الفصل السابع
تطبيع وإحلال علمنة التربية والتعليم والثقافة والإعلام
ويخصه تمهيد وثلاثة محاور:
المحور الأول:
مستقبل التعليم وواقعه التربوي..
المحور الثاني:
مستقبل الإعلام وحاله الثقافي..
المحور الثالث:
مفردات التحدي المشتركة بين التعليم والإعلام..
تطبيع وإحلال علمنة التربية والتعليم والثقافة والإعلام
تمهيد
إن مجتمع الأمة الإسلامية اليوم يموج ويغص بنظريات عقدية وفكرية، وافدة وقادمة من أدنى.. مقصود بوفادتها، ومتعمد في استقدامها، لتجني مبدأين أساسين، على مستقبل الأمة المسلمة، في غياب حروب السلاح التي وضعت أوزارها.
وقد أقامت دولها على أثرها الحروب على جبهتين: الحروب على جبهة الأفكار ثم على جبهة العقائد.
والمبدآن أولاهما: التنازع.. وثانيهما: التصارع..
وهذا المبدآن مصنوعان ومعدان عوائق وتحديات ومكر السيئ بالمؤمنين.. وصدق الله العظيم في امتنانه بالتفضل على أمة الإسلام، بأنواع الدفاع عنهم، وكثير النعم عليهم، كما في قوله تعالى: ولولا فضل الله عليكم ورحمته ما زكى منكم من أحد أبداً( ) .
فالعالم الكافر يرفع راية أو شعار العلمانية في وجه عالم الإسلام، ليصده عن العمل بالإسلام ديناً ودولة، ومنهج حياة، وذلك بدعوته إلى أن يسلك مسلك الفصل بين الدين والحياة، كما فعل غَرْبُه في رفعه لراية العلمانية التي حبست الدين المسيحي بين جدران الكنائس، وحرمت عليه أن يكون له وجود خارجها، أو في سلطان الحكم السياسي القائم على مبدأ الديمقراطية الفاصلة بين أن يكون للدين وجود في الحكم وبين أن يكون للحكم وجود في الدين.. وقالوا: "ما لقيصر لقيصر وما لله لله" وهذا قول منسوب للسيد المسيح عليه السلام، من تحريفات الكنيسة ضمن ما ارتكبته من تحريفات في الإنجيل الذي أنزل على عيسى بن مريم نبي الله ورسوله، أتوا به محرفاً ليتوصلوا إلى شرعية فصل الدين عن الدولة، أو فصل العقيدة عن الشريعة، وتقديم الدين عقيدة وشريعة.
وإنهم لحريصون على أن يغزو بفكرهم الجديد عامة المجتمع الإسلامي، ليبتعدوا به عن قيم الإسلام ومثله، وأوصافه التي عليها مدار عزة هذا المجتمع الواحد، وسعادته في الدنيا والآخرة، محفوفة بذلك دون أمم الدنيا الشاردة والضالة الكافرة.. على ما بيّن الله تعالى ذلك في قوله سبحانه: كنتم خير أمة أخرجت للناس.. ( ) .
وقوله: وكذلك جعلناكم أمة وسطاً.. ( ) . وقوله: إن هذه أمتكم أمة واحدة.. ( ) .
يقول الدكتور/ علي بن محمد جريشة( ):
لقد حرص الغرب منذ أن وطئت أقدامه الأرض الإسلامية على نشر العلمانية بأكثر من طريق، وحين ورثت النخبات الأجنبية ( النخبات الوطنية ) مكان السلطة وبوأتها كراسيها وحرصت على زيادة نشر العلمانية بكل الوسائل.. وضعت خبرتها ( العلمية ) والتكنولوجية لتحقيق هذه الغاية.
وعليه فقد كانت النخبات الوطنية الممثل المنفذ والعميل الحريص على كسب ثقة مموليه بتصريف بضاعتهم.. والترويج لها.. هدفاً استراتيجياً أولياً: في أهم المجالات الفكرية، ولا تزال غاية في وضع التربص والكيد والمكر بالمسلمين. مجموعها مسمى ( تحديات ).
أما مجالات نشر العلمانية ووسائلها فقد كانت:
أولاً: في التعليم: المحفوف بالرومانتيكية العلمية.. وبتراث التضحيات على أنقاض عالمية الثراث الفاتح والمنتصر.
وثانياً: في الإعلام: صحافة، وإذاعة، وتلفزة وسينما، ومؤلفات.
وثالثاً: في القانون، على ما سبق التفصيل بخصوصه في بابه من هذا الكتاب أو في فصله..
وقد اقتضى تقديمه واقع إقرار العلمنة عليه، محط وسيلة إلغاء أحكام الإسلام..
ويعنينا الآن التفصيل في تقوقعات ظاهر التحدي للأمة عن طريق النوعين: التعليم، والإعلام.
والذي يظهر متوقعاً منهما في مستقبل الغد تغريب التعليم بنزع صفته السلوكية التربوية، ثم تغريب حرية الإعلام بواقعية زيفه وبتبعية ثقافة القائمين عليه وعمالتهم الوطنية( )..!!
ونخلص من هذا التمهيد البياني في موضوعه إلى تقرير واقع اشتمال الفصل على محاور موضوعية تخص واقع السلوك التربوي في المفهوم التعليمي..
كذلك واقع السلوك الثقافي في المفهوم الإعلامي..
أما المحور الثالث فقد خص مقومات الثقافة التربوية المشتركة بين الإعلام والتعليم..
ولكل محور من هذه المحاور في موضوعه ومفهومه الخاص في التحدي..
كما أن له مفرداته المعرفة بحقيقة عود الغربة تحت مظلة العيلمة المنادى بتطبيقها.. في المؤسستين التعليمية والإعلامية.. ولموضوع الفصل بمحاور أبعاد التعريف بالهجمة الواسعة على حضارة الإسلام وثقافة الإسلام.. تحت مظلة حوار الحضارات في عصر العلمنة..
وبما أن هذه المفاهيم يلزمها التوضيح والبيان في حدود مدارها الموضوعي فقد خصها ثلاثة محاور على ما وصفت عنواناً مدخلاً نصل من خلالها إلى المطلوب تقريره..
وفيما يأتي التفصيل في خصوص كل محور:
المحور الأول:
مستقبل التعليم وواقعه التربوي
ا
رتباط التربية بالتعليم يحرص عليه كل ذي صفة موهوبة، خارج محيط تغريب اليقظة العربية.
وكل صاحب فكر يعيش بفكره فوق مخطط تغييب القيم الأساسية على مستوى أمة الحاضر.
وأمثال رجال هذا الوصف هم المدركون لأهمية التربية.. مربوطة بالتعليم، في مواجهات تحديات المستقبل..
وأن كل مكر بالتعليم في وجودها.. فأولئك هو يبور.
ثم هي تحطم على صخرة التصدي علمنة حصر التعليم الديني، وحصاره مادياً ومعنوياً، مهما وجد..
ولعله قد وجد بين المدارس والمعاهد، شيء من التفريق، في بعض حكومات الوطن الإسلامي.. حيث أنمت التعليم المدرسي المعلمن.. وضيقت الخناق على التعليم المعهدي الديني.. سواء على مستوى القبول في أكاديمية علمية عليا، أو على مستوى التوظيف العام وقيمة الأجور.. أو الخاص ( الحر ) فمكانهم التدني..
كذلك لارتباط التربية والتعليم دور فعال: في تحصين طالب البعثات التعليمية إلى الخارج، من أي استشراق، أوتغريب، في الفكر أو الثقافة.
وأيضاً يكون للتربية وقد أحاطت بالتعليم في مراحله الثلاث الأولية: دور الرفض، وعدم التقبل لمنهج التغريب الفكري، والعقدي، في الثانويات الفنية، والعلمية.. والجامعات الأكاديمية التخصصية.. حتى على مستوى المدارس والمعاهد الخاصة بالتغريب.. والفتنة عن طريقها محفوفة بالقصد والإرادة أشد وغالب إنشائها لهذا الغرض.. ( أعني ما فوق التعليم الأساسي ).
والتعليم المقرون بالتربية، لا يعطي حق قدره بوجود المدارس الأجنبية في بلده الإسلامي.. ولا يرضي باقتصاره على منح الشهادات بالتخرج لنيل درجة وظيفية فقط.. تؤمن مستقبل الخريج عيشاً وسكناً.
وأخيراً فإن التربية وهي مجموعة سلوك أخلاقية، وقد أحاطت بالتعليم، وتحصن بها العقل والفكر. فإنه لا يسمح أبداً بالاختلاط بين الجنسين ( الذكور والإناث ) على مستوى مراحل التعليم من بداية الأساسي وحتى نهاية العالي.. مهما أشاع دعاته دعوى التقدم والتمدن ونشر الروح الجامعية، والانفتاح الشبابي المضاد للتزمت، والتعقيد المتطرف..!! الخ.
فالتربية التي هي مجموعة أخلاقيات: أساس التعليم، وهدفه، كما أن أساس المعرفة العلم، وهدفه العمل، بدليل قوله تعالى:
فاعلم أنه لا إله إلا الله واستغفر لذنبك( ) .
وغاية المسلم من ذلك السعادة في المستقبل، وفوق ذلك كسب الرضى بفعل الامتثال والطاعة، لتشريع الله ورسوله، على ما قال تعالى:
ومن يطع الله ورسوله ويخش الله ويتقه فأولئك هم الفائزون( ) .
وكل سلوك خلقي يترتب عليه قوام ركن مسند لحياة أمة تعي سلوك أخلاقها..
وبكمال سلوك الأخلاقي في أي أمة يكون كمال وجودها على ما قال الشاعر:
إنما الأمم الأخلاق مابقيت فإن هم ذهبت أخلاقهم ذهبوا( )
ولا يسرني أن أضرب مثلاً بالكافرين، كيف يلقنون أطفالهم الأخلاق الإنسانية، والآداب المادية، في مدارسهم قبل تعليمهم النظريات العلمية..
وهدفهم إقران التعليم بالتربية.. حتى لا تجد في مدارسهم طالباً يقطف زهرة من حديقة غناء عبثاً دون ما حاجة إليها.. تقتضي نفعاً أكبر من إبقائها في أمها..
ولا تجد أستاذاً فيهم يلقي درسه النظري دون ما تطبيق عملي لنوعي التربية والتعليم.. هدفاً وغاية.. حسب برنامج خطة التنفيذ للمنهج الوزاري العام..
وأساس التعليم هو: البحث العلمي عند هؤلاء المقدرين للعلم.. والمقيمين على نتائجه حياتهم.. وضمان سعادة أجيالهم..
لكن ياليت شعري: أي تعليم ينتهجه العرب المسلمون، وأي وصف يقدرون عليه أساس العلم..؟!! أمجرد نيل الشهادة لتأمين المستقبل الوظيفي..؟!! أم غاية الخروج من أمية القراءة والكتابة..؟!!
يقول الأستاذ وحيد الدين خان في كتابه ( المسلمون بين الماضي والحاضر والمستقبل( ) ):
لقد نجحت الحركات الإسلامية في إنشاء شبكة من المدارس والمعاهد الدينية على مستوى بلدان العالم الإسلامي ولكن نجاح هذه المدارس والمعاهد مشكوك فيه، فيما يتعلق بتربية العقل والفكر الإسلامي..
وقد كان الهدف من إنشائها لتنضم على الأقل إلى العصر النبوي وليتمكن الخريجون فيها من وقاية أنفسهم من مؤثرات الزمن. لكن لما تخرجوا توظفوا حيث تخرجوا، ليبقوا على مظهرهم الذي ورثوه، عن ذلك المعهد وتلك المدرسة، لأن ذلك المظهر هو رأس مالهم، لإحراز التقدم في بيئتهم.
ولهذه النتيجة سببان:
أولهما: أن قادة التعليم الديني لم يفهموا جيداً أن قضية التعليم الديني لا تنحصر في تدريس اللغة العربية والتعليم الديني، بل هي إعطاء الإسلام المكانة اللائقة به في الفكر العصري..
إن الجيل الذي تربى في المدارس الدينية كان يتقن العلوم الإسلامية التقليدية، بدون شك، ولكن الإسلام لم يكن جزءاً أصيلاً وحقيقياً من عقله، لأن هذا الجزء يرى أن الإسلام دون مستوى الفكر العصري الرائج.
إن الإسلام الذي درسه هذا الجيل لم يكن أكثر من ملحق وهامش بدلاً من أن يكون هو غذاؤه الفكري. والواضح: أن ملحقاً فكرياً من هذا النوع لا يلبث أن يجرفه طوفان الأفكار العالمية.
وثانيهما: أن التغيرات الحديثة قطعت ارتباط التعليم الديني بالاقتصاد. ومن الحقائق التاريخية أن نظاماً تعليمياً محروماً من الأساس الاقتصادي لن يحرز مكانة تذكر في نظام الحياة.أ.هـ.
والحق أن أمة الإسلام اليوم ما لم تحصن تعليمها بالتربية وتجري على منهجها التعليمي واقع التصنيع، والبناء العصري، وتفرض العلم سلوكاً، وأخلاقاً عملية، على مستوى مراحل التعليم الأدنى، ثم بحوثاً علمية تطبيقية، على مستوى مراحله العليا..
وما لم تؤهل المدرس.. وتتعهد أحواله.. فالنتيجة حتمية تحطيم أحوال خلفهم ( أمة المستقبل) بكل ما يعنيه التحطيم المعد في الموضوع تقديره.
وحاصله من قبل أعدائها نظار العلمنة الفكرية في البلاد الإسلامية خلفاً عن سلف.
وهم لا يريدون للعرب سوى البقاء في الأمية العملية..
ولعلمهم بأن أنجع نفوذ وأزكى تأثير يتحقق من خلاله مخطط التغريب الديني، الهادف إلى تحقيق المسخ الملتزم بالفضيلة.. والمقرر للسيطرة الصهيونية والصليبية، على مقدرات العالم الإسلامي، المادية والمعنوية.
وهم مهما علموا وأيقنوا أنه لن يجعل الله للكافرين على المؤمنين سبيلاً.. فإنهم بحقدهم الدفين لا يألون جهداً في وضع التربص والكيد..
وكم مكروا ثم أمنوا.. ولما استشرفوا إمكان وضع غلهم لم يمهلوا حتى اختاروا أهم وأضمن قنوات الإيصال.. وهي ما سبق الإيضاح به:
التعليم والتربية.. وما سيأتي إيضاحه الإعلام، والثقافة..
وما صدروه إليها.. عن طريق محطات المغادرة هو في الواقع فكر العلمانية ( فصل الدين عن الحياة ).
ونجاح الفصل في العموم يتوقف على استكمال السيطرة النسبية، المحددة لكل قناة من قنوات الإيصال، وأعلاها وأخطرها: استكمال علمنة التربية والتعليم.
لكن أعمها وأشملها تطبيع علمنة الثقافة والإعلام، وحال محتويات قسمه تقرير مسك ختام الكتاب.والله المستعان.
المحور الثاني:
مستقبل الإعلام وحاله الثقافي
إنه مهما كان هذا القسم أخطر شأناً في مضمونه إلا أنني موجز فيه البيان على نحو مما احتواه موضوع سلفه.. وفي الإيجاز كما الإحراز، وبما أن جزأي السلف ( التربية ) و ( التعليم ) صارا كلاً متلازمين.
فإن الثقافة والإعلام مهما كانا نوعين في ظاهر مفهومها اللفظي إلا أن حقيقتهما تقصد إلى واقع وحدتهما الحضارية في مجتمعهما. لذلك فقد جمعهما اتحاد التحدي.. وهما نقطة ثانية أو فقرة في موضوع العنوان، يتحقق بها تقرير وحدة التحدي القادم لأمة المستقبل عن طريق الفقرة المذكورة بنوعيها ( الثقافي ) و ( الإعلامي ).
وبند التحدي هو: التغريب الفارض لعلمنة الطرح والتطبيق والغزو الفكري الفارض للتغيير الجذري في الاعتقاد والسلوك.. وهذه من أخطر المحاولات الفرضية شمولاً وتعميماً، تنال بتنكيلها ساكن شعف الجبال وبطون الأودية ومنابت الشجر.. الواقعة حداً لمبلغ الصوت الإعلامي وصورته وحرفه.
وعليه فلكل من كلمة ( الثقافة ) وكلمة ( الإعلام ) متعلق، يحفي.. حده ومبلغه وموصوف تأثيره وراء المعنى الخاص لكل منهما.
فمتعلق الثقافة المحظورة: شعار المالية، المنادى بتطبيقه وسيلة لجمع الأمم وتوحيدهم ثقافياً إلحادياً وكفرياً، بل تحت إقرار التغريب على مستوى مسلسلات برامج الأطفال.. وانحدار سفالة كوميديا الأدوار.. وانحطاط موبقات الأفكار.. لذلك يقول أنور الجندي في حديثه إلى الشباب أضمن منه بالمعنى( ): "إن من أخطر محاولات التغريب والغزو الفكري، دعوى ما يسمى بالثقافة العالمية، ووحدة الثقافة الإنسانية، وهي إحدى مخططات الصهيونية العالمية والاستعمار الغربي، ذلك أن لكل أمة ثقافتها التي تستمد من مقومات وجودها، وعقيدتها، وفكرها، وتراثها، ولغتها.
إن أمة الأمم ما دامت قد بلغت درجة الرشد الفكري والتحرر من التبعية لا تستطيع أن تذوب في ثقافة أمة أخرى، أو تعتنق فكرها.
والثقافة تختلف عن المعرفة العامة، وعن العلوم، فالمعارف والعلوم هي نظرات عامة شاملة، لكل الأمم والشعوب، يمكن استعارتها واستيرادها، وهي ملك للحضارات والمدنيات، فكلها قد شاركت فيها على مدى التاريخ الطويل، ولكن الثقافة ليست كذلك..
الثقافات قومية، مرتبطة بالأمم.
والعرب لهم ثقافتهم المستمدة من الإسلام والقرآن والشريعة الإسلامية واللغة العربية.
وتلك الذاتية المؤمنة القائمة على توحيد الخالق سبحانه.. وعدل الإسلام..
ولذلك فإنه من أكبر صور الخداع والمؤامرات أن يقال أن هناك ثقافة عالمية، أو وحدة للثقافة الإنسانية تجمع الأمم جميعاً، وأنه إذا كانت توجد هذه الثقافة فإن دورنا فيها سيكون دور التابع، الخاضع للكيان الضخم الذي تفرضه الثقافة الغربية، وهو دور لا نقبله ولا نرضاه.
ولقد كانت الثقافة العربية المستمدة من الفكر الإسلامي ذات دور إسلامي عالمي وإنساني فعال ولا يزال أثرها واضحاً وقوياً في الحضارة الحديثة، والفكر العام البشري كله الذي لا يمكن أن يلتقي على وحدة ولكنه يتقبل ما يتناسب معه من الثقافات المختلفة دون أن ينصهر فيها أو ينطوي داخلها.أ.هـ.
وطرح المعاودة لمثل هذا الشعار، من قبل الغرب الكافر، وهو سيد العالم بظاهر قوته الآن، جدير بوقوعه ناجحاً هدفاً وغاية، إلى حد إنفاذه تدميراً وتحطيماً، على طريق ثقافة أمة المستقبل.
وإنه لمتوقع نقل الثقافات العربية، المستمدة من الفلسفة اليونانية الإغريقية، مع إمكان نقل الحضارة إلى الوطن الإسلامي، في المستقبل، لأن الدعاية في الحاضر قائمة على أشدها، بأن على العرب المسلمين أن ينقلوا الحضارة الغربية، وثقافتها..
وهذا هو صوت التغريب، والغزو الثقافي المعلن بالمسخ، تربصاً وكيداً بالمسلمين، والجائز عليه مسمى التحدي، على طريق أمة المستقبل، لصهرها في أتون الفكر الغربي، وتحويل فكرها الإسلامي، إلى فكر تابع ذليل، قد سقطت عنه مقومات الذاتية، ووقعت بأحوالها الشخصية في الذوبان داخل الأممية، والشعوبية العالمية.
وهذا أمر لم يسبق لأمة إسلامية منذ فجر الإسلام أن خطته بعد أن بلغت مرحلة الرشد الفكري حتى الآن، وهي تؤمن بكتاب فيه ذكرها، وهي تعتز به وترى فيه مجدها إيماناً منها بقوله تعالى:
لقد أنزلنا إليكم كتاباً فيه ذكركم أفلا تعقلون( ) .
وبقوله تعالى: وإنه لذكر لك ولقومك وسوف تسألون( ) .
وهي كذلك بوصفها تعقله وتعيه لفظاً ومعنى.
ثم هي تعتقد علوها به، ورفعة شأنها بإيمانها. والله تعالى هو الذي وعدها بذلك مهما التزمت بقوله سبحانه:
ولا تهنوا ولا تحزنوا وأنتم الأعلون إن كنتم مؤمنين( ) .
لكن ما لم تلتزم وبقيت تتابع النواعق وثقافات المسخ اللدني فإنه لن يغادرها الحزن ولن يفارقها الهوان.. ولا السخرية العاتية من جميع الاتجاهات ومن أغمر القنوات الفكرية والثقافية الخطرة.
أما متعلق الإعلام المحظور فقد أصبح محفياً بقنوات تغذيه أخطر من أي وقت مضى، وخطر حاضرها في واقع نتائجها سلباً مرعباً يغص به جيل المستقبل.
وإن ذلك لواقع فوق التوقع، لظاهر أدلة وقوعه، منها: أن كفران نعم الحاضر تعني جني نقم المستقبل.
وفي معنى مالك يوم الدين( ) . واقع الجزاء على سابق الأعمال، وظاهر الوضوح من قوله تعالى: أئنا لمدينون( ) أي مجازون على الأعمال إن خيراً فخيراً وإن شراً فشر.
ومن تقرير الشعر الحكيم:
جزاؤك يوماً ما صنعت وإنما يدان الفتى يوماً كما هو دائن
وقنوات معاصي الحظر وسلم تحديات الخطر تلك القادمة من سماء النجوم ( البث المباشر ) لغزو العرب المسلمين، وتحطيم أخلاقهم، وتحريف سلوكهم في عقر دارهم..
وتليها حمالة الثقافات المكتسبة من أبناء الأمة المبتعثة في هذا المجال ( مجال الإعلام ) والعائدة إليه محملة بأفاعي الأفكار الغازية.
وقد كان التصدير(الابتعاث)الشبابي على غرة من التحصين العقدي،وفي مرمى فالج البعد الثقافي الإسلامي.
لذلك فإن مفهوم الواقع يفرض أن يعودوا مزبدين، وقد أصبح حالهم جفاء كما يقول الله تعالى:
فأما الزبد فيذهب جفاءً وأما ما ينفع الناس فيمكث في الأرض( ) .
وانسياب جران الجمل بما حُمِّل ليس هديراً يُصدِّر الخوف.. كما أن وقوع حمار الجهل في الطين لا يزري بحكمة خلقه.
ومن التحديات الأشد خطراً على أمة المستقبل في هذا القسم:
أولاً: حكام الأنظمة المتهالكين على الشرف العالي والجاه العريض.. الدولة الضاربة بخيلها ورجلها على مصالح الأمة.. المستبدة برأيها خارج علمائها.. وهي تأخذ نظام حكمها وسياسة إعلامها وتعليمها، من أفكار غزاة الفكر الغرباء على وطن أمة الإسلام، وأفكار المسلمين وعقيدتهم.
ثانياً: ردود أفعال الترف المدني المشاهد والمسموع، وقد تجلى حسن الترنم به، وبديع التباهي فيه، حتى تكاثرت نواهد العشق والغرام على شاشة فتنته.. وصوت مذياعه، ( جمعاً بين الصوت والصورة )..
الصوت المتموج الخاضع.. المطمع جنساً للجن والأنس، عدا من في قلبه مرض!!
والصورة المثيرة إلى درجة نسيان كل فضيلة هي: تلك التي لا تراعي تمسكاً بدين أو خلق كريم.
صورة المشاهدة الحقيقية للجسم وما حمل..
نساء كاسيات، عاريات، مائلات، مميلات، حاملات لموجبات الفاحشة وتنفيذها..
فأي مدنية مزيفة تمثلها حرية الشخصية المنادى بها حقاً لكل شاب أو فتاة، ذكر، أو أنثى، مهما أنكرها الدين والناس!!.
وإبداء مثل هذه الحالات، وإن كانت شاذة في مجتمع حاضر الحال، مشجع عليها، أو مطرى بها: فإن خطر تعميمها وتطبيعها، واقع التوقع على أحوال أمة المستقبل.
ويجمع أحوال موبقات ذلك المستقبل الموعود، ما يتوقع من علمنة الإعلام.
وعلى ما سبق الإشارة بأن العلمانية في التعليم أقدم وأخطر.
لكن في الإعلام أعم وأشمل.. وعلى ما قررت به أساليب الغزو الفكري، نظرياً ضمن مواضيعها الثابتة تحريراً بقولها: ومن هنا تكمن خطورتها.. أن التعليم قد يخاطب الآلاف بمناهجه.. لكن الإعلام يخاطب الملايين ببرامجه.
وأكثر هذه الملايين الساذجة.. تؤثر فيها الكلمة، مقروءة، أو مسموعة، أو منظورة.
فإن كانت طيبة، وقعت نافعة كشجرة طيبة، أصلها ثابت وفرعها في السماء، تؤتي أكلها كل حين بإذن ربها..
وإن كانت خبيثة.. وقعت مفسدة كشجرة خبيثة اجتثت من فوق الأرض ما لها من قرار.
من هنا كان اهتمام الإسلام بالكلمة و أمانتها.. فإما أن ترفع بالمؤمن إلى معية سيد الشهداء، وإما أن تهوي بقائلها في النار سبعين خريفاً.
وللأسف فإننا نستطيع باطمئنان أن نقرر:
إن وسائل الإعلام المختلفة من صحافة، و محطات إذاعة، وتلفزة، وسينما:
مسخرة اليوم لإشاعة الفاحشة، والإغراء بالجريمة، والسعي بالفساد في الأرض، بما يترتب على ذلك من خلخلة للعقيدة، وتحطيم للأخلاق، والقيم والمثل.. والعقيدة والأخلاق هما أساس البناء لتدعيم الإسلام، فإذا انهدم الأساس فكيف يقوم البناء؟!!
المحور الثالث:
مفردات التحدي المشتركة بين التعليم والإعلام
وعموم مسمى التحديات المستقبلة في الناحيتين التعليم والإعلام واقع منهما بالخصوص في فتنة الفكر والنفس: فالفكر نعمة عظيمة امتن الله بها على الإنسان وميزه بها وفضله على كثير ممن خلق فهو.. مهما استعمل فكره واستخدمه في الخير أفلح به ونجح وسعد.. وما لم يقدر نعمة تفضيله وقع في أسر الفتنة وبلاء الخيبة ونكبة الخسران..
والفتنة في الفكر شديدة، فالمسلم يقع ضحية التعليم.. وضحية الإعلام على جبهتين: خارجية وداخلية.
أما الخارجية فسببها، طلاب العودة من البعثات الخارجية، عادوا بعد غسيل الفكر، أو القادمين بالاستقدام والإعارات..
ويزيد ضحايا فتنة الإعلام بالبث المباشر والانفتاح العالمي بوسائله..
وكم رأينا وسمعنا من الذين أرسلوا للدراسة في الخارج بعد أن عادوا بثقل التقليد للغرب أو للشرق، أو عادوا بخليط وذبذبة.. فتنة في الفكر.. انحراف في الدين والعقيدة.. عادوا بعقول المسخ العلمي والعملي..
إننا لا نتهم الشرق أو الغرب، لأنهم السبب والعلة في الظاهر.. بقدر ما نعود باللوم على أنفسنا نحن المسلمين، فحينما نفصل بين الدين والتطور الحضاري.. والإسلام والتجهيز المدني.. والإيمان والتصنيع الحربي.. والتوكل والعمل على الاستفادة من كل جديد وحديث، حينما نفعل هذا، نلغي عقولنا.. نعم نحن هكذا، ولننظر إلى دعوة علمائنا، إلى ضرب الصفح عن التقدم والنظرة إلى الإمام.
كما يقول العلامة المحاضر النبراس والعلم الشامخ/ شبلي النعماني عند إنشاء دار العلوم لندوة العلماء.. ( ):
"إن نهضة الشعوب الأخرى هي أن تتقدم إلى الأمام، أما نهضتنا فهي أن نعود إلى الوراء حتى ننضم إلى عصر النبوة".
لذلك يقول أحد المبرزين من رجال الفكر العقلاء معلقاً( ):
"وطبقاً لهذه العقلية أقيمت معاهد ومدارس دينية لا تحصى ولا تعد على مستوى البلدان الإسلامية، كلها تعتني بتعليم الأجيال المسلمة اللغة العربية، والعلوم الإسلامية، لوقايتها فكرياً من مؤثرات الزمن.. وقد انضموا من الناحية الفكرية على الأقل إلى العصر النبوي.. وحققت هذه المؤسسات العلمية نجاحاً عملياً في تخريج دفعات بأعداد كبيرة، ولكنه نجاح مشكوك فيه، فيما يتعلق بتربية العقل والفكر الإسلامي، لأن قادة الفتح الإسلامي منذ عهد الصحابة رضي الله عنهم بعد عهد النبوة على صاحبها أفضل الصلاة وأزكى التسليم ومن بعدهم إلى صلاح الدين لم يكن انتصارهم فقط لأن عقيدتهم قوية وإيمانهم راسخ، وشجاعتهم عالية، وفكرهم نظيف.. لكنهم مع هذا كانوا يتمتعون ويملكون القوة العسكرية الحاسمة في عصرهم، وبلادهم تتبوأ المكانة التي تحتلها الولايات المتحدة الأمريكية في عالم اليوم.
ولو كانت هذه هي كل الكلمات التي نملكها لدراسة التاريخ فإننا لن نفهم حقيقة التاريخ أبداً، وسنكون ضحايا الأفكار الرومانتيكية، غافلين عن الحقائق الخطيرة التي لن ينتصر شعب ما في هذا العالم المادي بدون معرفتها: وإنه لحق أن الساعد القوي لا يكفي ليدق مسماراً بقبضته في جدار صلب، فلا بد له من مطرقة.. والشجاع المغوار خبير الكر والفر، طويل القامة، رفيع الهامة المجرد من سلاح العصر وقوة القسر لا يغلب خصمه المزود بذلك.. وقد انتصر صلاح الدين لأنه كان يمتلك قوة القسر.. وسلاح العصر.. وأخفق السلطان تيبو، وهزم جيشه مع عظم شجاعته في مواجهة الانجليز المتسلحين بحديث الأسلحة وقوة القسر. وعظيم الشجاعة لم تنفعه شجاعته بأسلحته التقليدية.. لم تنفعه وقد ترك فكر مسايرة العصر العلمي..
وهاهم العرب مع مليار مسلم يفقدون الحيلة أمام الصليبية واليهودية، المتمثلة في دولة إسرائيل، وهي تحتل بيت المقدس، قبلة المسلمين الأولى وعاصمة دولة عربية وإسلامية ( فلسطين ) المحتلة بكامل أراضيها والقدس منها.
لأن إسرائيل دولة ذرية.. مع أنها حقيرة الذات عدداً، وحقيرة الوصف ديناً.. والعرب والمسلمون بعقيدتهم العظيمة، ودينهم الرباني، وشجاعتهم العالمية، في مقابلة من ضربت عليهم الذلة، والمسكنة، وقد باءوا بغضب من الله، لكن فاقوا على المسلمين باستخدام عقولهم، في بناء حاضر اليوم، والإعداد لمستقبل الغد، بكل ما يعنيه الإعداد، لمواجهة الإسلام، وإذلال أهله، ومحاصرة وطنه.
مهما وجدت فيه وعلى مستوى مناطق دويلاته حركات، ومنظمات، وجماعات إسلامية، لكنها بعقليات تافهة كما قال الأستاذ/ وحيد الدين خان المعد واحداً من قادة الفكر الإسلامي( ): "إن هذه العقلية التافهة قد أنتجت الشعراء والخطباء في مجتمعاتنا، فهم قادرون على إثارة الهمم بطوفانات كلامية، لا طائل من ورائها.
ولو كنا نتمتع بالفهم الصحيح والعقلية السليمة لبرز من بيننا العلماء، والخبراء، مثلما حدث في اليابان..
إن هذا هو أساس الغفلة التي أفشلت كل جهودنا في العصر الحاضر، إننا جد فخورون بأننا نخلف وراءنا تراث التضحيات فحسب، بينما المطلوب أن نترك وراءنا تراث الفتح والانتصار.
تلك مؤثرات فتنة الفكر الخارجية، وقد أوصلتنا إلى ما نحن فيه، وهي كفيلة بإعاقة خير مستقبل أمتنا، وتحديب مشروع المسلمين، فوق التحدي الموهوم الذي لا مقابل له..
وحيث لا يتصور وصف ما أسميناه كيداً وتربصاً ومكراً.. بأنه تحد .. والتحدي لا يوصف.. إلا في مواجهة مباري.. على ما سبق..
أما فتنة الفكر الداخلية فيمثلها العجب من داخل فكر المسلم نفسه.. حين يصل إلى مرحلة يفتتن بها فكره، ويعجب فيها برأيه.. فلا يرى من خلال عقله.. إلا عقله!! وقد كان سبب ضلال فرعون فكره.. حين رأى أنه لا يعلو فكر على فكره.. ومن ثم حرم أن يعلو صوت على صوته.. بدليل قوله تعالى عنه:
ما أريكم إلا ما أرى وما أهديكم إلا سبيل الرشاد( ) .
والعجيب الغريب: أن ترى صاحب هذا الوصف المنكر المزدرى، والمستهجن المستقبح، من كل الورى، تراه يزكي فكر نفسه.. ويصف تقرير عمله.. ويتصدر الضدية والصد والدعاية بالبهت والافتراء على الإصلاح بأنه فساد.. وعلى المصلحين بأنهم مفسدون!!
وقديماً نادى فرعون بمصداق هذا التحليل الوصفي لحال المعجب بفكره والمترفع برأيه.. كما حكى الله عنه ذلك في قوله تعالى:
وقال فرعون ذروني أقتل موسى وليدع ربه، إني أخاف أن يبدل دينكم أو أن يظهر في الأرض الفساد( ) .
ومن بعد فرعون جرى التقليد من كل متكبر جبار، لصد الحق ورده عن منطق فرعون المفسد في الأرض، ودعواه أنه المصلح الوحيد.. وهم خلفه على سنته، مصداقاً لقول الله تبارك وتعالى فيهم:
وإذا قيل لهم لا تفسدوا في الأرض قالوا إنما نحن مصلحون( ) .
فرد الله عليهم كاشفاً حقيقتهم بقوله:
ألا إنهم هم المفسدون ولكن لا يشعرون( ) .
وفهمي لنفي الله عنهم الشعور، أنه حصل بسبب لحنهم بحجتهم، وإفصاحهم في قولهم، وإبلاغهم به إلى حد إعجاب السامع أو القارئ:
بدليل قوله تعالى:
ومن الناس من يعجبك قوله في الحياة الدنيا ويشهد الله على ما في قلبه وهو ألد الخصام، وإذا تولى سعى في الأرض ليفسد فيها ويهلك الحرث والنسل والله لا يحب الفساد( ) .
كما أن فهمي يرى، أو يدرك من سياق الآيات، أنهم كانوا قبل قولهم المعجب للمتحدث إليه، وقبل إدراكهم لواقع الإعجاب وحصوله، يعلمون فساد أفكارهم..
وعليه: فإنهم عند النصح لا يسعهم إلا أخذ العزة.. ولم يمنعهم سوى الكبر.. بدليل قوله تعالى:
وإذا قيل له اتق الله أخذته العزة بالإثم فحسبه جهنم ولبئس المهاد( ) .
علم هذا فساد اعتقاد نفسه، وكذب قوله، وزور ادعائه عند النصح ( تذكر ) فأبى، واستكبر، وضل على علم.. بسبب حاصل فتنة الفكر من الداخل..
فما أوحش الضلال بعد الهدى، والجهل بعد العلم!!
ولكم كان ضلال العلماء عند الله عظيما ؟ لذلك جاء المقت في حق المنسلخ منهم شديد، في قوله تعالى: واتل عليهم نبأ الذي أتيناه آياتنا فانسلخ منها، فأتبعه الشيطان فكان من الغاوين، ولو شئنا لرفعناه بها ولكنه أخلد إلى الأرض واتبع هواه، فمثله كمثل الكلب، إن تحمل عليه يلهث، أو تتركه يلهث، ذلك مثل القوم الذي كذبوا بآيات الله، والله لا يهدي القوم الظالمين( ) .
والمتوقع على طريق المستقبل تطبيق شريعة الله.. أمثال هذا النوع من عبيد الفكر الخارجي، أو من عباد فكرهم الداخلي.. سيكون منهم عقبات متحدية.. لازمة.. ومتعدية..
ومن مثل هذا سبق التحذير على لسان رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم( ).
كذلك والخوف على أمة المستقبل من واقع ( إعجاب كل ذي رأي برأيه ).
وعبيد الفكر أو عباده.. لن يقفوا أمام الحق ساكتين، أو ساكنين، بل سيحاولون جاهدين أن يخرسوا صوت الحق، وسوف يستعدون عليه غيرهم، ممن يضيرهم الحق، أو يعارض استبدادهم، أمثال حكام هذا الوصف..
وعليه فما من مخرج حازم.. ولا انتصار حاسم.. أمام هذه التحديات: أنجع ولا أنجح من تنفيذ اتحاد جماعات المسلمين، بترك خلافاتهم الفرعية.. ومكارهاتم الصورية الشكلية.. ليقفوا يداً واحدة فيمسكوا بزمام الأمور، ويحطموا صخرة الخلاف، ويلاقوا تأليف القلوب.. ما استطاعوا إلى ذلك سبيلاً.
أما فتنة النفس: فأشد وأنكل، على ما قيل ( أشد أعدائك نفسك التي بين جنبيك إن قدرت عليها فأنت على غيرها أقدر ).
والله تعالى يقول: إن النفس لأمارة بالسوء إلا ما رحم ربي( ) .
وفتنة النفس على النفس لدد.. ولا ينقذها من فتنتها إلا إلهامها.. على ما بين الله ذلك في قوله تعالى:
ونفس وما سواها فألهمها فجورها وتقواها( ) .
وفجورها من هواها، بدليل قوله تعالى:
أفرأيت من اتخذ ألهه هواه، وأضله الله على علم، وختم على سمعه وقلبه، وجعل على بصره غشاوة، فمن يهديه من بعد الله أفلا تذكرون( ) .
وهوى النفس للمال محفوف بالشهوات، وحسبان التخليد بعده.. على ما حكى الله ذلك في قوله:
الذي جمع مالاً وعدده، يحسب أن ماله أخلده، كلا لينبذن في الحطمة( ) .
ورسول الله صلى الله عليه وآله وسلم يقول: ( تعس عبد الدرهم، تعس عبد الدينار.. ) إلى قوله: ( تعس وانتكس وإذا شيك فلا انتقش( ) ).
وتعظم فتنة النفس بالمرأة. على ما قال الواقعي المعترف..:
"لا تنادوني إلا بيا عبدها فإنه أشرف أسمائي( )"
والله تعالى ذكر ذلك بقوله:
زين للناس حب الشهوات من النساء( ) .
وهذا يصدق ما يروى عن النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( حبب إلي من دنياكم الطيب والنساء وجعلت قرة عيني في الصلاة( ) ) أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
وفتنة النفس بالنساء قديمة، وحديثة، ولازمة مستقبلاً.
وإنها لمن أخطر التحديات على طريق الأمة الإسلامية، والذي وراءها هو الغرب الكافر، فاطر العلمنة ومصدرها..
وفعله هذا وتخطيطه مبني آخره على أوله..
فأول فتنة بني إسرائيل كانت في النساء.. كما في صحيح مسلم.. ولذلك كم أهملوها؟! ولقد احتسبوها وأعدوها شيطاناً.. على مدى حين من الدهر..
لكن عادوا ليزايدوا بها من أجل الفتنة، على طريق عرقلة تطبيق شرع الله ورسوله، اليوم وغداً.. حتى لا يكون ذلك التطبيق سبباً لنهاية ليلهم.. لعلمهم بأن تطبيق أحكام الإسلام: نور يهدي به الله من اتبع رضوانه سبل السلام ويخرجهم من الظلمات إلى النور. والمرأة مدرسة هادية.. أو مضلة.. مصلحة.. أو مفسدة..
شيطانة إنسية حين تهوى الشياطين، وتستميل قلوب العارفين.. يقول أحدهم:
يدعونني الشيطان من غزل وهن يهوينني إذا كنت شيطانا
ومما يفتن النفس ويحقق عبوديته له: الحكم والولاية.. حباً في الزعامة، ليكون آمراً وناهياً، لا يُسأل عما يفعل.. وحتى لا يكون عليه هو أمر، ولا نهي. أي: صاحب هذه النفس المفتونة، بطغيانها الذي لا تقبل معه نصحاً.. فتقطع لسان مرشدها، ويد منقذها..
كلا إن الإنسان ليطغى، أن رآه استغنى( ) .
وإنه ليقر بوصفه عامة من على شاكلته، حباً وحرصاً، وهم يمكرون..
يلبسون الحق بالباطل.. ويكتمون الحق وهم يعلمون.. أمثالهم من عاهد الله لإن آتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين.. فلما آتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون، فأعقبهم نفاقاً في قلوبهم إلى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون( ).
لم يشكروا النعمة، ولم يصبروا على دوامها، ولم يتعظوا بما حصل للمكاثر أول مرة..
وقد أخبر الله تعالى بما حصل له ووقع عليه ويوم حنين إذ أعجبتكم كثرتكم فلم تغن عنكم شيئاً وضاقت عليكم الأرض بما رحبت ثم وليتم مدبرين( ) .
والمكاثرة من فتنة النفس: كالمنازعة والمخاصمة، والعصيان. على ما قال الله تعالى عن حال عصبة المسلمين:
ولقد صدقكم الله وعده إذ تحسونهم بإذنه، حتى إذا فشلتم وتنازعتم في الأمر وعصيتم من بعد ما أراكم ما تحبون، منكم من يريد الدنيا ومنكم من يريد الآخرة، ثم صرفكم عنهم ليبتليكم، ولقد عفا عنكم.. ( ) .
وعليه: فالتنازع والاختلاف والتكاثر والحرص، كلها معاصي، نتائجها تحديات مرهقة على طريق الانتصار.. ولـمِّ الشمل، وجمع الكلمة، واتحاد الأرض.. والأمة المسلمة، في دولة واحدة، ذات سيادة وقوة وشرف وهيبة..
والعبرة من قصة واحدة.. وما حصل للمسلمين بسبب طاعة النفس..
وموافقتها على مغنم زائل.. هداها ودلها على المسارعة إليه حرصها..
كذلك أخذهم برأيها واجتهادها، في مقابل مخالفة النص الوارد به أمر النبي صلى الله عليه وآله وسلم: بأن لا يتركوا أماكنهم( ).. وهم الرماة، الحماة لظهور المسلمين من غدر المشركين..
وقد كانوا خمسين.. خالفوا أو عصوا أميرهم.. فكان عاقبتهم ما كان.. وفيهم رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم! لم يمنع.. أن يعطيهم الله درساً لا يتكرر في حياتهم.. وهم الذين اختارهم الله لصحبة خاتم أنبيائه ورسله، محمد صلى الله عليه وآله وسلم وليكون عظة وذكرى للمسلمين إلى يوم الدين..
ومهما لم يستفدوا ويحذروا تحديات النفس الأمارة.. وفتنتها، فلن يفلحوا بالانتصار على أعداء المستقبل، ولا على جمع معطيات إعداد القوة.. ولا على صياغة مقومات الوحدة..
ومن الحاضر خير مثل: نضربه من الحركات الإسلامية، الذي لا يخفى اختلافهم مع أنفسهم، وانشقاقهم على جمعهم، وقد صيرتهم عبيداً لدعوى: أن كل واحد منهم بجماعته من معدن التـبر( الذهب الخالص )، أما ما عداه في الجماعة الأخرى فهم البعر.. وما هذا بواقع فتنة تزكية النفس.. خالفوا نص النهي عن تزكية النفس( ) فضاقت حليتهم، أن يجدوا آلية توحد صفهم وتجمع كلمتهم.
وإنه لعقاب لهم.. لكن قد يرضى عنهم ربهم إن تابوا.. إلا أن الله يرضى ولا يعذر من يخالف أمره.. وهو يرضى أو يعذر من يفعل النهي أو يرتكب المخالفة، وقد تاب على آدم ربَُه فهداه لما تاب إليه بعد أن خالف نهيه سبحانه عن الأكل من الشجرة.. ولم يكتب الله لإبليس الهداية ولم يتب عليه لارتكابه وعصيانه أمر السجود لآدم.. استكباراً.. وقد كان مستطيعاً.. والله تعالى لا يأمر بما هو فوق الاستطاعة.. فإذا نفذ العبد مرة ثم عجز.. رفع الله عنه التكليف السابق على حدوث العجز بنص آخر من كتابه الكريم.. فهو يقول تبارك وتعالى:
لا يكلف الله نفساً إلا وسعها( ) في حق الأمر.. لكن في حق النهي وإن كان لا يجيز خياراً ولا رخصة.. بدليل قوله تعالى:
فلا تزكوا أنفسكم هو أعلم بمن اتقى( ) لكنه يعفو ويصفح مهما رجع المخالف إلى ربه وحقق شروط التوبة.. بدليل قوله تعالى:
وإني لغفار لمن تاب وآمن وعمل صالحاً ثم اهتدى( ) .
ولذلك يقول صلى الله عليه وآله وسلم تبعاً لنهج القرآن: ( وإذا أمرتكم بأمر فأتوا منه ما استطعتم، وما نهيتكم عنه فاجتنبوه( ) ) فالمنهي عنه محظور فعله.. والمأمور به لا ينفذ تكليفاً إلا في حدود المستطاع ومن تركه مستطيعاً.. كفر.. أو أشرك.. أو ألحد.. أو فسق.. فيحق الجزاء.. وأحياناً يحصل الخلط بين ارتكاب النهي وترك الأمر خاصة من حكام الأنظمة المتهالكين على الجاه والعرض الأدنى.
ومن الدول الإسلامية نضرب مثلاً بأفغانستان اختلف زعماؤها على الأسلاب بعد أن تحررت من الروس وعملائهم.. اختلفت زعامات التحرير على رئاسة الحكم.. فصاروا حرباً على بعضهم أشد من حرب أعدائهم عليهم.. بل صاروا أسوأ مثل مضروب على طريق مستقبل أمة، ودولة تدعي تطبيق الإسلام!!
وبلاء الأمة الإسلامية في حكامها وأنظمة دولها المقننة لمشترع الكافرين كما هو الحال في تركيا استنبول ( الإسيتانة ) عاصمة دولة الإسلام.. وغيرها.. وغيرها..
وتتفاوت درجات الفساد في وسائل الإعلام.. تبعاً لهذه الوسائل فهي في السينما أشد.. يليها البث التلفزيوني والصحافة، والإذاعة.
وفي التعليم.. بنزع الأخلاق التربوية.. ونزع التطبيق العملي عن نظرياته..
كذلك تتفاوت درجات الفساد بين أقطار الإسلام المختلفة في كل ما أقدرنا الله على حصره من مجموعة أفراد أو مفردات الكيد والتربص والمكر.. والتي كان عليها مدار العمل والإخراج على مستوى تفريعاتها المحسوبة والمسماة في نظر ( القصار ) تحديات قاصمة معجزة، قالوا: كيف وقد صنعها الكافرون؟ ولا قبل للمسلمين على مواجهتها!؟
فكيف يدعي: بزها وشلها؟!
إنها فتنة الذلة الواقعة بشللية هذا النظر..
يقول المستشار والمفكر الإسلامي الدكتور/ على جريشة:
"قد يقول قائل: ولربما كان الفساد في بلاد لا تجاهر به أشد من بلاد أخرى تجاهر به، ففيها الزنا واللواط وأكل الربا، وشرب الخمر، وغير ذلك من المنكرات."
ونقول: وقد يكون هذا صحيحاً لا يماري فيه عالم.. ولقد كان علاجه واجباً.. ليس عن طريق الحدود وحدها، وإنما عن طريق التربية الصحيحة والعلاج الاجتماعي بوسائله المحلاة بالقدوة.. والأخذ على يد المفسدين مهما كان مركزهم.. حتى لا تصير الحدود قصراً على الضعيف دون الشريف.. ومع ذلك إشاعة لها أيما إشاعة، أو تتعالن بلاد المعصية فإن في ذلك إشاعة إغراء أيما إغراء.. وهذا يساعد على سرعة الانتشار، ويهون الجريمة على من يتردد في اقترافها..
ولقد كانت الحدود ردعاً لهذا الشر أن يسري أو يستشري..
وإعلان الحدود: إعلام..
وإعلان إقامة الحدود على جرائم شواذ الأمة اليوم ودرءاً لانتشارهم فيهم فإن ذلك يحقق منعاً لحصول كارثة النتيجة على أمة المستقبل، وإلا صار الإهمال وعدم الاكتراث بتطويق الفساد القائم اليوم تحدٍ صارخ يلقي ثقله على غد المستقبل الواعد.. فيعيقه ويرهقه.. ولا يفوت ذنبه وعقوبته عن المقصر بالأمس يعذب به مستحقاً بأثر رجعي.. إلا أن يشاء الله بتقديره خلاف ذلك.
وحديث النبي صلى الله عليه وآله وسلم: ( إذا مات ابن آدم انقطع عمله إلا من ثلاث: صدقة جارية أو علم ينتفع به أو ولد صالح يدعو له( ) ) أو كما قال صلى الله عليه وآله وسلم.
فظاهر الحديث واضح ومفهوم المقابلة منه في جميع ألفاظه أن على السلبي عكس الحسنات تتبعه بعد موته.
نسأل الله حسن العاقبة وحسن الختام.
الفصل العام
ملخص المدخل وتقرير ختم موضوعاته
الفصل الثامن
ملخص المدخل وتقرير ختم موضوعاته
ملخص المدخل وتقرير ختم موضوعاته
وفي الختام لا يفوت أن نستلهم في هذه الخاتمة من مجموع فصول الكتاب الدالة بظاهر عناوينها، على أهم توقعات مسمى ( التحديات المستقبلة للأمة الإسلامية ) نستلهم من تفصيلاتها الموضوعية، وارف النتائج التقويمية والعملية الهادفة، على مستوى مفهوم خصوصها.. وظاهر توجيه عمومها..
والواقع أن كل تحدٍ شمله الحصر الجدير بإطلاق مسمى: أخطر التربصات الكيدية.. لاشتماله منفرداً و مجتمعاً على حقيقة المواجهة الفعلية، للأمة الإسلامية القادمة..
ويتمثل ذلك في رفع أو تمجيد اللافتات الزائفة.. والمقولات الغامضة.. والشعارات الملبسة..
وقد أشربها حاضر الشباب، في الأمم والشعوب القائمة.. الذين هم سبب تحقيق النتائج السلبية، والمتوقع مسماها تحديات، على طريق مستقبل الأمة الإسلامية..
وهي كثيرة، لكن أصولها أو أجمعها: تلك التي جرى عليها الاختبار، وحصل بها التعريف والتوصيف.. خطوطاً عريضة ضمن المقدمة محددة المواضيع تحت عنوانها الخاص خطة رئيسة في الجملة.. موصوفة بالفصول.. على مقتضى أنواع التحدي تصنيفاً وتوصيفا.. والتي تحدد حصرها في تقرير مفهومين مفهوم التوقع.. ومفهوم المجاز.. وقد بلغت في العدد الرأسي سبعة أنواع أو محاور رئيسة الفصول.. وهي في هذا العد الأفقي موضوعاً مشمول الفروع مثنى وثلاث ورباع.. وكلها جديرة للإحالة على مستوى فصولها السبعة في تفصيلها مغنية قارئها مدخلاً في الحد الأدنى.. ويبقى كل تلخيص عوار.. واختصار المختصر إخلال.. وعليه وإن كان من شأن هذا الفصل تلخيص الفصول قبله، إلا أن الاكتفاء بعرض الخطوط العريضة فصلاً وفروعاً يغني إشارة للرجوع بها إلى قرار النتيجة، وكل فصل وفرع بمحتواه ليس إلا نتيجة قائمة بخصوص نوع التحدي الموصوف في عمومه بالمدخل.
ووفاءً بما وعدنا نعود لنذكر بمجمل أنواع التحدي كما وردت في بابها مادة وموضوعات تحت مسمى فصول موجز الأبعاد والنتائج:
الفصل التميدي موضوعه: ( ماهية التحدي ) ومعناه التعريف.. وقد خصه ثلاثة محاور:
المحور الأول: خص مفهوم التحدي في اللغة.. وعنى لغة إطلاقه في اللسان العربي.
المحور الثاني: خص مفهوم التحدي في الشرع.. وعنى التعريف العلمي على مفهومين: تحد حقيقي معجز لا تطاله المعارضة.. موضوعه تحدي العرب بالقرآن أن يأتوا بمثله أو بسورة.. ولم يعرف أنهم عارضوه.. وتحد مجازي ويصدق على ما عدى التحدي بالقرآن.. ولا يصدق عليه التعريف الشرعي..
المحور الثالث: خص مفهوم التحدي في الاصطلاح وعنى تعريف علماء الفقه والمنطق في تقريرهم بأن حقيقة التحدي بزه للمعارضة وإعجازه للمتحدى في مقابل تحمسه وقدرته البلاغية وحرصه على رد التحدي وبزه، لكنه عجز لبشريته لا بالصرفة المنطقية.. وإنما لافتقاده وصحة البرهان ودليله..
الفصل الثاني موضوعه ( توجيه خطوط التحدي العريضة وتحرير مقومات مجازها )
وقد عنى تقرير وتوجيه مفاهيم التعريف وشرح أبعادها موضوعاً ومادة وهذا ما سبق أن أشرنا بالإحالة إليه..
الفصل الثالث: موضوعه ( فتنة تنصير وتسويغ مستقبل عولمة التشريع )
وقد خص محاور شؤم التقنين الوضعي حصراً في تحديب العولمة تنظيراً وتنضيرا ( كتابة ودعوة ) وتحديداً في أربعة محاور:
محور فتنة عولمة الأحكام.. محور مبدأ فتنة التقنين ومحور توقع خسران ميزان القضاء به.. ومحور مفهوم عولمة الفكر.. ونظام الحكم.. ونتيجة هذه المحاور فساد العدل بضياع تطبيق أحكام الإسلام عقيدة وشريعة ومنهج حياة.
الفصل الرابع: موضوعه ( استكمال سياسية التجويع وتحقيق تحطيم الاقتصاد ) وقد عنى وخص تمهيده تقرير أربعة فروع محورية أولها خص البنك الدولي وصندوق النقد واستغلالها لحاجة العالم الثالث والدول النامية وسعيها الحثيث لتحطيم اقتصاد العالم الإسلامي لصالح اليهود، وهم المسيطرون على مجمع الأحداث في التنمية التجارية.. والزراعية.. والخدمات المشروطة.. وشروط اليوم مرهقات الغد..
الفصل الخامس: وموضوعه ( تعقيد سياسة نظام الحكم وتقشيب استبداد ولاته.. ) ويعني إزاحة الحكم الإسلامي واستبدال الديمقراطية منظرة الحريات المطلقة حتى لا يكون الحكم لله وإنما للبشر.. والنتيجة حكم الطاغوت يبغون..
الفصل السادس: وموضوعه ( إيقاع التزام الولاء وصدق البراء في غمرات موبقات الحداثة..) الخ.
وقد عنى هجمة الاستشراق والتجديد القومي والعلماني على الفقه الإسلامي والثقافة الإسلامية وعلى لغة القرآن الكريم وأصالتها وعلى عالمية التشريع في القرآن..
الفصل السابع: موضوعه ( تطبيق وإحلال علمنة التربية والتعليم والثقافة والإعلام ) وعنى إحلال الغربة في مستقبل الأمة.. ( غربة الإسلام ) بإخراج المسلمين عن وصفهم بخير أمة ليصبحوا أشر أمة في ميزان تطبيق الإسلام التربوي والتعليمي والثقافي الإعلامي..
وهذه المحاور في مجموعها عنت واهتمت بإبراز أخطار المستقبل في مواجهة الأمة الإسلامية وتقدير الحلول بإزالة أسباب الغربة ودرء الأخطار بالتصدي لها.. وأخطار المستقبل في تحديات الحاضر..
وإنها لهي الأسس التي صارت تدفع بها الموجات الصليببية والصهيونية، والإلحادية العالمية، إلى بر الفكر الإسلامي.. والعمل الإسلامي.. على مستوى أنواعه وتوصيفاته.. ليكون الإسلام بها غريباً..
وقد صارت كلها تشريع وتقنين وضعي، على منهج نضار العولمة.. ودعاة التغريب.. ورواد التحديث والتجديد.. ومحرري أسلمة البلشفة والتنقيح.. وأتباع المعاصرة، ومسايري الواقع على تقدير شرعية الضرورة والمصلحة..
إنها موجات التغريب الفكري، تدفع تحدياتها وتدعهما بإلقاء الشبهات في مقابل الخواء العلمي، والعملي، لدى جانب الموجهة ضد عامة الشباب الإسلامي، والأمة الإسلامية بعد الذي أصابها..
وشر البلية: اعتقاد هذه الأمة بشبابها، أنهم متروكون ومتجاوز عنهم خارج هدف الباطل وحزبه..
أو أنهم يملكون الخروج من المعركة والتخلص من المواجهة، أو تأجيلها.. أو أن سذاجتهم وطيبتهم ستقريهم، وتمنحهم صدق المصالحة، أو المهادنة، مع نظار التغريب العلماني الديمقراطي الكافر..
أو أنهم قادرون على الخروج من المعركة الفاصلة، بين الحق والباطل، بالأوهام الخادعة المتلقاة.. ظاهرها الإحلال، وباطنها الاستسلام..
ولقد اتضح بأن عامة مثل هذه الاعتقادات، أو التوهمات السلبية.. وقد أخذت مأخذها من الجد والالتزام، وحسب ذلك واقعاً مفروضاً.. وضرورة شرعية.. ومصلحة للأمة، دلت عليها هداية مفهوم فقه الواقع..!
اتضح بأنها سببت وارف الإيمان بإحلال شبهات التغريب، محل حقيقة واقعها..
وصدَّق عليهم إبليس ظنه.. كما صدَّق عليهم دعاة التغريب.. فتبعهم المسلمون حتى أطاعوهم، وأقبلوا على جلبهم عليهم.. مقتدين ومنفذين.. بل دعاة إيجاب وتحمل.. ومنظروا فكرة وتأثير.. إلا قليلاً منهم..
صدَّقوا عليهم بوضع الشبهات.. حتى أردوهم و ( أطاعوهم ) فيها!!!
أولاً: أن تأخر المسلمين عن ركب حضارة الغرب سببه الإسلام..
ثانياً: أن المدنية الغربية لا بد أن تؤخذ بحضارتها وثقافتها تصنيفاً وتوصيفاً.. وأنه لا يمكن بدون ذلك إحراز أي تقدم مدني في حياة المسلمين..
ثالثاً: إن الإسلام لا يستطيع أن يعطي للعالم المعاني الروحية..
رابعاً: صدقوهم في تعميق هوة الخلاف بين العروبة والإسلام بعد أن أوجدوا لهم ذلك بالإيقاظ للفتنة القائمة..
خامساً: تصديقهم بأن المسلمين لم يستيقظوا من غفلتهم إلا بإيقاظ الغرب لهم..
سادساً: قيامهم معهم بالتنكر والإنكار لدور الحضارة الإسلامية التي ازدهرت في وقت من الأوقات، وكانت سائدةً على مدى قرون خلت..
سابعاً: تصديقهم في دعوى بأن الفلسفة الإسلامية فلسفة يونانية نقلتها الأقلام العربية بواسطة الترجمة مكتوبة باللغة العربية..
ثامناً: إحلال التصديق بأن عظماء الفكر الإسلامي لم يكونوا عرباً وإنما كانوا عجماً..
تاسعاً: تجريد القول بأن على العالم الإسلامي إذا أراد نهوضاً ويقظة فإنه يلزمه التخلي عن ماضيه وضرورة انفصاله عنه..
عاشراً: العمل على واقع التصديق بأن اللغة العربية لغة ميتة كما هو حال اللاتينية، واللهجات هي اللغات الحديثة..
حادي عشر: إعلان الاعتراف بأن التاريخ الإسلامي غير دقيق أو غير واقعي وأنه محفوف بالثغرات.. لذلك يجب إلغاؤه وعدم العمل عليه وكذلك إنهاء الفصل به في كل حال..
تلك أهم الشبهات التي وقعت فيها المفاهيم المحدبة.. والتي واقعها يفرض وقائعها تحديات على طريق غد المستقبل..
وإنها لمجموعة أمثلة في الواقع، من الواقع، تعني: حقيقة واقع حجب الإسلام بالمسلمين..
وظاهر الوضوح على جميع المسميات التحدي المقامة على الحال، والتي ستقام في مواجهة أمة الإسلام: هي مجرد تحديات مجازية..
مكر وكيد وتربص.. مجموعة عوائق تبزها وتبطلها حقيقة الإعداد.. وتوفير مقومات الإرهاب.. المطلوب من الله عمله.. واجباً على المسلمين في مواجهة عدوهم وعدوه سبحانه، فهو يقول لهم آمراً.. مؤيداً ومبشراً:
وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدو الله وعدوكم( )..
وتدبر آي القرآن واستظهارها قولاً وعملاً.. يبطل كل ما يجري به المكر والكيد، ويكشف سر كل تربص بالمسلمين من أعدائهم المجرمين، بدليل قول الله سبحانه وتعالى:
وكذلك نفصل الآيات ولتستبين سبيل المجرمين( ) .
ومن المفاهيم المستفادة في هذا الكتاب:
أن قوة الاندفاع بالحق لا تنشأ فقط من شعور صاحب الحق أنه على الحق، ولكن كذلك من شعوره بأن الذي يحاده ويحاربه إنما هو على الباطل، وأنه يسلك سبيل المجرمين.
ومما علم وتقرر أن الحق أبلج، والسنة تتجدد كلما ظهر ضد معلومها، ومفهومها..
ومتى أسفر الكفر والباطل عن وجهه أجرى الله سنة وضوح الإيمان، وأبرز الخير والصلاح.. وأبان سبيل المجرمين وجعله هدفاً من أهداف التفصيل الرباني للآيات العظيمة على مستوى دلالالتها..
كذلك وضوح الألوان والخطوط على مستوى التوجهات.. هي التي سمت بإدراك الغبش، وقرع الشبهات، في موقف الكافرين، والمجرمين، وفي أساليبهم المتعددة والمتنوعة..
وأي تردٍ في مفهوم الإدراك الحقيقي لغبش وشبهة الألوان والخطوط في التوجهات التغريبية الاستشراقية والعلمانية.. فإنه يرتد غبشاً ووهماً وشبهة في موقف المؤمنين..
وإن أشق ما تواجهه الأمة الإسلامية اليوم هو الغبش، والغموض، واللبس الذي أحاط بمدلول لا إله إلا الله، وبمدلول الإسلام في حياتها..
ثم كذلك ما أحاط بمدلول الشرك، وبمدلول الجاهلية..
كما تتمثل معاناة الأمة اليوم في عدم استبانتها سبيل المجرمين من سبيل المؤمنين، واختلاط الشارات والعناوين، والتباس الأسماء واللافتات، والتيه الذي لا تتحد فيه مفارق الطريق!
وأيضاً تحرير المقارنة: المسلم يستحي أن يعلن التزامه بالإسلام عقيدة وشريعة، ثم أنه يتحرج أن يجهر بإقامة شعيرة الصلاة، في حضور اجتماع مختلط أو عام، أو في مجمع مؤتمر لهيئة أو منظمة دولية، مهما سمع المنادي بها حتى وإن كانت صلاة جمعة..!؟ ثم هو لا يتحرج أن يعلن رسمية عطلة يوم السبت والأحد.. ولا كذلك إعلان التزامه بقوانين إطلاق الحرية الشخصية.. والدينية.. عدى الإسلام فإنه يستحي أنه يعلن حرية التزامه..!!
بينما اليهودي يعتذر عن حضور أي منتدى أو اجتماع أو مؤتمر إذا صادف انعقاده يوم سبت. وإذا كان نصرانياً اعتذر إذا كان يوم أحد..!!
قوانين المسلمين القائمة بنظر حكام أنظمتها تحرم وتحظر إنشاء مسمى جماعة إسلامية.. بل تقنن حظر الاعتراف بحزب يعلن بأن شعاره هوية إسلامية..؟!
بينما اليهود والنصارى ومجتمعات الإلحاد في العالم يفخرون بانتمائهم لمعتقداتهم وأديانهم..؟!
لقد اختلط الأمر وتداخلت العوائق والتوجهات حتى ضاقت المخارج، ثم عميت (وأظلمت) إلى أن هزل البراء وتعقد الولاء.. وتحقق الانسياق وراء حركات التمييع الخادعة، والمخدوعة.. انساقت الأمة على مستوى علمائها ثم استشرى مرض المخادعة، فصارت تعتقد بسكوتها عن الإنكار للواقع، وبمجاملتها، وبمداهنتها لأهل الباطل، ورواد الإجرام أنها تخادعهم وتتسلى بهم.. والعكس صحيح فالكل خادع والكل مخدوع!!
وحسبوا ألا تكون فتنة.. وقد أشعلوها لازمة ومتعدية.. تلك جل مفاهيم وإيقاظات سياق تفصيلات الكتاب..
ويبقى من بنود هذه الخاتمة لازم تعليق الإشارة إلى مفهوم عموم موضوعه وقرار هذا يعني اشتماله على دعوة الأمة القائمة على هذا الدين.
دعوة إجمالية تعني الخاصة ( أهل الحل والعقد )..
والعامة.. ( المقتدين ) بأن يحققوا كلمة التوحيد ( العقيدة )..
ويقيموا أحكام الشريعة، ويتابعوا سنة محمد صلى الله عليه وآله وسلم، ويصدقوا المتابعة..
ويحسنوا القدوة في التآمر والتناهي.. وإحياء ركن الجهاد لإزاحة شبح طغاة الأرض وقد حالوا بين الإسلام وبين حرية الإنسان الدينية.. أن يلتزم الإسلام عقيدة، وشريعة، ومنهج حياة..! لكن أن يخرج الملتزم.. فنعم؟ وهم له من الناصحين..!! وعليه فإنه القرآن الكريم يقرر عند ذلك مقاتلتهم على ما ورد في قوله تعالى:
وقاتلوهم حتى لا تكون فتنة ويكون الدين كله لله( ) .
الجهاد شرع ركناً عظيماً ضمن مقومات الإسلام.
وتحقيقه في الأمة الإسلامية ضرورة حتى لا يبقى بين سكان الأرض جميعاً وبين دخولهم في الإسلام إلا المشيئة الاختيارية..
دون الإكراه في الدين تحقيقاً لقول الله تعالى:
لا إكراه في الدين قد تبين الرشد من الغي( ) .
ولقوله سبحانه:
فمن شاء فليؤمن ومن شاء فليكفر( ) .
وإيضاح الله تعالى لرسوله محمد صلى الله عليه وآله وسلم يقضي بواجب الالتزام بالتبليغ فقط أما سواه فعلى الله أمره، فهو يقول له:
إن عليك إلا البلاغ( ) .
ويقول له:
لست عليهم بوكيل( ) و لست عليهم بمسيطر( ) .
ويقول:
ليس عليك هداهم( ) .
ويقول له سبحانه:
قل هذه سبيلي أدعو إلى الله على بصيرة أنا ومن اتبعني( ) .
ذلك تقرير مفاهيم دلالات مواضيع التحديات المنوط بها سفرها والمعول عليها تحقيق عنوانه.
والله أسأل أن ينفع به الطالب والباحث والمقتصد..والسابق بالخيرات.
كما أسأله سبحانه أن يجزل لي الأجر والثواب على ما بذلت بما لا يتجاوز جهد المقل..
ومهما أصبت فمن الله الذي وفقني وسدد.. وإن يكن غير ذلك أو دونه فمن نفسي والشيطان.. وأرجو الله ألا يجعل له علي سلطاناً نصيراً.
والحمد لله رب العالمين.
بتاريخ20 ربيع الثاني سنة 1419هجرية على صاحبها وآله وأصحابه أفضل الصلاة وأزكى السلام. الموافق 13/8/1998م.
المؤلف
مصادر الكتاب عن مراجع مادة موضوعاته
م المصدر المؤلف
1 القرآن الكريم
2 أجنحة المكر الثلاثة عبد الرحمن حسن حبنكة الميداني
3 أخطاء الفلسفة المادية أنور الجندي
4 أخلاقيات وسلوكيات سعيد حوى
5 أساس البلاغة جار الله الزمخشري
6 أساليب الغزو الفكري د/ على محمد جريشة
7 أضواء البيان محمد الأمين الشنقيطي
8 أوليات الحركة الإسلامية د/ يوسف القرضاوي
9 أوهام العلمانية حول الرسالة والمنهج د/ يوسف القرضاوي
10 الإتقان في علوم القرآن للسيوطي
11 الأسس الخلقية للحركة الإسلامية أبو الأعلى المودودي
12 الإسلام بين العلماء والحكام عبد العزيز البدري
13 الإسلام هو الحل محمد عبد الله السمان
14 الأصوليات المعاصرة غارودي
15 الاعتقاد والهداية أبي بكر أحمد بن الحسين البيهقي
16 البداية والنهاية كتاب الفتن والملاحم ابن كثير
17 البيريسترويكا ميخائيل جورباتشوف
18 التبصرة في الدين أبي المظفر الإسفراييني
19 التعددية السياسية في الدولة الإسلامية د/ صلاح الصاوي
20 التفسير السياسي للإسلام عمر التلمساني
21 تلبيس إبليس ابن الجوزي
تابع مصادر الكتب عن مراجع مادة موضوعاته
22 الحضارة الإسلامية آدم ميتز
23 الحداثة في ميزان الإسلام عوض بن محمد القرني
24 الحل الإسلامي فريضة وضرورة د/ يوسف القرضاوي
25 الحلول المستوردة د/ يوسف القرضاوي
26 الحملة الأمريكية للقضاء على الإسلام نشرة خاصة
27 الديمقراطية نظام كفر عبد القديم زلوم
28 الطريق إلى الأصالة أنور الجندي
29 العمل الجماعي محاسنه وجوانب النقص فيه د/ عبد الوهاب الديلمي
30 الغربة والاغتراب ابن قيم الجوزية
31 القول الأمين في بيان فضائح المذبذبين أبي عبد الرحمن مقبل الوادعي
32 كتاب استخراج الجدال من القرآن الكريم الإمام/ ناصح الدين بن الحنبلي
33 القومية العربية في الفكر والممارسة بحوث ومناقشات
34 المتغيرات الدولية فتحي يكن
35 المستقبل لهذا الدين سيد قطب
36 المسلمون بين الماضي والحاضر والمستقبل وحيد الدين خان
37 الموسوعة الميسرة الندوة العالمية للشباب الإسلامي
38 النهضة حافظ صالح
39 اليقظة الإسلامية أنور الجندي
40 بلشفة الإسلام د/ صلاح الدين المنجد
41 تحديات في وجه المجتمع الإسلامي أنور الجندي
42 تراثنا الفكري محمد الغزالي
تابع مصادر الكتاب عن مراجع مادة موضوعاته
43 تهافت العلمانية د/ عماد الدين خليل
44 تهافت الفكر المادي التاريخي د/ محمد البهي
45 جاهلية القرن العشرين الأستاذ/ محمد قطب
46 جماعة المسلمين د/ صلاح الصاوي
47 حتى لا نخدع عبد الودود شلبي
48 دفع الشبهات ورد مفتريات محمد عبد الله الخطيب
49 رؤية إسلامية لأحوال العالم المعاصر الأستاذ/ محمد قطب
50 سقوط الجولان خليل مصطفى
51 شبهات حول الإسلام الأستاذ/ محمد قطب
52 شبهات في الفكر الإسلامي أنور الجندي
53 شريعة الله حاكمة د/ علي محمد جريشة
54 شؤم المعصية وبركة التقوى أحمد عز الدين البيانوني
55 طريق العزة يوسف السباتين
56 عوائق الانطلاقة الكبرى محمد عبد الهادي المصري
57 فلسفة النظام التعليمي د/ أحمد حسن عبيد
58 كلنا سواسية محمد موفق سليمة
59 لسان العرب ابن منظور
60 لعبة الأمم مايلز كويلاند
61 ماذا خسر العالم بانحطاط المسلمين أبو الحسن الندوي
62 مباحث في علوم القرآن الأستاذ/ مناع القطان
63 مثلث الخطر مصطفى نبيل
64 مجتمع الكراهية سعد جمعة
تابع مصادر الكتب عن مراجع مادة موضوعاته
65 مجموعة مجلة الفيصل مجلة ثقافية شهرية
66 محاذير وأخطار أنور الجندي
67 مذكرات مستر همفر
68 مسلمون.. وكفى عبد الكريم الخطيب
69 مشكلات الجيل في ضوء الإسلام محمد المجذوب
70 مشكلات الشباب في ضوء الإسلام د/ إسحاق أحمد فرحان
71 معضلات الاقتصاد وحلها في الإسلام أبو الأعلى المودودي
72 معوقات تطبيق الشريعة الإسلامية د/ علي جريشة
73 مفاهيم النفس والأخلاق والإجماع أنور الجندي
74 مفاهيم خطرة نشرة خاصة
75 منهج التربية الإسلامية الأستاذ/ محمد قطب
76 منهج الدعوة النبوية في المرحلة المكية د/ علي بن علي بن جابر الحربي
77 نظام الحكم في الإسلام تقي الدين النبهاني
78 نظرات في السيرة حسن البنا
79 نظريات وافدة أنور الجندي
80 نظم التعليم وفلسفتها د/ علي هود عباد
81 هزات الأسواق المالية نشرة خاصة
82 هموم المسلم المعاصر د/ يوسف القرضاوي
83 واقعنا المعاصر الأستاذ/ محمد قطب
م اســم الكتـــــــاب
1 القضاء وأهميته في الشريعة الإسلامية.
2 المال ومقوماته في الشريعة والقانون.
3 اجتهاد النبي صلى الله عليه وآله وسلم ليس وحياً.
4 مباحث في علوم القرآن وارتباطها بحق التلاوة.
5 إبطال دعوى التمثيل في قصص القرآن.
6 كتاب الثقافة القضائية.
7 التحديات المستقبلة التي تواجه الأمة الإسلامية في القرن المقبل.
8 تقرير بدعية التنفل بعد طلوع الفجر بين الأذان والإقامة فيما سوى ركعتي الفجر الخفيفتين فقط.
9 الخطب المنبرية المعاصرة.
10 المجاهد في الحق ( إبراهيم بن يحيى بن حسن الطيب ).
كتب للمؤلف
الفهـــــــرس
الفصل التمهيدي
مفهوم التحدي في اللغة وتقرير حده
مفهوم التحدي في الشرع
مفهوم التحدي في الاصطلاح
الفصل الثاني
الفصل الثاني:
توجيه خطوط التحدي العريضة وتحرير مقومات مجازها على نحو ما وردت تحت عنوان المجاز اللغوي العرفي، ربطا بالتعريف العام.
الفصل الثالث
المحور الأول:
مستقبل عولمة الأحكام الشرعية وعاقبة تقنينها
المحور الثاني:
فتنة أحداث تقنين الأحكام الشرعية
المحور الثالث:
توقع تحطيم هيئة القضاء على أعتاب عولمة تقنينه
المحور الرابع:
مستقبل عولمة الفكر ونظام الحكم
الفصل الرابع
سيطرة سياسة التجويع وتحقيق تحطيم الاقتصاد
التمهيد
الفرع الأول:
البنك الدولي وصندوق النقد فتنة على طريق مستقبل الاكتفاء الذاتي والتنمية الزراعية في البلاد العربية.
الفرع الثاني:
مقومات تحدي سياسة التجويع وتقدير عاقبة أمرها
الفرع الثالث:
تقرير وتنظير مقومات المخرج في دائرة مشكلة التحدي الاقتصادي
الفرع الرابع:
شهادة العصر على مسببات التصحر في اليمن الأرض السعيدة وتحديد مكانتها الزراعية في مجموعة الدول العربية
الفصل الخامس
تعقيد سياسة نظام الحكم وتقشيب ثوب استبداد ولاته
تمهيد
الفرع الأول:
الفرع الثاني:
الفصل السادس
إيقاع التزام الولاء وصدق البراء في غمرات موبقات الحداثة والتجديد على ذمة التزام العمومية فقه واقع الحال.
تمهيد
الفرع الأول:
التخذيل وأثره النفسي على التزام الولاء وصدق البراء.. وانعكاس تأثيره والبالغ هماً حاضراً ونظرة مستقبلة
الفرع الثاني:
فلسفة متابعة الواقع والتنظير للحداثة والتجديد خطرها وأبعاد تحدياتها المستقبلية
الفصل السابع
تطبيع وإحلال علمنة التربية والتعليم والثقافة والإعلام
تمهيد
المحور الأول:
مستقبل التعليم وواقعه التربوي
المحور الثاني:
مستقبل الإعلام وحاله الثقافي
المحور الثالث:
مفردات التحدي المشتركة بين التعليم والإعلام
الفصل العام
الفصل الثامن
ملخص المدخل وتقرير ختم موضوعاته
مصادر الكتاب عن مراجع مادة موضوعاته
كتب للمؤلف