قاضي(التحقيق)
15-08-2011, 10:25 PM
--------------------------------------------------------------------------------
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد
فيسرني في هذه المساحة ، أن أعرج على موضوع ذي أهمية بالغة ، فيما يتعلق بطلب توقيع العقوبة على الجاني ، ألا وهو موضوع الظروف المخففة والمشددة ، ولا يخفى عليكم ، ماللظروف المشددة من أهمية بالغة فيما يتعلق بالدعوى الجنائية من حيث طلب تشديد الادعاء ضد المتهم من عدمه ، لذا فإنني أطرح بين يديكم هذا الموضوع ، آملا من زملائي الكرام إثراءه بما لديهم ، والله من وراء القصد0***********
أولا: الظروف المخففة والمشددة في الشريعة الإسلامية:الأصل أن الحدود والقصاص لا مجال للتشديد أو التخفيف فيها ، لأنها في أصلها مصاحبة للتشديد أو التخفيف بنص الشارع ، ولأنها عقوبات مقدرة ليس للقاضي أن ينقص منها أو يزيد في مقدارها ، ولأن العقوبة في الحدود تتجه لمعالجة الجريمة دون النظر إلى ظروف المجرم الشخصية أو غيرها ، إذ الاعتبار الأساس فيها للجريمة ، فمتى وجبت لم يكن للظروف المخففة للمجرم تأثير في العقوبة أو تحديدها ، إلا إذا عفا المجني عليه أو وليه في القصاص 0
فعقوبة الزاني المحصن هي الرجم ، وهي عقوبة مشددة بالنظر إلى عقوبة زنى غير المحصن ، لكن الشرع هو الذي جعل في صفة الإحصان ظرفا مشددا للعقوبة دون أن يكون للقاضي سلطة في اعتبار هذه الصفة ظرفا مخففا في أي حال من الأحوال0
وفي الجملة:
إن ما تقدم ليس على إطلاقه ، فالشريعة قد اعتبرت بعض الأمور أسبابا مخخفة أو مشددة للعقوبة في جرائم الحدود والقصاص والدية ، إلا أن كثيرا منها لم يكن سببا مخففا أو مشددا لاعتبار القاضي له بذلك ، بل تنحصر سلطة القاضي التقديرية فيها غاليا في التحقق من وجودها وثبوتها ليحكم باختلاف العقوبة وزيادتها أو النقص منها بناء على ما ثبت لديه0ففي جرائم القصاص مثلا:النية لها أثر كبير في تشديد العقاب أو تخفيفه ، واعتبار القتل عمدا أو شبه عمد أو خطأ ، ويترتب على ذلك الحكم بالقود أو الدية ، والدية قد تكون حالة في مال الجاني وقد تكون مؤجلة مخخفة وتكون في العاقلة ، والنية أمر باطن أقيم أمر ظاهر للدلالة عليه ، وهو آلة القتل ، لأن الأمور الباطنة خفية لا تنضبط0
************
وفي جرائم الحدود:
نجد أن سلطة القاضي تنصب على توافر شروط إقامة الحد، وانتفاء الشبهات الدارئة للحد ، ككون السارق مضطرا ، أو سرق من غير حرز ، فإذا توافرت شروط إقامة الحد كاملة وثبتت لدى القاضي لم يكن للقاضي أن يزيد أو ينقص منه ، بل عليه النطق بالعقوبة وتنفيذها0وما قد يصاحب الحدود من ظروف مخففة أو مشددة لا دخل للقاضي فيها من جهة تشريعها ، لأنها موضوعة من قبل الشارع لا من اجتهادات القضاة ، وإن كان بعض الفقهاء يختلفون في فهم نصوص هذه الظروف الواردة من قبل الشارع************
أما في التعازير:
فالمجال واسع للتشديد والتخفيف ، لأن الشارع منح القاضي فيها سلطة واسعة ضمن الضوابط الموضوعة لذلك 0
***********
أمثلة للظروف المشددة في الشريعة الإسلامية في باب التعازير:
1- خطورة الجاني0
2- المجاهرة بالمعصية0
3- الدعوة إلى الجريمة ، نحو المبتدع الداعي إلى بدعته0
4- الإصرار على الجريمة والعود إليها0
5- التشديد بالنظر إلى كبر الذنب وصغره 0
6- التشديد بالنظر إلى زمان ومكان الجريمة ، فمن يرتكب جريمته بمسجد أو في شهر رمضان ، لا يعامل كمن يرتكب جريمته في سواهما0
7- التشديد بالنظر إلى من ارتكبت الجريمة في حقه ، فمن يسب الصحابة أو بعضهم ليس كمن يسب أحدا من عامة الناس وهكذا0
************
أمثلة للظروف المخففة في الشريعة الإسلامية في باب التعازير:
1- التخفيف في حال كون الجاني من ذوي الهيئات 0
2- التخفيف في حال كون الجاني بلا سوابق وليس معروفا بالشر والفساد0************
ثانيا: الظروف المشددة والمخففة في القوانين الوضعية:
تعنى القوانين الوضعية بالظروف المخففة والمشددة ، عناية بالغة ، الأمر الذي جعلها تنص على كل منهما في قانون العقوبات 0
ويسرني في هذه العجالة ذكر أمثلة للظروف المخففة والمشددة في بعض القوانين الوضعية:أ- جملة من الظروف المشددة في بعض الأنظمة الوضعية كالنظام المصري :
1- السوابق القضائية ( العود )0
2- الكسر، في جريمة السرقة0
3- التسور في جريمة السرقة0
4-استعمال مفاتيح مصطنعة في جريمة السرقة0
5- السرقة من قبل عدة أشخاص ( تكوين عصابة )0
6- حمل السلاح، أثناء تنفيذ الجريمة0
7- الإكراه، أثناء تنفيذ الجريمة0
8- القتل مع سبق الإصرار والترصد0
9- ظرف الليل، إبان تنفيذ الجريمة0
***********
ب- أمثلة لبعض الظروف المخففة في القوانين الوضعية :
1- مفاجأة الزوجة حال تلبسها بالزنا( أو ما يسمى بعذر الاستفزاز )0
وهو ظرف مخفف خاص بالزوج فقط دون سائر الأقارب يشترط لاستفادة الزوج منه ، توافر الشروط التالية : ( المفاجأة – والتلبس – القتل في الحال)0
2- عذر صغر السن 0
حيث إنه يعتبر من الأعذار القانونية المخففة للمسئولية ، ويظهرذلك عندنا جليا في فئة الأحداث0***********
ثالثا: أمثلة للظروف المشددة في النظام السعودي:1- التشديد في الادعاء على العصابات في جرائم السرقة
***********
2- تشديد العقوبة على جرائم المضاربات وإطلاق النار
ظهر في الآونة الأخيرة كثير من جرائم المضاربات وإطلاق النار...التأكيد على المحاكم بحث القضاة بإنزال أقصى العقوبات بحق مرتكبي هذه الجرائم.
***********
3- مراعاة السوابق في إصدار الأحكام واعتبارها ظرفا مشددا
جمع عضو الهيئة الشيخ علي بن محمد
بسم الله الرحمن الرحيم
والحمد لله رب العالمين ، والصلاة والسلام على من لا نبي بعده ، وبعد
فيسرني في هذه المساحة ، أن أعرج على موضوع ذي أهمية بالغة ، فيما يتعلق بطلب توقيع العقوبة على الجاني ، ألا وهو موضوع الظروف المخففة والمشددة ، ولا يخفى عليكم ، ماللظروف المشددة من أهمية بالغة فيما يتعلق بالدعوى الجنائية من حيث طلب تشديد الادعاء ضد المتهم من عدمه ، لذا فإنني أطرح بين يديكم هذا الموضوع ، آملا من زملائي الكرام إثراءه بما لديهم ، والله من وراء القصد0***********
أولا: الظروف المخففة والمشددة في الشريعة الإسلامية:الأصل أن الحدود والقصاص لا مجال للتشديد أو التخفيف فيها ، لأنها في أصلها مصاحبة للتشديد أو التخفيف بنص الشارع ، ولأنها عقوبات مقدرة ليس للقاضي أن ينقص منها أو يزيد في مقدارها ، ولأن العقوبة في الحدود تتجه لمعالجة الجريمة دون النظر إلى ظروف المجرم الشخصية أو غيرها ، إذ الاعتبار الأساس فيها للجريمة ، فمتى وجبت لم يكن للظروف المخففة للمجرم تأثير في العقوبة أو تحديدها ، إلا إذا عفا المجني عليه أو وليه في القصاص 0
فعقوبة الزاني المحصن هي الرجم ، وهي عقوبة مشددة بالنظر إلى عقوبة زنى غير المحصن ، لكن الشرع هو الذي جعل في صفة الإحصان ظرفا مشددا للعقوبة دون أن يكون للقاضي سلطة في اعتبار هذه الصفة ظرفا مخففا في أي حال من الأحوال0
وفي الجملة:
إن ما تقدم ليس على إطلاقه ، فالشريعة قد اعتبرت بعض الأمور أسبابا مخخفة أو مشددة للعقوبة في جرائم الحدود والقصاص والدية ، إلا أن كثيرا منها لم يكن سببا مخففا أو مشددا لاعتبار القاضي له بذلك ، بل تنحصر سلطة القاضي التقديرية فيها غاليا في التحقق من وجودها وثبوتها ليحكم باختلاف العقوبة وزيادتها أو النقص منها بناء على ما ثبت لديه0ففي جرائم القصاص مثلا:النية لها أثر كبير في تشديد العقاب أو تخفيفه ، واعتبار القتل عمدا أو شبه عمد أو خطأ ، ويترتب على ذلك الحكم بالقود أو الدية ، والدية قد تكون حالة في مال الجاني وقد تكون مؤجلة مخخفة وتكون في العاقلة ، والنية أمر باطن أقيم أمر ظاهر للدلالة عليه ، وهو آلة القتل ، لأن الأمور الباطنة خفية لا تنضبط0
************
وفي جرائم الحدود:
نجد أن سلطة القاضي تنصب على توافر شروط إقامة الحد، وانتفاء الشبهات الدارئة للحد ، ككون السارق مضطرا ، أو سرق من غير حرز ، فإذا توافرت شروط إقامة الحد كاملة وثبتت لدى القاضي لم يكن للقاضي أن يزيد أو ينقص منه ، بل عليه النطق بالعقوبة وتنفيذها0وما قد يصاحب الحدود من ظروف مخففة أو مشددة لا دخل للقاضي فيها من جهة تشريعها ، لأنها موضوعة من قبل الشارع لا من اجتهادات القضاة ، وإن كان بعض الفقهاء يختلفون في فهم نصوص هذه الظروف الواردة من قبل الشارع************
أما في التعازير:
فالمجال واسع للتشديد والتخفيف ، لأن الشارع منح القاضي فيها سلطة واسعة ضمن الضوابط الموضوعة لذلك 0
***********
أمثلة للظروف المشددة في الشريعة الإسلامية في باب التعازير:
1- خطورة الجاني0
2- المجاهرة بالمعصية0
3- الدعوة إلى الجريمة ، نحو المبتدع الداعي إلى بدعته0
4- الإصرار على الجريمة والعود إليها0
5- التشديد بالنظر إلى كبر الذنب وصغره 0
6- التشديد بالنظر إلى زمان ومكان الجريمة ، فمن يرتكب جريمته بمسجد أو في شهر رمضان ، لا يعامل كمن يرتكب جريمته في سواهما0
7- التشديد بالنظر إلى من ارتكبت الجريمة في حقه ، فمن يسب الصحابة أو بعضهم ليس كمن يسب أحدا من عامة الناس وهكذا0
************
أمثلة للظروف المخففة في الشريعة الإسلامية في باب التعازير:
1- التخفيف في حال كون الجاني من ذوي الهيئات 0
2- التخفيف في حال كون الجاني بلا سوابق وليس معروفا بالشر والفساد0************
ثانيا: الظروف المشددة والمخففة في القوانين الوضعية:
تعنى القوانين الوضعية بالظروف المخففة والمشددة ، عناية بالغة ، الأمر الذي جعلها تنص على كل منهما في قانون العقوبات 0
ويسرني في هذه العجالة ذكر أمثلة للظروف المخففة والمشددة في بعض القوانين الوضعية:أ- جملة من الظروف المشددة في بعض الأنظمة الوضعية كالنظام المصري :
1- السوابق القضائية ( العود )0
2- الكسر، في جريمة السرقة0
3- التسور في جريمة السرقة0
4-استعمال مفاتيح مصطنعة في جريمة السرقة0
5- السرقة من قبل عدة أشخاص ( تكوين عصابة )0
6- حمل السلاح، أثناء تنفيذ الجريمة0
7- الإكراه، أثناء تنفيذ الجريمة0
8- القتل مع سبق الإصرار والترصد0
9- ظرف الليل، إبان تنفيذ الجريمة0
***********
ب- أمثلة لبعض الظروف المخففة في القوانين الوضعية :
1- مفاجأة الزوجة حال تلبسها بالزنا( أو ما يسمى بعذر الاستفزاز )0
وهو ظرف مخفف خاص بالزوج فقط دون سائر الأقارب يشترط لاستفادة الزوج منه ، توافر الشروط التالية : ( المفاجأة – والتلبس – القتل في الحال)0
2- عذر صغر السن 0
حيث إنه يعتبر من الأعذار القانونية المخففة للمسئولية ، ويظهرذلك عندنا جليا في فئة الأحداث0***********
ثالثا: أمثلة للظروف المشددة في النظام السعودي:1- التشديد في الادعاء على العصابات في جرائم السرقة
***********
2- تشديد العقوبة على جرائم المضاربات وإطلاق النار
ظهر في الآونة الأخيرة كثير من جرائم المضاربات وإطلاق النار...التأكيد على المحاكم بحث القضاة بإنزال أقصى العقوبات بحق مرتكبي هذه الجرائم.
***********
3- مراعاة السوابق في إصدار الأحكام واعتبارها ظرفا مشددا
جمع عضو الهيئة الشيخ علي بن محمد