المساعد الشخصي الرقمي

مشاهدة النسخة كاملة : عادات الحوار السيئة ( منقول بتصرف )



ناصر بن زيد بن داود
18-02-2009, 09:52 PM
إذا كان الحوار شيئا أساسيا وبسيطا لهذه الدرجة كالتنفس والأكل فكيف وصلنا إلى مرحلة من التخلف الحواري؟

حسب خبرتي في هذا المجال أرى أن التخلف الحواري هو نتيجة طبيعية لبعض العادات السيئة التي يكتسبها المحاور منذ طفولته وبعضها عادات طبيعية لدى أي إنسان في مرحلة معينة من العمر ثم يتخلص منها مع نمو عقله وتوسع أفق تفكيره ولكن للأسف لاحظت أن بعض الأخوة ما زالوا يحتفظون بهذه العادات السيئة وقد يكون السبب الرئيسي لبقاء هذه العادات مع الشخص بعد تجاوزه للسن التي يتقبل منه الناس فيها هذه العادات هو عدم إتاحة المجتمع للشخص فرصة الاعتماد الذهني على نفسه. فطوال مراحل عمر الإنسان العربي بشكل خاص, يعتمد على والده أو أحد الكبار من أهله في اتخاذ القرارات وتحليل الأمور من حوله فيعتاد على اتخاذ هذا الشخص كمرجع لا شك في أحكامه, فإن جاء أحدهم بوجهة نظر تخالف المرجع ترى الشخص يتوتر ويرى نفسه مجبرا على اتخاذ أحد قرارين كلاهما صعب: فإما أن يتخلص من كل ما اعتاد عليه و"يصدم" في المرجع الذي كون له صورة مقدسة في ذهنه, أو يغمض عينه عن الحقيقة الواضحة ويقرر أن يواصل الانقياد بالمرجع.

ومن هذه العادات السيئة التي تلازم الأفراد وتؤثر سلبا على قدراتهم الحوارية:

===============================

1- عادة (ما أملكه أفضل مما تملكه أنت):

عادة معروفة لدى الجميع, يرى صاحبها دائما أن ما يملكه هو أفضل مما يملكه الجميع. عادة نراها كل يوم في الأطفال فترى أحدهم يقول لصديقه (أبي أقوى من أبيك).. أو (سيارة أبي أسرع من سيارة أبيك). عادة طبيعية جدا لدى الأطفال ولكن للأسف تستمر مع الكثيرين لما بعد مرحلة الطفولة. ويغالط بعضهم نفسه بشكل واضح فترى أحدهم يشتري سيارة من نوع معين فيقضي الوقت كله في تعظيم هذا النوع وإظهاره كأفضل ماركة للسيارات.. وبعد سنين يشتري ماركة أخرى فيمجد الماركة الأخرى التي كان يهاجمها قبل سنين ويهاجم ماركة سيارته القديمة .

تنعكس هذه العادة على الحوار .. .. بأوجه مختلفة, فهي تؤدي لأن يرى العضو أن آراءه ومعتقداته والمجموعات والفئات التي ينتمي إليها سواء كانت بلدا أو قبيلة أو منطقة سكنية أو حزب إسلامي أو حتى نادي رياضي هي أفضل دون شك من بقية البلدان والقبائل والمناطق السكنية والأحزاب والأندية والمنتخبات الأخرى.

فبعض الأخوة يرون بلادهم أروع البلدان وهذا أمر يحق لهم تماما فقد قال أحمد شوقي رحمه الله : (وطني لو شُغلت بالخلد عنه * نازعتني إليه في الخلد نفسي) ..
ولكن أن يتخذ البعض شعور الانتماء الطبيعي والفطري للوطن في محاولة طمس الحقائق ومغالطة النفس كأن يتحدث أحدهم عن ظاهرة سلبية موجودة ومنتشرة بوطنه فيقوم بنفي وجودها ومهاجمة من قام بطرح القضية فإذا كان من نفس البلد اتهمه بالخيانة ونكران النعمة, وإذا كان من بلد آخر تبدأ المقارنات الطفولية من نمط (أبي أقوى من أبيك)!
وتتسبب هذه العادة عموما لكل من تتوفر فيه في العداء الواضح لكل من ينتمي لفئته أو مجموعته وقام بالتغيير أو نقد الفئة وإظهار عيوبها كما ذكرت في المثال السابق, فتسمع كثيرا ممن تتوفر فيه هذه العادة ألفاظا كـ "خائن" و "عميل" و"مرتد" وحتى "كافر" يلقيها جزافا لكل من يبدي أي وجهة نظر تنتقد الفئة التي ينتمي إليها.
كما يغلب على من يعاني من هذه العادة التفكير بطريقة (أنا وأخي على ابن عمي وأنا وابن عمي على الغريب) ويخطئ دائما في تفسير الحديث الشريف (أنصر أخاك ظالما أو مظلوما).
وبطبيعة الحال فهذه العادة وغيرها من العادات التي سأذكرها تتراوح نسبها في الأعضاء, فليس كل من يعاني من عادة (ما أملكه أفضل مما تملكه أنت) يكفر كل معارضيه!

كيفية التخلص من هذه العادة:
يبدأ التخلص من هذه العادة السيئة بالتعرف عليها. ما أن تنتبه إلى وجود هذه العادة فيك حتى تكون قد قطعت ثلاثة أرباع المسافة في التخلص منها. فوجود مثل هذه العادة فيك يؤثر كثيرا على موضوعيتك وشفافيتك في الحوار ومصداقيتك. هل هناك سبب يدعوني للحوار معك لو كنت أعرف أنك لن تغير رأيك أبدا؟ فكر قليلا.. لو كان الصحابة يعانون من هذه العادة, هل كانوا سيدخلون في الإسلام؟ دين جديد يحاول أن يحل مكان دين الآباء والأجداد فهل هناك أدنى فرصة لمن يعاني من هذه العادة أن يفكر في الدخول إلى الدين الجديد؟ أن يسمع عنه؟ يسأل عنه؟ قارن هذا الشئ بنفسك. هل تدرك الكم الهائل من الفرص التي تحرم نفسك منها لأنك مصر على أن ما لديك هو الأفضل؟ التخلص من هذه العادة كما أسلفت سهل جدا. ما لديك ليس هو الأفضل دائما, فما الذي يمنعك من أن تسعى للأفضل؟ قال الإمام الشافعي رحمه الله: (ما ناظرت أحداً، فأحببت أن يخطئ، وما في قلبي من علم إلا وددت أنه عند كلِ أحد ولا ينسب إلي).

===============================

2- عادة الخوف من التغيير:

الخوف من التغيير عادة تتوارثها الأجيال, فكلنا سمعنا كيف كاد العالم جاليليو أن يفقد حياته عندما أعلن أن الشمس هي مركز المجموعة الشمسية لا الكرة الأرضية كما كان الناس يعتقدون حينئذ, وسمعنا النوادر عن ردة فعل المجتمع نحو جهاز التلفزيون عندما وصل إلى بلادنا لأول مرة وكذلك السيارات والأسلحة النارية. حتى الإنترنت حاول البعض تحريمه ومنع وصوله خوفا من تأثيره على حياتنا والتضحية بفوائده خوفا من عيوبه. يعزو البعض هذا الخوف من التغيير إلى الكسل. فقد اعتاد الناس على نمط معين من الحياة والتفكير ولا يريدون أن يتعبوا أنفسهم في تقبل الأفكار الجديدة. وقد يكون لتقديس العادات المتوارثة دور أيضا في هذا الخوف فبعض الناس يرغبون في مواصلة ما كان الآباء والأجداد يفعلونه مهما كان فهل هذه العادات هي أفضل طريقة للحياة؟ نعم في كثير من الأشياء لم يصل الآباء والأجداد إلى ما كانوا يفعلونه إلا بعد تجربة خيارات كثيرة. ولكن هذا لا يعني أبدا أن نقتل الإبداع ونواصل ما وصلنا ممن عاشوا قبلنا كما كان دون أي محاولة للتطوير أو التحديث.

التخلص من هذه العادة سهل أيضا ولا يحتاج إلا للقليل من التفكير والإبداع. تصور لو أننا خفنا من السيارات! لكنت تربط الآن بعيرك أمام الخيمة وتعد له العشاء! تصور لو أننا خفنا من التلفزيون.. كنت ستعرف غدا أن الكويت تم تحريرها ولكن لن تعرف من بالضبط احتلها لتضارب الروايات! باختصار.. التغيير أمر جيد وهذا لا يعني أبدا أن نمشي وراء كل جديد ولكن نعطيه فرصته من التجربة والتفكير ولا نعارضه فقط لأنه يخالف ما اعتدنا عليه.

===============================

3- عادة مناقشة الشخص بدلا من أفكاره وعادة رفض النقد:

هذه من أكثر العيوب انتشارا .. .. في البرامج التلفزيونية المذاعة على الهواء. تجد الشخص يتحدث عن نقطة ما, ويقوم أحدهم بالرد عليه ولا يتحدث أبدا عن الموضوع المطروح ولكن يتحدث عن الشخص نفسه! فيقول من أنت حتى تحدثنا عن كذا وأنت فلان ابن فلان الذي كان يفعل كذا! والمصيبة لو رد عليه الشخص بنفس الطريقة فيصبح الحوار عن الأفراد وينسى الجميع الموضوع المطروح!
تندرج تحت هذه العادة بعض الطرق الطفولية في الرد التي يعتقد أصحابها أنهم "قلبوا الطاولة" بردودهم. فتراهم يذكرون الكاتب بردود ومواضيع سابقة كتبها يوما ما ويفترضون أن الكاتب ما كتب موضوعه إلا لأسباب شخصية. .. ..

حل هذه المشكلة صعب نوعا ما فقد تعود بعض الأخوة على التفكير بهذه الطريقة ويصعب عليهم تقبل النقد من أي شخص ولكن لو دققوا في الأمر قليلا لاكتشفوا أنهم يخسرون كثيرا بسبب هذه العادة. فبهجومهم العشوائي الضاري على المنتقد لا أرى أنهم يكسبون شيئا إطلاقا بل على النقيض تماما ستتشوه صورتهم بشدة أمام القراء, بينما لو فكروا في الموضوع بشكل هادئ لوجدوا أن الكاتب لم يقم إلا بتنبيههم إلى عيب موجود بالفعل والأجدر بهم أن يقوموا بمعالجة هذا العيب وشكره على تنبيهه. قال عمر بن الخطاب رضي الله عنه (رحم الله امرءاً أهدى إليَّ عيوبي).

===============================

4- عادة التعميم ووجهات النظر المسبقة:

أقصد بالتعميم افتراض انطباق صفة موجودة في بعض أفراد فئة معينة على جميع أفراد الفئة واستخدامها كدليل دامغ ضد هذه الفئة أو على موضوع معين. والأمثلة على هذه كثيرة منها ما يستخدمه البعض على سبيل التندر في وصف الأخوة الصعايدة بالغباء والأخوة السودانيين بالكسل وأفراد قبائل معينة بالتحلل الخلقي وسكان إحدى المدن بالكرم وغير ذلك, كما يعاني العرب والمسلمون حاليا من التعميم في الغرب فكل مسلم وكل عربي يعتبر إرهابيا.
يؤثر التعميم بشكل كبير على طريقة تفكير الشخص, فعند مقابلته لشخص آخر من فئة يحمل لها وجهة نظر مسبقة لا يقوم بأدنى محاولة لتقييم الشخص أو محاولة فهمه, فهو لا يرى فيه إلا شخص يحوي صفات سيئة معينة لا جدال فيها. وأعتقد أن معظم القراء قد قابلوا أشخاص في حياتهم وتوقعوا وجود بعض الصفات السيئة فيهم مما منعهم من الاحتكاك الإيجابي معهم, وبعد فترة اكتشفوا أنهم كانوا مخطئين تماما وندموا على فكرتهم المسبقة تجاه هؤلاء الأشخاص. وطبعا وجهات النظر المسبقة والتعميم لا يكونون تجاه أفراد فقط بل حتى تجاه الأفكار.

مما يستحق الذكر في مسألة التعميم ووجهات النظر المسبقة حوار دار بيني وبين أحد الأخوة عن كتاب (حياة في الإدارة) للدكتور غازي القصيبي. بعد قراءتي للكتاب انبهرت جدا بمحتواه وطريقة عرضه للمعلومات والدكتور غازي بحر في عالم الإدارة ولا يبخل على قرائه بخبراته أبدا فكتابه المذكور عبارة عن خبرته الإدارية مقدمة في كبسولة سهلة البلع. عموما عندما نصحت أخي بقراءة الكتاب رفض فورا والسبب كان أن الدكتور غازي "علماني"!

صدمني الرد وجعلني أراجع ما استفدته من الدكتور غازي واستشرت أخا آخر أثق بحكمه والتزامه عن الدكتور غازي. فقال لي الأخ الثاني, بغض النظر عن انتماءات غازي القصيبي وتوجهاته فما المانع من أن نستفيد من عقليته الإدارية في المجال الإداري؟ لماذا نحلل على أنفسنا استخدام السيارات التي يصنعها البوذيون والكمبيوترات التي يصنعها النصارى واليهود, ونحرم على أنفسنا الاستفادة من خبرات الدكتور غازي المسلم السعودي؟ وإذا كان بالفعل كما يدعون علمانيا فهو لم يحاول أن يكتب كتابا في الفقه أو الشريعة بل كتابه في المجال الإداري فلنستفد منه في هذا المجال ولنستفد من غيره في الأمور الأخرى!

للتخلص من هذه العادة, :
كل ما يلزمك هو إعادة النظر في نظرتك الأولية حول الأمور. عندما ترى أحمد الهندي لا تتعجل بافتراض الصفات التي تعمقت في تفكيرك عن الهنود في أحمد. بل حاول أن تعامله كشخص لا تعرفه وأعطه الحق في إثبات ذاته وتكوين فكرة خاصة به في ذهنك. عندما ترى كتابا كتبه كاتب تشك في انتماءاته فهذا لا يمنع أبدا من أن تستفيد منه ولكن كن حذرا عند التعامل معه.

===============================

5- عادة أفراد القطيع:
بعض الأخوة هداهم الله يتصرفون كخرفان في وسط قطيع, فيتبعون الخروف الذي يسبقهم أينا رحل ويتوهون إن لم يجدوا راعيا يدلهم ويقودهم.
هذه العادة تراها عادة بين صغار السن الذين يتبعون الأكبر سنا أو في معدومي الثقة الذين يبحثون عن أي "قائد" ذو شخصية قوية يسيرون خلفه أو عن "خبير" يعتمدون عليه في التفكير واتخاذ القرارات بدلا منهم. وللأسف هناك فئة اعتادت على العبودية فانعدمت لديها القدرة على التفكير والتحليل واتخاذ القرار وأصبحت تسير كالشاة - واقعا لا مجازا- خلف راعيها.
ويتشابه أصحاب هذه العادة مع أصحاب عادة الخوف من التغيير, فهم يحاولون دائما أن يكونوا مثل غيرهم من أفراد فئتهم -أو قطيعهم- ففي بعض الأحيان ترى موضوعا كتب في الساحة ولم يرد عليه أحد, ثم بعد أيام يرد عليه شخص وخلال ساعات ترى القطيع تزاحم للموافقة على صاحب الرد الأول وتأييده!
وتتشابه أيضا هذه العادة مع عادة (ما أملكه أفضل مما تملكه) .. .. فإن كنت عضوا في نفس قطيعي سأرد عليك وأمتدح موضوعك, بينما لو لم تكن من قطيعي فسأرد على موضوعك بغرض التقليل من شأن أفكارك قدر المستطاع.
قد يكون الخوف من أسباب وجود هذه العادة لدى البعض وهذا موطن تشابهها مع عادة الخوف من التغيير, فمن يعاني من هذه العادة لا يرغب أبدا أن يبدو مختلفا عن بقية أفراد قطيعه فيقلدهم حتى لو لم يكن مقتنعا بما كتبوا, وإن أراد أن يكون إيجابيا بعض الشئ يقوم بالتزام الصمت عندما يرى منهم ما لا يقتنع به. أما المناقشة والحوار معهم فهذا أمر غير وارد أبدا. فقد يخسر عندئذ قطيعه وقد يغضب راعيه ويصبح فريسة للذئاب!
هناك تجربة علمية شهيرة تندرج تحت هذه العادة, حيث قام مجموعة من الباحثين بإحضار مجموعة من المتطوعين من فئة مهنية واحدة (كانوا جميعهم مدرسين) وأخبروهم بأن هذه التجربة الهدف منها دراسة مدى انصياع المدرسين للقرارات الإدارية. في التجربة تم ربط طالب بكرسي وإيصاله بدائرة كهربائية, وإعطاء المدرس زرا يبث الكهرباء في جسم الطالب, وجلس مع المدرس والطالب في الغرفة أحد الباحثين وطلب من المدرس أن يسأل الطالب بعض الأسئلة وكلما فشل الطالب في إجابة سؤال قام المدرس بالضغط على الزر. وبالفعل بدأت التجربة وبدأ المدرس في طرح الأسئلة وعندما أخطأ الطالب لأول مرة ضغط على الزر وأصابه الرعب عند رؤية الطالب وهو يتعذب فنظر للمراقب الذي طلب منه الاستمرار, فسأل المدرس المراقب.. هل فعل بقية المدرسين الشئ نفسه؟ ورد المراقب بالإيجاب. وكان هذا كافيا للمدرس حتى يعود للضغط على الزر وعدم التوقف حتى وهو يرى الطالب يتلوى من الألم!
طبعا كان الطالب ممثلا محترفا ولم يصاب بأية صعقات كهربية - أو على الأقل هذا ما ادعاه الباحثون - ولكن المصيبة أن معظم المتطوعين الذين خاضوا هذه التجربة فعلوا الشئ نفسه. عذبوا شخصا وشاهدوه يتلوى ولم يتوانوا عن الاستمرار في التعذيب بسبب وجود أوامر مباشرة من المراقب, وحتى يكونوا مثل بقية المدرسين!

طريقة التخلص من هذه العادة :
هي أن تدرك مساوئها, فهل ترى كيف تضر هذه العادة بإنسانيتك وقدرتك على التمييز والتفكير؟ تصور أن ترى شخصا معدوم الشخصية يتبع دوما ممن يظن أنهم أعقل وأقدر منه. فهل ترضاها لنفسك؟ التغيير سهل, فقط عبر عما يجول في ذهنك أنت وادلو بدلوك لا بدلاء غيرك.

===============================

6- عادة من تأخذهم العزة بالإثم:
يخطئ بعض الأخوان, وهذا شئ وارد دائما من منا لا يخطئ؟ ولكن المصيبة أن يعرف الشخص أنه أخطأ ويصر على هذا الخطأ حتى لا يظهر بمظهر سيئ ولا يعرف أنه بفعله هذا يصبح في أسوأ صورة! تظهر هذه العادة واضحة في الأطفال عندما يرتكب أحدهم خطأ فيحاول أن يبرر خطأه بشتى الطرق وأسهلها أن يقول: "لم تكن غلطتي ولكن حصل كذا". فيكون قد أخطأ خطأين: الخطأ الأول الذي حاول أن يبرره + الكذب أو محاولة التحايل والهروب من العقاب.

مع الكبار تأخذ هذه العادة منحنى خطيرا جدا وتؤدي لعادة سيئة أخرى هي التبرير. يعرف أحدهم أن ما يقوم به أو يفعله خطأ لكن يتجاهل كل الدلائل على الخطأ ويبتكر دلائل على أن ما فعله أمر عادي تماما ولكن الآخرين يظهرونه بشكل سيئ لغرض في نفوسهم. ترى هذه العادة واضحة في المدخنين, فلا يختلف اثنين على خطورة التدخين والأمراض التي يسببها, لكن المدخن يسمعك تبريرات غريبة كـ "فلان مدخن وعمره 70 سنة" أو "هذه أعشاب ومن الطبيعة فكيف تضر؟" أو "أضرار التدخين مجرد نظريات ولم يثبتها أحد" أو حتى "نعم التدخين ضار ولكن الفوائد التي أجنيه منه كإزالة التوتر تغطي على كل ضرر".

يرى البعض أن هذه مجرد اجتهادات, ولكن الفرق بين الاجتهاد والتبرير كبير. المجتهد هو من يدرس الأدلة والبراهين ثم يتخذ قراره اعتمادا عليها, ولكن المبرر يتخذ قراره ثم يبحث عن الأدلة والبراهين التي تسند قراره.

كيفية التخلص من هذه العادة:
تذكر دائما أن كل إنسان معرض للخطأ. قال الرسول صلى الله عليه وسلم: "كل ابن آدم خطاء، وخير الخطائين التوابون", فلو كان كل ابن آدم خطاء فلم لا نسعى لأن نكون خير الخطائين؟ وتذكر أيضا أنك لن تخدع الناس! في النهاية سيرى محاورك أنك شخص مصر على ارتكاب الخطأ والمضي فيه. فلو كنت تصر على الخطأ لكي تحافظ على صورتك فصورتك تتدمر تماما مع إصرارك على هذا الخطأ! قال الإمام الشافعي رحمه الله: (ما أوردت الحق والحجة على أحد فقبلهما إلا هبته و اعتقدت مودته، ولا كابرني على الحق أحد ودافع الحجة إلا سقط من عيني).

===============================

7- عادة الكذب والمعلومات الخاطئة والتحدث عن جهل:
ترى بعض الأخوة هداهم الله يناقشون مسائل لا علم لهم فيها وإذا رد عليهم أحد بحجة قاموا بتأليف الحجج المضادة أو استعانوا بمراجع غير موثوق بها. والمأساة أن ينجرف أحد وراء هذه الحجج والمراجع.

طريقة التخلص من هذه العادة:
يجب أن تدرك جيدا أن ما تقوله قد يؤخذ بشكل جدي وقد يؤثر سلبا على حياة إنسان آخر. وأن الاستشهاد بمصادر غير موثوقة يؤثر بشكل كبير في مصداقية ما تكتبه. كما يجب ألا تنقل أي موضوع أو خبر أو معلومة إلا وأنت تتحمل مسؤولية ما ورد فيه. عندما لا تكون متأكدا من وجهة نظرك حول موضوع معين بسبب قلة المعطيات قم بتجنب الحديث عنه ولا تشارك برأيك إلا عندما تكوّن وجهة نظر كاملة مدعومة بالأدلة. قال الله سبحانه وتعالى: (ولا تقف ما ليس لك به علم).

===============================

وأيضا باختصار شديد حتى لا أطيل عليكم أكثر هذه بعض النصائح التي تساهم في تطوير أسلوبك في الحوار:

* الرد على السؤال بدقة. في بعض الحوارات يسأل أحد الأطراف الطرف الآخر سؤالا لإثبات وجهة النظر, فيقوم الطرف الآخر بالرد على السؤال بسؤال آخر أو بالإجابة بطريقة مائعة لا ترى فيها الإجابة. هذه الأساليب تبين ضعف الحجة والتهرب من الإجابة وتحول تعاطف القراء إلى صاحب السؤال.
* عند قراءة موضوع يتعلق بك أو بفئة تنتمي إليها وقبل الرد عليه اعتبر نفسك طرفا ثالثا في المسألة وانظر للموقف من زاوية بعيدة. واحكم عليه. وبعد ذلك قم بالرد على الموضوع بحياد وصراحة وذمة.
* لا تحكم على الأمر حال قراءة الموضوع. تمهل وراجع الموضوع من جميع الجوانب ثم اسأل نفسك, هل يقدم ردك الحل للمشكلة؟ هل يصف الوضع المثالي أو المطلوب؟
* لا تقم بالرد فقط بغرض الرد أو إضافة اسمك في الموضوع أو لرفعه فقط. حاول أن تقدم وجهة نظرك فإن لم تكن لك وجهة نظر مؤيدة أو مخالفة فاعلم أن الموضوع لا يخصك.
* قبل الهجوم على كاتب لم تعجبك وجهة نظره حاول أن تنظر للموضوع من زاويته وحاول أن تقدر الظروف التي أدت إلى تفكيره بهذه الطريقة. فقد يكون قد عانى من أمر لا تعرفه.
* عند قراءة الردود على موضوعك افترض حسن النية عند أصحاب الردود, لماذا لم تعجب الفكرة صاحب الرد؟ هل هناك طريقة أخرى لعرضها بحيث تعجبه؟ لماذا يهاجمك بصورة شخصية؟ هل كان في موضوعك ما يسيء إليه أو إلى الفئة التي ينتمي إليها؟ لماذا لم يرد عليك أحد؟ هل طرحك واضح؟ هل هو يهم الفئة التي تقرأ هذه الساحة؟
* عندما ترى موضوعا لا يحمل المواصفات التي تتوقعها في موضوع حواري محترم, لا تنزل من قدرك بالرد عليه والدخول في مهاترات لا تقدم ولا تؤخر مع كاتبه, فإن كنت لا تحبذ تنبيه المراقبين قم بتجاهل الموضوع تماما وكأنه غير موجود. والشئ نفسه في الردود التي ترد على مواضيعك أنت.

===============================

قلم المحتسب
19-02-2009, 07:43 PM
?????? ????? ????? ???? ???????
??? ??? ?????? ??????? ?????? ????? ????? 50 ???? ? ???????? ??? ?? ???? ?????? ??? :

http://www.ahtsab.com/vb/showthread.php?t=222