى المرفوعة من هيئة التحقيق والادعاء العام على 11 متهماً من خلية ينبع الإرهابية، ما وجه إليهم من اتهامات بالسعي إلى تخريب البلاد وتكفير أهلها، مطالبين بتبرئتهم من الفكر الضال.
وفيما يلي مقتطفات من ردود أربعة من هؤلاء المتهمين:
المتهم السادس: أنكر الاتهام بتخريب البلاد وتكفير أهلها وقتلهم بالتفجير والتدمير وقتل رجال الأمن.
قال إنه نبذ العمل الإرهابي الذي وقع بمحافظة ينبع، ووصفه بالعمل الجائر.
أشار إلى أنه عند تنفيذ الجريمة كان في التاسعة عشرة من عمره ولم يميز ما تم اتهامه به حيث إنه لم يكن باستطاعته رفض أوامر من هم أكبر منه سناً لخشيته منهم.
نفى مشاركته لمنفذي الجريمة بأي دور من الأدوار أو متابعتهم عند تنفيذها، كما نفى تستره على منفذي الجريمة أو على عملهم، ووصفهم بأنهم كانوا عاديين ولم يعلم أنهم يشكلون خطراً على العباد والبلاد.
برر شهادته قبل يوم الحادث على وصية أحد منفذي الجريمة، الذي أشار إلى أنه يكبره سناً بالقول إنه لم يسمح له بالاطلاع عليها وإنما أمره بالتوقيع عليها ولم يستطع سؤاله عنها ولم يتجرأ على قراءتها لكبر سن أخيه وشدته عليه.
نفى مشاركته في حيازة أسلحة أو مشاهدتها مع المتهمين الأول والثاني، وأوضح أنه رأى كيسين أسودين مع المتهم الأول وأعطاها لأحد منفذي الجريمة ولم يعلم محتواهما.
المتهم السابع: نفى تهمة انتهاجه منهج التكفير، وأكـد عدم مشاركته مع الهالكين، في أي جريمة من جرائمهم، وتبرأ مما قاموا به في حادثة ينبع.
أكد أنه لا تربطه علاقة مشبوهة بمنفذي حادثة ينبع وأن علاقته كانت علاقة قربى ورحم.
أوضح أنهم استغلوا سذاجته، وأن سبب وجوده في منزل أحد منفذي الجريمة كان لإكمال دراسته الثانوية حيث أتى مدبر الجريمة أثناء ذلك، ومكث معهم في المنزل إلى أن قام بفعلته المشينة هو ومن شاركه فيها.
أكد أنه لو كان يعلم بما كان يدور في خلد الهالكين – حسب قوله – لسارع بالإبلاغ عنهم.
المتهم الثامن: أنكر معرفته لكافة المتورطين في تنفيذ الجريمة أو المتهمين فيها باستثناء أخيه الأكبر "المتهم الأول"، وأكد أنه لا يعرف لأخيه أي علاقة بالإرهاب والإرهابيين.
نفى حيازة كمية من الأسلحة بقصد الإفساد والإخلال بالأمن، وذلك أن أخاه "المتهم الأول" طلب منه المساعدة في الاحتفاظ ببعض الأسلحة.
نفى مشاركته للخلية أو تستره على أحد المخططين والمجهزين للعمل الإرهابي أو اقتناعه بأفكاره التكفيرية والتفجيرية.
المتهم التاسع: نفى اشتراكه مع الخلية المنفذة لحادث ينبع بإخفاء كمية من أسلحتهم المعدة لتنفيذ العمل الإرهابي، وأكد أنه ليس له أي صلة من قريب أو بعيد بتلك الخلية وأنه لا يعرف أحداً منهم، ولا يؤيد العمل الذي قاموا به.
نفى حيازته كمية من الأسلحة والذخائر بقصد الإفساد والإخلال بالأمن، وذكر أن المتهم الأول أعطاه يوما "كرتون" لا يعلم ما بداخله وكذلك 2 "شوزن" احتفظ بها بجوار حظيرة الغنم التي تخصه حتى لا يتم العبث بها من قبل الأطفال، وأكد أنه بادر بتسليم ما لديه لرجال الأمن فور طلبهم.
نفى علمه بوجود أي عمل إرهابي أو أية مشاكل أمنية، مبيناً أن المتهم الأول لم يخبره.
نفى تأييده لتنظيم القاعدة أو حيازة أسطوانات تحتوي عـلى مقاطع صوتية وأفلام إرهـابية للتفجيرات بالـرياض، مؤكداً أنه لم يكن يعرف أساساً شيئا اسـمه تنظيم القاعدة لأن اهتمامه كـان مـركزا على الـعمل وصيد الـسمك.
المتهم الحادي عشر: نفى اعتناقه لمنهج الخوارج أو منهج التكفير، مبيناً أن في عنقه بيعة لإمام المسلمين لا ينزعها من عنقه أبداً مهما يكن من أمر، وأنه يعلم أن من مات وليس في عنقه بيعة، مات ميتة الجاهلية.
نفى انتماءه لأي فكر مـنحرف أو أي تنظيم إرهابي، وتبرأ من الأعمال التي قـام بها الـهالكون الأربعة من قتل وتخريب وإصابات أو تدمير، ونفى مشاركته لهم بأي شكل.
المدعي العام: المتهمون كانوا يعلمون بتنفيذ العملية الإرهابية
القاضي لأحد المتهمين : تفضل ألق ما عندك وأنت مرتاح
ساد جو من التعامل الإنساني قاعة محاكمة المتهمين في خلية ينبع الإرهابية أمس بالمحكمة الجزائية المتخصصة بالرياض حيث رفعت الجلسة الثالثة لعرض الأدلة على المتهمين إلى أجل غير مسمى.
وبدا ذلك التعامل اللافت مع المتهمين الـ11 من قبل القضاة خلال جلسة المحاكمة عندما انقطع أحدهم عن الكلام أثناء دفاعه عن نفسه ليتدخل القاضي ويطلب له ماء ويوقفه عن الكلام حتى يتسنى له الشرب ومن ثم يعاود الدفاع عن نفسه.
وحرص القاضي رئيس جلسة المحاكمة، خلال الجلسات الثلاث التي حضرتها "الوطن" على تكرار وبيان ما لكل متهم من حقوق على مسامع المتهمين بدءا بإتاحة الفرصة لكل متهم بالكلام الذي يريد البوح به حتى بعد انتهائه من قراءة جوابه على التهم الموجهة إليه وسؤاله عند صمته بـ "القول": هل تبقى لديك شيء، وانتهاء بإعلام كل متهم أن له الحق في توكيل محام للترافع عنه أو وكيل شرعي والتأكيد على تكفل وزارة العدل بدفع التكاليف المترتبة على ذلك عند عدم قدرة المتهم على دفعها.
وامتد ذلك التعامل ليشمل وعد القاضي لأحد المتهمين الذي شكا إليه خلال جلسة أمس، من آلام في أسنانه بمخاطبة إدارة السجن لعلاجه، وطغت عبارات معينة على لسان القاضي خلال جلسات المحاكمات السابقة فحين يدخل المتهم يقابله مجلس القضاء برد السلام، ومنع القاضي أحد المتهمين من تقديم رده وهو واقف وطلب منه الجلوس قائلا: "تفضل ألق ما عندك وأنت مرتاح".