ذكر لي أحد الأصدقاء هذه القصة بقوله :
ابني الصغير عندما يضطر للصعود إلى غرفته بمفرده ليلاً : يطلب من أحد أن يقف له أسفل الدرج ويتحدث معه ، يقول صاحبي : الغريب أن ابني لا يسمع لكلام من يطلب منه التحدث معه ؛ لأنه يتكلم في ذات الوقت الذي يتكلم فيه من يؤنسه ، والأغرب أنه يتكلم بصوت عالٍ جداً . انتهى
ولأني درست علم النفس خلال أربع سنوات من مراحل الدراسة ، فقد أبنت لصاحبي الآتي :
1/ الطفل لا يريد من مؤنسه حديثاً ، بل يريد جلبة مأمونة تقطع عليه سكون الليل .
2/ الطفل لا يريد التحدث مع مؤنسه ، بل يريد تشتيت تركيزه حتى لا يشعر بالوحدة في أثناء صعوده .
3/ الطفل يريد من تداخل حديثه مع حديث مؤنسه الشعور بالأمان ، وكأنه يجلس معه .
4/ الطفل يريد من الجلبة المفتعلة إبعاد كل ما يمكن أن يخيفه من هوام الأرض وخشاش المنزل وما يحمله من أفكار عن الجن والعفاريت .
= وعندما أرى مسؤولاً أو مسؤولين عن إدارة ما يكثرون الكلام عن أفعال - لا وجود لها إلا في أمانيهم ومخيلاتهم - أتذكر قصة الطفل ، وأجزم بأن المقصود من تلك الجلبة هو : الخوف .