الزغيبي
27-07-2011, 10:42 PM
مقالات قضائية
( 74 )
معنى مكان إقامة الدعوى ، وأهمية معرفته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
أولا : معنى مكان إقامة الدعوى
المكان لغة : الموضع ، وجمعه أمكنة ، وجمع الجمع أماكن (1) .
إقامة لغة : قال : ابن فارس القـاف والواو والميـم أصـلان صحيحـان ؛ يـدل أحـدهما على جماعة ناس ، والآخر على انتصاب وعزم ، من ذلك قولهم : قام قياماً إذا انتصب ، وقام بهذا الأمر إذا عزم ، يطلق على الأول قيام حتم ، وعلى الآخر قيام عزم (2) .
الدعوى لغة : اسـم لما يدعى ، تجمع على دعاوى ودعاوى بكسر الواو وفتحها ، وتطلق على معان عدة حقيقية ومجازية ؛ منها: الطلب والتمني قال تعالى: ( لهم فيها فــكهة ولهم ما يّدعون ) (3) ؛ ومنها الدعاء قـال تعالى : ( دعـوهم فيها سبحــنك اللهّم وتحيتهم فيها سـلــم وءآخر دعوهم أن الحمد لله رب العالمين ) (4) ؛ وتطلق على الزعم حقاً أو باطلاً (5) .
الدعوى اصطلاحا : عرفهـا الموفق ابن قدامة بأنها : (( إضافة ( أي الإنسان ) إلى نفسه اســتحقـاق شـيء فـي يـد غيــره ، أو فـي ذمتـه )) (6) .
وعـرفها د. أحمـد أبـو الوفاء بأنها : (( سلطة الالتجاء إلى القضاء للحصول على تقرير حق ، أو لحمايته )) (7) .
وعرفها د. محمـد نعيـم يا سين بأنهـا : (( قـول مقبـول ، أو ما يقوم مقامه في مجلس القضاء يقصد به إنسان طلب حق له ، أو لمن يمثله ، أو حمايته )) (8) .
وبما أن البحـث في مكـان إقامـة الدعـوى يتطرق فيـه إلى لفظ البلد والوطن ناسب ذكر معناهما .
البلد لغة : قال فـي معجـم مقاييـس اللغة : البـاء واللام والدال أصل واحد تتقارب فروعه عند النظـر في قياسه ، والأصـل الصـدر ، يقال : وضعـت الناقة بلدتها بالأرض إذا بركت . وتبلد الرجل : إذا وضع يده على صدره عند تحييره في الأمر (9) .
وقال الأزهري : البلد : كل موضع مستحيز من الأرض عامر، أوغير عامر، خال أو مسكون ، فهو بلد ، والطائفة منه بلدة ، والجمع بلاد وبُلدان .
وقال بعضهم : البلـد جنـس المكان كالعـراق والشـام ، والبلدة الجزء المخصص منه كـدمشـق وبغـداد ، والبلـد : مكـة المكرمـة وبَلدَ بالمكـان أقـام يَبلُدُ بُلـوُداً : اتخـذه بلداً ولزمه (10)
الوطن لغة : المنـزل تقيـم فيـه ، والجمـع أوطـان ، وطـنَ بالمكان وأوّطـن : أقـام فيــه ، وأوطنه : اتخذه وطناً ، وأوطن فلانا أرض كذا : اتخذها محلا ومسكناً يقيم فيها (11) .
والمراد بمكان إقامة الدعوى : الجهة القضائية المختصة مكانيا بنظر الدعوى .
ثانيا :أهمية معرفته
تُعد معرفة مكان إقامة الدعوى أمرا مهما لطرفي النزاع وناظره وجهة التحقيق وغيرها ، وينتج عن الخلاف فيه حصول التدافع أو التنازع ؛ بينما يكون وضوح قواعده سببا لسرعة الفصل في القضايا ؛ فضلا عن توفير الوقت والجهد .
وكتبه :
إبراهيم بن صالح الزغيبي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ـ انظر : لسان العرب ، لجمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي ، دار صادر ، بيروت ، ط الأولى ، 2000م ، م14، ص113، مادة : مكن ؛ معجم مقاييس اللغة ، لأحمد بن فارس بن زكريا ، تحقيق عبدالسلام محمد هارون ، دار الجيل ، بيروت ، 1420هـ ، م5 ، ص 343 ـ 344 ، مادة: مكن .
(2) ـ انظر : معجم مقاييس اللغة ، م12، ص 43 ، مادة : قوم ؛ لسان العرب ، م 12، ص 223ـ229 ، مادة : قوم .
(3) ـ سورة يس ، آية رقم 57.
(4) ـ سورة يونس ، آية رقم 10 .
(5) انظر: لسان العرب ، م5 ، صـ266ـ 268 ، مادة : دعا ؛ معجم مقاييس اللغة ، م2 ، ص 280، مادة : يدعو .
(6) المغني ، لموفق الدين عبدالله بن قدامة المقدسي ، تحقيق : د . عبدالله التركي . د. عبدالفتاح الحلو ، هجر للطباعة والنشر ، القاهرة ، ط الأولى ، ج 14 ، ص 275 .
(7) المرافعات المدنية والتجارية ، د. أحمد أبو الوفاء ، الناشر : منشأة المعارف ، الإسكندرية ، ط 14 ، 1986م ، ص 111 .
(8) نظرية الدعوى بين الشريعة الإسلامية وقانون المرافعات المدني ، د. محمد نعيم ياسين ، دار النفائس ، الأردن ، ط الأولى ، 1419هـ ، ص 73 .
(9) انظر : معجم مقاييس اللغة ، م1 ، ص298 ، مادة : بلد .
(10) انظر : لسان العرب ، م2 ، ص138، مادة : بلد .
(11) ـ انظر لسان العرب ، م 15، ص239، مادة : وطن ؛ معجم مقاييس اللغة ، م6 ، ص120 ، مادة : وطن .
( 74 )
معنى مكان إقامة الدعوى ، وأهمية معرفته
الحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على نبينا محمد وآله وصحبه أجمعين ، أما بعد :
أولا : معنى مكان إقامة الدعوى
المكان لغة : الموضع ، وجمعه أمكنة ، وجمع الجمع أماكن (1) .
إقامة لغة : قال : ابن فارس القـاف والواو والميـم أصـلان صحيحـان ؛ يـدل أحـدهما على جماعة ناس ، والآخر على انتصاب وعزم ، من ذلك قولهم : قام قياماً إذا انتصب ، وقام بهذا الأمر إذا عزم ، يطلق على الأول قيام حتم ، وعلى الآخر قيام عزم (2) .
الدعوى لغة : اسـم لما يدعى ، تجمع على دعاوى ودعاوى بكسر الواو وفتحها ، وتطلق على معان عدة حقيقية ومجازية ؛ منها: الطلب والتمني قال تعالى: ( لهم فيها فــكهة ولهم ما يّدعون ) (3) ؛ ومنها الدعاء قـال تعالى : ( دعـوهم فيها سبحــنك اللهّم وتحيتهم فيها سـلــم وءآخر دعوهم أن الحمد لله رب العالمين ) (4) ؛ وتطلق على الزعم حقاً أو باطلاً (5) .
الدعوى اصطلاحا : عرفهـا الموفق ابن قدامة بأنها : (( إضافة ( أي الإنسان ) إلى نفسه اســتحقـاق شـيء فـي يـد غيــره ، أو فـي ذمتـه )) (6) .
وعـرفها د. أحمـد أبـو الوفاء بأنها : (( سلطة الالتجاء إلى القضاء للحصول على تقرير حق ، أو لحمايته )) (7) .
وعرفها د. محمـد نعيـم يا سين بأنهـا : (( قـول مقبـول ، أو ما يقوم مقامه في مجلس القضاء يقصد به إنسان طلب حق له ، أو لمن يمثله ، أو حمايته )) (8) .
وبما أن البحـث في مكـان إقامـة الدعـوى يتطرق فيـه إلى لفظ البلد والوطن ناسب ذكر معناهما .
البلد لغة : قال فـي معجـم مقاييـس اللغة : البـاء واللام والدال أصل واحد تتقارب فروعه عند النظـر في قياسه ، والأصـل الصـدر ، يقال : وضعـت الناقة بلدتها بالأرض إذا بركت . وتبلد الرجل : إذا وضع يده على صدره عند تحييره في الأمر (9) .
وقال الأزهري : البلد : كل موضع مستحيز من الأرض عامر، أوغير عامر، خال أو مسكون ، فهو بلد ، والطائفة منه بلدة ، والجمع بلاد وبُلدان .
وقال بعضهم : البلـد جنـس المكان كالعـراق والشـام ، والبلدة الجزء المخصص منه كـدمشـق وبغـداد ، والبلـد : مكـة المكرمـة وبَلدَ بالمكـان أقـام يَبلُدُ بُلـوُداً : اتخـذه بلداً ولزمه (10)
الوطن لغة : المنـزل تقيـم فيـه ، والجمـع أوطـان ، وطـنَ بالمكان وأوّطـن : أقـام فيــه ، وأوطنه : اتخذه وطناً ، وأوطن فلانا أرض كذا : اتخذها محلا ومسكناً يقيم فيها (11) .
والمراد بمكان إقامة الدعوى : الجهة القضائية المختصة مكانيا بنظر الدعوى .
ثانيا :أهمية معرفته
تُعد معرفة مكان إقامة الدعوى أمرا مهما لطرفي النزاع وناظره وجهة التحقيق وغيرها ، وينتج عن الخلاف فيه حصول التدافع أو التنازع ؛ بينما يكون وضوح قواعده سببا لسرعة الفصل في القضايا ؛ فضلا عن توفير الوقت والجهد .
وكتبه :
إبراهيم بن صالح الزغيبي
ـــــــــــــــــــــــــ ـــــــــــــــــــــــــ
(1) ـ انظر : لسان العرب ، لجمال الدين محمد بن مكرم بن منظور الأفريقي ، دار صادر ، بيروت ، ط الأولى ، 2000م ، م14، ص113، مادة : مكن ؛ معجم مقاييس اللغة ، لأحمد بن فارس بن زكريا ، تحقيق عبدالسلام محمد هارون ، دار الجيل ، بيروت ، 1420هـ ، م5 ، ص 343 ـ 344 ، مادة: مكن .
(2) ـ انظر : معجم مقاييس اللغة ، م12، ص 43 ، مادة : قوم ؛ لسان العرب ، م 12، ص 223ـ229 ، مادة : قوم .
(3) ـ سورة يس ، آية رقم 57.
(4) ـ سورة يونس ، آية رقم 10 .
(5) انظر: لسان العرب ، م5 ، صـ266ـ 268 ، مادة : دعا ؛ معجم مقاييس اللغة ، م2 ، ص 280، مادة : يدعو .
(6) المغني ، لموفق الدين عبدالله بن قدامة المقدسي ، تحقيق : د . عبدالله التركي . د. عبدالفتاح الحلو ، هجر للطباعة والنشر ، القاهرة ، ط الأولى ، ج 14 ، ص 275 .
(7) المرافعات المدنية والتجارية ، د. أحمد أبو الوفاء ، الناشر : منشأة المعارف ، الإسكندرية ، ط 14 ، 1986م ، ص 111 .
(8) نظرية الدعوى بين الشريعة الإسلامية وقانون المرافعات المدني ، د. محمد نعيم ياسين ، دار النفائس ، الأردن ، ط الأولى ، 1419هـ ، ص 73 .
(9) انظر : معجم مقاييس اللغة ، م1 ، ص298 ، مادة : بلد .
(10) انظر : لسان العرب ، م2 ، ص138، مادة : بلد .
(11) ـ انظر لسان العرب ، م 15، ص239، مادة : وطن ؛ معجم مقاييس اللغة ، م6 ، ص120 ، مادة : وطن .