بسم الله الرحمن الرحيم
وبعد فقد أتحفنا خادم الحرمين الشريفين في تلك القرارات الحكيمة بتشكيل جديد لهيئة كبار العلماء ، والتشكيلات القضائية والتعديلات الوزارية الرائدة .

وإننا لنتطلع إلى عهد جديد حافل بالإنجازات محقق للطموحات ؛ خصوصاً : من الكفاءات الشابة ، ومن القيادات الناجحة التي رغبت القيادة نقل خبراتها في مجالات أخرى ؛ لرفع كفاءة الأجهزة المتباطئة .

ومن هذه القرارات الصائبة الاستفادة من خبرات معالي الدكتور صالح بن عبد الله بن حميد في إدارة المجلس الأعلى للقضاء بعد أن أثبت نجاحاً وكفاءة إدارية فائقة وقت عمله رئيساً لمجلس الشورى .
فعلاوة على كون معاليه من شيوخ الشباب الفاعلين القادرين على النهوض بالإدارة وتحقيق الطموحات المرجوة فقد اكتسب خبرات عظيمة من لقاءاته بالمجالس العالمية في زياراته الدولية وفي استضافته الوفود البرلمانية المتنوعة المشارب ، كما أظهر دراية وكفاءة في إدارة دفة مجلس الشورى - طيلة عمله رئيساً له - يشهد له بها أعضاء المجلس في الدورات التي سعدوا فيها بالانتساب للمجلس تحت رئاسة معاليه .
وإن المؤسسة القضائية لتستبشر خيراً بقدومه حاملاً معه تلك الخبرات ومدركاً لجميع التطلعات والآمال المرجوة من المجلس مدة رئاسته القادمة .
وليس المجلس الأعلى للقضاء بغريب على معاليه ، فهو ابن أول رئيسٍ لمجلس القضاء الأعلى - سماحة الشيخ عبد الله بن محمد بن حميد غفر الله له - والذي مكث رئيساً للمجلس أكثر من عشر سنوات ، فهو ربيب المجلس وابن بجدته وسليل شيخ القضاة في زمانه . أسأل الله أن يغفر لأبيه ، وأن ينفع به هو فيما وكل إليه .

ومن القرارات الرائدة نقل خبرات معالي نائب رئيس ديوان المظالم في القضاء الإداري للاستفادة منه وزيراً للعدل ، الذي نقلت خبرات سلفه في الإدارة القضائية للاستفادة منه رئيساً للسلطة التشريعية .
ومعاليهما يملكان بحقٍ كفاءةً ممتازة في مجالهما السابق الذي سيعود - لا محالة - بالفائدة المرجوة في عملهما القابل . فهما قادران - بحول الله - على العطاء أكثر وعلى نحوٍ أفضل .

وكذلك بشأن معالي رئيس المحكمة العليا ؛ الذي كان آخر عملٍ له رئاسة محكمة التمييز بمنطقة مكة المكرمة حتى بلوغه سن التقاعد قبل بضع سنوات ، فقد أمضى من عمره أربعة عقود في الخدمة القضائية ، جعلت منه مورداً للخبرة ومرجعاً لعلوم القضاء .

ومن اللائق : الإشادة بأعضاء المجلس الأعلى للقضاء المتفرغين وغير الدائمين وأعضاء المحكمة العليا ، فقد اشتملت تلك التسميات على ندرةٍ من خيار الرجال المجربين في القضاء وحسن الإدارة وطول الباع في العلم والمقدرة والتجربة ؛ ما يؤمل منهم معه تحقيق الجديد والمزيد من المفيد . نفع الله بهم أجمعين .

ولا ننسى أن نذكر بالجميل والعرفان من احتمل أمانة مجلس القضاء الأعلى في المدة الماضية - رئيساً وأعضاءً - لهم منا جزيل الشكر ومزيد التقدير وخالص الدعاء بطول العمر وحسن العمل ودوام العافية وحسن الخاتمة . إن ربي سميع مجيب .

ومن الملفات التي تنتظر هؤلاء الرجال تحقيق مشروع الملك عبد الله بن عبد العزيز لتطوير مرفق القضاء ، بزيادة أعداد القضاء ، وتوسيع انتشار المحاكم المتخصصة ، وتحديث الإجراءات القضائية بما يتواكب مع تطورات العصر ، والنهوض بالعملية القضائية نحو الأفضل .
وهم ولاشك أهل للقيام بهذه المهمات والاضطلاع بتلك المسؤوليات وأداء الأمانة على النحو المأمول منهم . سددهم الله ، ووفق الله الجميع لما يحبه ويرضاه .
صحيفة الوطن :
http://www.alwatan.com.sa/news/newsdeta ... &groupID=0
صحيفة المدينة :
http://www.al-madina.com/node/106085