الزغيبي
25-06-2011, 08:07 PM
من قصص القضاة
(2)
قاض يبكي على ساحل البحر
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فقد حدثني الأستاذ خالد ابن فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز الخضيري رئيس محاكم منطقة القصيم سابقا فقال : في ليلة شاتية تحلقت وبعض أسرتنا حول سمر أوقد ، وفجأة قصَّ أبي علينا قصة عجباً لم يقصها عليّ من قبل .
قال : عندما كنت بالسليل كان معي أبي فمرض ، فسافرت به إلى جدة لمراجعة طبيب ذكر لي هناك ، وفي اليوم التالي لوصولنا وصلتني برقية من السليل يخبرني مرسلها بوفاة أحد أبنائي فترقرق الدمع من عينيّ ، وكتمت حزني عن أبي ولم أخبره ، وفي اليوم الثاني وصلتني برقية أخرى يخبرني مرسلها بوفاة ابني الثاني ففاض الدمع من عينيّ وعظم حزني ، وفي اليوم الثالث وصلتني برقية ثالثة فوجل قلبي منها ، فلما قرأتها وجدت مرسلها يخبرني بوفاة ابني الثالث ، وكانت أعمار أبنائي بين ثلاث وخمس سنين ، وكانوا قد تعلقوا بيّ وتعلقت بهم ، ولهم في القلب منزلة ، فسال الدمع من عينيّ ، وقصدت البحر حتى لا يقرأ أبي ملامح الحزن على وجهي ، ووقفت على ساحله ليختلط ماء دمعي بمائه ، وكنت أجد رغبة قوية في القيء فأقيء دماً . قال محدثي : وقد شعرت بقشعريرة تسري ببدني وأبدان من حولي ، وترقرق الدمع من مآق البعض منا وسال من آخرين ، فرفعت رأسي لأسأل أبي عن أسماء إخوتي ، فوجدت دمعه يجري على خدَّيه ، فألجمني رهبة الموقف عن السؤال.
لقد كتم الشيخ حزنه على أبنائه في قلبه ، ولم ينسهم رغم مرور ما يقارب خمسين عاماً على ذلك .
وكتبه:
إبراهيم بن صالح الزغيبي
(2)
قاض يبكي على ساحل البحر
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
فقد حدثني الأستاذ خالد ابن فضيلة الشيخ إبراهيم بن عبدالعزيز الخضيري رئيس محاكم منطقة القصيم سابقا فقال : في ليلة شاتية تحلقت وبعض أسرتنا حول سمر أوقد ، وفجأة قصَّ أبي علينا قصة عجباً لم يقصها عليّ من قبل .
قال : عندما كنت بالسليل كان معي أبي فمرض ، فسافرت به إلى جدة لمراجعة طبيب ذكر لي هناك ، وفي اليوم التالي لوصولنا وصلتني برقية من السليل يخبرني مرسلها بوفاة أحد أبنائي فترقرق الدمع من عينيّ ، وكتمت حزني عن أبي ولم أخبره ، وفي اليوم الثاني وصلتني برقية أخرى يخبرني مرسلها بوفاة ابني الثاني ففاض الدمع من عينيّ وعظم حزني ، وفي اليوم الثالث وصلتني برقية ثالثة فوجل قلبي منها ، فلما قرأتها وجدت مرسلها يخبرني بوفاة ابني الثالث ، وكانت أعمار أبنائي بين ثلاث وخمس سنين ، وكانوا قد تعلقوا بيّ وتعلقت بهم ، ولهم في القلب منزلة ، فسال الدمع من عينيّ ، وقصدت البحر حتى لا يقرأ أبي ملامح الحزن على وجهي ، ووقفت على ساحله ليختلط ماء دمعي بمائه ، وكنت أجد رغبة قوية في القيء فأقيء دماً . قال محدثي : وقد شعرت بقشعريرة تسري ببدني وأبدان من حولي ، وترقرق الدمع من مآق البعض منا وسال من آخرين ، فرفعت رأسي لأسأل أبي عن أسماء إخوتي ، فوجدت دمعه يجري على خدَّيه ، فألجمني رهبة الموقف عن السؤال.
لقد كتم الشيخ حزنه على أبنائه في قلبه ، ولم ينسهم رغم مرور ما يقارب خمسين عاماً على ذلك .
وكتبه:
إبراهيم بن صالح الزغيبي