بسم الله الرحمن الرحيم
رئيس وعضو الهيئة القضائية العليا (مجلس القضاء الأعلى):
الشيخ عبدالله بن عبدالعزيز بن عقيل حفظه الله تعالى
نسبه وأسرته:
هو سماحة الوالد الشيخ أبوعبدالرحمن عبدالله بن عبدالعزيز بن عَقيل بن عبدالله بن عبدالكريم بن عَقيل آل عَقيل الحَنْبَلي.
نزح جدُّهم إلى شقراء، ثم انتقل منهم عبدالله بن عبدالكريم العقيل إلى عنيزة في حدود سنة 1235
وهناك اشتغل بعض أفراد الأسرة بالتجارة، وعُرف بعضهم بالعلم والأدب، منهم والد شيخنا: الشيخ عبدالعزيز بن عقيل (ت1382)، وكان أديبا شاعرا من رجالات عنيزة.
ومنهم عم شيخنا الشيخ عبدالرحمن بن عقيل (ت1372)، والأخ الشقيق الشيخ عقيل بن عبدالعزيز بن عقيل (ت1366)، وكلاهما تولى القضاء أيام الملك عبدالعزيز، ومنهم الأخ غير الشقيق الشيخ عقيل (الثاني) بن عبدالعزيز بن عقيل، الذي أسس ورأس مؤسسة الحرمين الخيرية إلى وقت قريب.
المولد والنشأة الأولى:
وُلد شيخُنا في عُنيزة بتاريخ 1/7/1335 الموافق 13/4/1917 في التقويم الغربي، وذلك حسب السجلات الرسمية.
نشأ في كنف والده الشيخ عبدالعزيز، وبدأ بالقراءة والكتابة لديه في بيته وفي دكانه، وكان دكانه وسط سوق المسُوكَف قرب المسجد، فهو في وسط البلد، وكان مثل النادي أو المنتدى المصغر، يحضره بعض طلبة العلم والأصحاب والفضلاء، ويستفيد شيخنا منهم، مثل الشيخ عبدالمحسن الخريدلي قاضي نجران (ت1360)
وبعد ذلك دخل شيخنا الكُتّاب - على عادة ذلك الزمان لعدم انتشار المدارس النظامية بعد - عند الشيخ عبدالعزيز بن محمد بن سليمان آل دامغ (ت1387)، الملقب ضعيف الله، والواقع كُتّابه بجوار مسجد أم حمار (الذي يؤمه الشيخ المؤرخ محمد العثمان القاضي منذ مدة)، وهو مؤذن المسجد.
فإذا خرَجَ شيخنا من عنده ذهب إلى الوالد وأعاد عليه ما قرأ، وأخذ منه دروسا أخرى، فأخذ عليه مبادئ الفنون، واستفاد من علمه وتربيته الكثير.
كما درس شيخنا على أخيه الشيخ عقيل.
ثم دخل المدرسة الأهلية النموذجية لما افتتحها الأستاذ صالح بن ناصر الصالح (ت1400) في حي البرغوش سنة 1348 وانتقل منها في نفس السنة إلى مدرسة الداعية الشهير الشيخ عبدالله القرعاوي (ت1389) لما افتتحها بجانب بيته في حي القرعي.
فمما قرأ عليه: القرآن، وثلاثة الأصول، ومتن الرحبية في الفرائض، والآجرومية، وأول الألفية من النحو، وكتاب مختصر اسمه: الثمرات الجنية في الفوائد النحوية، ومتن مختصر في الصرف، وتحفة الأطفال في التجويد، ومتن الجزرية في التجويد، ومبادئ في مصطلح الحديث، والبيقونية، والأربعين النووية، وقصيدة غرامي صحيح، وغيرها، وغيّبها كلها عليه.
وكان الشيخ القرعاوي يدرّس احتسابا، قال شيخنا: "وكان الشيخ القرعاوي حريصا على طلابه، مخلصا لهم، يعلمهم ويربيهم ويؤدبهم، ولا يألو جهدا في ذلك، وكان يأمرهم يصلون صلاة الظهر في المدرسة جماعة، ويصلي بهم أحدهم، وكنت أؤمهم أحيانا.
وكان الشيخ القرعاوي يخرج بنا للتمشية، ويُنفق علينا من عنده مع قلة ذات اليد، ويعلمنا الرياضة، وركض الخيل، ويسابق بيننا، وكنا نحن كبار الطلبة نتدارس القرآن غيبا بعد العشاء، ونبيت عنده، فيوقظنا نتهجد، ونصلي الفجر في المسجد مع الجماعة".
ثم صار الشيخ القرعاوي يوكل تدريس الصغار لشيخنا والأستاذ إبراهيم الواصل (ت1424) وذلك سنة 1350
ملازمة علماء عنيزة (1348-1353):
وفق الله شيخنا لطلب العلم مبكرا، والإكثار على المشايخ، ومنحه ذكاء وحافظة نادرة، فحفظ عددا لا بأس به من المتون.
وقد استفاد شيخنا الكثير من شيخه القرعاوي كما تقدم، وبدأ بحضور دروس المشايخ سنة 1348 واستأذن القرعاوي لطلابه في القراءة على كبار المشايخ، فقرؤوا على الشيخ عبدالله بن محمد بن مانع (ت1360) ثلاثة الأصول وكشف الشبهات وغيرها، ثم تفرق الطلاب، واستمر شيخنا يقرأ عليه بعد صلاتَي الفجر والظهر، ومما قرأه عليه: مختصر البخاري للزبيدي، والنونية للقحطاني، وغيرها، كما حضر عليه في الروض المربع.
ومن مشايخه الشيخ عبدالله بن محمد المطرودي (ت1360) الضرير، وكان يحفظ البخاري سندا ومتنا، وكان يحضر شيخنا في بيت المطرودي وفي المسجد ويراجع معه الصحيح، وذلك لفترة طويلة، فقرأ عليه جُلّ صحيح البخاري، كما كان يراجع له دروس الفقه وغيرها، واستفاد من تلك المدارسة.
ومن مشايخه الشيخ محمد بن علي التركي (ت1380) أخذ عليه الفقه، واستفاد منه كثيرا، وذلك قبل سفر شيخه للمدينة سنة 1351
ومن مشايخه الشيخ عبدالله بن محمد العوهلي (ت1408) من أكبر تلاميذ الشيخ ابن سعدي، أخذ عنه الرحبية بتوسع.
ومن مشايخه الشيخ عبدالعزيز بن صالح بن حمد البسام (ت1357) قرأ عليه شيخنا من الآجرومية وألفية ابن مالك.
ومن مشايخه في عنيزة فيما بعد:
الشيخ المحدّث المعمر علي بن ناصر أبو وادي (ت1361)، فقد قرأ عليه شيخنا مع رفيقه الشيخ علي الحمد الصالحي (ت1415) أطراف الكتب الستة والمسند ومشكاة المصابيح، بسعاية الشيخ عبدالله المطرودي، وحضور الشيخ إبراهيم الغُرَيِّر (ت1401) ومجموعة من الطلبة، وذلك في مسجد الجُدَيِّدة بعد صلاة الفجر، في عدة مجالس من شَهْرَي جمادى الثانية ورجب 1357 وأجازهم بالرواية.
وقال شيخنا: "ومن مشايخنا في عنيزة الشيخ سليمان بن عبدالرحمن العُمَري [ت1375] درسنا عليه في مسجد القاع القريب من بيته في شرح الطحاوية، وفي الروض المربع وغيرها، وكانت جلسته بعد صلاة الظهر يوميا، وذلك في الفترة التي تلت رجوعه من المدينة وقبل سفره إلى حريملاء سنة 1357".
ملازمة العلامة الشيخ عبدالرحمن بن ناصر السعدي (ت1376):
عُرف شيخنا باختصاصه بالعلامة ابن سعدي، فهو من الطبقة الأولى من طلابه، ولازمه فترة طويلة، وأكثر استفادته منه، وعليه تخرج.
التحق شيخنا بحلقات العلامة عبدالرحمن بن ناصر السَّعدي سنة 1348، وانتظم بالقراءة عليه مع إخوانه الطلاب سنة 1349 فأخذ عنه: القرآن غيباً، والتفسير، والحديث، والعقيدة، والفقه، وأصوله، والنحو، وغير ذلك.
فحدثنا شيخنا عن دروس شيخه السعدي، قال: "قرأنا عليه كتبا كثيرة في الحديث، وفي كتب ابن القيم، وفي كتب الفقه باختلاف أنواعه: متن الزاد، ومتن المنتهى، والإقناع، وقواعد ابن رجب، وكذلك كتب التفسير، وكذلك في الأمهات الست: البخاري ومسلم وأبي داود والترمذي والنسائي وابن ماجه، ولكن ما كمّلناها كلها لأني سافرت، وبعدما رجعت أكملت، وكذلك أكملت ثانية".
ومن الكتب التي قرأها شيخنا أو حضرها عليه: زاد المستقنع، وشرحه الروض المربع، وفي النحو الألفية وشرحها لابن عقيل، وملحة الإعراب وشرحها، وعقيدة السفاريني، كل ذلك مع حفظ المتن.
وقرأ عليه مختصر التحرير في أصول الفقه، وفي نونية ابن القيم، وفي شرح المنتهى للشيخ منصور، وفي الفرائض، والتفسير، وغير ذلك.
واستفاد من مجالسته، ومراسلته، ومناصحته، ومن منهجه العلمي والتربوي الشيء العظيم، وله معه مواقف كثيرة، وكان الشيخ ابن سعدي يخص شيخنا بكثير من اهتمامه وأموره الخاصة، ولا أدل على رسائله المتبادلة معه، المطبوعة باسم: "الأجوبة النافعة".
وقد ألقى شيخُنا مؤخرا (سنة 1424) محاضرة ماتعة عن شيخه ابن سعدي، متوفرة في التسجيلات، ويعمل الآن على تنقيحها والزيادة عليها لإفرادها في رسالة مطبوعة، يسر الله ذلك.
وكانت دراسة شيخنا على شيخه ابن سعدي في السنوات التالية:
من سنة 1348 حتى آخر سنة 1353 عندما ابتُعث ضمن القضاة والمرشدين إلى جيزان، وكان شيخنا يعتبر إذ ذاك - على صغر سنه - من أمثل تلامذة ابن سعدي.
ثم سنتي 1357 و1358 وفيها أُلزم شيخنا بالقضاء في أبوعريش.
ثم من رمضان 1364 إلى رجب 1365 بعد إجازته من القضاء.
ثم 1370 عندما عاد شيخنا إلى عنيزة قاضيا حتى 1375
فمجموعها 15 سنة، ولم تنقطع الصلة فيما بين تلك السنوات متابعة ومراسلة.
التنقلات ومشايخ آخرون:
حج شيخنا أول مرة سنة 1353 مع رئيس قضاة القصيم الشيخ عمر بن محمد بن سِليم (ت1362) فقرأ عليه رسالة الشيخ عبدالله بن محمد بن عبدالوهاب في الرد على الزيدية، وحضر دروس بعض العلماء في مكة، مثل محمد أمين الكتبي، وعمر حمدان المحرسي (ت1368)، ومحمد عبدالرزاق حمزة (ت1392)، وعبدالله بن حسن آل الشيخ (ت1378)، وحضر كذلك الجلسات العلمية التي كانت تقام كل ليلة عند الملك عبدالعزيز في قصر السقاف، ويحضرها علماء مكة وأئمة الحرم، وذلك حتى بداية صفر 1354
ثم من سنة 1354 حتى 1357 استفاد من مجالسة عمه الشيخ عبدالرحمن العقيل قاضي جيزان أثناء عمله معه ملازما في المحكمة، وصار له نشاط نسبي واجتماع مع المشايخ وطلبة العلم هناك، أمثال الشيخ الفقيه عقيل بن أحمد حنين، وقاضي جيزان السابق علي بن محمد السنوسي، والأديب محمد بن أحمد العقيلي، والفقيه علي بن أحمد عيسى، والشيخ علي محمد صالح عبدالحق، وغيرهم من علماء المنطقة الذين يحضرون مجلس عمه القاضي، ومنهم الشيخ البَهْكَلي، والشيخ عبدالرحمن الحَفَاف، والشيخ عبدالله بن علي العَمُودي، والشيخ إدريس، فكانت مجالس علمية وأدبية مليئة بالمطارحات والمباحثات والمدارسة، من ذلك أن شيخنا تدارس مع بعض المشايخ عددا من كتب الشافعية.
ثم في سنة 1357 رجع شيخنا إلى عنيزة ملازما شيخه ابن سعدي، والشيخ سليمان العمري، والشيخ علي أبو وادي - كما تقدم - وحضر في بريدة بعض دروس الشيخين عمر بن سليم، وعبدالعزيز العبادي (ت1357)
ثم في سنة 1358 سافر شيخنا إلى الرياض لمدة شهر، وتعرف هناك على الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ وحضر دروسه، وتباحث مع كبار طلابه، منهم الشيخ عبدالرحمن بن قاسم، وعبدالعزيز بن رشيد، وناصر الحناكي، وعبدالعزيز السحيباني.
ثم سافر شيخنا من الرياض إلى أبوعريش ليتولى القضاء فيها إلى سنة 1364 تخللها انتقال العمل إلى قضاء جزر فَرَسان لمدة ستة أشهر سنة 1360 وفي هذه المنطقة استفاد شيخنا من مباحثة ومجالسة المشايخ، مثل أخيه الشيخ عقيل قاضي العارضة وقتها، والشيخ عبدالله العمودي، والشيخ عبدالله القرعاوي، والشيخ عبدالله بن عودة السعوي.
وفي سنة 1364 عاد شيخنا إلى عنيزة، وإلى دروس شيخه ابن سعدي للمرة الثالثة، إلى أن أُلزم بالعودة للقضاء سنة 1365 في السَّيْح، وهناك كانت له صلة كبيرة بسماحة الشيخ عبدالعزيز بن باز الذي كان قاضيا في الدِّلَم، وبينهما عشرون كيلاً فقط.
ثم في سنة 1366 عُيِّن شيخنا في قضاء الرياض، وفيها تعرف على الكثير من المشايخ، ولازم سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت1389) حتى انتقال شيخنا سنة 1370 قاضيا في عنيزة.
وفي قضاء عنيزة من سنة 1370 إلى 1375 لازم شيخه الأول العلامة ابن سعدي للمرة الرابعة، ثم عاد ليستقر في الرياض سنة 1375 بعد تأسيس دار الإفتاء.
وأبرز المشايخ الذين استفاد شيخنا منهم في الرياض خلال الفترتين من مجالسة ومباحثة وحضور الدروس: الشيخ محمد بن عبداللطيف آل الشيخ (ت1367)، والشيخ محمد الأمين الشنقيطي (ت1393)، والشيخ صالح بن عبدالعزيز آل الشيخ (ت1372)، والشيخ عبدالرزاق العَفيفي (ت1415)، وغيرهم، رحم الله الجميع.
ملازمة سماحة المفتي الشيخ محمد بن إبراهيم آل الشيخ (ت1389)
يُعتبر الشيخ الثاني لشيخنا ابن عقيل، حيث حضر عنده سنة 1358 ثم لازمه بين سنتي 1366 و1370 عند تولي شيخنا قضاء الرياض، ثم عمل معه في دار الإفتاء سنة 1375 حتى وفاة سماحة المفتي سنة 1389 فيكون لازمه عشرين سنة، في الدروس وفي العمل، كان فيها ساعده الأيمن، ومحل ثقته واعتماده.
فيقول شيخنا عن فترة عمله قاضيا في الرياض: "وخلال هذه المدة لم تفتني جلسات الشيخ محمد بن إبراهيم وحلقات تدريسه، خصوصا بعد المغرب في بيته، وكذلك جلسته بعد صلاة الفجر في مسجده، تلك الجلسة المفيدة التي يقرأ فيها نحو سبعة دروس، وهي كتاب التوحيد، وزاد المستقنع، وبلوغ المرام، والعمدة، وشرح ابن عقيل على الألفية، والقطر، والورقات في أصول الفقه"، ويذكر عنه شيخنا من التقدير والمحبة والتقديم الشيء الكثير.
ومما حضر عليه أيضا الواسطية.
وفي الفترة الثانية في دار الإفتاء كان يلازم دروس سماحة المفتي ومجالسه بعد الفجر وبعد المغرب، إضافة لعمله بجانبه، وكان سماحة المفتي يُجلس شيخنا عن يمينه دائما، سواء في المجاس الخاصة أو العامة، بل كان ينيبه عنه أحيانا في توقيع الفتوى، وكثير من فتاوى الشيخ محمد بن إبراهيم المطبوعة الذي حضَّرها له وكتب مسوداتها واستخرجها من مراجعها هو شيخنا.
وكان الشيخ محمد بن إبراهيم يعتمد على شيخنا في حل النزاعات والانتدابات الخاصة والمواضيع المهمة، إلى وفاته رحمه الله.
موجز المسيرة الوظيفية لشيخنا:
وأقتصر هنا على تعداد الأعمال الرئيسية بلا تفصيل، دون التكليفات والانتدابات والمهمات القصيرة:
1) مرافقا لعمه الشيخ عبدالرحمن في قضاء جيزان سنة 1353، وقرار التعيين في 5/2/1354 إلى ربيع الأول 1357
2) قاضيا في أبوعريش من 27/7/1358 والمباشرة في 1/9/1358 إلى 3/3/1360
3) قاضيا في جزر فرسان 7/3/1360 إلى 6/10/1360
4) قاضيا في أبوعريش للمرة الثانية من 6/10/1360 إلى 6/6/1364
5) قاضيا في الخرج من 1/9/1365 إلى 6/2/1366
6) قاضيا في الرياض من 16/10/1366 إلى أواخر شوال 1370
7) قاضيا في عنيزة من 1/11/1370 إلى 1/9/1375
8) عضو دار الإفتاء بالرياض بدرجة رئيس محكمة من 1/9/1375 إلى 27/8/1391
9) عضو مجلس الأوقاف الأعلى من 11/3/1387 إلى 1/7/1406
10) رئاسة الهيئة العلمية برئاسة القضاة من 18/12/1389 إلى 27/8/1391
11) عضو هيئة التمييز من 1/9/1391 إلى 12/4/1392
12) عضو الهيئة القضائية العليا في 12/4/1392
13) عضو مجلس القضاء الأعلى في 24/7/1393
14) عضو الهيئتين العامة والدائمة بمجلس القضاء الأعلى بدرجة رئيس هيئة التمييز في 2/8/1395
15) رئيس الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى في 12/5/1399 حتى التقاعد في 1/7/1406
16) عضو جمعية إعانة المتزوجين من عام 1401
17) رئيس الهيئة الشرعية لشركة الراجحي من 8/4/1409 حتى الآن
18) عضو مجلس إدارة دار الحديث بالمدينة المنورة، وعقدت مجلسين في 29/3/1420 و12/8/1420
19) عضو الجمعية العلمية السعودية للقرآن الكريم وعلومه ابتداء من شهر صفر 1425
رحلات ولقاءات:
تخللت حياة شيخنا العديد من الأسفار داخل البلاد وخارجها، لقي فيها الكثير من العلماء والأفاضل.
ومن المناطق التي سافر لها شيخنا: الكويت، قطر، الإمارات، البحرين، باكستان، الهند، تركيا، سوريا، مصر، تونس، المغرب، الجزائر، السودان، العراق، هولندا، لندن، السويد، إندونيسيا، ماليزيا.
ومن أبرز المشايخ الذين التقى بهم في هذه الرحلات:
في دمشق: محمد ناصر الدين الألباني، وعبدالغني الدقر، وعبدالقادر الأرناؤوط.
وفي العراق: عبدالكريم زيدان، ووليد الأعظمي.
وفي المغرب: تقي الدين الهلالي، وعبدالله كنون، ومحمد بوخبزة.
وفي تونس: محمد الشاذلي النيفر، والدكتور الوصيف.
وفي الهند وباكستان: أبوالأعلى المودودي، وأبوالحسن الندوي، ومختار السلفي، وخليل حامدي، ومحمد يوسف، ومنظور عالم، ومحمد الرابع الندوي.
وفي تركيا: محمد أمين سراج.
وفي الخليج: عبدالله بن علي آل محمود الشارقي، وأحمد بن عبدالعزيز المبارك، وعبدالله بن عبدالعزيز آل مبارك، ومحمد بن عبدالعزيز بن مانع، وعبدالله بن زيد آل محمود، وأحمد بن حجر آل بوطامي، وعبدالله بن إبراهيم الأنصاري.
وفي السويد: محمد محسن جوامير.
والتقى من الزعماء في رحلاته: حاكم قطر علي آل ثاني، وفي إندونيسيا محمد ناصر زعيم حزب ماشومي، وفي ماليزيا: أنور إبراهيم، وفي تركيا: نجم الدين أربكان.
من ثناء العلماء عليه:
قد أثنى على شيخنا جمع كبير من مشايخه وأقرانه فمن بعدهم، منهم الشيخ عمر بن سليم، والشيخ ابن سعدي، والشيخ محمد بن إبراهيم، والشيخ عبدالحق الهاشمي، والشيخ عبدالله بن حميد، وغيرهم كثير، مذكورون في الأصل.
وقد حدثنا معالي الشيخ عبدالملك بن عبدالله بن دهيش الرئيس العام لتعليم البنات سابقا، قال: سمعت والدي رحمه الله يقول من نحو أربعين سنة: شيخ المذهب الآن الشيخ عبدالله بن عقيل.
قلت: وقد رأيت الثناء على علمه وخلقه وتعامله وأدبه كلمة إجماع، ولا يحتمل الموضع الإسهاب في ذلك، فمن يزور الشيخ أو يقرأ عليه سيلمس ذلك إن شاء الله.
شيوخ الرواية:
تلقى شيخنا الإجازة من عدد من المشايخ، هذه قائمة بأسمائهم:
الشيخ علي بن ناصر أبو وادي العُنَزي (1273-1361)، وقد سمع عليه أطراف الكتب الستة والمسند ومشكاة المصابيح.
الشيخ عبدالحق بن عبدالواحد الهاشمي العُمَري الهندي ثم المكي (1302-1392)
الشيخ عبدالله بن محمد المَطْرودي العُنَزي (1311-1361)
الشيخ عبدالله بن محمد القَرْعاوي العُنَزي (1315-1389) وسمع منه مسلسل المحبة.
الشيخ مصطفى بن أحمد الزَّرْقا الحَلَبي (1325 تقريبا-1420)
الشيخ أحمد نَصيب المَحاميد الدِّمَشْقي (1330-1421)
الشيخ محمد بن أحمد الشاطِري الحَضْرَمي ثم الجُدِّي (1331-1422)
الشيخ محمد بن أحمد بن سعيد، من أهل الرياض، ثم المكي (1322 تقريبا-1423) وسمع منه مسلسل الحنابلة.
الشيخ إدريس بن محمد بن جعفر الكَتّاني الفاسي.
الشيخ محمد بن عبدالرحمن النَّجْدي.
الشيخ مِحْضار بن علي الحَبَشي الحَضْرَمي.
الشيخة عَلَوِيَّة بنت عبدالرحمن الحَبَشي الحَضْرَمية.
كما حصل التدبيج مع المشايخ:
الشيخ عبدالغني بن محمد علي الدَّقْر الدِّمَشْقي (1335-1423)
الشيخ إسماعيل بن محمد الأنصاري (1340-1417)
الشيخ بَكْري بن عبدالمجيد الطرابيشي الدمشقي، وأجازه إجازة خاصة بالقرآن، وعامة.
الشيخ محمد زُهير بن مصطفى الشاويش الحُسَيني الدِّمَشْقي ثم البَيْروتي الحازِمي.
الشيخ عبدالقادر الأَرْناؤوط الدِّمَشْقي.
الشيخ محمد بن لُطْفي الصَبّاغ الدِّمَشْقي، نزيل الرياض.
الشيخ عبدالرحمن بن سعد العَيّاف الطائفي.
الشيخ محمد بن الأمين بوخُبْزة الحَسَني التَطْواني.
الشيخ أحمد بن يحيى النَّجْمي.
شيخنا والتدريس:
يقوم شيخنا بالتدريس منذ ثلاثة أرباع قرن، وهو الآن متفرغ للتدريس تقريبا، يفتح أبواب بيته للطلاب يوميا بعد الفجر إلى طلوع الشمس، ثم الضحى إلى الظهر، وربما جلس بعد الظهر قليلا، ثم بعد العصر إلى ما بعد العشاء.
وللشيخ مجلس أسبوعي مفتوح ليلة الخميس يستقبل فيه ضيوفه وزائريه.
وهذا نصّ من أحد الحوارات مع الشيخ -متع الله به ونفع بعلمه- يروي فيها موجزاً عن حياته وأعماله وتحصيله العلمي والعملي:
* نشكر لفضيلتكم إتاحة الفرصة ونأمل تعريف القارئ برحلتهم العلمية والعملية؟
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله رب العالمين، وصلى الله وسلم وبارك على عبده ورسوله نبينا محمد وعلى آله وأصحابه أجمعين، أما بعد:
فأنا: عبدالله بن عبدالعزيز بن عَقيل العَقيل، وُلدت في عنيزة سنة 1335، ونشأت بها في كنف والدي رحمه الله، وكان من مشايخ عنيزة وشعرائها وأدبائها المعروفين، فتعلمت الكتابة ومبادئ العلوم على يديه، وعلى يد أخي الشيخ عقيل قاضي العارضة. ثم دخلت كُتّاب المطوع عبدالعزيز بن دامغ، في مسجد أم حمار، ولما فُتحت مدرسة الأستاذ صالح بن صالح في البرغوش سنة 1348 دخلت معهم في الفوج الأول، وتعلمت فيها ما شاء الله، إلى أن فتح شيخنا عبدالله القرعاوي مدرسة في جانب بيته في سوق الفَرْعي، وذلك بعد قدومه من الهند، وجعل التعليم مجاناً، وكان يعلم في مدرسته العلوم الشرعية والتربية على نمط المدرسة الرحمانية الشهيرة التي درس فيها هناك، فأدخلني الوالد مدرسته، لأنه يعلّم الناس العلوم الشرعية: الفقه والحديث والتفسير والنحو، مع بقية العلوم الأخرى التي تُعلّمها المدارس، فاستفدنا منه علوما وآدابا وأخلاقا، وحفظنا عنده عددا من المتون. بعد ذلك التحقت في دروس الشيخ عبدالرحمن بن سعدي رحمه الله، وهو شيخنا وأستاذنا ومعلمنا، وذلك في سنة 1349، وتعلمنا عنده علوماً كثيرة، من الفقه والتوحيد والتفسير والنحو وغيرها. ودرست على غيره من علماء بلدنا عنيزة، مثل قاضيها الشيخ عبد الله بن مانع، والشيخ محمد بن علي التركي، والشيخ سليمان العمري، وأخذت منهم الفقه والعقيدة وغيرهما، بل أدركت الشيخ صالح القاضي واستفدت من خطبه ودروسه بعد الصلوات، في مشكاة المصابيح والتفسير.
* متى كان انتقال فضليتكم من عنيزة لمكة؟
بقيت أطلب العلم في عنيزة إلى آخر سنة 1353، عندما أوعز الملك عبدالعزيز رحمه الله لشيخنا الشيخ عمر بن سليم رحمه الله رئيس قضاة القصيم بأن يختار عدداً من طلبة العلم والمشايخ ليكونوا قضاة ودعاة وأئمة وخطباء في منطقة جازان، فكنت فيمن اختارهم، وكان منهم عمي الشيخ عبدالرحمن بن عقيل، فسافرنا مع الشيخ عمر بن سليم رحمه الله للحج سنة 1353، وحججنا مع الملك عبدالعزيز، وقابلناه مراراً، وحضرنا مجالسه رحمه الله ودروسه التي كان تُلقى في مجلسه بعد صلاة العشاء، وقرأنا هناك على شيخنا ابن سليم مدة بقائه في مكة من ذي القعدة 1353 إلى ربيع الأول 1354هـ. ثم بعد ذلك سافرنا مع عمي إلى جيزان، فتولى القضاء هناك، وكنت أساعده وأقوم بالوعظ والإرشاد، وبقيت إلى سنة 1357هـ.
وبعدها رجعت إلى عنيزة، وواصلت دراستي على شيخنا ابن سعدي، وقرأت في الحديث على شيخنا المعمر علي بن ناصر أبو وادي، وأجازنا بمروياته.
* متى بدأت علاقة فضيلتكم بالقضاء؟
بقينا في عنيزة إلى رجب سنة 1358 وبعدها أُلزمت بالقضاء في جيزان بعد استعفاء عمي الشيخ عبد الرحمن، وبحمد الله استطعت في قصة طريفة أن أحوّر التعيين من قضاء جيزان إلى قضاء أبي عريش، وبقيت فيها قرابة ست سنين، ومنها تنقلت في وظائف قضائية على ما هو مفصل في ترجمتي المذكورة في ثبتي "فتح الجليل"
وملخصها: أنني توليت قضاء أبي عريش من سنة 1358 إلى سنة 1364، تخللها عدة أشهر في قضاء فَرَسان، ثم عدت لعنيزة أطلب العلم على شيخنا ابن سعدي، ثم توليت قضاء الخرج سنة 1365، ثم قضاء الرياض من سنة 1366 إلى 1370، ثم قضاء عنيزة إلى سنة 1375، حيث عينت في دار الإفتاء بالرياض عند شيخنا سماحة المفتي محمد بن إبراهيم، وبقيت ألازمه في العمل، ثم بعد وفاته رحمه الله تعينت سنة 1391 في هيئة التمييز، وبعد سنة لما تأسست الهيئة القضائية العليا عينت عضوا فيها، إلى أن تشكل مجلس القضاء الأعلى سنة 1395، فتعينت عضوا فيه وفي الهيئة الدائمة بمجلس القضاء الأعلى، وأنوب عن رئيسه شيخنا عبد الله بن حميد في حياته وبعد وفاته رحمه الله سنة 1402 مدة حتى كُلف وزير العدل بالرئاسة، وتقاعدت سنة 1406، ثم رأست الهيئة الشرعية بمصرف الراجحي منذ تأسيسه سنة 1409 إلى الآن، وهناك أعمال أخرى مذكورة في ترجمتي.
* وماذا عن التأليف والكتابة؟
- وأما الإنتاج العلمي فقد انشغلت بالوظائف ثم بالتدريس عن التأليف، ولي رسائل ومؤلفات أكثرها مخطوط، ومما طبع: الفتاوى في مجلدين، ورسالة في حكم الصلاة على الراحلة، كما طبعت رسائل شيخنا ابن سعدي التي كتبها لي، باسم الأجوبة النافعة، ومنها محاضرة طبعت بعنوان: الشيخ عبد الرحمن بن سعدي كما عرفته. وخرّج لي بعض طلابنا رسائل وأربعينات في الرواية الحديثية، منهم الشيخ محمد زياد بن عمر التكلة، ألف كتابا كبيرا في ترجمتي وثبت مروياتي، اسمه: فتح الجليل، وله رسالة مختصرة في مروياتي اسمها النوافح المسكية، ومنهم المشايخ: صالح العصيمي، ومحمد بن ناصر العجمي، وبدر العتيبي، وباسل الرشود، جزاهم الله خيرا.
وجمع أخونا الشيخ محمد زياد عدداً من مقالاتي والمقابلات التي أجريت معي وأعدها للطبع.
وطبع الشيخ الدكتور وليد المنيس كتابين عن وقائع رحلاته إلي مع زملائه من مشايخ الكويت، أسمى الأول بالإكليل، ثم ألحقه بكتاب: التكميل.
أسأل الله أن ينفع بهذه الجهود ويجعلها خالصة لوجهه الكريم.
* ما هي نصيحتكم لطالب العلم المبتدئ؟
- نصيحتي أولا وآخرا تقوى الله تبارك وتعالى، والحرص على البدء بالقرآن الكريم حفظا وتدبراً، ويبدأ على المشايخ بالسلّم العلمي التدريجي المعروف، ويعتني بالمتون، والتحضير للدروس، فبها يحصل الفهم والتحصيل وترسخ المعلومات، ويصبر على الطلب، ولا يستعجل النتائج. وعليه بحفظ الوقت، فهو رأس مال المرء، كما قال الوزير ابن هبيرة رحمه الله:
الوقتُ أنفسُ ما عُنيتَ بحفظه
وأراه أسهلُ ما عليك يَضيعُ
وعلى طالب العلم التحلي بالأخلاق الحسنة، وبذل النصح للجميع، والحرص على نفع إخوانه، فالعلم كما قال الشاعر:
يَزيد بكثرة الإنفاق منه
ويَنقص إن به كفًّا شَددتا
وعليه بالعمل بما علم، فمن عمل بما علم أورثه الله علم ما لم يعلم، وقالوا: العلم يهتف بالعمل، فإن أجابه وإلا ارتحل. ويحذر من الرياء والكبر والعجب، فإنها وبال على صاحبها، وتقود للحرمان والخسران.
* ما هو توجيهكم لطلاب العلم في الاهتمام بالسنّة؟
- إن العلم الشرعي يعتمد على الكتاب والسنّة، فبقدر علم الإنسان فيهما تكون منزلته، والتفقه دون العناية بالدليل يعتبر علما ناقصا، بل هو تقليد محض، ولا يميّز المقلّد بين الخطأ من الصواب من كلام العلماء، لأنهم رحمهم الله بشر غير معصومين. ثم إن تطلب الدليل يقتضي معرفة الصحيح من الضعيف.
ولذلك فعلى طالب العلم أن يهتم بمعرفة دليل المسألة وتعليلها، ويهتم بصحة الحديث والأثر، ويستعين بمصنفات وتخريجات العلماء الذين خرجوا الأحاديث الفقهية، ومنهم الألباني في إرواء الغليل وغيره.
* الصحابة رضي الله عنهم الذين عاصروا التنزيل ولازموا رسول الله صلي الله عليه وسلم في السفر والحضر هم أعلم من غيرهم بمراد رسول الله صلى الله عليه وسلم، ما أهمية قول الصحابي في الترجيح؟
- قال العلماء: إن الراوي أدرى بمرويه، وهذا واضح، فالصحابي هو شاهد وقائع التشريع، ورأى ملابسات الحادثة، أو سمعها من غيره من الصحابة، وهم القرون المفضلة، وأقرب الناس بهدي النبي صلى الله عليه وسلم، ورأوا التطبيق العملي للسنّة وكيف كان التعامل معها واقعيا، ثم فيهم من الديانة وصفاء النفس واللغة ما يفوق مَنْ بعدَهم، رضي الله عنهم وأرضاهم.
الإجازات العلمية
* يهتم بعض طلاب العلم ويسعى جاهداً في الحصول على الإجازات من الشيوخ، ونعلم أن لكم في هذا اهتماماً مميزاً، ما قيمة هذه الإجازات في مسيرة الطالب العلمية؟
الرواية من سنن السلف وطرائق أهل العلم قديما وحديثا، وهي أنواع كما هو مفصّل في المصطلح، وأعلاها القراءة والسماع، وهذا أكثر ما ينبغي أن يحرص عليه طالب العلم، وهو الأنفع، ومن أنواعه الإجازات، وطالب العلم يقدّم الأهم على المهم، فيصرف همّته أولا إلى العلم الشرعي، ثم يأخذ الرواية ولا يجعلها أكبر همّه، ولا يكتفي بمجرد الرواية فقط، أو تعدد الإجازات، بل يهتم بالدراية.
والإجازات إن صدرت من عالم معروف مهتم بالسنّة لطالبٍ لازمه طويلا وحصّل عنده تُعتبر أشبه بالتزكية العلمية، وما كان سوى ذلك فهي رواية تحمّل.
وأنا لم أهتم لها كثيرا أول الأمر، فأول ما أخذت الرواية بحديث المحبة فقط من شيخنا القرعاوي قبل ثمانين سنة، في 10 شعبان سنة 1349، هو ابتدأنا، ثم أجازنا بعد ذلك بمدة، وكانت إجازة شيخنا أبو وادي بسعاية شيخنا عبد الله المطرودي رحمه الله، ولم يكن مشايخنا يولون الإجازات عناية كبيرة، وغالب إجازاتنا تأخرت عن ذلك، مثل إجازة الشيخ عبد الحق الهاشمي رحمه الله، ومَن بَعده.
ا.هــ
أسأل الله أن ينسأ في عمر شيخنا، وأن يبارك له في علمه وعافيته ووقته، وأن يجزيه عنا خير الجزاء، وأن يغفر سيئاته، ويضاعف حسناته، إنه سميع مجيب.