جريدة الرياض - الثلاثاء 20 ذي القعدة 1429هـ - 18 نوفمبر 2008م - العدد 14757
الجرائم المعلوماتية وشبكة الإنترنت
نواف صالح الزهراني
باحث في تطبيقات الحكومة الإلكترونية
يعتبر إستخدام شبكات المعلومات المحلية (LAN)، أوالموسعة (WAN) كالشبكة العنكبوتية (الإنترنت) من الضروريات الهامة في تبادل البيانات والمعلومات محلياً ودولياً، وأصبح العالم بإستخدام شبكات المعلومات كالقرية الواحدة، وأصبح البحث عن المعلومة أكثرسهولة ومرونة من السابق بإستخدام الطريقة التقليدية، بالإضافة لإمكانية تبادل الرسائل البريدية بأسرع وقت وأقل تكلفة أو جهد بواسطة (البريد الإلكتروني)، كما ساهمت أيضاً محركات البحث المختلفة بتسهيل عملية البحث أو الوصول للمعلومة. وبإيجاز نستعرض بعض إيجابيات وسلبيات شبكة الإنترنت وذلك كأي تقنية بالإعتماد على المستخدم، فمن الإيجابيات أيضاً إضافة لما ذكر: التجارة الإلكترونية والتدريب الإلكتروني وفي المجال الثقافي البناء أو الإعلامي الهادف ونشر مبادئ الدين الإسلامي والدعوة إلية بالإضافة للتعرف على ثقافات الشعوب والتعرف على آخر الأخبار وما توصلت إليه التكنولوجيا على مدار الساعة، كذلك إقامة الإجتماعات عن بعد من داخل المملكة أو من خارجها من كافة أنحاء العالم كتقنية (Cisco Teleresence) التي تم تدشينها مؤخراً في السعودية التي تتيح تبادل النقاش! ات والحوارات الحية بين عدة مواقع مختلفة، أما السلبيات: كإستخدام الإنترنت لساعات طويلة في مجال التسليةوالترفيه، أو البحث عن مواقع غير أخلاقية أو مشبوهة أوحتى ممنوعة سياسياً، أو إستغلالها من قبل أشخاص أو جهات مجهولة أو إرهابية.
ويجب علينا أن نسخر الإنترنت للإستخدام الأمثل حتى لا يستغل في هدر طاقات شباب وإقتصاد الوطن، ويجب أيضاً الإهتمام بالمواقع الإلكترونية للقطاع الحكومي أو الخاص والتي تعتبر الواجهة أو البوابة الأولى التي يقابلها الزائر فمن المهم جداً توفير المعلومات الكافية بطريقة منظمة وتفاعلية لزائرالموقع لتطبيق التعاملات الإلكترونية وفقاً لتحقيق أهداف (الحكومة الإلكترونية)، بالإضافة لتحديث المعلومات عن كل ما يستجد بالمنشأة بشكل منتظم،
ومن منطلق الأمن المعلوماتي دعت الحاجة الماسة لحفظ حقوق مستخدمين شبكة المعلومات في إصدار قوانين صارمة تحت تصنيف ما يسمى ب (نظام الجرائم المعلوماتية)، والتي نص عليها مجلس الوزراء العام المنصرم 1428ه برئاسة خادم الحرمين الشريفين الملك عبد الله بن عبد العزيز - حفظه الله -، والذي يهدف إلى التقليل والحد من إنتشار الجرائم المعلوماتية وفرض عقوبات صارمة منها الغرامة المالية التي لا تتجاوز خمس مئة ألف ريال أوالسجن التي لاتزيد مدته عن سنة أو كليهما بحسب ما تقتضية الحاجة كإقتحام المواقع الإلكترونية أو شغل عناوينها أو العبث بتصاميمها، كذلك إستغلال الهاتف الجوال المزود بكاميرا أو ما في حكمه من أجل التشهير بالآخرين أوإلحاق الأذى بهم عبر التقنيات الحديثة، كذلك فرض النظام أشد العقوبات منها الغرامة المالية التي لاتتجاوز خمس! ة ملايين ريال أوالسجن التي لاتزيد مدته عن عشرسنوات أوكليهما كإنشاء مواقعاً لمنظمات إرهابية لترويج أفكارها الضالة وإتخاذ الشبكة العنكبوتية وسيلة للتواصل فيما بينها.
والمنشود من هذا النظام هوتحقيق الأمن المعلوماتي وحفظ حقوق الفرد والمجتمع والمساهمة في رفع وعي وثقافة المجتمع تجاه تقنيات العصرالمختلفة وتحقيق الوثوقية المأمولة لدى المستخدمين، وحبذا السعي في تقليل تكاليف الإنترنت الباهضة الثمن بالمملكة العربية السعودية من الجهات المسؤولة لتقليص نسبة محو أمية الحاسب والإنترنت والمساهمة في رفع مستوى الثقافة المعلوماتية لدى الأفراد.